قال ابنُ باز - رحمه الله - في "الفتاوى": أمَّا السيئات، فالذي عليه المحقِّقون من أهل العلم أنَّها لا تتضاعف من جهة العددِ، ولكن تتضاعفُ من جهة الكيفيَّة؛ لأن الله - سبحانه وتعالى - يقول: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [الأنعام: 160].
والسيِّئات لا تتضاعف من جهة العدد، لا في رمضانَ، ولا في المحرَّم، ولا في غيره، بل السيِّئة بواحدة؛ وإنما هذا من فضلِه - سبحانه وتعالى - وإحسانه. ولكنَّ سيِّئة الحرَم، وسيِّئة رمضانَ، وسيِّئة العشْرِ من ذي الحجة - أعظمُ إثمًا من السيِّئة فيما سواهما، ومما يدل على شدة الوعيد في سيِّئات الحرم أنها عظيمةٌ وشديدةٌ قولُه - تعالى -: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]. فهذا حال مَنْ هَمَّ بالسيئة في الحرَم، فكيف بحالِ من فعل السيِّئة؟![1]
[1] من كتاب "فتاوى إسلامية" 2/693، تحقيق محمد بن عبدالعزيز المسند.
رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Sharia/0/43104/#ixzz2Fb8rIkpd