« المختصر اللطيف من المنار المنيف »
المختصر اللطيف من المنار المنيف

سبب تأليف الكتاب :

قال ابن القيم :

وسئلت هل يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في سنده؟؟

فهذا سؤال عظيم القدر وإنما يعلم ذلك من تضلع في معرفة السنن الصحيحة واختلطت بلحمه ودمه وصار له فيها ملكة وصار له اختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار ومعرفة سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهديه فيما يأمر به وينهى عنه ويخبر عنه ويدعو إليه ويحبه ويكرهه ويشرعه للأمة بحيث كأنه مخالط للرسول صلى الله عليه وسلم كواحد من أصحابه


فمثل هذا يعرف من أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهديه وكلامه وما يجوز أن يخبر به وما لا يجوز ما لا يعرفه غيره وهذا شأن كل متبع مع متبوعه فإن للأخص به الحريص على تتبع أقواله وأفعاله من العلم بها والتمييز بين ما يصح أن ينسب إليه وما لا يصح ما ليس لمن لا يكون كذلك وهذا شأن المقلدين مع أئمتهم يعرفون أقوالهم ونصوصهم ومذاهبهم والله أعلم

قواعد لمعرفة الحديث الموضوع :

1- اشتماله على المجازفات التي لا يقول بمثلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة جدا

2- . كقولهم " من صلى يوم الأحد أربع ركعات بتسليمه واحدة يقرأ في كل ركعة الحمد و امن الرسول كتب الله له ألف ركعة وألف حجة وألف عمرة وألف غزوة وجعل الله بينه وبين النار ألف خندق ................"


فهذا فيه من الركاكة والظلمة والبرود مالا يخرج من مشكاة النبوة .


3- تكذيب الحس :

" إذا عطس الرجل عند الحديث فهو دليل صدقه " فهذا الحس يشهد بوضعه ولو عطس مائة ألف رجل عند حديث يروى عن النبي لم يحكم بصحته للعطس....

4- مناقضة الحديث لما جاءت به السنة الصحيحة الصريحة .


5- أن يدعي على النبي فعل عمل ظاهرا أمام الصحابة ............ كتمانة


6- أن الحديث باطل في نفسه يدل على عدم قول النبي صلى الله عليه وسلم مثل "المحبرة التي في السماء من عرق لا فاعي تحت العرش " و حديث " يا حميراء لا تغتسلي بالماء المشمس فإنه يورث البرص "


7- أن كلام الراوي لا يشبه كلام الأنبياء :


مثال " ثلاثة تزيد البصر :النظر إلي الخضرة , والوجه الحسن , والماء الجاري "


" إن طهر أقوام من الذنوب بالصلعة في رؤوسهم وإن عليا لأولهم "


تنبيه إن كل حديث يذكر فيه حسان الوجوه والثناء عليهم والنظر إليهم كذب مفترى .


8- أن يكون في الحديث تاريخ كذا وكذا .


مثال " إذا انكسف القمر في المحرم كان الغلا و القتال " ونحوه


9- أن يكون الحديث يوصف الأطباء والطرقية أشبهه والليق .


مثال " الهريسة تشد الظهر " "أكل السمك يوهن الجسد "


"إذا طنت أذن أحدكم فليصلي علي " وكل حديث فيه طنين الأذن فهو كذب .


وأحاديث العقل كلها كذب.


10- الأحاديث التي ذكر فيه الخضر و حياته .


"إن رسول صلى الله عليه وسلم كان في المسجد فسمع كلام من ورائه فذهبوا ينظرون فإذا هو الخضر "


11- أن تكون الشواهد الصحيحة تقوم على بطلان الحديث :


مثال " أن الأرض على صخرة وأن الصخرة على قرن ثور فإن حرك الثور رأسه تحركه الصخرة فتحركة الأرض فذلك هي الزلزلة "


12- مخالفة الحديث صريح القرآن :


مثال " أن الدنيا مقدارها سبعة ألاف سنة "


قال تعالى ( إن الله عنده علم الساعة )


13- يشبه ما وقع فيه الغلط :


مثال " خلق الله التربة يوم السبت "


تنبيه : كل حديث فيه الصخرة فهو كذب .


14- أحاديث صلوات الأيام والليالي :


كل حديث فيه صلاة يوم الأحد أو الاثنين أو آخر الأسبوع .


مثال " لا تغفلوا عن أول جمعة من رجب فإنها ليله تسميها الملائكة الرغائب "


15- ركاكة اللفاظ الحديث وسماجتها .


مثال "ارحموا عزيز قوم ذل , وغني قوم افتقر , وعالم يتلاعب به الصبيان "


" من فارق الدنيا وهو سكران دخل القبر وهو سكران وبعث من قبره وهو سكران , وأمر به إلى النار سكران , سبق إلى جبل يقال له سكران "


16- أحاديث ذم الترك وأحاديث ذم الخصبان وأحاديث ذم الممالليك .


مثاله " لو علم الله في الخصيان ما أخرج منهم ذريات تعبد الله "


17- أحاديث ذم الأولاد:


" لا يولد بعد المائة مولود فيه حاجة "


18- أحاديث التواريخ المستقبلية:


مثال " إذا كانت سنة ثلاثين ومائة كان الغرباء , قرآن في جوف ظالم ومصحف في بيت قوم لا يقرأ فيه "


19- أحاديث الاكتحال يوم عشوارء , فلم يرد فيه إلا صيامه وغيرها أكاذيب وأباطيل.


20- ذكر فضائل السور وثواب من قرأ سورة كذا , فله أجر كذا .


والذي صح منها التالي


أ*- أحاديث الفاتحة . البقرة . آل عمران . آية الكرسي . وأواخر سورة البقرة. والعشر الأوائل من سورة الكهف . وسورة الإخلاص . والمعوذتين . وماعدا ذلك من قبيل الضعيف أو الموضوع والكذب .


ب*- كل حديث في ذم معاوية فهو كذب .





شبهة الوضاعين:


قال بعض الجهال عند سؤاله عن الوضع قالوا : نحن نكذب لرسول الله صلى عليه وسلم لا نكذب عليه . ولم يعلم الجاهل أنه من قال عليه ما لم يقله فقد كذب عليه .


.............................. .............................. .............................. .........


فوائد في دراسة الأسانيد :





شروط صحة السند :


1-اتصال السند : أي السلامة من الانقطاع والانقطاع "خفي ، ظاهر جلي ، بتدليس أو بتعليق أو بإعضال"


ومعنى ذلك "كل راوي من رواة الحديث (السند) قد سمع من شيخه ويكون ذلك بالنظر في شيوخ الراوي أن وُجد فيهم أو لا


وينظر في تلاميذ الشيخ المروي عنه هذا الراوي وبذلك يتم التأكد .





فإن كان هناك شك فالعمل :


1-ينظر الباحث في ترجمة الراوي ويتتبع اسم شيخه عند أقوال أهل العلم هل وصف أحدهم روايته عنه بالإرسال أولم يسمع منه . فإن ثبت تنصيصاً فحينئذ قد يكون السند منقطعاً على هذا التقدير .


2-لإثبات السماع أو التحقق منه ينظر في رواية الراوي في الصحيحين إن كان من رجالهما أومن رجال أحدهما فإن وجد رواية له منفرداً فهذا دليلاً على ثبوت السماع واللقاء مثل " رواية إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس


* عند وجود تخالف في إثبات السماع ونفيه *


القاعدة : أعمال المثبت مقدم على النافي أولى .


3- التفريق بين ما رواه الراوي من كتاب وجده وبين ما رواه من كتاب شيخ قد ثبت سماعه ،


فإن كثيرا من أهل العلم لا يحتجون بما رُوي من كتاب الغير دون سماع


وهذا يختلف حكمه عن حكم من روى من كتاب غيره..........فإن الأخيرة يحتج بها مسلم بخلاف الأولى .


مثال : رواية أبي سفيان..... طلحة بن نافع ......... فقد احتج به مسلم في روايات كثيرة .


وتحايد البخاري فلم يذكر روايته إلا مقرونة بغيره احترازاً مما ذكره علي ابن المديني قال" أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث " والصحيح أنه سمع من جابر وصاحبه في سماعه سليمان ..............فكان سليمان يكتب وهو يحفظ


وقد اخرج الحاكم عن علي ابن المديني قال سمعت عبد الرحمن ابن مهدي يقول : كان شعبة يرى أحاديث أبي سفيان عن جابر إنما هو من كتاب .......... وهذا بلا شك بخلاف من روى من كتاب غيره ولم يقع له سماع أو اللقاء من صاحب الكتاب .





*نتيجة تحقيق الشرط الأول :


فإن تبين له انقطاع فلابد أن نبين نوعه :


أ-فإن كان الانقطاع في طبقة الصحابة فهو مرسل .


ب-وإن كان الانقطاع في طبقة غير الصحابة فهو معضل – منقطع


فيقال هذا إسناد منقطع.


ج- إذا كان الانقطاع في موضعين فهذا معضل ( إسناد معضل )


د-إذا كان الانقطاع في رواية ....لراوٍ موصف بالتدليس فهي على قسمين :


الأول : أن يثبت فعلا قد دلس بأن يروي من وجه آخر صحيح عنه مصرحا فيه بالواسطة بينه وبين شيخيه في السند فهذا مدلس حقيقة . فيقال :" هذا إسناد مدلس , دلسه فلان"


الثاني :أن تكون جميع المرويات الراوي لا يصرح بها بسماع مع عدم ورد راويه تدل على أنه قد دلس فهو محتمل للتدليس لا وقوعه. فالباحث يصف السند بقوله " هذا السند فيه فلان وهو موصف بالتدليس قد عنعنه ,

اختصره الفقير لعفو ربه


عبدا لله الرزقي القرني