تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: سؤال عن الشهادة والشهداء وأحكام غسلهم والصلاة عليهم. الشيخ: فؤاد أبو سعيد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    191

    افتراضي سؤال عن الشهادة والشهداء وأحكام غسلهم والصلاة عليهم. الشيخ: فؤاد أبو سعيد

    سؤال حول الشهادة والشهداء
    وأحكام غسلهم والصلاة عليهم
    فضيلة الشيخ
    فؤاد بن يوسف أبو سعيد حفظه الله تعالى
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين وبعد؛
    الشهادة تكون نتيجة القتال في سبيل الله سبحانه، وذلك بتلاقي جند الرحمن مع جند الشيطان، ويكون جيش المسلمين تحت قيادة واحدة لا متفرقة، يأتمرون بأمرها وينتهون بنهيها.
    فمتى وقع قتل في المعركة فالمقتول شهيد إن شاء الله تعالى نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله.
    [واتفقوا على أن الشهيد المقتول في المعركة لا يغسل]. اختلاف الأئمة العلماء لابن هبيرة الشيباني (1/ 178)
    أما بالنسبة للشهيد [الْجُنُبِ يُقْتَلُ فِي الْمَعْرَكَةِ فَاخْتَلَفُوا فِي الْجُنُبِ يُقْتَلُ فِي الْمَعْرَكَةِ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: لَا يُغْسَلُ وَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ، كَذَلِكَ قَالَ أَبُو ثَوْرٍ، وَقَالَ يَعْقُوبُ وَمُحَمَّدٌ: (جُنُبًا كَانَ أَوْ غَيْرَ جُنُبٍ لَا يُغْسَلُ). وَحَكَى أَبُو ثَوْرٍ عَنِ النُّعْمَانِ أَنَّهُ قَالَ: (يُغْسَلُ) قَالَ أَبُو بَكْرٍ: (لَا يُغْسَلُ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَّ تَرْكَ غَسْلِ الشَّهِيدِ وَالصَّلَاةِ عَلَيْهِ، فَذَلِكَ عَامٌّ لَا يُسْتَثْنَى مِنْهُ أَحَدٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ، بِغَيْرِ حُجَّةٍ)..]. الأوسط في السنن والإجماع والاختلاف لابن المنذر (5/ 351، 352)
    وفي الأسئلة والأجوبة الفقهية للسلمان [س446: من هو شهيد المعركة؟ وهل يغسل؟ وضح ذلك مع ذكر الدليل.
    ج: شهيد المعركة هو: من مات بسبب قتال كفار وقت قيام القتال لا يغسل ولا يصلى عليه، لما ورد عن جابر قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أُحد في الثوب الواحد»، ثم يقول: «أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟»، فإذا أشير إلى أحد قدمه في اللحد، وأمر بدفنهم في دمائهم، ولم يغسلوا ولم يصلَّ عليهم. رواه البخاري والنسائي وابن ماجه والترمذي، وصححه، عن أنس: (إن شهداء أُحد لم يغسلوا، ودفنوا بدمائهم ولم يصلَّ عليهم). رواه أحمد وأبو داود والترمذي
    وإن سقط من دابته، أو وُجِد ميتًا ولا أثر به، أو حُمِل فأكل أو شرب، أو طال بقاؤه عرفًا غسل وصلى عليه.
    أما من مات بغير فعل العدو؛ فلعدم مباشرتهم قتله وتسببهم فيه، فأشبه من مات بمرض.
    وأما من وجد ميتًا ولا أثر به، فلأن الأصل وجوب الغسل، فلا يسقط يقين ذلك بالشك في مسقطه.
    فإن كان به أثر لم يغسل ولم يصل عليه.
    وأما من حمل بعد جرحه فأكل ونحوه؛ فلأن النبي صلى الله عليه وسلم غسَّل سعدَ بنَ معاذ وصلى عليه، وكان شهيدًا رماه ابن العرقة يوم الخندق بسهم فقطع أكحله، فحمل إلى المسجد فلبث فيه أيامًا ثم مات]. الأسئلة والأجوبة الفقهية للسلمان (1/ 255)
    أما الشهيد الذي يغسّل ويكفّن ويصلَّى عليه فهو «مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ دَمِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَنْ قُتِلَ دُونَ أَهْلِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ»، وفي رواية: و «..مَنْ قُتِلَ دُونَ دِينِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ ..»، وفي رواية: «وَمَنْ قُتِلَ دُونَ مَظْلِمَتِهِ فَهُوَ شَهِيدٌ».
    قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ =ابنُ حزم= -رَحِمَهُ اللَّهُ-: [فَصَحَّ أَنَّ مَنْ قَتَلَهُ مِنْ الْبُغَاةِ فَإِنَّمَا قُتِلَ عَلَى أَحَدِ هَذِهِ الْوُجُوهِ، فَهُوَ فِي ظَاهِرِ الْأَمْرِ شَهِيدٌ، وَلَيْسَ كُلُّ شَهِيدٍ يُدْفَنُ دُونَ غُسْلٍ وَلَا صَلَاةٍ.
    وَقَدْ صَحَّ: أَنَّ الْمَبْطُونَ شَهِيدٌ، وَالْمَطْعُونَ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقَ شَهِيدٌ، وَصَاحِبَ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةَ تَمُوتُ بِجُمَعٍ شَهِيدٌ، وَصَاحِبَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، =وصاحب الحرق شهيد، ومن مات في سبيل الله –أي في طاعة الله- فهو شهيد، = وَكُلُّ هَؤُلَاءِ لَا خِلَافَ فِي أَنَّهُمْ يُغَسَّلُونَ وَيُكَفَّنُونَ وَيُصَلَّى عَلَيْهِمْ.
    وَالْأَصْلُ فِي كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُغَسَّلَ وَيُكَفَّنَ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ، إلَّا مَنْ خَصَّهُ نَصٌّ أَوْ إجْمَاعٌ، وَلَا نَصَّ وَلَا إجْمَاعَ، إلَّا فِيمَنْ قَتَلَهُ الْكُفَّارُ فِي الْمُعْتَرَكِ وَمَاتَ فِي مَصْرَعِهِ؛ فَهَؤُلَاءِ هُمْ الَّذِينَ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنْ يُزَمَّلُوا بِدِمَائِهِمْ فِي ثِيَابِهِمْ، وَيُدْفَنُوا كَمَا هُمْ دُونَ غُسْلٍ وَلَا تَكْفِينٍ، وَلَا يَجِبُ فَرْضًا عَلَيْهِمْ صَلَاةٌ، فَبَقِيَ سَائِرُ الشُّهَدَاءِ، وَالْمَوْتَى، عَلَى حُكْمِ الْإِسْلَامِ فِي الْغُسْلِ، وَالتَّكْفِينِ وَالصَّلَاةِ. وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ]. المحلى بالآثار (11/ 348، 349)
    أما الجريح في المعركة ثم عادوا به إلى موطنه فمات فهذا ما يسمَّى بالمرتثِّ و[الاِرْتِثَاثُ فِي اللُّغَةِ: أَنْ يُحْمَل الْجَرِيحُ مِنَ الْمَعْرَكَةِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ قَدْ أَثْخَنَتْهُ الْجِرَاحُ، يُقَال: ارْتُثَّ الرَّجُل -عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ- أَيْ حُمِل مِنَ الْمَعْرَكَةِ رَثِيثًا؛ أَيْ جَرِيحًا وَبِهِ رَمَقٌ، وَيَزِيدُ الْفُقَهَاءُ فِي تَعْرِيفِهِ بَعْضَ الْقُيُودِ، فَهُوَ عِنْدَهُمْ: الْخُرُوجُ عَنْ صِفَةِ الْقَتْلَى، وَالصَّيْرُورَة ُ إِلَى حَال الدُّنْيَا، وَالْمُرْتَثُّ هُوَ مَنْ حُمِل مِنَ الْمَعْرَكَةِ مُسْتَقِرَّ الْحَيَاةِ، بِأَنْ تَكَلَّمَ، أَوْ أَكَل أَوْ شَرِبَ، أَوْ نَامَ، أَوْ بَاعَ أَوِ ابْتَاعَ، أَوْ طَال بَقَاؤُهُ عُرْفًا، ثُمَّ مَاتَ بَعْدَ ذَلِكَ.
    =أما بالنسبة إلى= الْحُكْمُ الإجمَالِيُّ: فالْمُرْتَثُّ يُغَسَّل وَيُصَلَّى عَلَيْهِ، لأِنَّهُ لاَ يُعْتَبَرُ شَهِيدًا فِي حُكْمِ الدُّنْيَا، فَلاَ تَجْرِي عَلَيْهِ أَحْكَامُ الشُّهَدَاءِ.
    وَهُوَ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ شَهِيدًا فِي حُكْمِ الدُّنْيَا؛ فَهُوَ شَهِيدٌ فِي حَقِّ الثَّوَابِ، حَتَّى إِنَّهُ يَنَال ثَوَابَ الشُّهَدَاءِ، وَهَذَا بِاتِّفَاقٍ فِيمَنْ مَاتَ بَعْدَ الْمَعْرَكَةِ مَعَ الْكُفَّارِ...]. الموسوعة الفقهية الكويتية (3/ 9)
    والخلاصة:
    أن الشهداء أنواع:
    جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: [الشَّهِيدُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ: الأوَّل شَهِيدُ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ، وَالثَّانِي شَهِيدُ الدُّنْيَا، وَالثَّالِثُ شَهِيدُ الآْخِرَةِ.
    فَشَهِيدُ الدُّنْيَا وَالآْخِرَةِ هُوَ الَّذِي يُقْتَل فِي قِتَالٍ مَعَ الْكُفَّارِ، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ، لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا، وَكَلِمَةُ الَّذِينَ كَفَرُوا هِيَ السُّفْلَى، دُونَ غَرَضٍ مِنْ أَغْرَاضِ الدُّنْيَا...
    أَمَّا شَهِيدُ الدُّنْيَا: فَهُوَ مَنْ قُتِل فِي قِتَالٍ مَعَ الْكُفَّارِ وَقَدْ غَلَّ في الْغَنِيمَةِ، أَوْ قَاتَل رِيَاءً، أَوْ لِغَرَضٍ مِنْ أَغْرَاضِ الدُّنْيَا.
    وَأَمَّا شَهِيدُ الآْخِرَةِ: فَهُوَ الْمَقْتُول ظُلْمًا مِنْ غَيْرِ قِتَالٍ، وَكَالْمَيِّتِ بِدَاءِ الْبَطْنِ، أَوْ بِالطَّاعُونِ، أَوْ بِالْغَرَقِ، وَكَالْمَيِّتِ فِي الْغُرْبَةِ، وَكَطَالِبِ الْعِلْمِ إِذَا مَاتَ فِي طَلَبِهِ، وَالنُّفَسَاءِ الَّتِي تَمُوتُ فِي طَلْقِهَا، وَنَحْوِ ذَلِكَ]. الموسوعة الفقهية الكويتية (26/ 273)
    وَالدَّلِيلُ؛ [أَنَّ عُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ غُسِّلُوا وَصُلِّيَ عَلَيْهِمْ بِالِاتِّفَاقِ، وَاتَّفَقُوا عَلَى أَنَّهُمْ شُهَدَاءُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ]. المجموع شرح المهذب (5/ 264)
    والله أعلم

  2. #2
    محب الشيخ العلوان Guest

    افتراضي رد: سؤال عن الشهادة والشهداء وأحكام غسلهم والصلاة عليهم. الشيخ: فؤاد أبو سعيد

    جزا الله الشيخ فؤاد ابو سعيد خيرا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •