وهذا تخريجه للحديث القدسي(=خبر العصيان القدسي) الذي أرفقه مع هذا التخريج والحديث هو:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى: يا ابن آدم ما تُنصفني، أتحبّبُ إليك بالنّعم وتمقت إليّ بالمعاصي، خيري إليك مُنزل، وشَرُّك إليَّ صاعد، ولا يزال ملك كريم يأتيني عند كل يوم وليلة بعمل قبيح، يا بن آدم لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تعلم من الموصوف لسارعت إلى مقته "
بسم الله الرحمن الرحيم
(خبر العصيان القدسي)
هذا الخبر لا يروى مرفوعا إلا من طريق علي بن موسى الرضا عن آبائه من تلك النسخة المفبركة المدسوسة المصطنعة المكذوبة.
يرويها عن علي بن موسى أربعة من الكذابين التالفين الواهين الساقطين _ ولن ألتفت إلى الرواة قبلهم رغم ضعفهم وسقوطهم أيضا _؛ وهم:
- أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي.. فيما رواه:
(-) ابن عساكر في معجمه رقم (1270) بسندٍ لا يلتفت إليه ولا يعبأ به.
- أبو أحمد داود بن سليمان القزويني الغازي.. فيما رواه:
(-) الديلمي في "مسنده" -كما في "الغرائب الملتقطة" لابن حجر؛ و"زهر الفردوس" (مخطوطان)، عن إسحاق بن محمد بن كيسان.
(-) الرافعي في "التدوين" (3/3)، ابن النّجار في "ذيل بغداد" (19/136 العلمية)، أحمد بن عبد الواحد البخاري في جزء من تخريجه رقم(4) عن علي بن محمد بن مهرويه القزويني.
وأيضا كلا الطريقين مرويين بسندٍ لا يلتفت إليه ولا يعبأ به.
- أحمد بن عامر الطائي.. فيما رواه:
(-) ابن ناصر الدين في "نفحات الأخيار" (ص206)، أحمد بن عبد الواحد البخاري في جزء من تخريجه رقم(4) من طريق ابنه عنه بسندٍ تالفٍ لا يلتفت إليه ولا يعبأ به.
- علي بن مهدي بن صدقة الرقي.. فيما رواه:
(-) ابن لطيف في "جزئه" ؛ ومن طريقه أبو نصر الغازي في "جزء من أماليه" (مخطوطان) من طريق ابنه عنه بسندٍ تالفٍ لا يلتفت إليه ولا يعبأ به.
(*) بينما رواه مالك بن دينار، ووهب بن منبه عن بعض الكتب القديمة وجادة:
فأخرجه عن مالك بن دينار كلٌ من:
- ابن أبي الدنيا في "الشكر" رقم (43) ومن طريقه البيهقي في "الشعب" رقم (4269) والفراء الحنبلي في "طبقاته" (1/194) وأبو نعيم في "الحلية" (2/377) ومن طريقه ابن قدامة في "العلو" رقم (73).
قال الإمام الذهبي في العلو: (إسناده مظلم).
(قلت): وهو كما قال رحمه الله، شيخ المصنف ضعيف جداً يخطئ ويهم قد تركه الأكثر، والراويين فيما بينه وبين مالك بن دينار مجهولا الحال والعين لا يعرفان.
وأخرجه عن وهب بن منبه؛ كلٌ من:
- الدينوري في المجالسة رقم (181) ومن طريقه ابن جماعة في مشيخته (ص373) عن إدريس بن سنان.
(قلت): وسنده تالف بالمرة؛ يرويه الدينوري من طريق عبد المنعم بن إدريس عن أبيه، وعبد المنعم هذا متروك كذاب أفاك عليه من الله ما يستحق، وأبوه ضعيف جدا قد ترك الأئمة حديثه على قلته؛ خاصة ما كان من طريق ابنه الكذاب.
- أبو نعيم في الحلية (3/174، 179 دار الحديث) عن بكار بن عبد الله.
(قلت): وسنده ضعيف جدا؛ يرويه أبو نعيم عن أبيه، عن راويين مجهولين لا يعرفان، عن عبد الرزاق.. ناهيك عن لين والد أبو نعيم رغم صدقه في نفسه.
وما ذكر الإمام ابن القيم بأنه أثر حسن فمن جهة لفظه ومعناه لا سنده والحكم عليه. فتنبه
فبان معك أن هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عن غيره حتى؛ لا يصح ولا يثبت بل هو كذبٌ وأفك مفترى.
والحمد لله رب العالمين