رابعًا المكروه :
لغة : المبغض .
ـ اصطلاحًا : ما نهي عنه الشارع لا علي وجه الإلزام بالترك كأكل البصل وغيره .
حكم المكروه : يثاب تاركه امتثالا ولا يعاقب فاعله .
* مسائل تتعلق بالمكروه :
المسألة الأولي : قد يأتي لفظ المكروه ولم يقصد به إثابة تاركه امتثالًا .
قد يأتي بمعني الحرام كما في قوله تعالي " وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان " الحجرات 7 ، وكقواه تعالي " كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها " الإسراء : 38 .
المسألة الثانية : قسم الأحناف المكروه إلي :
1 ـ المكروه كراهة تنزيهية 2 ـ المكروه كراهة تحريمية .
لأن عندهم المكروه بالدليل القطعي هو التحريم وبالدليل الظني هو التنزيه .
المسألة الثالثة : المكروه متفاوت في الدرجات ، فمنه ما هو أدني درجات الكراهة وما هو في أعلي درجات الكراهة ويتعين ذلك بالقرائن ، فأعلي درجات الكراهة المتشابهات لقول النبي " صلي الله عليه وسلم " في حديث النعمان بن بشير عند مسلم " الحلال بين والحرام بين وبينهما أمور مشتبهات .... الحديث " فهي أعلي درجات الكراهة لأنها حاجز بين الحلال والحرام .
المسألة الرابعة : المكروه بالجزء يحرم بالكل وليس للعبد أن يتهاون بالمكروهات فالإصرار على الصغيرة قد يسير كبيرة .
المسألة الخامسة : كما أن المستحب مقدمة للواجب فإن المكروه مقدمة للحرام ، لأن من اعتاد المكروه هان عليه فعل الحرام .
خامسًا المباح :
لغة : المعلن والمأذون فيه .
اصطلاحًا : ما لا يتعلق به أمر ولا نهي لذاته كالأكل في رمضان ليلاً ، حكمه ما دام علي وصف الإباحة فإنه لا يترتب عليه ثواب ولا عقاب ويسمي حلالًا وجائزًا .
* مسائل تتعلق بالمباح :
المسألة الأولي : اختلف العلماء هل المباح له تعلق بالأحكام التكليفية أم لا ؟
حيث أنه لا يظهر فيه الأمر ، ذكر بعضهم أنه ذكر لتكميل القسمة ويري بعضهم أن المباح يراد به التكليف .
المسألة الثانية : المباح بالجزء مستحب بالكل : كالتمتع بالطيبات ، وقد يكون المباح بالكل واجب بالجزء مثل ترك الطعام بالكل وإن كان مباحا ولكنه يجب عليه أن يأكل إذا كاد يهلك .
المسألة الثالثة : المباح قد يكون وسيلة للمنهي عنه أو المأمور به : وهو ما سماه الفقهاء الوسائل لها حكم المقاصد مثل شراء السلاح فهو مباح أما إن كان هناك فتنة بين المسلمين أصبح حراما وإن كان للجهاد ضدا للعدو فهو واجب وهكذا ...... .
المسألة الرابعة : تنقسم الإباحة إلي قسمين :
1 ـ إباحة شرعية : هي التي عرفت عن طريق الشرع كقوله تعالي " أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلي نسائكم ..... الآية " 187 البقرة .
2 ـ إباحة عقلية : وهي تسمي الإباحة الأصلية كقول الفقهاء الأصل في الأشياء الإباحة كقول الله تعالي " هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ....... الآية " 29 البقرة .
نكمل إن شاء الله تعالى .