تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كَظْمُ الْغَيْظِ وَضَبْطُ النَّفْسِ .. سِمَةٌ من أناة الحلم أَيْنَ نَحْنُ مِنْهَا ؟؟؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    32

    Post كَظْمُ الْغَيْظِ وَضَبْطُ النَّفْسِ .. سِمَةٌ من أناة الحلم أَيْنَ نَحْنُ مِنْهَا ؟؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    إن الحمد لله نحمده ونستعين به ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
    ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
    اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


    إرتأينا أن نختار لكم خصلة من أعظم الخصال وهي (كظم الغيظ وضبط النفس )

    وهي الحلقة الغائبة في المجتمعات العربية الإسلآمية الواسعة ، بل تكاد منعدمة بين أفراد مجتمعنا اليوم بصفة عامة,

    أصبحنا من خلالها لانرى فيهم أي وصفاتٍ نبوية يحملونها من دستور هذه الأمة الإسلامية ألا وهو القرآن الكريم وسنة نبينا صلوات ربي وسلامه عليه ، إلا من رحم ربي..


    لقد تعود الناس على إظهارالغضب ، لأنه سلاح فتَّاك وبركان خامد وقوة تقهركيان الإنسان ، وتدفعه إلى ارتكاب أفعالٍ ماكان ليأتيها ، فسرعان مايعتريه الندم بعدها (أي الأفعال )على مافاته من كظم الغيظ،يعود للوم نفسه ، وتشتد عليه الحسرة والألم على ماوقع له في ذلك الحادث..

    فتجنَّبُ الغضب يحتاج إلى ضبط النفس ، والقرآن الكريم أعطانا صوراً رائعة تمثلت في أنبياء الله وكان منهم السلوك النبوي الراشد,

    جآء في قوله تعالى عن قصة موسى عليه السلآم :( ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح,)الآية 154 من سورة الأعراف,

    فبعد سكون الغضب لجره أخيه فيه من قوله تعالى:(وألقى الألواح وأخذ برأس أخيه يجره إليه.. )

    عاد إلى ضبط نفسه ومقارعتها وإعادتها إلى نصيب الحلم وهو الأناة الحسنة,

    وفي هذا السلوك القويم يخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في حديثٍ له" قال:
    (
    ليس الشديد بالصرعة ، وإنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب..)رواه أحمد متفق عليه,

    قال الله تعالى :

    (سارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والاَرضُ أُعِدَّتْ للمتقين الذين* ينفقون في السرَّاء والضرآء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناسِ والله يحب المحسنين*)الآية 132-133من سورة آل عمران

    -فمن صفات المتقين في هذه الآية الكريمة والصريحة " كظم الغيظ وإظهار الرحمة بالعفو عند المقدرة ، وهي معاني سامية تبين كيفية ضبط النفس ومنعها من التصرف الخطأ في أعسرالمواقف التي يتلقاها الإنسان المسلم في حياته ، ينبغي أن يظهر خلالها الشجاعة والحكمة وحسن التعامل مع الأحداث التي تفاجئه في المجتمع..

    وأيضا من يتمعَّنُ جيداً في هاتين الجملتين ( كظم الغيظ وضبط النفس) يجد أن لهما تشابها لطيفاًً

    فمن ضَبَطَ نفسه يستطيع أن يكظم غيظه ويحبس الغضب الذي بداخله,


    ****معنى كَظْم الغَيْظ لغةً واصطلاحاً:

    معنى الكَظْم لغةً:
    الكاف والظَّاء والميم، أَصْلٌ صحيحٌ يَدُلُّ على معنًى واحد، وهو الإمساك، والجَمعُ للشَّيء.
    وأَصْل الكَظْم: حَبْسُ الشَّيء عن امتلائه، يقال: كَظَمْت القِرْبَة، إذا ملَأْتها.
    ويقال: كَظَمْت الْغَيْظَ، أَكْظِمُه كَظْماً، إِذَا أَمْسَكت على ما في نفسك منه. ويقال: كَظَمَ البعيرُ على جِرَّته، إذا ردَّدها في حَلْقِه. وكَظَمَ البعير، يَكْظِمُ كُظُوماً، إذا أمسك عن الجِرَّة، فهو كَاظِمٌ .
    معنى الكَظْم اصطلاحاً:
    قال المناوي: (الكَظْم: الإمْسَاك على ما في النَّفس من صَفْحٍ أو غَيْظٍ).
    معنى الغَيْظ لغةً:
    الغَيْظ: الغَضَب، وقيل: الغَيْظ غَضَبٌ كامنٌ للعاجز، وقيل: هو أشدُّ من الغَضَب، وقيل: هو سَوْرَته وأوَّله. وغِظْت فلاناً، أَغِيظُه غَيْظاً. وقد غَاظَه، فاغْتَاظ. وغَيَّظه، فتَغَيَّظ، وهو مَغِيظ.
    وقال صاحب ((المصباح)): (الغَيْظ: الغَضَب المُحِيط بالكَبِد، وهو أَشَدُّ الحَنَق) .
    وقال الأصفهاني: (الغَيْظ: أشدُّ الغَضَب، وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من فَوَرَان دم قلبه).
    معنى الغَيْظ اصطلاحاً:
    قال المناوي: (الغَيْظ: أشدُّ الغَضَب، وهو الحرارة التي يجدها الإنسان من ثَوَرَان دم قلبه، وقيل: هو الغَضَب المُحِيط بالكَبِد، وهو أشَدُّ الحَنَق).
    معنى كَظْم الغَيْظ اصطلاحاً:
    من خلال ما سبق في تعريف كلِّ لفظةٍ على حِدَةٍ، عرَّف أهل التَّفسير كَظْم الغَيْظ مركَّباً، فقالوا: كَظْم الغَيْظ: تجرُّعه، واحتمال سببه، والصَّبر عليه.
    ويقال: كَظَم غَيْظَه، أي: سكت عليه، ولم يُظْهِره بقولٍ أو فعلٍ، مع قُدْرته على إيقاعه بعدوِّه.
    وقال ابن عطيَّة: (كَظْم الغَيْظ: ردُّه في الجَوْف إذا كاد أن يخرج مِن كَثْرَته، فضبطه ومَنَعَه).



    وقد وردت أحاديث كثيرة فيها بيان فضل كظم الغيظ وضبط النفس

    -أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : "مَا مِنْ جُرْعَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ جُرْعَةٍ كَظَمَهَا رَجُلٌ ، أَوْ جُرْعَةِ صَبْرٍ عَلَى مُصِيبَةٍ ، وَمَا مِنْ قَطْرَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَطْرَةِ دَمْعٍ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ، أَوْ قَطْرَةِ دَمٍ أُهْرِيقَتْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ" . حديث مرفوع.

    -أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ ، يَعْنِي : ابْنَ أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي أَبُو مَرْحُومٍ ، عَنِ ابْنِ الْحُصَيْنِ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ ، قَالَ ابْنُ مَالِكٍ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ دَعَاهُ اللَّهُ - تَعَالَى - يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلائِقِ ثُمَّ يُخَيَّرُ أَيَّ الْحُورِ الْعِينِ شَاءَ . حديث مرفوع.

    -قَالَ أَحْمَدُ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا تَجَرَّعَ عَبْدٌ جَرْعَةً أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ جَرْعَةِ غَيْظٍ يَكْظِمُهَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ تَعَالَى. . حديث مرفوع.


    ذكر بعض العلماء بعضاً من وسائل ضبط النفس "

    العلم حصن حصين- تحري الحكمة - رجاحة العقل- ضبط اللسان- التجرد لله جل وعلا- التربية الجادة وحسن الخلق -معرفة مآلات الأمور- الأعراض عن الجاهلين- دفع السيئة بالحسنة- الاستشارة- الصبر والتقوى- الالتزام بما ورد في الشرع الذهاب الغضب

    وأخيرا نقف مع نقطتين مهمتين:
    ثمار ضبط النفس:
    - أولا ثمرة من ثمار ضبط النفس الاتصاف بصفة من صفات المتقين.
    - تجنيب النفس الحسرة والندامة.
    - القدوة الصالحة.

    *******************

    نسأل الله أن يجنِّبنا الغضب لأنفسنا ، وأن يجعله في الله ، ولله ، ولمحارم الله ، وأن يكون وسيلة للضوابط الشرعية وأن يلهمنا الخير والسعادة والبشارة والآمان

    إنه ولي ذلك والقادر عليه، وفي الختآم أجمل السلآم

    بقلم / سعيد الرحماني

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: كَظْمُ الْغَيْظِ وَضَبْطُ النَّفْسِ .. سِمَةٌ من أناة الحلم أَيْنَ نَحْنُ مِنْهَا


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    موضوعٌ قيِّم ، مُوُّثَّقٌ لغةً واصطلاحا وتأصيلا علميَّا ، كما أنَّه من النَّافعِ المُرتَبِط بحاجة المجتمعاتِ الآنية ، وحاجة الأفراد أيضاً . ومن الإثراءِ الربطُ بين الدلالة الدينية والعلوم المعاصرة - اللُغويّة وغيرها - بما يؤكّد أنّ الخطاب الإسلامي قادرٌ على التّصدي للعقل الإنساني مهما بلغت آفاقُه المعرفيّة .
    جزاكَ اللهُ خيراً أخي وأحسنَ إليك ، ونفعَ بك .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    32

    افتراضي رد: كَظْمُ الْغَيْظِ وَضَبْطُ النَّفْسِ .. سِمَةٌ من أناة الحلم أَيْنَ نَحْنُ مِنْهَا

    بارك الله في أختنا الفاضلة على التقييم المميز
    والمرور الذي أعطى موضوعنا المتواضع حلة بهية
    أحسنت أحسن الله إليك
    بوركت من أصل

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •