خطورةُ المنافقين والمارقين في الصدِّ عن نهج سيِّد المرسلين (أعلامٌ وأقوالٌ) .
الحمدُ لله ، والصلاةُ والسَّلام على رسول الله_صلى الله عليه وسلم_ أما بعدُ :
فهذه سلسلةٌ نمضى فيها _أن شاء الله تعالى_ ، مستعينين بالله العظيم ، في إيراد شبة الملحدين والمنافقين والمارقين من الدين ، والردُّ عليهم بجوابٍ واضحٍ قويمٍ ، يُستمد قوته ؛ من كتاب ربِّ العالمين ، وسنة النبي الآمين ، عليه أفضل الصلاة والتسليم :
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة في "الفتاوي" (4/104) : "وَكَانَ كَثِيرٌ مِمَّنْ يَنْتَسِبُ إلَى الْإِسْلَامِ ؛ فِيهِ مِنْ النِّفَاقِ وَالرِّدَّةِ ، مَا أَوْجَبَ تَسْلِيطَ الْمُشْرِكِينَ وَأَهْلَ الْكِتَابِ عَلَى بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ .
فَتَجِدُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيَّ ؛ يَطْعَنُ فِي دَلَالَةِ الْأَدِلَّةِ اللَّفْظِيَّةِ عَلَى الْيَقِينِ ، وَفِي إفَادَةِ الْأَخْبَارِ لِلْعِلْمِ ، وَهَذَانِ هُمَا مُقَدِّمَتَا الزَّنْدَقَةِ _كَمَا قَدَّمْنَاهُ_ ، ثمَّ يَعْتَمِدُ فِيمَا أَقَرَّ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْإِسْلَامِ ، عَلَى مَا عُلِمَ بِالِاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الْإِسْلَامِ ، مِثْلُ : الْعِبَادَاتِ ، وَالْمُحَرَّمَا تِ الظَّاهِرَةِ ، وَكَذَلِكَ الْإِقْرَارُ بِمَعَادِ الْأَجْسَادِ - بَعْدَ الِاطِّلَاعِ عَلَى التَّفَاسِيرِ وَالْأَحَادِيثِ - يَجْعَلُ الْعِلْمَ بِذَلِكَ مُسْتَفَادًا مِنْ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ ؛ فَلَا يُعَطِّلُ تَعْطِيلَ الْفَلَاسِفَةِ الصَّابِئِينَ ، وَلَا يُقِرُّ إقْرَارَ الْحُنَفَاءِ الْعُلَمَاءِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَكَذَلِكَ " الصَّحَابَةُ " ، وَإِنْ كَانَ يَقُولُ بِعَدَالَتِهِمْ فِيمَا نَقَلُوهُ ، وَبِعِلْمِهِمْ فِي الْجُمْلَةِ ؛ لَكِنْ يَزْعُمُ فِي مَوَاضِعَ: " أَنَّهُمْ لَمْ يَعْلَمُوا شُبُهَاتِ الْفَلَاسِفَةِ ، وَمَا خَاضُوا فِيهِ ، إذْ لَمْ يَجِدْ مَأْثُورًا عَنْهُمْ ، التَّكَلُّمَ بِلُغَةِ الْفَلَاسِفَةِ ، وَيَجْعَلُ هَذَا حُجَّةً لَهُ فِي الرَّدِّ عَلَى مَنْ زَعَمَ .." .