لقد استفرغ الغرب وسعه ، ولم يأل جهدا في سبيل التأثير على العقل الجمعي لدهماء المسلمين ، وجرب أساليب عدة ، وابتكر أخرى ، عله يظفر بغايته ، فلم يجد سبيلا أنجع لذلك من التشكيك في النصوص وتأويلها ، وضرب بعضها ببعض ، وهو ما يعرف بحركات الإستشراق التي طورت من أساليبها وخدعها ، وأتت لكل جيل بما يستسيغه ، ويتقبله من إغواء .
واليوم ونحن في عصر المعلوماتية ليجد اللبيب لفافة واسعة من تلك الأساليب ، تارة باسم الحرية ، وأخرى بدعوى التقدم والانفتاح ، وثالثاً لغرض التطور والإصلاح ، ورابعاً لضرورة العيش لعلة فقه الواقع ، وغيرها مما يصعب حصره ، الأمر الذي يضاعف الضغط على كاهل العلماء والمتعلمين للتحذير منه ، وربط الأمة بسلفها ، فكما هو معروف لا يصلح أمر آخر الأمة إلا بما صلح به أولها ، وفق الله الجميع