*** كلَّ عام هجريٍّ جديدٍ وأنا وأنتم وأهلِ بيتي ورَحِمي وقرابتي وجميع خلق اللهِ من المسلمين في خيرٍ وفي طاعَة اللهِ وفي رحمته ومَعيّته وعفوه ورضاه ... في هذا اليوم المهيب تتجدّدُ ذكرى الهجرة النّبويّة الكريمة... وتنبعثُ فيه فينا ذكرياتِ خُطى الرسولِ الكريم ... خُطَاهُ وهجرَتِه إلى دين الله بذلاً وإيثاراً وفِداءً وبعثَاً لمجتمعٍ إسلاميٍ جديدٍ مُشرقٍ بالتّوحيد والطّاعاتِ والطّهر والقنوتِ والقوّة والفروسيّة والنّضالِ والمشاركة والتّقاسم في السّراء والضّراء ... في هذا اليوم المهيبِ الجليل تُحلّقُ حولَنا نسائمٌ كريمةٌ عطرةٌ من روح الرسولِ الكريم - عليه أفضل صلوات ربي وتسليمه - ومن أرواح صحابته عليهم رضوان الله ... تُحلّق هذه النسائمُ فوّاحة بما قدّم أصحابُها من جليلِ الأعمال في سبيل الله ...
*** وكأنّ هذه الأرواحُ الطاهرة تقول لنا : " هكذا كانت هجرتي إلى الله ... وهكذا كانت هجرتي بدينه فداء ودعوةً وبطولةً قوليّة وفعليّة ... لقد نَصَرْنا اللهَ قولاً وَعَمَلاً ... فأينَ هِجْرَتُكُم ... ؟! أينَ هِجرتُكُم ... ؟! "
*** إنّ هذا السؤال تطرحُهُ هذه الأرواحُ الطَّاهرة في مطلع كلّ عامٍ هجريٍ ... فأجيبوها هذا العام بأنّنا على عزمٍ - إن شاء الله - أنْ نُحييَ المعنى الحقيقيَّ للهجرةِ فنُهاجِرَ بصالح أعمالِنا إلى جنّة اللِه الواعِدة ... ونُهاجِرَ إلى رحمته وعفوه بهَجِر ما يُغضبه ... أنْ نتمثّل المعنى الحقيقيّ الذي أراد اللهُ أنْ نتمثّله من هجرةِ الرسولِ ... هذا المعنى الجوهريّ هو : نُصرةُ الدّين الإسلاميّ قولاً وعملاً وافتدائه وقتما طلبَ الفداء ... الهجرة هي تجديدُ قوى الإسلام ... وتطهير أنفسنا ممّا يقفُ عائقاً دونَ هجرتنا إلى رحمة اللهِ ورضاهُ ...
في العامِ الهجريّ الجديد : اهْجُرُوا ... وهاجِروا ..

****************************** **
بقلمِ : جاميليـــــــــ ــــــــا حفني