الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
أما بعد فهذه أوجه بلاغية لأيات كريمة انتقيتها من تفسير الشيخ وهبة الزحيلي و كتاب صفوة التفاسير للشيخ الصابوني
01 - أية النمل :
هذه الأية على صغرها تضمنت لمسات بيانية كثيرة منها ورود النداء والتنبيه في قوله تعالى :يا أيها النمل و الأمر في قوله :أدخلوا مساكنكم و التحذير في قوله تعالى :لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ كما أن في هذا الجزء تخصيص ثم تعميم إذ أنها خصصت سليمان ثم عممت الجنود رغم أنه عليه السلام داخل معهم في مروره على قرية النمل إشارة من النملة إلى رفيع قدره وعلو منزلته و شرفه عليه السلام ، كما أن في تعقيب النملة قولها ب وهم لا يشعرون وجه بلاغي يتمثل في الاعتذار الحسن
02 - سورة المسد :
قال الشيخ الصابوني في صفوة التفاسير :تضمنت السورة الكريمة وجوها من البديع والبيان نوجزها فيما يلي :1- المجاز المرسل [يدا أبى لهب ] أطلق الجزء وأراد الكل أي هلك أبو لهب.
2-الجناس بين [أبى لهب ] وبين قوله [نارا ذات لهب ] فالأول كنية ، والثاني وصف للنار.
3- الكنية للتصغير والتحقير [أى لهب ] فليس المراد تكريمه بل تشهيره ، كأبي جهل .
4- الإستعارة اللطيفة [حمالة الحطب ] مستعار للنميمة وهي إستعارة مشهورة قال الشاعر : "ولم يمش بين الحى بالحطب الرطب.
5-الاختصاص بالنصب على الشتم والذم [وإمرأته حمالة الحطب ] أي أخص بالذم حمالة الحطب ، وهذا من أساليب العرب ، ينصبون المفعول على المدح ، أو الذم .
6-توافق الفواصل مراعاة لرءوس الآيات ، وهو من المحسنات البديعية (لهب ، كسب ، حمالة الحطب ) إلى آخره.
03 -سورة الكافرون :
من وجوه بلاغتها ما يلي :
01 - خاطب سبحانه مشركو مكة بالوصف [يا أيها الكافرون ] وهذا تشنيعا منه عز وجل لهم وتبيخا لصنيعهم إذ لم يؤمنوا برسوله الكريم
02 - ورد في قوله تعالى [لا أعبد ما تعبدون ] محسن بديعي يتمثل في الطباق نوعه طباق السلب فقوله ( لا أعبد ) نفي وقوله (ما تعبدون ) إيجاب
03 - ومن المحسنات البديعية كذلك لهذه السورة المقابلة بين كل! من الجملتين الأوليين [لا أعبد ما تعبدون ] [ولا أنتم عابدون ما أعبد] في الحال ، والمقابلة بين الجملتين الأخريين [ولا أنا عابد ما عبدتم ] [ولا أنتم عابدون ما أعبد] في الاستقبال
04 - توافق الفواصل في قوله ( الكافرون ) (ما تعبدون ) ...
بحليل محمد البوكانوني