الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد فهذه طائفة من احاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ضعفها محدث العصر الإمام العظيم الألباني رحمه الله و أستدرك عليه فيها ، وقد انتقيت جلها من رسالة الشيخ العلامة عبد العزيز المشيقح حفظه الله
01- وعن معاذ الجهني قال : قال رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : : « مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا ، لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا » . رواه أحمد وأبو داود .
قال في تخريج أحاديث المشكاة : إسناده ضعيف ( جـ 1 ص 660) . انتهى .
قال الشيخ المشيقح :ليس الأمر كما قال : بل حسن أو صحيح . ولعله لم يطلع على ما يشهد له وقد ورد ما يشهد له ويقويه من حديث بريدة قال : الإمام أحمد حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : : « يَلْقَى الْقُرْآنَ صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ ؟ فَيَقُولُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ وَإِنَّكَ الْيَوْمَ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ . فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولانِ بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ » . (جـ5 ص348) .
وهذا الإسناد على شرط مسلم فقد خرج لبشير بن مهاجر في صحيحه ، ورواه الحاكم وصححه . ووافقه الذهبي ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (جـ 7 ص 159) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وذكر له شواهد من حديث أبي أمامة وأبي هريرة ومعاذ بن جبل . وبالجملة فالحديث أقل أحواله أن يكون حسنًا والقول بصحته ليس ببعيد والله أعلم
02-وعن معاذ الجهني قال : قال رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : : « مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ضَوْءُهُ أَحْسَنُ مِنْ ضَوْءِ الشَّمْسِ فِي بُيُوتِ الدُّنْيَا ، لَوْ كَانَتْ فِيكُمْ فَمَا ظَنُّكُمْ بِالَّذِي عَمِلَ بِهَذَا » . رواه أحمد وأبو داود .
قال في تخريج أحاديث المشكاة : إسناده ضعيف ( جـ 1 ص 660) . انتهى
أقول : ليس الأمر كما قال : بل حسن أو صحيح . ولعله لم يطلع على ما يشهد له وقد ورد ما يشهد له ويقويه من حديث بريدة قال : الإمام أحمد حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثَنَا بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : : « يَلْقَى الْقُرْآنَ صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ فَيَقُولُ لَهُ : هَلْ تَعْرِفُنِي ؟ فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ ؟ فَيَقُولُ : أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ وَإِنَّكَ الْيَوْمَ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ . فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا فَيَقُولانِ بِمَ كُسِينَا هَذِهِ ؟ فَيُقَالُ بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ » . (جـ5 ص348) .
وهذا الإسناد على شرط مسلم فقد خرج لبشير بن مهاجر في صحيحه ، ورواه الحاكم وصححه . ووافقه الذهبي ، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (جـ 7 ص 159) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح وذكر له شواهد من حديث أبي أمامة وأبي هريرة ومعاذ بن جبل . وبالجملة فالحديث أقل أحواله أن يكون حسنًا والقول بصحته ليس ببعيد والله أعلم
03- وعَنْ مَحْمُودَ بْنَ لَبِيدٍ قَالَ : أُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَنْ رَجُلٍ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ ثَلاثَ تَطْلِيقَاتٍ جَمِيعًا . فَقَامَ غَضْبَان ثُمَّ قَالَ : « أَيُلْعَبُ بِكِتَابِ اللَّهِ عزَّ وَجَل وَأَنَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ » . حَتَّى قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلا أَقْتُلُهُ ) . رواه النسائي .
قال في تخريج المشكاة (جـ 2 ص 980) : ورجاله ثقات لكنه من رواية مخرمة عن أبيه ولم يسمع منه . وقال في ضعيف الجامع (جـ 2 ص 252) : ضعيف . انتهى .
قال المشيقح :أقول : الحديث قواه غير واحد من العلماء ولم يروا هذا التعليل قادحًا فيه . قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد (1) (جـ 4 ص 52) لما ذكر الحديث : إسناده على شرط مسلم فإن ابن وهب : قد رواه عن مخرمة بن بكير بن الأشج عن أبيه قال سمعت محمود بن لبيد فذكره ومخرمة ثقة بلا شك وقد احتج مسلم في (( صحيحه )) بحديثه عن أبيه . والذين أعلوه قالوا : لم يسمع منه وإنما هو كتاب . قال أبو طالب : سألت أحمد بن حنبل عن مخرمة بن بكير فقال : هو ثقة ولم يسمع من أبيه ، إنما هو كتاب مخرمة فنظر فيه كل شيء يقول بلغني عن سليمان بن يسار فهو من كتاب مخرمة وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : سمعت يحي بن معين يقول : مخرمة بن بكير وقع إليه كتاب أبيه ولم يسمعه . وقال في رواية عباس الدوري : هو ضعيف وحديثه عن أبيه كتاب ولم يسمعه منه . وقال أبو داود : لم يسمع من أبيه إلا حديثًا واحدًا حديث الوتر . وقال سعيد بن أبي مريم عن خاله موسى بن سلمة : أتيت مخرمة فقلت : حدثك أبوك ؟ قال : لم أدرك أبي ولكن هذه كتبه . والجواب عن هذا من وجهين أحدهما : أن كتاب أبيه كان عنده محفوظًا مضبوطًا فلا فرق في قيام الحجة بالحديث بين ما حدثه به أو رآه في كتابه بل الأخذ عن النسخة أحوط إذا تيقن الراوي أنها نسخة الشيخ بعينها وهذه طريقة الصحابة والسلف . وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث بكتبه إلى الملوك وتقوم عليهم بها الحجة ، وكتب كتبه إلى عماله في بلاد الإسلام فعملوا بها واحتجوا بها ، ودفع الصديق بكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أنس بن مالك رضي الله عنهما فحمله وعملت به الأمة . وكذلك كتابه إلى عمرو بن حزم وكتابه في الصدقات الذي كان عند آل عمر . ولم يزل السلف والخلف يحتجون بكتاب بعضهم إلى البعض . ويقول المكتوب إليه : كتب إليَّ فلان أن فلانًا أخبره . ولو بطل الاحتجاج بالكتب لم يبق بأيدي الأمة إلا أيسر اليسير ؛ فإن الاعتماد إنما هو على النسخ لا على الحفظ . والحفظ خوان والنسخة لا تخون . ولا يحفظ في زمن من الأزمان المتقدمة أن أحدًا من أهل العلم رد الاحتجاج بالكتاب . وقال : لم يشافهني به الكاتب فلا أقبله ، بل كلهم مجمعون على قبول الكتاب والعمل به إذا صح عنده أنه كتابه . والجواب الثاني : أن قول من قال : لم يسمع من أبيه معارض بقول من قال : سمع منه ومعه زيادة علم وإثبات . قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سئل أبي عن مخرمة بن بكير فقال : صالح الحديث قال : وقال ابن أبي ذئب : وجدت في ظهر كتاب مالك سألت مخرمة عما يحدث به عن أبيه سمعها من أبيه فحلف ورب البنية يعني المسجد سمعت من أبي . إلخ كلامه .
وقال الحافظ ابن حجر في التقريب (جـ 2 ص 234) : قال علي بن المديني سمع من أبيه قليلاً . وقال : روايته عن أبيه وجادة من كتابه . قاله أحمد بن معين وغيرهما . وقاله الشنقيطي في أضواء البيان (جـ 1 ص 165) في الكلام على هذا الحديث .
والإعلال الثاني بأن رواية مخرمة عن أبيه وجادة في كتابه فيه أن مسلماً أخرج في صحيحه عدة أحاديث من رواية مخرمة عن أبيه والمسلمون مجموعون على قبول أحاديث مسلم إلا بموجب صريح يقتضي الرد . قلت : وقد صححه المؤلف في غاية المراد رقم (261) أ . هـ .
04-حديث يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب فيقول لصاحبه : أنا الذي أسهرت ليلك وأظمأت نهارك .
قال الالباني رحمه الله :قال في ضعيف الجامع (5ك) : ضعيف تخريج الطحاوية (ص 126) . رواه الدارمي (جـ 3 ، ص 450) ، وابن ماجة (3781) ، وأحمد (348 ، 352)، وابن عدي في الكامل (ص 35 جـ
قال المشيقح حفظه الله:ل هو صحيح لأن بشيرًا من رجال مسلم وله شواهد يتقوى بها منها .
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنت أسهر ليلك وأظمئ هواجرك وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر » . الحديث رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن عبد العزيز الحماني وهو ضعيف قاله في مجمع الزوائد (جـ 7 ص 160) . ورواه الترمذي (1) ، وابن خزيمة ، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي من حديث عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعًا بلفظ : يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زده يا رب ارض عنه فيرضى عنه . - الحديث .
ومنها ما رواه البزار عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « يؤتى برجل يوم القيامة ويمثل له القرآن قد كان يضيع فرائضه ويتعدى حدوده ويخالف طاعته ويركب معاصيه فيقول أي رب حملت آياتي بئس حامل تعدى حدودي وضيع فرائضي وترك طاعتي وركب معصيتي » . الحديث قال الهيثمي في مجمع الزوائد : وفيه ابن إسحاق وهو ثقة ولكنه مدلس وبقية رجاله ثقات .
رحم الله شيخنا الألباني و تغمده بمغفرته ورضوانه
ناقله بحليل محمد البوكانوني