بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه ،
وبعد : كثيرا ما يشتكي الناس عموما من مشاق الحياة، لا عمل ، لا سكن، المرض ، الفقر ، الظلم ...وو ...وو ... الخ . قال تعالى { وَلَنَبْلُوَنَّ كُم بشيءٍ من الخوْف والجُوع ونقصٍ من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين} 155 البقرة .
هذا وإن المتفق عليه عند العقلاء ، أن الدنيا مبناها على الامتحان والاختبار ، ولولا ذلك لاستوى الناس ، وما عرف الصابر من غير الصابر ، والرحيم من غير الرحيم ، وهكذا . فلا بد أن يعيش الناس على هذا التفاوت ، وهذا النقص ، ولا يوجد شخص أتم وكفى جميع مصالحه ، وانتقل إلى ربه من غير أن تبقى مصالحة عالقة بعده .
ولما كان الإنسان لا يكفي حاله ماديا ، أُمر أن يستعين على ذلك بالقوة الروحية ، وقوة الاتصال بالله تعالى ، فيصلي ويذكر ، ويقرأ القرآن ، ويحسن صلته بربه عموما ، هذه القوة الروحية تعينه على مصاعب الحياة وتأملوا قول الباري جل في علاه { واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين} الآية 45 البقرة . ويقول : { يا أيها الذين ءامنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين } الآية 153 البقرة
{ دخل سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة رضي الله عنها يوما فاشتكت له تعبها وأنها تريد عبدا يعينها فأشار عليها وعلى علي حين يأخذان مضجعهما . أن يسبحا الله ثلاثا وثلاثين ، وأن يحمدا الله ثلاثا وثلاثين ، وأن يكبرا الله ثلاثا وثلاثين .
والله ولي التوفيق والحمد لله رب العالمين .