الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،، يسأل كثير من الناس عن مسألة الاستدلال بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وهي مسألة_ وللأسف الشديد_ فهمها الكثير على وجه الخطأ، ولم يفهموا مراد العلماء خاصة كلام الامام أحمد رحمه الله من هذه المقولة مما أدى الى الوقوع في كثير من البدع. فأقول_ وبالله التوفيق_:
معنى قول العلماء: (يؤخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال) وذلك كما بينه ابن تيمية وغيره من أهل العلم: أن يكون هناك عمل ثابت في الأصل بالكتاب أو السنة الصحيحة، ثم يأتي بعد ذلك حديث في فضل هذا العمل، فجوز أهل العلم أن يذكر هذا الحديث ترغيبا في هذا العمل بشرط ألا يكون الحديث ضعيفا ضعفا شديدا، بل ان ابن تيمية رحمه الله يقول بأن الضعيف الذي يعنيه الامام أحمد رحمه الله هو الحسن عند الترمذي، فالامام الترمذي رحمه الله كان يسمي الحديث الضعيف ضعفا هينا الذي يأتي من طرق مختلفة: حديث حسن مثال ذلك: (بر الوالدين) فهذا أمر ثابت بالكتاب والسنة الصحيحة فاذا جاءنا حديث ضعيف ضعفا منجبرا يحث على بر الوالدين فلا مانع من ذكره؛ لأن الأمر بذلك والحث عليه ثابت سواء ذكرنا هذا الحديث أو لم نذكره. ومثال آخر: (قيام الليل) هذا أمر أيضا ثابت بالكتاب والسنة الصحيحة، فاذا جاءنا حديث ضعيف ضعفا منجبرا يحث على قيام الليل ويذكر فضلا معينا لمن قام الليل، فلا مانع من ذكره؛ لأن العبادة ثابتة سواء ذكرنا هذا الحديث أو لم نذكره. اذا نخلص من هذا بأن قول العلماء:(يؤخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال) لابد فيه من شرطين رئيسيين:
الشرط الأول: ألا يكون الحديث ضعيفا ضعفا شديدا؛ وانما يكون ضعفا هينا وله طرق يتقوى بها.
الشرط الثاني: أن يكون العمل ثابتا في الأصل ثم يأت هذا الحديث في فضله؛ وهذا واضح من قولهم:(فضائل الأعمال)؛ أي: الأعمال الثابتة في الأصل. فتبين مما ذكرنا خطأ من يأخذ بالأحاديث الضعيفة ضعفا شديدا، بل والموضوعة والواهية، ولم يكتف بذلك فحسب وانما هو ينشئ بها عبادة جديدة استنادا على هذه المقولة الشائعة؛ وهذا خطأ تولد بسببه كثير من البدع. وصل اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم