الموضوع: العلم يؤتى ولا يأتي ... الرحلة في طلب العلم

العلم سعي وجهاد :

طلب العلم نوع من أنواع العبادة، يتقرب به العبد إلى ربه، قال صلى الله عليه وسلم : ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ).
تنقيح العلوم ،وتصحيح المفاهيم يكون عن طريق الرحلة إلى العلماء والتقاء الطلاب بعضهم ببعض ، فالرحلة في طلب العلم سمة العلماء ، والإنسان مهما بلغ من سيادة أو مكانة لا يمنع ذلك من طلب العلم، واحتمال المشاق في سبيل الحصول عليه :

عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه تمارى هو والحر بن قيس ابن حصن الفزاري في صاحب موسى.قال ابن عباس: هو خضر. فمر بهما أبي بن كعب ، فدعاه ابن عباس فقال: إني تماريت أنا وصاحبي هذا في صاحب موسى الذي سأل موسى السبيل إلى لقيه، هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر شأنه ؟ قال : نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:( بينما موسى في ملإ من بني إسرائيل، جاءه رجل فقال: هل تعلم أحداً أعلم منك؟ قال موسى: لا. فأوحى الله عز وجل إلى موسى: بلى، عبدنا خضر. فسأل موسى السبيل إليه،فجعل الله له الحوت آية، وقيل له، إذا فقدت الحوت فارجع فإنك ستلقاه. وكان يتبع أثر الحوت في البحر فقال لموسى فتاه: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ} قال موسى: { قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصاً } فوجدا خضراً فكان من شأنهما الذي قص الله عز وجل في كتابه ).

قال الحافظ ابن حجر: هذا الباب معقود للترغيب في احتمال المشقة في طلب العلم،لأن ما يغتبط به تحتمل المشقة فيه ، ولأن موسى عليه الصلاة والسلام لم يمنعه بلوغه من السيادة المحل الأعلى من طلب العلم وركوب البر والبحر لأجله .



- يتبع إن شاء الله -

سبحان الله!

كلما سمعتُ عن تعب العلماء وقصص بذل الجهود في طلب العلم والترحال والتنقل للاستفسار عن حديث أو استيضاح آية, تعجبتُ مما نرفل فيه من نعم من تيسير العلم مع زهدنا فيه!

في انتظاركِ, نفع الله بكِ, وجزاكِ عنّا كل خير.

بارك الله فيكِ,وجزاك خيرا.

الأخوات /

خنساء
مروة عاشور -----> صدقت، ولله الحمد العلوم متوفره ولكن أين الهمة !!!!
بارك الله في الجميع أسأل الله أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا .. اللهم آمين

قال اللإمام الحاكم – معرفة علوم الحديث - :

...من قوم آثرو قطع المفاوز والقفار على التنعم في الدمن والأوطار وتنعموا بالبؤس في الأسفار مع مساكنة العلم والأخبار وقنعوا عند جمع الأحاديث والآثار بوجود الكسر والأطمار قد رفضوا الإلحاد الذي تتوق إليه النفوس الشهوانية وتوابع ذلك من البدع والأهواء والمقاييس والآراء والزيع جعلوا المساجد بيوتهم وأساطينها تكاهم وبواريها فرشهم ...... وكيف لا يكونون كذلك وقد نبذوا الدنيا بأسرها ورائهم وجعلوا غذائهم الكتابة وسمرهم المعارضة - أي مقابلة الكتاب الّذي كتبوه بالكتاب الّذي سمعوه أو نقلوا منه- واسترواحهم المذاكرة وخلوقهم المداد ونومهم السهاد ونومهم السهاد وأصطلاءهم الضياء وتوسدهم الحصى فالشدائد مع وجود الأسانيد العالية عندهم رخاء ووجود الرخاء مع فقد ما طلبوه عندهم بؤس فعقولهم بلذاذة السنة غامرة تعلم السنن سرورهم ومجالس العلم حبورهم وأهل السنة قاطبة إخوانهم و أهل الإلحاد والبدع بأسرها أعداؤهم.



رحلة الصحابة رضي الله عنهم في طلب العلم :

أصبحت المدينة المنورة بعد الهجرة المركز العلمي ، فيأتون إلى المدينة، ويمكثون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيام والليالي يعلمهم، ويوجههم، ثم ينصرفون إلى أقوامهم وأهليهم يبلغونهم الإسلام وتعاليمه وأحكامه، كوفد ضمام بن ثعلبة، ووفد عبدالقيس وغيرهم.
فما إن تنزل بأحدهم نازلة هرع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يحول بينه وبين طلب العلم جبال ولا وديان، رحل عقبة بن الحارث من مكة إلى المدينة ليسأل الرسول صلى الله عليه وسلم عن مسألة:
عن عقبة بن الحارث رضي الله عنه أنه تزوَّج ابنةً لأبي إهابِ بنِ عُزَيزٍ، فأتَتْه امرأةٌ فقالتْ : إني قد أرضَعتُ عُقبَةَ والتي تزوَّج، فقال لها عُقبَةُ : ما أعلَمُ أنكِ أرضَعتِني، ولا أخبَرتِني، فركِب إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالمدينةِ فسأَله، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : كيفوقدقِيل . ففارَقها عُقبَةُ، ونكَحَتْ زوجًا غيرَه .

قال الحافظ السيوطي رحمه الله في تدريب الراوي :
عن جابر بن عبد الله قال بلغني حديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم أسمعه فابتعت بعيرا فشددت عليه رحلي وسرت شهرا حتى قدمت الشام فأتيت عبدالله بن أنيس فقلت للبواب قل له جابر على الباب فأتاه فقال له: جابر بن عبد الله ؟ فأتاني فقال لي ، فقلت نعم فرجع فأخبره ، فقام يطأطئ ثوبه حتى لقيني فاعتنقني واعتنقته ، فقلت: حديث بلغني عنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في القصاص لم أسمعه فخشيت أن تموت أو أموت قبل أن أسمعه فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول... الحديث .






- يتبع إن شاء الله -

جزاكِ الله خيراً اختي ام علي وبارك الله فيكِ

وجزاك الله خيرا محبة الحديث ونفع بك أسأل الله أن يرزقنا وإياكِ العلم النافع والعمل الصالح وأسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا .. اللهم آمين

ماشاءالله تبارك الله
رائع. وفقك الله لكل خير

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلبـ مملكه ـي وربي يملكه

ماشاءالله تبارك الله
رائع. وفقك الله لكل خير

اللهم آمين ،، بارك الله فيك قلبي مملكة

رحلة التابعين في طلب العلم:


كان الصحابة رضي الله عنهم يحثون التابعين على طلب العلم وعلى الرحلة من أجله ، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، أنه قال : لو علم أحدًا أعلم بكتاب الله مني تبلغه الإبل، لأتيته.
وقال سعيد بن المسيب: إن كنت لأسير في طلب الحديث الواحد مسيرة الأيام والليالي .
هكذا كان التابعون يقطعون المسافات لسماع حديث أو ضبطه ، أو للالتقاء بصحابي للأخذ عنه ،لانتشارهم في البلدان ، فانتشرت الأحاديث ، فترتب على ذلك أن من أراد أن يجمع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فعليه التنقل بين البلدان ، فكان لرحلات العلماء أثر في انتشار السنة والمحافظة عليها ، وجمعها وتمحيصها ، ولها أثر كبير في عصر التدوين قال يحيى بن معين : أربعة لا تؤنس منهم رشدا : حارس الدرب ، ومنادي القاضي ، وابن المحدث ، ورجل يكتب في بلده ، ولا يرحل في طلب الحديث.
هانت عليهم الدنيا ، في سبيل تلقي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ارجو من الأخوات طالبات العلم المشاركة في ذكر رحلات التابعين في طلب العلم ؟

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم

ارجو من الأخوات طالبات العلم المشاركة في ذكر رحلات التابعين في طلب العلم ؟

!!!!!!

رحل الحافظ الرواسي حتى سقطت أصابعه من شدة البرد؛ لأنهم كانوا إذا مروا من بلدان باردة لا يكون عندهم شيء للتدفئة، فإن الأعضاء تتساقط من شدة البرودة، فبعض العلماء رحلوا حتى سقطت أعضاؤهم من شدة البرد، وكانوا يرحلون ويقابلون المشايخ حتى إن بعضهم لقي ثلاثة آلاف وستمائة شيخ! وكان بعضهم إذا أراد قصد شيخ عجل إليه، فربما سافر ودخل البلد فوجد الشيخ قد مات، قال بعضهم: إنه سافر إلى نيسابور إلى بيت أحمد بن خلف فكان قد مات لتوه، قال لما سمع خبر موته: فكادت مرارتي تنشق!
http://audio.islamweb.net/audio/inde...oid=653#233180

الرامهرمزي يصف حال الأئمة في رحلتهم للطلب

هذه طائفة من سير المحدثين الذين رحلوا في طلب الحديث، وقلنا أيها الإخوة في أول الأمر إن الدافع والداعي للرحلة في طلب الحديث كان موجوداً في البداية بخلاف ما هو عليه الآن، لكن لقيا العلماء وطلب العلم لا زال الدافع إليه موجوداً في عصرنا ولا شك، أما هؤلاء المحدثين فلا بد من ذكرهم والتعويل على سيرهم لأن لهم حق علينا، لا يوجد حديث في الكتب إلا وهم الذين نقلوه، وهم الذين رووه؛ ولذلك كان لا بد من ذكر حالهم. وقد قال الحافظ الرامهرمزي في شأن أهل الحديث: يرحلون من بلاد إلى بلاد خائضين في العلم كل واد، شعث الرءوس، خلقان الثياب، خمص البطون، ذبل الشفاة، شحب الألوان، نحل الأبدان، قد جعلوا لهم هماً واحداً، ورضوا بالعلم دليلاً ورائداً، لا يقطعهم عنه جوع ولا ظمأ، ولا يملهم منه صيف ولا شتاء، مائزين الأثر صحيحه من سقيمه، وقويه من ضعيفه بألباب حازمة، وآراء ثاقبة، وقلوب للحق واعية، فلو رأيتهم في ليلهم وقد انتصبوا النسخ ما سمعوا -في الصباح يسمعون وفي الليل ينسخون- وتصحيح ما جمعوا، هاجرين الفرش الوطي، والمضجع الشهي، غشيهم النعاس فأنامهم، وتساقطت من أكفهم أقلامهم فانتبهوا مذعورين، قد أوجع الكد أصلابهم، وتيه السهر ألبابهم، فتمطوا ليريحوا الأبدان، وتحولوا عن مرقدهم ليفقدوا النوم من مكان إلى مكان، ودلكوا بأيديهم عيونهم ثم عادوا إلى الكتابة حرصاً عليها وميلاً إليها، لعلمهم أنهم حراس الإسلام وخزان الملك العلام، فلما قضوا من بعض ما راموا أوطارهم انصرفوا قاصدين ديارهم، فلزموا المساجد، وعمروا المشاهد، لابسين ثوب الخضوع، مسالمين ومسلمين. فنلاحظ من حال هؤلاء أنهم بالرغم من عدم وجود طائرة ولا قطارات ولا سيارات، ما في من وسائل المواصلات الحديثة هذه، لكنهم ساروا مشياً وركوباً وعلى الرواحل الأسفار الشاسعة والسنوات الطويلة، هجروا الأهل والأولاد والبلدان لأجل حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان بعضهم يخرج من بلده فلا يرجع إلا وقد كبر ولده وشب، ولقوا مصاعب وربما وقع بعضهم في الأسر كما ذكرنا، وكانت الرحلات تأخذ من عمرهم السنين الطوال، هذا يدل على علو همتهم وصبرهم وتحملهم رضي الله تعالى عنهم.

جزاكِ الله خيرا أخيتي محبة الحديث النبوي