تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 40 من 56

الموضوع: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    سئل الشيخ ابن باز لو رأى مثلا شخص سوف يذهب للجهاد في سبيل الله فقال له:إن استشهدت في سبيل الله فاشفع لي؟
    فأجاب رحمه الله:هذا يشفع بعد الموت,هذا محله بعد البعث والنشور يطلب منه أن يشفع منه,وهوحي يوصيه وهو حي الآن,لابأس معناه إذا بُعِث يوم القيامة
    ثم سئل ياشيخ مافيها شيء؟
    فأجاب:مافيها شيء [شرح كشف الشبهات]

  2. #22

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الكاغد مشاهدة المشاركة
    سئل الشيخ ابن باز لو رأى مثلا شخص سوف يذهب للجهاد في سبيل الله فقال له:إن استشهدت في سبيل الله فاشفع لي؟
    فأجاب رحمه الله:هذا يشفع بعد الموت,هذا محله بعد البعث والنشور يطلب منه أن يشفع منه,وهوحي يوصيه وهو حي الآن,لابأس معناه إذا بُعِث يوم القيامة
    ثم سئل ياشيخ مافيها شيء؟
    فأجاب:مافيها شيء [شرح كشف الشبهات]

    بارك الله عليك أخي الكاغد .. هذا ماكنت أبحث عنه ...

    ولو أتحفتنا أنت وباقي الإخوان بنقولات أخرى عن أهل العلم مثل هذه التي ذكرت أكون لكم من الشاكرين ..
    قال البربهاري في شرح السنة :" واعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ولكن العالم من اتبع الكتاب والسنة وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب"

  3. #23

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟


    رحم الله الإمام ابن باز وأسكنه فسيح جناته .. وجزاه خير الجزاء

    نريد نقولات أخرى .. نريد من يستفتي لنا بارك الله فيكم ..

    فالموضوع مهم .. ولو أستطيع أن أستفتي بنفسي لفعلت .. لكني لا أستطيع فمن يستفتي لنا وله منا الدعاء ..
    قال البربهاري في شرح السنة :" واعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ولكن العالم من اتبع الكتاب والسنة وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب"

  4. افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    الأخ الفاضل : أبو سليمان الروقي _ سددده الله ووفقه _مسألتك هذه (أعني : طلب الشفاعة ممن يظن أنه سيموت شهيداً) ، فهذا المسألة ، الرد عليها من أوجه :
    أولاً : قال النبي _صلى الله عليه وسلم _ "للشّهِيدِ عندَ الله سِتّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ في أَوّلِ دُفْعَةٍ ويرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنّةِ، ويُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأكْبَرِ، وَيُوضَعُ على رأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ منها خَيْرٌ مِنَ الدّنْيَا وما فيها، ويُزَوّجُ اثْنَتَيْنِ وسْبعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ "الْعِينِ" ، وَيُشَفّعُ في سَبْعِينَ مِنْ أقَارِبِهِ" .

    فهذا لمن تكتب له الشهادةُ عند الله ، وهذا الأمر لا نسطيع الجزم به ، بل بوب البخاري _ رحمه الله _ في "صحيحه" باباً أسماه : "بابُ لايقال فلانٌ شهيد" ، وهذا مذهب جماهير السلف رضوان الله عليهم ، وذهبت طائفة من أهل العلم إلى جواز اطلاق لفظ "الشهيد" ، على من من مات في "موطن الشهادة " ، مع ترك حاله الباطن ، إلى الله _ تبارك وتعالى _ .

    ولكن ما يعنينا في هذا الحديث ، هو أن النبي _ صىلى الله عليه وسلم _ لم ينصْ في هذا الحديث ، ولا في غيره ، على طلب الشفاعة ، ممن يظن أنه سيموت في موطن الشهادة ، كما أنه لم يرد عن أحدٍ من الصحابة _رضى الله عنهم _ أنه طلب أي نوعٍ من الشفاعة ، التي تتعلق بالدار الآخرة . وقبل ذلك أيضا ؛ خلو المسألة من دليل في القرآن .

    ثانياً : لم يرد هذا الفعل ( أي : طلب الشفاعة ..) ، عن السلف _ رضوان الله عليهم جميعاً _ . ، لذا يسعنا ما وسعهم ، و لا ندخل أنفسنا في مسائل لم يتعرض لها السلف _رضوان الله عليها _ أو جماهير العلماء بالنصِّ عليها ، وإنما كان ذلك كذلك ؛ لتأويلات عدة ، منها : عدم ورود دليل واضح ، كوضوح الشمس في رابعة النهار، للتكلم في هذه المسألة بجواز أو امتناع . أو لوضوحها عندهم ، أو أنك تدخل في الأدلة العامة ، التي تنصُّ على عدم طلب الشفاعة من الأحياء ، ولا الأموات .
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

  5. #25

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    ورد في ((إتحاف السائل بما في الطحاوية من مسائل)) لفضيلة الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله السؤال التالي:
    س/ ما حكم قول من قال لمن ذهب إلى الغزو: إن استشهدت فاجعلني من السبعين الذين تشفع لهم. وهل إذا قُتل يكون شهيدا؟
    ج/ الله المستعان، كما جاء في البخاري أنَّ عمر ( لمَّا كَثُرَ قول الناس في ذلك، لما رجعوا من معاركهم يقول(تقولون فلان شهيد وفلان شهيد، والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله، والله أعلم بمن يُستشهد في سبيله)24.
    فالمسألة عسيرة ولذلك لا يقال لأحد إنه شهيد، الشهيد فلان، هذا جزم لأنّ الشهداء معلومة منزلتهم في الأحاديث، فلا يجوز أن يقال فلان شهيد لأنه حكم له من أنه من أهل الجنة وهذا موقوف على معرفة النية والخاتمة.
    وقد ذُكِرَ رجل بأنه استشهد فقال ? في حقه "لا هو في النار"25 فلما رأوا إذا هو قد غلَّ شَمْلَةْ، نسأل الله العافية.
    وما أحسن قول أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه لما رأى الناس وما توسعوا فيه قال (إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر كنا نَعُدُّها على زمن رسول الله ? من الموبقات)26.
    والناس لا يتوسعون في الألفاظ خاصة العالم، طالب العلم ما يتلاعب بالألفاظ الشرعية بالمدح؛ لأنه بالتلاعب بالألفاظ تذهب معالم الدين وتذهب حراسته، فلابد لطالب العلم أن يكون حريصاً على ألفاظه حتى يسلم أولاً وحتى لا ينشر شراً بالألفاظ، ولهذا صار من علامات يوم القيامة أو مما يكون قرب الساعة أن يُقَالَ فلان أمين فلان فيه كذا فيه كذا من أنواع المدح، كما جاء في الحديث "فلان أمين ما أجلده ما أظرفه وليس في قلبه من الإيمان حبة خرذل"27.
    فالثناء يكون بما فيه إذا أراد المرء أن يُثني على أحد يكون بما فيه وبما لا يتضمن محظوراً شرعياً؛ لأنّ الثناء على المرء بما فيه يشجّع ويحثّ المرء به الآخرين على الخير وينتشر الخير، ولكن لا يكون في وجهه حتى لا يكون مدحا إلا لمصلحة شرعية.
    ولهذا ينبغي على طلاّب العلم ألا يتوسّعوا في الألفاظ الخادشة بالشرع أو التي ليس لها أصل في الشرع أو التي فيها مؤاخذة في الاعتقاد كلفظ الشهيد، الشهيد فلان، الشهيد فلان، والله المستعان.
    تَصْفُو الحَياةُ لجَاهِلٍ أوْ غافِلٍ ... عَمّا مَضَى فيها وَمَا يُتَوَقّعُ

  6. #26

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    أخي الكريم / أبو عاصم أحمد بلحة - بارك الله فيك- وأشكرك على هذه المشاركة اللطيفة .. لكن اسمح لي أخي ببعض الملاحظات :
    تقول :
    (( .. فهذا لمن تكتب له الشهادةُ عند الله ، وهذا الأمر لا نسطيع الجزم به ، بل بوب البخاري _ رحمه الله _ في "صحيحه" باباً أسماه : "بابُ لايقال فلانٌ شهيد" ، وهذا مذهب جماهير السلف رضوان الله عليهم ، وذهبت طائفة من أهل العلم إلى جواز اطلاق لفظ "الشهيد" ، على من من مات في "موطن الشهادة " ، مع ترك حاله الباطن ، إلى الله _ تبارك وتعالى _ )) .
    قلت: هذا كلام جيد ولا أخالفك في أكثره .. والإختلاف فيه يسير إن شاء الله .. لكن - بارك الله فيك - ليس هو موضوع مسألتنا ! فمسألتنا ليست في حكم إطلاق اسم الشهيد على من قتل في أثناء المعركة وما أشبه ذلك .. إلخ فموضوع مسألتنا هو : حكم طلب الشفاعة ممن يظن به الشهادة وفرق بين المسألتين أخي ..
    تقول :
    ((ولكن ما يعنينا في هذا الحديث ، هو أن النبي _ صىلى الله عليه وسلم _ لم ينصْ في هذا الحديث ، ولا في غيره ، على طلب الشفاعة ، ممن يظن أنه سيموت في موطن الشهادة ، كما أنه لم يرد عن أحدٍ من الصحابة _رضى الله عنهم _ أنه طلب أي نوعٍ من الشفاعة ، التي تتعلق بالدار الآخرة . وقبل ذلك أيضا ؛ خلو المسألة من دليل في القرآن .
    ثانياً : لم يرد هذا الفعل ( أي : طلب الشفاعة ..) ، عن السلف _ رضوان الله عليهم جميعاً _ . ، لذا يسعنا ما وسعهم ، و لا ندخل أنفسنا في مسائل لم يتعرض لها السلف _رضوان الله عليها _ أو جماهير العلماء بالنصِّ عليها ، وإنما كان ذلك كذلك ؛ لتأويلات عدة ، منها : عدم ورود دليل واضح ، كوضوح الشمس في رابعة النهار، للتكلم في هذه المسألة بجواز أو امتناع . أو لوضوحها عندهم ، أو أنك تدخل في الأدلة العامة ، التي تنصُّ على عدم طلب الشفاعة من الأحياء ، ولا الأموات)).
    قلت: أخي الفاضل أنا لا أعرف لماذا توجه لي هذا الكلام ؟!
    فمن حيث المضمون أنا أوافقك عليه .. بل هو مما يستدل به من قال بالمنع .. وليس لي عليه أي اعتراض !
    أما بالنسبة لي فأنا أتكلم وأبحث عن مسألة وقعت وحدثت مع كثير من الشباب وأحاول أن أعرف حكمها الشرعي !فما الضير في ذلك ؟! وما الإشكال في البحث وسؤال أهل العلم ؟!
    ثم هل أدخل الشيخ ابن باز -رحمه الله- نفسه في مسائل لم يتعرض لها السلف !!
    أخي أرجو ألا تغضب لكن أظن أنك لم تفهم الموضوع على وجهه .. نفع الله بك وبانتظار مشاركتك ..
    قال البربهاري في شرح السنة :" واعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ولكن العالم من اتبع الكتاب والسنة وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب"

  7. #27

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    أخي الفاضل / أبو حاتم ابن عاشور .. أشكرك على هذه المشاركة القيمة .. فالسؤال الموجه للشيخ كان في صلب موضوعنا لكن إجابة الشيخ-وفقه الله- كانت بعيدة عن الموضوع للأسف .. !
    علما بأني استفدت منها .. لا حرمنا الله من مشاركاتكم المفيدة ..
    قال البربهاري في شرح السنة :" واعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ولكن العالم من اتبع الكتاب والسنة وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب"

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    المشاركات
    556

    افتراضي رد: ما حكم طلب الشفاعة من الشهيد ؟

    مع أحترامي الشديد لكلام الشيخ ابن باز رحمه الله إلا أني أريد أن أوكد على ما قلته سابقاً بأن الأولى في هذه المسألة هو تركها من باب خشية الوقوع في البدعة ، لأن الشهيد هو من أهل الشفاعة الاخروية التي لا تكون إلا بعد تحقق شروطها وهي : رضا الله تبارك وتعالى على الشافع والمشفوع ، والإذن من الله عزوجل في ذلك ، وهذا لاعلم لنا به في الحياة الدنيا ، ثم لو فتح هذا الباب لجاز طلب الشفاعة الأخروية من كثير من الخلق كالعلماء والعباد والزهاد بل والمؤمنين عموماً ، لن هذه الأصناف كلها قد جاءت نصوص كثيرة تفيد أنهم يشفعون يوم القيامة فلا يقتصر الأمر على الشهيد فقط ، وهذا لا شك قد يوقع الجاهل في المعنى القبيح للشفاعة فكان الأولى والأسلم المنع من باب سد الوقوع في البدع .. والله أعلم .

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    1

  10. #30

    افتراضي

    قال الإمام أحمد رحمه الله

    حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ سَأَلْتُ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ قَالَ أَنَا فَاعِلٌ بِهِمْ قَالَ فَأَيْنَ أَطْلُبُكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَالَ اطْلُبْنِي أَوَّلَ مَا تَطْلُبُنِي عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ قُلْتُ فَإِذَا لَمْ أَلْقَكَ عَلَى الصِّرَاطِ قَالَ فَأَنَا عِنْدَ الْمِيزَانِ قَالَ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ أَلْقَكَ عِنْدَ الْمِيزَانِ قَالَ فَأَنَا عِنْدَ الْحَوْضِ لَا أُخْطِئُ هَذِهِ الثَّلَاثَ مَوَاطِنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

    هذا الحديث قد يضعف بتفرد حرب بن ميمون مع أنه وُثق وروى مسلم في صحيحه من هذا الطريق

    قال الضياء: "رَوَى مُسْلِمٌ حَدِيثًا بِهَذَا الطَّرِيقِ يُونُسُ عَنْ حَرْبٍ عَنِ النَّضْرِ عَنْ أَنَسٍ"


    وقال الترمذي عنه: "حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" وهذا إشارة إلى التضعيف

    لكن هناك حديث صحيح بهذا المعنى

    قال الإمام أحمد

    حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا خَالِدٌ يَعْنِي الْوَاسِطِيَّ قَالَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ يَحْيَى الْأَنْصَارِيُّ عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي زِيَادٍ مَوْلَى بَنِي مَخْزُومٍ عَنْ خَادِمٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٍ أَوْ امْرَأَةٍ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا يَقُولُ لِلْخَادِمِ أَلَكَ حَاجَةٌ قَالَ حَتَّى كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَاجَتِي قَالَ وَمَا حَاجَتُكَ قَالَ حَاجَتِي أَنْ تَشْفَعَ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ وَمَنْ دَلَّكَ عَلَى هَذَا قَالَ رَبِّي قَالَ إِمَّا لَا فَأَعِنِّي بِكَثْرَةِ السُّجُودِ

    هذا الحديث صحيح صححه مقبل بن هادي في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحن وغيره

    قال عبد الرزاق: عن بن عيينة عن عمرو عن الحسن قال كان رجل من الأنصار يقال له سوادة بن عمرو يتخلق كأنه عرجون وكان النبي صلى الله عليه و سلم إذا رآه يعض له قال فجاء يوما وهو يتخلق فأهوى له النبي صلى الله عليه و سلم بعود كان في يده فجرحه فقال القصاص يا رسول الله فأعطاه العود وكان على النبي صلى الله عليه و سلم قميصان قال فجعل يرفعهما قال فنهره الناس ( قال ) فكشف عنه حتى انتهى إلى المكان الذي جرحه فرمى بالقضيب وعلقه يقبله وقال يا نبي الله بل أدعها لك تشفع لي بها يوم القيامة

    قال ابن قانع: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي سَوَّادُ بْنُ عَمْرٍو ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ، وَأَنَا مُتَخَلِّقٌ بِخَلُوقٍ ، فَقَالَ : وَرْسٌ وَرْسٌ ، حُطَّ حُطَّ وَغَشِيَنِي بِقَضِيبٍ فِي يَدِهِ فِي بَطْنِي ، فَأَوْجَعَنِي ، قُلْتُ : الْقِصَاصُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَكَشَفَ لِي عَنْ بَطْنِهِ ، فَأَقْبَلْتُ أُقَبِّلُهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، دَعْنِي أَدَّخِرُهَا شَفَاعَةً لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ"

    وهذا الحديث رجاله ثقات وله شاهد عند الطبراني من طريق عبد الله بن جبير الخزاعي وهذا يدل على أن له أصلا

    قال ابن سعد في الطبقات 6726- أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ , قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ , أَنَّ كَعْبًا أَخَذَ بِيَدِ الْمُغِيرَةِ بْنِ نَوْفَلٍ , فَقَالَ : اشْفَعْ لِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، قَالَ : فَانْتَزَعَ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ , وَقَالَ : وَمَا أَنَا , إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ . قَالَ : فَأَخَذَ بِيَدِهِ , فَغَمَزَهَا غَمْزًا شَدِيدًا , وَقَالَ : مَا مِنْ مُؤْمِنٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ إِلاَّ وَلَهُ شَفَاعَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , ثُمَّ قَالَ : اذْكُرْ هَذَا بِهَذَا.

    وعلي بن زيد مضعف لكن يكتب حديثه ويستأنس به

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية في القاعدة العظيمة: "ولا يفعلون كما يفعل النصارى فيستشفعون بالملائكة، أو الموتى من الأنبياء والصالحين، عند قبورهم أو غير قبورهم، ولا يقول أحد منهم: يا جبريل، يا ميكائيل، اشفع لي إلى الله، ولا يقول: يا إبراهيم، يا موسى، يا عيسى، اشفع لي إلى الله، كما يفعل النصارى، بل قد علموا أن الغائب لا يطلب منه شيء، والميت لا يُطلب منه شيء، وأن الملائكة لا يفعلون إلا ما أمرهم به ربهم، ولا يشفعون إلا لمن ارتضى، وكذلك الأنبياء والصالحين، ولكن يطلب من أحدهم في حياته الدعاء والشفاعة، كما كان الصحابة يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وكما يطلب الخلق منه الشفاعة يوم القيامة، صلى الله عليه وسلم تسليمًا"

    فهذه الأحاديث والآثار تبطل كل مناطات التكفير التي قعدها الشيخ الحازمي إلا أن يقال: جاء هناك النص بإثبات شفاعة نبينا بعينه لكن كيف يطلبها من غيره من الأحياء؟

    الجواب أن يقال إنه لم يجزم بأن هذا المستشهد أهلا للشفاعة ولم يجزم لنفسه بأن الله سيرضى عنه لكن علق سؤاله على الشرط - أن يكون شهيدا حقيقة فيأذن الله له بالشفاعة وأن يكون السائل ممن أذن الله بالشفاعة له لرضاه به

    ففي الجملة قول الشيخ ابن باز صحيح لا غبار عليه وهو يؤيده الأحاديث الآثار والعقل الحصيح والله أعلم

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    17,333

    افتراضي


    القول السديد في بيان حكم طلب الشفاعة من الشهيد

    http://www.alhazme.net/articles.aspx?article_no=2047

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    بارك الله فيك أخانا أحمد البكري ، الرابط قد أحال عليه أخونا أبو عبد القهار آنفا .
    وهذا له علاقة بما دار في النقاش :
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...twaId&Id=61234

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    المشاركات
    55

    افتراضي

    النبي صلى الله عليه وسلم كان الصحابة رضي الله عنهم يطلبون منه - في حياته - الشفاعة بالإجماع .. كما نقله أهل العلم .. ويوم القيامة .. يطلبها الناس منه مباشرة ..فكيف نجمع بينه هذا وبين كون الشفاعة تطلب من الله عز وجل .. لقوله تعالى : (قل لله الشفاعة جميعا) .. فهل هذه خاصة به صلى الله عليه وسلم ؟

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    النبي صلى الله عليه وسلم في حياته يُطلب منه الدعاء وليس الشفاعة المقصودة، ويوم القيامة لا يشفع إلا بإذن الله حين يسجد تحت العرش.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم - وغيره - مردها إلى إذن الله تعالى له في الشفاعة ، فترجع إلى قوله : ( قل لله الشفاعة جميعا ).

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    المشاركات
    55

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم - وغيره - مردها إلى إذن الله تعالى له في الشفاعة ، فترجع إلى قوله : ( قل لله الشفاعة جميعا ).
    شيخنا الكريم .. أنا أقصد أن الناس يطلبونها منه يوم القيامة .. لا يطلوبونها من الله عز وجل ..

    أما كون النبي صلى الله عليه وسلم يشفع بعد أن يأذن الله له .. هذا صريح في حديث الشفاعة .. لكن الإشكال الذي وقع لي هو أن الناس يطلبون الشفاعة من الأنبياء مباشرة لا من الله عز وجل .. فهل هذا جائز يوم القيامة ..

    بارك الله فيكم جميعا ..

  17. #37
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن عمريروش مشاهدة المشاركة
    شيخنا الكريم .. أنا أقصد أن الناس يطلبونها منه يوم القيامة .. لا يطلوبونها من الله عز وجل ..

    أما كون النبي صلى الله عليه وسلم يشفع بعد أن يأذن الله له .. هذا صريح في حديث الشفاعة .. لكن الإشكال الذي وقع لي هو أن الناس يطلبون الشفاعة من الأنبياء مباشرة لا من الله عز وجل .. فهل هذا جائز يوم القيامة ..

    بارك الله فيكم جميعا ..
    هم يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم التوجه إلى ربهم وسؤاله؛ فأهل الموقف إنما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم في فصل القضاء ، لحضوره معهم ، واستطاعته أن يتوجه إلى ربه بالسؤال ، فهو من باب طلب الدعاء من الحي الحاضر فيما يقدر عليه.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  18. #38
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    السؤال:
    أسمع من يقول بأن الشفاعة ملك لله وحده لا تطلب إلا منه ، وآخرين يقولون إن الله أعطى الشفاعة لنبيه صلى الله عليه وسلم ولأوليائه الصالحين فيصح أن نطلبها منهم ، فما هو الصواب من ذلك مع ذكر ما تستند إليه من الأدلة الشرعية ؟.
    الجواب:
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :
    فالشفاعة هي التوسط للغير في جلب المنفعة أو دفع المضرة.
    وهي قسمان :
    القسم الأول : الشفاعة التي تكون في الآخرة ـ يوم القيامة ـ .
    القسم الثاني : الشفاعة التي تكون في أمور الدنيا .
    فأما الشفاعة التي تكون في الآخرة فهي نوعان :
    النوع الأول: الشفاعة الخاصة، وهي التي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم خاصة لا يشاركه فيها غيره من الخلق وهي أقسام :
    أولها: الشفاعة العظمى ـ وهي من المقام المحمود الذي وعده الله إياه ، في قوله تعالى: " وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا(79) " سورة الإسراء . وحقيقة هذه الشفاعة هي أن يشفع لجميع الخلق حين يؤخر الله الحساب فيطول بهم الانتظار في أرض المحشر يوم القيامة فيبلغ بهم من الغم والكرب ما لا يطيقون ، فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا حتى يفصل بين العباد، يتمنون التحول من هذا المكان ، فيأتي الناس إلى الأنبياء فيقول كل واحد منهم : لست لها، حتى إذا أتوا إلى نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها، أنا لها". فيشفع لهم في فصل القضاء ، فهذه الشفاعة العظمى، وهي من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم.
    والأحاديث الدالة على هذه الشفاعة كثيرة في الصحيحين وغيرهما و منها ما رواه البخاري في صحيحه ( 1748 ) عن ابن عمر رضي الله عنهما: "إن الناس يصيرون يوم القيامة جُثاً، كل أمة تتبع نبيها، يقولون: يا فلان اشفع، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود".
    ثانيها : الشفاعة لأهل الجنة لدخول الجنة:
    عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( آتي باب الجنة يوم القيامة فأستفتح فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد، فيقول: بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك " رواه مسلم (333 ) .
    وفي رواية له( 332 )" أنا أول شفيع في الجنة ".
    ثالثها : شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب:
    فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عنده عمه أبو طالب فقال: "لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من نار يبلغ كعبيه يغلي منه دماغه" رواه البخاري ( 1408 ) ومسلم(360 )
    رابعها : شفاعته صلى الله عليه وسلم في دخول أناس من أمته الجنة بغير حساب :
    وهذا النوع ذكره بعض العلماء واستدل له بحديث أبي هريرة الطويل في الشفاعة وفيه : "ثُمَّ يُقَالُ يَا مُحَمَّدُ ارْفَعْ رَأْسَكَ سَلْ تُعْطَهْ وَاشْفَعْ تُشَفَّعْ فَأَرْفَعُ رَأْسِي فَأَقُولُ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ أُمَّتِي يَا رَبِّ فَيُقَالُ يَا مُحَمَّدُ أَدْخِلْ مِنْ أُمَّتِكَ مَنْ لا حِسَابَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْبَابِ الْأَيْمَنِ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ وَهُمْ شُرَكَاءُ النَّاسِ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مِنْ الْأَبْوَابِ " رواه البخاري ( 4343 ) ومسلم ( 287 ) .
    النوع الثاني: الشفاعة العامة، وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين وهي أقسام:
    أولاها: الشفاعة لأناس قد دخلوا النار في أن يخرجوا منها . والأدلة على هذا القسم كثيرة جدا منها :
    ما جاء في صحيح مسلم( 269 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه مرفوعا: " فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار، يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا ويصلون ويحجون. فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم، فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا... فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة وشفع النبيون وشفع المؤمنون ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط" .
    ثانيها: الشفاعة لأناس قد استحقوا النار في أن لا يدخلوها، وهذه قد يستدل لـها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما من مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا إلا شفعهم الله فيه) أخرجه مسلم ( 1577 ) فإن هذه شفاعة قبل أن يدخل النار، فيشفعهم الله في ذلك.
    ثالثها: الشفاعة لأناس من أهل الإيمان قد استحقوا الجنة أن يزدادوا رفعة ودرجات في الجنة ،ومثال ذلك ما رواه مسلم رحمه الله (1528) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعــا لأبي سلمة فقال: " اللّهمّ اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه"".
    شروط هذه الشفاعة :
    دلت الأدلة على أن الشفاعة في الآخرة لا تقع إلا بشروط هي :
    1) رضا الله عن المشفوع له، لقول تعالى: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) الأنبياء/ 28 . وهذا يستلزم أن يكون المشفوع له من أهل التوحيد لأن الله لا يرضى عن المشركين. وفي صحيح البخاري ( 97 ) عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لا يَسْأَلُنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلُ مِنْكَ لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ خَالِصًا مِنْ قَلْبِهِ أَوْ نَفْسِه "ِ
    2) إذن الله للشافع أن يشفع لقوله تعالى : ( من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ) البقرة/255 .
    3) رضا الله عن الشافع، لقوله تعالى: (إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى) النجم/26.
    كما بَيَّن الرسول صلى الله عليه وسلم أن اللعانين لا يكونون شفعاء يوم القيامة كما روى مسلم في صحيحه ( 4703 ) عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِنَّ اللَّعَّانِينَ لا يَكُونُونَ شُهَدَاءَ وَلا شُفَعَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَة "ِ.


    القسم الثاني: الشفاعة المتعلقة بالدنيا ، وهي على نوعين:
    الأول:ما يكون في مقدور العبد واستطاعته القيام به ؛ فهذه جائزة بشرطين :
    1) أن تكون في شيء مباح، فلا تصح الشفاعة في شيء يترتب عليه ضياع حقوق الخلق أو ظلمهم ، كما لا تصح الشفاعة في تحصيل أمر محرم. كمن يشفع لأناس قد وجب عليهم الحد أن لا يقام عليهم، قال تعالى: ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائده/2 .
    وفي الحديث عن عائشة رضي الله عنها " أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّ ةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلا أُسَامَةُ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا " رواه البخاري ( 3261 ) ومسلم ( 3196).
    وفي صحيح البخاري (5568) ومسلم (4761 ) عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَتَاهُ طَالِبُ حَاجَةٍ أَقْبَلَ عَلَى جُلَسَائِهِ فَقَالَ" اشْفَعُوا فَلْتُؤْجَرُوا وَلْيَقْضِ اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَب "َّ.
    2) أن لا يعتمد بقلبه في تحقيق المطلوب ودفع المكروه إلا على الله وحده ،وأن يعلم أن هذا الشافع لا يعدو كونه سببا أَذِنَ الله به، وأن النفع والضر بيد الله وحده ، وهذا المعنى واضح جدا في كتاب الله وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
    فإذا تخلف أحد هذين الشرطين صارت الشفاعة ممنوعة منهيا عنها .
    الثاني : ما لا يكون في مقدور العبد ، وطاقته ووسعه كطلب الشفاعة من الأموات وأصحاب القبور ، أو من الحي الغائب معتقدا أن بمقدوره أن يسمع وأن يحقق له طلبه فهذه هي الشفاعة الشركية التي تواردت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية بنفيها وإبطالها لما فـي ذلك مـن وصفهم بصفات الخالق عز وجل ، لأن من صفاته عز وجل أنه هو الحي الذي لا يموت .
    وشبهة هؤلاء أنهم يقولون: إن الأولياء وإن السادة يشفعون لأقاربهم، ولمن دعاهم، ولمن والاهم، ولمن أحبهم، ولأجل ذلك يطلبون منهم الشفاعة، وهذا بعينه هو ما حكاه الله عن المشركين الأولين حين قالوا: (هؤلاء شفعاؤنا عند الله) يونس/18 ، يعنون معبوداتهم من الملائكة، ومن الصالحين، وغيرهم ، وأنها تشفع لهم عند الله . وكذلك المشركون المعاصرون الآن ؛ يقولون: إن الأولياء يشفعون لنا، وإننا لا نجرؤ أن نطلب من الله بل نطلب منهم وهم يطلبون من الله، ويقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم وسائر الأنبياء والصالحين أعطاهم الله الشفاعة، ونحن ندعوهم ونقول: اشفعوا لنا كما أعطاكم الله الشفاعة. ويضربون مثلاً بملوك الدنيا فيقولون: إن ملوك الدنيا لا يوصل إليهم إلا بالشفاعة إذا أردت حاجة فإنك تتوسل بأوليائهم ومقربيهم من وزير وبواب وخادم وولد ونحوهم يشفعون لك حتى يقضي ذلك الملك حاجتك، فهكذا نحن مع الله تعالى نتوسل ونستشفع بأوليائه و بالسادة المقربين عنده، فوقعوا بهذا في شرك السابقين ، وقاسوا الخالق بالمخلوق.
    والله تعالى ذكر عن الرجل المؤمن في سورة يس قوله: (أأتخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عني شفاعتهم شيئاً)(يس:23)، وذكر الله تعالى أن الكفار اعترفوا على أنفسهم بقولهم: (قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين * وكنا نخوض مع الخائضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين) المدثر/43-48 .
    والنبي صلى الله عليه وسلم وإن أعطي الشفاعة يوم القيامة ، إلا أنه لن يتمكن منها إلا بعد إذن الله تعالى ، ورضاه عن المشفوع له.
    ولهذا لم يدع صلى عليه وسلم أمته لطلب الشفاعة منه في الدنيا ، ولا نقل ذلك عنه أحد من أصحابه رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا ، لبلَّغه لأمته ، ودعاهم إليه ، ولسارع إلى تطبيقه أصحابه الحريصون على الخير ، فعُلم أن طلب الشفاعة منه الآن منكر عظيم ؛ لما فيه من دعاء غير الله ، والإتيان بسبب يمنع الشفاعة ، فإن الشفاعة لا تكون إلا لمن أخلص التوحيد لله .
    وأهل الموقف إنما يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لهم في فصل القضاء ، لحضوره معهم ، واستطاعته أن يتوجه إلى ربه بالسؤال ، فهو من باب طلب الدعاء من الحي الحاضر فيما يقدر عليه.
    ولهذا لم يرد أن أحدا من أهل الموقف سيطلب منه صلى الله عليه وسلم أن يشفع له في مغفرة ذنبه .
    وهؤلاء الذين يطلبون منه الشفاعة الآن ، بناء على جواز طلبها في الآخرة ، لو ساغ لهم ما يدّعون ، للزمهم الاقتصار على قولهم : يا رسول الله اشفع لنا في فصل القضاء !! ولكن واقع هؤلاء غير ذلك ، فهم لا يقتصرون على طلب الشفاعة ، وإنما يسألون النبي صلى الله عليه وسلم -وغيره - تفريج الكربات ، وإنزال الرحمات ، ويفزعون إليه في الملمات ، ويطلبونه في البر والبحر ، والشدة والرخاء ، معرضين عن قول الله ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله ) النمل/62 .
    ومن خلال ما سبق يتضح لكل منصف أن الشفاعة المثبتة هي الشفاعة المتعلقة بإذن الله ورضاه ،لأن الشفاعة كلها ملك له . و يدخل في ذلك ما أذن الله به من طلب الشفاعة في أمور الدنيا من المخلوق الحي القادر على ذلك ، و ينتبه هنا إلى أن هذا النوع إنما جاز لأن الله أذن به ، وذلك لأنه ليس فيه تعلقٌ قلبيٌ بالمخلوق وإنما غاية الأمر أنه سبب كسائر الأسباب التي أذن الشرع باستخدامها . وأن الشفاعة المنفية هي التي تطلب من غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله ، لأن غير الله لا يملك الشفاعة و لا يستطيعها حتى يأذن الله له بها ، ويرضى . فمن طلبها من غيره فقد تعدى على مقام الله ، وظلم نفسه ، وعرضها للحرمان من شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، نسأل الله العافية والسلامة ، ونسأله أن يُشفِّع فينا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم .. آمين .
    للاستزادة ينظر كتاب ( الشفاعة عند أهل السنة والجماعة للشيخ / ناصر الجديع .) ، والقول المفيد للشيخ محمد ابن عثيمين ( 1 / 423 ) ، أعلام السنة المنشورة ( 144 ).
    https://islamqa.info/ar/26259
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  19. #39
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    وعليه، فلا يجوز الاحتجاج بذلك على طلب الشفاعة من الموتى.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  20. #40
    تاريخ التسجيل
    Jan 2013
    المشاركات
    60

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    وعليه، فلا يجوز الاحتجاج بذلك على طلب الشفاعة من الموتى.
    جزاك الله خير

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •