تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    9

    افتراضي إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي

    إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
    فقد انتشر في زماننا هذا مذهب الإرجاء الغالي جداً وتولى كبره أناس يزعمون أنهم سلفيون وأنهم من أتباع السلف ،والمذهب الذي يجتهدون في نشره يقوم على أركان ثلاثة وهي:
    الركن الأول: أن تارك التوحيد المواظب على فعل الشرك الأكبر إذا كان جاهلاً بأن الله هو المستحق للعبادة وحده أو كان مقلداً لشيوخه أو متأولاً فإنه لا يعذر بجهله فحسب،بل إنه يعد من المسلمين ويصلى خلفه ويزوّج من المؤمنات وتؤكل ذبيحته وغير ذلك من أحكام المسلمين، ويزعمون أن شهادة التوحيد يكفي فيها اللفظ دون معناها وشروطها ومقتضاها،فمن لفظها بلسانه فقد دخل الإسلام بيقين، حتى قال بعض هؤلاء وهو من أهل الرياض بمحضر جمع من طلبة العلم: (من قال:وما الكلب والخنـزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في صومعة (قول الاتحادية) فهو مسلم له أحكام المسلمين ما دام قد لفظ كلمة التوحيد بلسانه). وهذا غاية الغلو ولا أعلم في التاريخ من وصل إلى هذه الدرجة من الغلو إلا أن يكون أعداء التوحيد وقت الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذين زعموا أن من لفظ الكلمة ولو فعل ألف ناقض فإنه مسلم حرام الدم والمال وشنعوا على الشيخ وزعموا أنه يكفر المسلمين ويقاتلهم وأنه من الخوارج. وتقدم الرد على هذا في مقالات سابقة.
    الركن الثاني: أن تارك الصلاة المواظب على تركها طوال دهره لا يركع لله ركعة فهو مسلم موحد يعامل معاملة المسلمين ما دام لم يجحدها بقلبه. وهذا مخالف لإجماع القرون الفاضلة وللنصوص الصريحة الواضحة، وللحديث عن هذا الغلو مقال قادم.
    الركن الثالث: لما سقطت الصلاة عندهم وهي عمود الدين وقعوا في أمر مريج فرأوا أن أنسب الحلول للخروج من هذا المأزق أن يُسقطوا عمل الجوارح بالكلية ويزعموا أنه شرط كمال لا يؤثر تركه في الإيمان، وصرحوا بأن من لم يعمل خيراً قط مع القدرة فهو مؤمن من أهل الجنة. وأخذوا يدندنون أن الإيمان هو التصديق وأن الكفر هو التكذيب والجحود فحسب،وأن السجود للصنم وإهانة المصحف ونحو ذلك هو علامة للكفر وليس هو عين الكفر.
    فهم في التقرير يقولون ( الإيمان قول وعمل يزيد وينقص) وعند التحقيق يقولون: العمل من الكماليات التي لا يسلب تركها بالكلية الإيمان.
    واليك -أخي الكريم- بعض كلام السلف-رحمهم الله- في إثبات أن مذهب المرجئة الحالي في هذا الركن الثالث من مذهبهم هو المذهب الغالي:
    1- قال الإمام الحُميدي رحمه الله ت261هـ:
    (أُخبرت أن أناساً يقولون : من أقر بالصلاة والزكاة والصوم والحج ولم يفعل من ذلك شيئاً حتى يموت فهو مؤمن ما لم يكن جاحداً ... فقلتُ : هذا الكفر الصراح وخلاف كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وفعل المسلمين) أخرجه الخلال في كتاب السنة 3/586 برقم (1027)
    2- ثم قال حنبل : (قال أبو عبد الله (أي الإمام احمد):
    ( من قال هذا فقد كفر بالله ،ورد على الله أمـره،وعلى الرسول ما جـاء به) وأخرجـه اللالكائي 5/887 برقم (1094) .
    3-قال الإمام اسحـق بن راهوية:
    ( غلت المرجـئة ؛ حتى صار من قولهم أن قوماً يقولون : من ترك الصلوات المكتوبات وصوم رمضـان والزكـاة والحج وعامة الفرائض من غير جحود لها أنا لا نكفره ، يرجأ امره الى الله، بعد إذ هو مقر ، فهؤلاء الذين لا شـك فيهم) انظر فتح الباري لابن رجـب الحنبلي 1/21.
    ومراده بقوله(لا شك فيهم) إما لا شـك في كفرهم كما جاء في بقية الآثـار وإما لا شك في إرجـائهم.
    4- وقال شـيخ الأئمة الإمام الكبير سـفيان بن عيينة رحمه الله ت197هـ: ( المرجـئة أوجبوا الجنة لمن شهد ألا إله إلا الله مصراً بقلبه على ترك الفرائض، وسموا ترك الفرائض ذنباً بمنـزلة ركوب المحارم، وليس بسواء ، لأن ركوب المحارم من غير استحلال معصـية،وترك الفرائض متعمداً من غير جهل ولا عذر هو كفر،وبيان ذلك في امر آدم عليه السلام وابليس وعلماء اليهود ... فركوب المحارم مثل ذنب آدم وغيره من الأنبياء،وأما ترك الفرائض جحوداً فهو كفر مثل كفر إبليس-لعنه الله-،وأما تركها عن معرفة من غير جحود فهو كفر مثل كفر علماء اليهود) أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة 1/347 برقم (745).
    5- وفي كلمة معبرة للإمام أحمد عندما سـأله حمدان الوراق عن المرجـئة فقال:
    (المرجئة تقول:حتى يتكلم بلسـانه وإن لم تعمل جوارحـه ... قلت: فالمرجـئة لمَ كانوا يجتهدون (أي في الأعمال) وهذا قولهم ؟! قال: البلاء) عافانا الله مما بلاهم .أخرجه الخلال في السنة 3/570 برقم (980).
    6- ولما قال شبابة بن سوار:(إذا قال فقد عمل بجارحته -أي بلسانه – أي فقوله بلسانه يغنيه عن أعمال الجوارح،قال الإمام أحمد (حكي عن شـبابه قول أخبث من هذه الأقاويل ما سمعت عن احد مثله) أخرجه الخلال في السنة 3/570 برقم (982) .
    7- ويوجد أثر طويل جداً نافع جداً في الإرجاء وأن أساسه التهوين من شأن العمل،نقله الإمام احمد عن الفضيل بن عياض: قال الفضيل في آخره (قد بينتُ لك إلا أن تكون أعمى) رواه في السنة للخلال 1/374 – 376 .
    8- وتوجد قصة نافعة جداً لأهل السنة السلفيين حقاً؛فعندما اظهر سالم الافطس الإرجاء قبل أن يـيسر الله من يقتله بعد ذلك صبراً سنة 132هـ دار الشـباب السلفي ذلك الوقت على علماء الأمصار للسؤال عن ذلك وفيها درر ونفائس وأول القصة : (قال معقل بن عبيد الله الجزري : قدم علينا سالم الافطس في الجزيرة بالإرجـاء،فعرضه فنفر أصحابنا- أي السلفيون- منه نفاراً شـديداً وكان أشـدهم ميمون بن مهران وعبد الكريم الجزري؛فأما عبد الكريم فإنه عاهد الله ألا يؤويه وإياه سقف بيت إلا المسجد... قال معقل وحججت فدخلت على عطـاء بن أبي رباح..) القصة بطولها في السنة لعبد الله بن احمد 1/382 برقم (831) ومن طريقه الخلال وابن بطة في كتابيهما.
    9- وقال فرات بن سليمان : انتهينا مع ميمون بن مهران إلى دير القائم فنظر إلى الراهب فقال لأصحابه : أفيكم من يبلغ من العبادة ما بلغ هذا الراهب ؟ قالوا : لا ، قال : فما ينفعه ذلك إن لم يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم؟! ، قالوا : لا ينفعه شـيء ،قال : كذلك لا ينفع قول بلا عمل).
    وهذا من حرص العلماء على تحصـين الشباب إذا انتشرت بأرضهم الفتن والمحدثات؛فإن مثال هذا الراهب لن يغيب عن أذهانهم كلما ذكرت المرجئة الملعونة.
    10- وقال الإمام الكبير عطاء بن أبي رباح مفتي الحرم ت 114هـ رحمه الله: قال تعالى :(ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن) فألزم الاسم العمل وألزم العمل الاسم) انظر الإبانة لابن بطة 2/897 برقم (1251).
    11- وقال الإمام الكبير إمام الشـام الأوزاعي رحمه الله ت 157 هـ:
    (كان من مضى من سلفنا لا يفرقون بين الإيمان والعمل؛ الإيمان من العمل والعمل من الإيمان ،وإنما الإيمان اسم جامع كما يجمع هذه الأديان اسمها، ويصدقه العمل ... ويقولون (أي المرجـئة) ... إن الإيمان قد يطلب بلا عمل). 12- وقال ابن خزيمة رحمه الله ت 311هـ مبيناً معنى الحديث الذي تلقفته المرجـئة الأوائل والمعاصـرون وظـنوه يساعدهم في أن العمل شرط كمال فقال:(هذه اللفظـة "لم يعملوا خيراً قط" من الجنس الذي تقوله العرب فتنفي الاسم عن الشيء لنقصه عن التمام والكمال فمعنى هذه اللفظة على هذا الاصل (لم يعملوا خيراً قط على التمام والكمال لا على ما أوجـب عليه) وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي) التوحيد لابن خزيمة 2/732 .
    قلت:ومن هذا الجنس (ارجع فصل فإنك لم تصل)،وحديث قاتل المائة حيث قالت ملائكة العذاب (لم يعمل خيرا قط)، ومنه قول العرب للفاسق (لا خير فـيه) ونحو ذلك.
    13- وقال الملطي الشـافعي رحمه الله ت (377) في كتابه (التنبيه والرد على أهل الاهواء والبدع) – وهو كتاب نفيس- قال : (باب ذكر المرجئة – وقد ذكرتُ المرجئة في كتابنا هذا اولاً وآخراً إذ قولها خارج من التعارف والعقل!!.. ألا ترى أن منهم من يقول : من قال لا اله إلا الله محمد رسول الله وحرم ما حرم الله وأحل ما أحل الله دخل الجنة إذا مات وان زنى وان سرق ... وان ترك الصلاة والزكاة والصيام إذا كان مقراً بها يسوف التوبة).
    فعد قولهم هذا خارجاً عن عرف العلماء وعقل العقلاء وأقام عليهم حججاً عقلية وهذا هو بعينه القول الذي عم وطم في زماننا .
    14- وذكر أهل الفرق أن الفرقة الحادية عشـرة من المرجـئة أصحـاب بشر المريسي وابن الراوندي يقولون: الإيمان هو التصديق بالقلب واللسـان بلا عمل والكفر هو التكذيب والجحود القلبي ومن سجد للصنم أو سب الله فهذه دلالة على الكفر وليست كفراً.
    وهذا غاية الانحراف والغلو وهو قول مرجئة عصرنا ، (انظر الفرق بين الفرق لعبد القاهر ومقالات الاسلاميين(1/222) .
    15- قال الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله ت 1206هـ:
    (لا خلاف أن التوحـيد لا بد أن يكون بالقلب واللسان والعمل فإن اختل شيء من هذا لم يكن الرجل مسلماً ) .
    16- وقد اتبع علماء عصرنا سبيل السلف في ذلك فقد قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله:
    (العمل ما هو بشرط كمال هو جزء من الإيمان هذا قول المرجئة )مقابلة مع مجلة المشكـاة عام 1417هـ .
    17- وقال الشيخ صالح الفوزان عن أقوال مرجئة العصر إن أقوالهم هذه هي قول غلاة الجهمية .راجع المقطع المنشور في هذا الموقع.
    نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، ويخزي عدوهم ومن أراد إفساد عقيدتهم وبالله التوفيق ومنه المعونة وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
    *** للشيخ عبد الرحمن بن صالح الحجي

  2. #2

    افتراضي رد: إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عز بالدين مشاهدة المشاركة
    إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي
    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

    الركن الثاني: أن تارك الصلاة المواظب على تركها طوال دهره لا يركع لله ركعة فهو مسلم موحد يعامل معاملة المسلمين ما دام لم يجحدها بقلبه. وهذا مخالف لإجماع القرون الفاضلة وللنصوص الصريحة الواضحة، وللحديث عن هذا الغلو مقال قادم.
    السلام عليكم ورحمة الله :
    أخي الفاضل أردت أن أستوضح منك بعض النقاط المتمثلة فيما يلي :
    هل إرجاء (العصر) محصور في هذه الأركان الثلاثة ؟ وكيف حصرتها في هذه الأركان فقط . ( على فرض التسليم بهذه الأركان)
    ثم جمهور الفقهاء عدا الحنابلة هل يُحكم عليهم بالإرجاء كونهم لا يرون بتكفير تارك الصلاة ؟! وماذا نفعل بالنصوص القاطعة التي ترى بعدم تكفيره؟؟! هل هذه النصوص تؤيد مذهب المرجئة ؟؟!
    بل، هل ترك الصلاة استهزاءا لا جحودا من المعلوم من الدين بالضرورة ؟؟؟

    أما قولك : الركن الثالث: لما سقطت الصلاة عندهم وهي عمود الدين وقعوا في أمر مريج فرأوا أن أنسب الحلول للخروج من هذا المأزق أن يُسقطوا عمل الجوارح بالكلية ويزعموا أنه شرط كمال لا يؤثر تركه في الإيمان، وصرحوا بأن من لم يعمل خيراً قط مع القدرة فهو مؤمن من أهل الجنة. وأخذوا يدندنون أن الإيمان هو التصديق وأن الكفر هو التكذيب والجحود فحسب،وأن السجود للصنم وإهانة المصحف ونحو ذلك هو علامة للكفر وليس هو عين الكفر.
    وكأنك أخي الفاضل جعلت الركن الثالث لازم للركن الثاني، بأي تفسير اعتمدت عليه في هذه العلاقة ؟!


  3. #3

    افتراضي رد: إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي

    أنا أعرف من تقصده أخي الفاضل، وأوافقك أن له طوام في التوحيد وقد وقع في الإرجاء وحذر منه كبار العلماء ومنهم شيخه ، لكن هذا النقد والله أعلم ليس مناسبا لهذه التهمة، بل قد ينجر معه في هذه التهمة إن سلمنا بها جمهور الفقهاء .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    138

    افتراضي رد: إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي

    الركن الأول: أن تارك التوحيد المواظب على فعل الشرك الأكبر إذا كان جاهلاً بأن الله هو المستحق للعبادة وحده أو كان مقلداً لشيوخه أو متأولاً فإنه لا يعذر بجهله فحسب،بل إنه يعد من المسلمين ويصلى خلفه ويزوّج من المؤمنات وتؤكل ذبيحته وغير ذلك من أحكام المسلمين،

    اخى الكريم هذه مسأله خلافيه اصوليه تنبنى على هل ما عنده من جهل-ان صحت التسميه-يعتبر عذرا له ام لا
    والذى ادين الله به هو ما حققه العلامه بن عثيمين وغيره
    وهذا نص كلامه رحمه الله:
    الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية، وربما يكون اختلافاً لفظياً في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين، أي أن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر، أو هذا الترك كفر، ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضي في حقه وانتفاء المانع، أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات أو وجود بعض الموانع. وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين: الأول : أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام أو لا يدين بشيء ولم يكن يخطر بباله أن ديناً يخالف ما هو عليه، فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا، وأما في الآخرة فأمره إلى الله تعالى، والقول الراجح أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله عز وجل، والله أعلم بما كانوا عاملين، لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب لقوله تعالى: وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا{الكهف:49}. وإنما قلنا: تجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا وهي أحكام الكفر؛ لأنه لا يدين بالإسلام فلا يمكن أن يعطى حكمه، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة ذكرها ابن القيم -رحمه الله تعالى -في كتابه "طريق الهجرتين" عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة.
    النوع الثاني: أن يكون من شخص يدين بالإسلام، ولكنه عاش على هذا المكفر، ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام، ولا نبهه أحد على ذلك فهذا تجرى عليه أحكام الإسلام ظاهراً، أما في الآخرة فأمره إلى الله عز وجل، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة وأقوال أهل العلم .. اهـ.
    ثم فصَّل ذلك ـ رحمه الله ـ إلى أن قال: فالأصل فيمن ينتسب للإسلام بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي، ولا يجوز التساهل في تكفيره لأن في ذلك محذورين عظيمين:
    أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به. أما الأول فواضح حيث حكم بالكفر على من لم يكفره الله تعالى، فهو كمن حرم ما أحل الله؛ لأن الحكم بالتكفير أو عدمه إلى الله وحده كالحكم بالتحريم أو عدمه. وأما الثاني فلأنه وصف المسلم بوصف مضاد فقال: إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك، وحري به أن يعود وصف الكفر عليه لما ثبت في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما". وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه" . وله من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ومن دعا رجلاً بالكفر، أو قال: عدو الله، وليس كذلك إلا حار عليه". يعني رجع عليه. وقوله في حديث ابن عمر : "إن كان كما قال" يعني في حكم الله تعالى. وكذلك قوله في حديث أبي ذر: "وليس كذلك" يعني في حكم الله تعالى ... اهـ.
    إلى أن ختم الفتوى بقوله: والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفراً، كما يكون معذوراً بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقاً، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة والاعتبار وأقوال أهل العلم اهـ.
    من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين.
    والله أعلم. وله نحو هذا فى شرح كشف الشبهات والقول المفيد


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي

    هذه بعض النقولات ممن أظن أنهم من أهل العلم ، وهي نقولات لعلها صريحة وواضحة تبين حكم تارك جنس العمل وأن القول بأنه ليس بكافر ـ وليس بكامل الإيمان بل هو مستحق للوعيد ودخول النارـ ليس بدعاً من القول وليس قولاً مستشنعاً بل عند التدبر في النصوص والنقولات سنجد أنه قول قريب جداً إن لم يكن الراجح ولا يستحق تبديع أو تفسيق المخالف والله المستعان........

    **تنبيه: تارك جنس العمل كافر لأنه:

    - ترك النطق بالشهادتين. (وهما من الظاهر أو من عمل الظاهر).

    - ترك أعمال القلوب.

    - ترك (ترك النواقض) (أي وقع فيها).

    - ترك المباني الأربعة (عند من يقول بكفر أحد منها مع الإقرار بأن الخلاف في ذلك سائغ)


    فهذا مقصود من كفر به (جنس العمل) عند جمع الأقوال والتأمل وليس لأنه ترك أقل فعل من المأمور....(وهذا هو مصطلح جنس العمل اليوم) فمن الذي قال من العلماء بذلك وقصد هذا المصطلح المتعارف عليه الآن...؟؟


    كلام مهم لشيخ الاسلام أسوقه في البداية:

    والرازي لَمَّا صَنَّفَ " مَنَاقِبَ الشَّافِعِيِّ " ذَكَرَ قَوْلَهُ فِي الْإِيمَانِ . وَقَوْلُ الشَّافِعِيِّ قَوْلُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَقَدْ ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ أَنَّهُ إجْمَاعٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ (الإجماع المزعوم) . وَمَنْ لَقِيَهُ اسْتَشْكَلَ قَوْلَ الشَّافِعِيِّ جِدًّا لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ انْعَقَدَ فِي نَفْسِهِ شُبْهَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي الْإِيمَانِ : مِنْ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَ ةِ والجهمية والكرامية وَسَائِرِ الْمُرْجِئَةِ وَهُوَ أَنَّ الشَّيْءَ الْمُرَكَّبَ إذَا زَالَ بَعْضُ أَجْزَائِهِ لَزِمَ زَوَالُهُ كُلُّهُ ؛ لَكِنْ هُوَ لَمْ يَذْكُرْ إلَّا ظَاهِرَ شُبْهَتِهِمْ . وَالْجَوَابُ عَمَّا ذَكَرُوهُ هُوَ سَهْلٌ فَإِنَّهُ يُسَلَّمُ لَهُ أَنَّ الْهَيْئَةَ الِاجْتِمَاعِيّ َةَ لَمْ تَبْقَ مُجْتَمِعَةً كَمَا كَانَتْ ؛ لَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ زَوَالِ بَعْضِهَا زَوَالُ سَائِرِ الْأَجْزَاءِ. مجموع الفتاوى (7/403)


    ** الشيخ ابن باز رحمه الله في كتاب التعليقات البازية على شرح الطحاوية:
    س: من آمن بقلبه ولسانه ولم يعمل بجوارحه؟ ـ انتبه فالعبارة محكمة لا تحتمل احتمالات ـ
    أجاب: هذا محل
    خلاف بين العلماء (فتنبه)، فمن قال أن ترك الصلاة كفر يقول هو مخلد في النار، ومن قال أنه كفر أصغر يكون حكمه حكم سائر الكبائر، تحت المشيئة.



    ** الشيخ العثيمين رحمه الله:

    س: (تارك جنس العمل كافر،تارك آحاد العملليس بكافر) ما رأي فضيلتكم في هذه القاعدة؟جـ: كلام ليس له معنى، من قائل هذه القاعدة؟! فهي ليست قاعدة أو أمر مجمع عليه- هل قالها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، من كفره الله ورسوله فهو كافر ـ يعني كل مسألة حسب أدلتها الخاصةـ أما آحاد العمل وجنس العمل فهذه كلها طنطنة لا فائدة فيها (تدبر).


    ** الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله:(كلام رااااائع)

    وبهذا يتبين أنه لا يصح إطلاق القول بأن العمل شرط صحة أو شرط كمال بل يحتاج إلى تفصيل؛ فإن اسم العمل يشمل عمل القلب وعمل الجوارح، ويشمل الفعل والترك، ويشمل الواجبات التي هي أصول الدين الخمسة، وما دونها، ويشمل ترك الشرك والكفر وما دونهما من الذنوب.

    فأما ترك الشرك و أنواع الكفر والبراءة منها فهو شرط صحة لا يتحقق الإيمان إلا به.

    وأما ترك سائر الذنوب فهو شرط لكمال الإيمان الواجب.

    وأما انقياد القلب وهو إذعانه لمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وما لابد منه لذلك من عمل القلب كمحبة الله ورسوله، وخوف الله ورجائه وإقرار اللسان وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله فهو كذلك شرط صحة لا يتحقق الإيمان بدونهما.

    وأما أركان الإسلام بعد الشهادتين فلم يتفق أهل السنة على أن شيئاً منها شرط لصحة الإيمان؛ بمعنى أن تركه كفر، بل اختلفوا في كفر من ترك شيئاً منها، وإن كان أظهر وأعظم ما اختلفوا فيه الصلوات الخمس، لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولما ورد في خصوصها مما يدل على كفر تارك الصلاة؛ كحديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) أخرجه مسلم في صحيحه وغيره، وحديث بريده بن الحصيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) أخرجه أصحاب السنن.

    ـ تنبه: بأن الشيخ يذكر قول أهل السنة في المسألة بعيداً عن ترجيحاته الخاصة والذي يسوغ فيها الخلاف مسألة الصلاة وغيرها ـ

    وأما سائر الواجبات بعد أركان الإسلام الخمسة فلا يختلف أهل السنة أن فعلها شرط لكمال إيمان العبد، وتركها معصية لا تخرجه من الإيمان.

    وينبغي أن يعلم أن المراد بالشرط هنا معناه الأعم، وهو ما تتوقف الحقيقة على وجوده سواء كان ركناً فيها أو خارجاً عنها، فما قيل فيه هنا أنه شرط للإيمان هو من الإيمان.

    وهذا التفصيل كله على مذهب أهل السنة والجماعة فلا يكون من قال بعدكم كفر تارك الصلاة كسلاً أو غيرها من الأركان مرجئاً، كما لا يكون القائل بكفره حرورياً.

    وإنما يكون الرجل من المرجئة بإخراج أعمال القلوب والجوارح عن مسمى الإيمان فإن قال بوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، وترتب العقوبات فهو قول مرجئة الفقهاء المعروف وهو الذي أنكره الأئمة، وبينوا مخالفته لنصوص الكتاب والسنة.

    وإن قال: لا يضر مع الإيمان ذنب، والإيمان هو المعرفة، فهو قول غلاة المرجئة الجهمية وهم كفار عند السلف.

    وبهذا يظهر الجواب عن مسألة العمل في الإيمان هل هو شرط صحة أو شرط كمال، ومذهب المرجئة في ذلك وهذا ولا أعلم أحداً من الأئمة المتقدمين تكلم بهذا، وإنما ورد في كلام بعض المتأخرين...جواب في الإيمان ونواقضه


    ** ابن حزم رحمه الله:

    (ومن ضيع الأعمال كلها فهو مؤمن عاصٍ ناقص الإيمان لا يكفر). المحلى

    تنبيه: من اتهم ابن حزم بالإرجاء فليبين لنا من سلفه في ذلك أم أنه هو وحده من أدرك ذلك اليوم، أم أن كتبه غابت عن العلماء.


    ** القرطبي رحمه الله:

    (والدليل على أنه أراد بالإيمان ما قلنا ولم يرد مجرد الإيمان الذي هو التوحيد ونفي الشركاء والإخلاص بقول لا إله إلا الله وفي الحديث نفسه من قوله أخرجوا من أخرجوا ثم هو سبحانه بعد ذلك يقبض بقبضة فيخرج قوماً لم يعملوا خيراً قط يريد إلا التوحيد المجرد عن الأعمال) التذكرة


    ** النووي رحمه الله:

    (وفيه ما قدمناه من الدلالة لمذهب أهل الحق أن الإيمان المنجي من الخلود في النار ـ وليس المنجي من دخول النار ابتداءً ـ لا بد فيه من الاعتقاد والنطق) . شرح مسلم


    ** شارح الطحاوية رحمه الله:

    (وقد أجمعوا على أنه لو صدق بقلبه وأقر بلسانه ، وامتنع عن العمل بجوارحه : أنه عاص لله ورسوله ، مستحق الوعيد). شرح الطحاوية


    ** ابن رجب الحنبلي رحمه الله:

    -(الإيمان قسمان: أحدهما: إيمان بالله وهو الإقرار والتصديق. والثاني: إيمان بالله وهو الطاعة والانقياد، فنقيض الأول كفر ونقيض الثاني الفسق وقد يسمى كفراً ولكن لا يخرج من الملة). شرح كتاب الإيمان

    -(ومعلوم أن الجنة إنما يستحق دخولها ـ أي في المآل ـ بالتصديق القلب مع شهادة اللسان وبهما يخرج من يخرج من أهل النار فيدخل الجنة كما سبق ذكره). شرح كتاب الإيمان

    -(والمراد بقول (لم يعملوا خيراً قط) من أعمال الجوارح وإن كان أصل التوحيد معهم... إلى أن قال: وعند مسلم (فيقول ليس ذلك لك أو إليك) وهذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة هم أهل كلمة التوحيد الذي لم يعملوا معها خيراً قط بجوارحهم). التخويف من النار


    ** ابن حجر العسقلاني رحمه الله:

    (فالسلف قالوا هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان وأراد بذلك أن الأعمال شرط في كماله... إلى أن قال: والمعتزلة قالوا هو العمل والنطق والاعتقاد. والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطاً في صحته والسلف جعلوها شرطاً في كماله). فتح الباري، وممن نقل كلام ابن حجر وأقره السفاريني في لوامع الأنوار البهية والمباركفوري في تحفة الأحوزي.

    تنبيه: هنا يروي ابن حجر معتقد السلف فهل هو جاهل به أم أنه كذاب، ومن سبق المخالف في رمي ابن حجر بالإرجاء.


    ** الصنعاني رحمه الله:

    (وهذا الحديث فيه الإخبار بأن الملائكة قالت (لم نذر فيها خيرا) أي أحد فيه خير، والمراد ما علموه بإعلام الله ويجوز أن يقال لم يعلمهم بكل من في قلبه خير وأنه بقى من أخرجهم بقبضته ويدل له أن لفظ الحديث (أنه أخرج بالقبضة من لم يعملوا خيراً قط) فنفى العمل ولم ينفي الاعتقاد.

    وفي الحديث تصريح بإخراج قوم من النار لم يعملوا خيراً قط، ويفيد مفهومه أن في قلوبهم خيراً ثم سياق الحديث يدل على أنه أريد بهم أهل التوحيد لأنه تعالى ذكر الشفاعة للملائكة والأنبياء والمؤمنين ومعلوم أن هؤلاء يشفعون لعصاة أهل التوحيد).رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار


    **ابن كثير رحمه الله:

    (ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين فتخرج من لم يعمل خيراً وقال يوماً من الدهر لا إله إلا الله كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله r بمضمون ذلك من حديث أنس وجابر وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة). تفسير ابن كثير


    ** السفاريني رحمه الله:

    تعرّضَ رحِمَهُ اللهُ لتفسيرِ قولِه تعالى : (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون) [الأنعام : 158] وقالَ : « مَن تحقّقَ اتّصافُه بالإيمانِ الشّرعيّ مِن قبلِ ذلكَ الوقتِ ، واستمرّ إيمانُه إلى طلوعِ الشّمسِ من مَغربِها ، فهو لا يخلو :

    . إمّا أنْ يكون مؤمناً مقيماً على المعاصي لم يكسِبْ في إيمانِه خيراً .

    . أو مؤمناً مخلّطاً .

    . أو مؤمناً تائباً عن المعاصي ، كاسِباً في إيمانِه خيراً ما استطَاع .

    فالأوّل : ينفعُهُ الإيمانُ السّابقُ المجرّدُ عنِ الأعمالِ لأصلِ النّجاةِ ، فلا يُخلّد في النّارِ وإنْ دخلَها بذنوبِه ، فالإيمانُ السّابقُ ينفعُه » .

    وقال مكرّراً : « فإنّ الإيمانَ المجرّدَ عنِ الأعمالِ الصّالحةِ السّابقةِ على ذلكَ اليومِ ينفعُ صاحبَه لأجلِ نجاتِه) لوامع الأنوار


    ** ابن القيم رحمه الله:

    ( الإيمانُ : قولٌ وعمَلٌ ، والقولُ : قولُ القلبِ واللّسانِ , والعملُ : عملُ القلبِ والجوارِحِ ، و بيانُ ذلكَ :

    . أنّ مَن عرفَ اللهَ بِقَلبِهِ ولَمْ يُقِرّ بِلِسانهِ لمْ يكُنْ مؤمِناً .

    . وكذلكَ مَن قالَ بِلِسانِه ما ليسَ في قلبِه لَمْ يكُنْ بذلكَ مؤمِناً ، بلْ كانَ مِنَ المنافِقين .

    . وكذلكَ مَنْ عرَفَ بِقلبِه وأقرّ بلِسانهِ لَمْ يكُنْ بمجرّدِ ذلكَ مؤمِناً ، حتى يأتيَ بعملِ القلبِ ؛ مِن الحبِّ والبغضِ والموالاةِ والمعاداةِ ، فيحبّ اللهَ ورسولَه e ويوالي أولياءَ اللهِ و يعادي أعداءَه ، ويستسلِم بقلبِه للهِ وحدَه ، و ينقادَ لمتابعةِ رسولِه e وطاعتِه والتزامِ شريعتِه ظاهِراً وباطِناً .

    . وإذا فعلَ ذلكَ لَم يكْفِ في كمالِ إيمانِه ؛ حتّى يفعلَ ما أُمِرَ بهِ ، فهذِهِ الأركانُ الأربعةُ هي أركانُ الإيمانِ التي قامَ عليْها بِناؤه). عدة الصابرين

    تنبيه: كلمة الاركان في كلام السلف قد تأتي بالمعنى العام وليس الاصطلاحي ككلمة أركان الإسلام ولا قائل بأن معنى ذلك أنها كلها يزول الإيمان كله بزوالها.(الخلاف سائغ في الصلاة والزكاة والصيام والحج وهو مشهور وليس هناك إجماع)

    فانظرْ كيفَ تغيّرَ تعبير ابن القيم حين تحدث عن الأعمال الظّاهرة ، في الثلاث الأُوَل قالَ : « لم يكن مؤمناً» ، وفي عمل الجوارح قالَ : « لم يكفِ في كمالِ إيمانه.


    ** ابن تيمية رحمه الله:( للتدبر)

    - ثمّ هوَ _ الايمان_في الكتابِ بمعنَييْن : أصلٌ وفرعٌ واجبٌ ، فالأصلُ الّذي في القلبِ وراءَ العملِ .. ـ وقد عرّف هو الأصل ـ فقال وهو مركّبٌ من أصلٍ لا يتمّ بدونِه، ومن واجبٍ ينقصُ بفواتهِ نقصاً يستحقُّ به صاحبُه العقوبةَ ، ومِن مستحبٍّ يفوتُ بفواتِه علوُّ الدّرجةِ ، فالنّاسُ فيهِ ظالمٌ لنفسِهِ ومقتصِدٌ وسابِقٌ ، كالحجِّ وكالبَدَنِ والمسجدِ وغيرِهما منَ الأعيانِ والأعمالِ والصّفات.

    فمِنْ أجزائِه ما إذا ذهَبَ نقصَ عن الأكملِ ـ وهو المستحب ـ ، ومنهُ ما نقصَ عنِ الكمالِ ـ أي الكمال الواجب ـ وهوَ : تركُ الواجباتِ أو فِعلُ المحرّماتِ، ومنهُ ما نقصَ ركْنُه ـ وهو الأصل ـ وهوَ تركُ الاعتقادِ والقولِ: الّذي يزعمُ المرجئةُ والجهميّةُ أنّه مسمّىً فقط ، وبهذا تزولُ شبهاتُ الفِرَقِ ، وأصلُهُ القلبُ ، وكمالهُ العملُ الظّاهرُ ، بخلافِ الإسلامِ فإنّ أصلَه الظّاهرُ وكمالَه القلبُ. الفتاوى

    - وسيبقى النزاع لفظياً هل الإيمان دال على العمل بالتضمين أو باللزوم ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي وإلا فالقائلون بأن الإيمان قول من الفقهاء كحماد بن أبي سليمان وهو أول من قال ذلك ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم متفقون مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيدوهذا ما نقول به بلا شك ـ

    وإن قالوا إيمانهم كامل كإيمان جبريل فهم يقولون إن الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب كما تقول الجماعةلعله ينقل إجماعاًـ

    ويقولون أيضاً بأن من أهل الكبائر من يدخل النار كما تقول الجماعة والذين ينفون عن الفاسق اسم الإيمان من أهل السنة متفقون على أنه لا يخلد في النار.

    فليس بين فقهاء الملة نزاع في أصحاب الذنوب إذا كانوا مقرين باطناً وظاهراً بما جاء به الرسول وما تواتر عنه أنهم من أهل الوعيد وأنه يدخل النار منهم من أخبر الله ورسوله بدخوله إليها. ولا يخلد منهم فيها أحد، ولا يكونون مرتدين مباحي الدماء) الفتاوى

    -(مَن أتى بالإيمانِ والتّوحيدِ لم يخلُد في النّار ؛ ولو فعلَ ما فعلَ). الفتاوى
    -(ودلالة الشرع على أن الأعمال الواجبة من تمام الإيمان لا تحصى كثرة) الفتاوى

    -(والمقصود هنا أنه لم يثبت المدح إلا على إيمان معه العمل ـ بلا شك لا مدح إلا على الإيمان الواجب ـ لا على إيمان خالي من العمل فإذا عرف أن الذم والعقاب واقع في ترك العمل كان بعد ذلك نزاعهم لا فائدة فيه بل يكون نزاعاً لفظياً مع إنهم مخطئون في اللفظ مخالفون للكتاب والسنة) الفتاوى

    -فمَنْ آمنَ بما جاءَ بهِ الرسولُ مطلقاً ، فلَمْ يكذّبه قَطْ ، لكن أعرَضَ عن معرفَةِ أمرهِ ونهيهِ وخبرهِ وطلبِ العلمِ الواجبِ عليه ، فلمْ يعلَم الواجبَ علَيه ، ولم يعْمَلْه ، بل اتّبعَ هواه .

    -. وآخرُ طلبَ عِلْمَ ما أُمِرَ به فعمِلَ بِه .

    -. وآخرُ طلبَ عِلْمَه فعَلِمَه وآمنَ به ولم يعملْ بِه ، وإن اشتركوا في الوجوبِ لكنّ مَن طلبَ عِلْمَ التّفصيلِ وعمِلَ بهِ فإيمانُه أكملُ بِه .

    -فهؤلاءِ ممّن عرفَ ما يجبُ عليهِ والتزمَهُ وأقرّ بِهِ لكنّه لم يعملْ بذلكَ كلِّه ، وهذا المقرُّ بما جاءَ بهِ الرّسولُ المعترفُ بذنْبِهِ الخائفُ من عقوبةِ ربّهِ على تركِ العملِ ؛ أكملُ إيماناً ممّن لَم يطلبْ معرفةَ ما أمَرَ بهِ الرّسوُل ، ولا عمِلَ بذلكَ ، ولا هوَ خائفٌ أن يُعاقبَ ، بلْ هوَ في غفلةٍ عن تفصيلِ ما جاءَ به الرّسولُ e ، مع أنّهَ مقرٌّ بنبوتِهِ باطِناً وظاهِراً ، فكُلّما علِمَ القلبُ ما أخبرَ بِهِ الرّسولُ فصدّقَه وما أَمَرَ بهِ فالتَزمَه ، كانَ ذلكَ زيادةً في إيمانِه على مَن لم يحصُلْ لهُ ذلكَ ، وإنْ كانَ معَه التزامٌ عامٌّ وإقرارٌ عامٌّ ) الفتاوى



    ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    69

    افتراضي رد: إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي

    أسئلة للتدبر:
    س: متى يكون تارك العمل كافراً؟ إن تركه يوماً أم أسبوعاً أم سنة؟ وما الدليل؟ هل يكفر عند تركه أول واجب أم ماذا؟
    س: شاب بلغ في يوم وكان من المسرفين في المعاصي ثم مضى عليه يوم أو يومين لم يعمل خيراً ثم مات في حادث ما حكمه هل مات كافراً؟

    س: من لم يأت بجنس العمل _وحكم بكفره_ كيف يعود في الإسلام؟؟ وهل نص على ذلك العلماء؟

    س: لماذا لم يدخل في جنس العمل النطق بالشهادتين وترك النواقض والشرك
    امتثالاً؟ مع أنهما من أعمال الظاهر ويدلان على وجود نوع من صلاح الظاهر؟ ولماذا قصر جنس العمل الأصل الظاهر على أعمال الجوارح الأخرى دون الشهادتين وترك النواقض وما الدليل؟
    س: لماذا لا يدخل فعل أي عمل ظاهر في جنس العمل من النوافل والمستحبات أليست أعمالاً بالإجماع وما الدليل على التخصيص؟

    س: هل من ترك شرب الخمر بعد أن راودته نفسه عليها أو ترك السجود للصليب
    بعد أن دُعي إليه يكون قد أتى بجنس العمل؟ ولماذا؟ وأين يوضع الترك من الإيمان، والإيمان عند أهل السنة قول وعمل فهل الترك قول أم هو عمل؟ وهل الزاني على هذا مؤمن كامل الإيمان والقاتل مؤمن كامل الإيمان لأن ترك الزنا ليس من الإيمان وترك القتل ليس من الإيمان فلا يؤثر فعله في الإيمان؟
    ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ

  7. #7

    افتراضي رد: إثبات أن مذهب المرجئة الحالي هو المذهب الغالي

    فهذا مقصود من كفر به (جنس العمل) عند جمع الأقوال والتأمل وليس لأنه ترك أقل فعل من المأمور
    السلام عليكم
    ماذا تعني ب"ترك أقل فعل من المأمور" ؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •