هذه بعض النقولات ممن أظن أنهم من أهل العلم ، وهي نقولات لعلها صريحة وواضحة تبين حكم تارك جنس العمل وأن القول بأنه ليس بكافر ـ وليس بكامل الإيمان بل هو مستحق للوعيد ودخول النارـ ليس بدعاً من القول وليس قولاً مستشنعاً بل عند التدبر في النصوص والنقولات سنجد أنه قول قريب جداً إن لم يكن الراجح ولا يستحق تبديع أو تفسيق المخالف والله المستعان........
**تنبيه: تارك جنس العمل كافر لأنه:
- ترك النطق بالشهادتين. (وهما من الظاهر أو من عمل الظاهر).
- ترك أعمال القلوب.
- ترك (ترك النواقض) (أي وقع فيها).
- ترك المباني الأربعة (عند من يقول بكفر أحد منها مع الإقرار بأن الخلاف في ذلك سائغ)
فهذا مقصود من كفر به (جنس العمل) عند جمع الأقوال والتأمل وليس لأنه ترك أقل فعل من المأمور....(وهذا هو مصطلح جنس العمل اليوم) فمن الذي قال من العلماء بذلك وقصد هذا المصطلح المتعارف عليه الآن...؟؟
كلام مهم لشيخ الاسلام أسوقه في البداية:
والرازي لَمَّا صَنَّفَ " مَنَاقِبَ الشَّافِعِيِّ " ذَكَرَ قَوْلَهُ فِي الْإِيمَانِ . وَقَوْلُ الشَّافِعِيِّ قَوْلُ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَقَدْ ذَكَرَ الشَّافِعِيُّ أَنَّهُ إجْمَاعٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ (الإجماع المزعوم) . وَمَنْ لَقِيَهُ اسْتَشْكَلَ قَوْلَ الشَّافِعِيِّ جِدًّا لِأَنَّهُ كَانَ قَدْ انْعَقَدَ فِي نَفْسِهِ شُبْهَةُ أَهْلِ الْبِدَعِ فِي الْإِيمَانِ : مِنْ الْخَوَارِجِ وَالْمُعْتَزِلَ ةِ والجهمية والكرامية وَسَائِرِ الْمُرْجِئَةِ وَهُوَ أَنَّ الشَّيْءَ الْمُرَكَّبَ إذَا زَالَ بَعْضُ أَجْزَائِهِ لَزِمَ زَوَالُهُ كُلُّهُ ؛ لَكِنْ هُوَ لَمْ يَذْكُرْ إلَّا ظَاهِرَ شُبْهَتِهِمْ . وَالْجَوَابُ عَمَّا ذَكَرُوهُ هُوَ سَهْلٌ فَإِنَّهُ يُسَلَّمُ لَهُ أَنَّ الْهَيْئَةَ الِاجْتِمَاعِيّ َةَ لَمْ تَبْقَ مُجْتَمِعَةً كَمَا كَانَتْ ؛ لَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ زَوَالِ بَعْضِهَا زَوَالُ سَائِرِ الْأَجْزَاءِ. مجموع الفتاوى (7/403)
** الشيخ ابن باز رحمه الله في كتاب التعليقات البازية على شرح الطحاوية:
س: من آمن بقلبه ولسانه ولم يعمل بجوارحه؟ ـ انتبه فالعبارة محكمة لا تحتمل احتمالات ـ
أجاب: هذا محل خلاف بين العلماء (فتنبه)، فمن قال أن ترك الصلاة كفر يقول هو مخلد في النار، ومن قال أنه كفر أصغر يكون حكمه حكم سائر الكبائر، تحت المشيئة.
** الشيخ العثيمين رحمه الله:
س: (تارك جنس العمل كافر،تارك آحاد العملليس بكافر) ما رأي فضيلتكم في هذه القاعدة؟جـ: كلام ليس له معنى، من قائل هذه القاعدة؟! –فهي ليست قاعدة أو أمر مجمع عليه- هل قالها محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟، من كفره الله ورسوله فهو كافر ـ يعني كل مسألة حسب أدلتها الخاصةـ أما آحاد العمل وجنس العمل فهذه كلها طنطنة لا فائدة فيها (تدبر).
** الشيخ عبدالرحمن البراك حفظه الله:(كلام رااااائع)
وبهذا يتبين أنه لا يصح إطلاق القول بأن العمل شرط صحة أو شرط كمال بل يحتاج إلى تفصيل؛ فإن اسم العمل يشمل عمل القلب وعمل الجوارح، ويشمل الفعل والترك، ويشمل الواجبات التي هي أصول الدين الخمسة، وما دونها، ويشمل ترك الشرك والكفر وما دونهما من الذنوب.
فأما ترك الشرك و أنواع الكفر والبراءة منها فهو شرط صحة لا يتحقق الإيمان إلا به.
وأما ترك سائر الذنوب فهو شرط لكمال الإيمان الواجب.
وأما انقياد القلب – وهو إذعانه لمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وما لابد منه لذلك من عمل القلب كمحبة الله ورسوله، وخوف الله ورجائه – وإقرار اللسان – وهو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله – فهو كذلك شرط صحة لا يتحقق الإيمان بدونهما.
وأما أركان الإسلام بعد الشهادتين فلم يتفق أهل السنة على أن شيئاً منها شرط لصحة الإيمان؛ بمعنى أن تركه كفر، بل اختلفوا في كفر من ترك شيئاً منها، وإن كان أظهر وأعظم ما اختلفوا فيه الصلوات الخمس، لأنها أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، ولما ورد في خصوصها مما يدل على كفر تارك الصلاة؛ كحديث جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة ) أخرجه مسلم في صحيحه وغيره، وحديث بريده بن الحصيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ) أخرجه أصحاب السنن.
ـ تنبه: بأن الشيخ يذكر قول أهل السنة في المسألة بعيداً عن ترجيحاته الخاصة والذي يسوغ فيها الخلاف مسألة الصلاة وغيرها ـ
وأما سائر الواجبات بعد أركان الإسلام الخمسة فلا يختلف أهل السنة أن فعلها شرط لكمال إيمان العبد، وتركها معصية لا تخرجه من الإيمان.
وينبغي أن يعلم أن المراد بالشرط هنا معناه الأعم، وهو ما تتوقف الحقيقة على وجوده سواء كان ركناً فيها أو خارجاً عنها، فما قيل فيه هنا أنه شرط للإيمان هو من الإيمان.
وهذا التفصيل كله على مذهب أهل السنة والجماعة فلا يكون من قال بعدكم كفر تارك الصلاة كسلاً أو غيرها من الأركان مرجئاً، كما لا يكون القائل بكفره حرورياً.
وإنما يكون الرجل من المرجئة بإخراج أعمال القلوب والجوارح عن مسمى الإيمان فإن قال بوجوب الواجبات، وتحريم المحرمات، وترتب العقوبات فهو قول مرجئة الفقهاء المعروف وهو الذي أنكره الأئمة، وبينوا مخالفته لنصوص الكتاب والسنة.
وإن قال: لا يضر مع الإيمان ذنب، والإيمان هو المعرفة، فهو قول غلاة المرجئة الجهمية وهم كفار عند السلف.
وبهذا يظهر الجواب عن مسألة العمل في الإيمان هل هو شرط صحة أو شرط كمال، ومذهب المرجئة في ذلك وهذا ولا أعلم أحداً من الأئمة المتقدمين تكلم بهذا، وإنما ورد في كلام بعض المتأخرين...جواب في الإيمان ونواقضه
** ابن حزم رحمه الله:
(ومن ضيع الأعمال كلها فهو مؤمن عاصٍ ناقص الإيمان لا يكفر). المحلى
تنبيه: من اتهم ابن حزم بالإرجاء فليبين لنا من سلفه في ذلك أم أنه هو وحده من أدرك ذلك اليوم، أم أن كتبه غابت عن العلماء.
** القرطبي رحمه الله:
(والدليل على أنه أراد بالإيمان ما قلنا ولم يرد مجرد الإيمان الذي هو التوحيد ونفي الشركاء والإخلاص بقول لا إله إلا الله وفي الحديث نفسه من قوله أخرجوا من أخرجوا ثم هو سبحانه بعد ذلك يقبض بقبضة فيخرج قوماً لم يعملوا خيراً قط يريد إلا التوحيد المجرد عن الأعمال) التذكرة
** النووي رحمه الله:
(وفيه ما قدمناه من الدلالة لمذهب أهل الحق أن الإيمان المنجي من الخلود في النار ـ وليس المنجي من دخول النار ابتداءً ـ لا بد فيه من الاعتقاد والنطق) . شرح مسلم
** شارح الطحاوية رحمه الله:
(وقد أجمعوا على أنه لو صدق بقلبه وأقر بلسانه ، وامتنع عن العمل بجوارحه : أنه عاص لله ورسوله ، مستحق الوعيد). شرح الطحاوية
** ابن رجب الحنبلي رحمه الله:
-(الإيمان قسمان: أحدهما: إيمان بالله وهو الإقرار والتصديق. والثاني: إيمان بالله وهو الطاعة والانقياد، فنقيض الأول كفر ونقيض الثاني الفسق وقد يسمى كفراً ولكن لا يخرج من الملة). شرح كتاب الإيمان
-(ومعلوم أن الجنة إنما يستحق دخولها ـ أي في المآل ـ بالتصديق القلب مع شهادة اللسان وبهما يخرج من يخرج من أهل النار فيدخل الجنة كما سبق ذكره). شرح كتاب الإيمان
-(والمراد بقول (لم يعملوا خيراً قط) من أعمال الجوارح وإن كان أصل التوحيد معهم... إلى أن قال: وعند مسلم (فيقول ليس ذلك لك أو إليك) وهذا يدل على أن الذين يخرجهم الله برحمته من غير شفاعة هم أهل كلمة التوحيد الذي لم يعملوا معها خيراً قط بجوارحهم). التخويف من النار
** ابن حجر العسقلاني رحمه الله:
(فالسلف قالوا هو اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان وأراد بذلك أن الأعمال شرط في كماله... إلى أن قال: والمعتزلة قالوا هو العمل والنطق والاعتقاد. والفارق بينهم وبين السلف أنهم جعلوا الأعمال شرطاً في صحته والسلف جعلوها شرطاً في كماله). فتح الباري، وممن نقل كلام ابن حجر وأقره السفاريني في لوامع الأنوار البهية والمباركفوري في تحفة الأحوزي.
تنبيه: هنا يروي ابن حجر معتقد السلف فهل هو جاهل به أم أنه كذاب، ومن سبق المخالف في رمي ابن حجر بالإرجاء.
** الصنعاني رحمه الله:
(وهذا الحديث فيه الإخبار بأن الملائكة قالت (لم نذر فيها خيرا) أي أحد فيه خير، والمراد ما علموه بإعلام الله ويجوز أن يقال لم يعلمهم بكل من في قلبه خير وأنه بقى من أخرجهم بقبضته ويدل له أن لفظ الحديث (أنه أخرج بالقبضة من لم يعملوا خيراً قط) فنفى العمل ولم ينفي الاعتقاد.
وفي الحديث تصريح بإخراج قوم من النار لم يعملوا خيراً قط، ويفيد مفهومه أن في قلوبهم خيراً ثم سياق الحديث يدل على أنه أريد بهم أهل التوحيد لأنه تعالى ذكر الشفاعة للملائكة والأنبياء والمؤمنين ومعلوم أن هؤلاء يشفعون لعصاة أهل التوحيد).رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار
**ابن كثير رحمه الله:
(ثم تأتي رحمة أرحم الراحمين فتخرج من لم يعمل خيراً وقال يوماً من الدهر لا إله إلا الله كما وردت بذلك الأخبار الصحيحة المستفيضة عن رسول الله r بمضمون ذلك من حديث أنس وجابر وأبي سعيد وأبي هريرة وغيرهم من الصحابة). تفسير ابن كثير
** السفاريني رحمه الله:
تعرّضَ رحِمَهُ اللهُ لتفسيرِ قولِه تعالى : (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون) [الأنعام : 158] وقالَ : « مَن تحقّقَ اتّصافُه بالإيمانِ الشّرعيّ مِن قبلِ ذلكَ الوقتِ ، واستمرّ إيمانُه إلى طلوعِ الشّمسِ من مَغربِها ، فهو لا يخلو :
. إمّا أنْ يكون مؤمناً مقيماً على المعاصي لم يكسِبْ في إيمانِه خيراً .
. أو مؤمناً مخلّطاً .
. أو مؤمناً تائباً عن المعاصي ، كاسِباً في إيمانِه خيراً ما استطَاع .
فالأوّل : ينفعُهُ الإيمانُ السّابقُ المجرّدُ عنِ الأعمالِ لأصلِ النّجاةِ ، فلا يُخلّد في النّارِ وإنْ دخلَها بذنوبِه ، فالإيمانُ السّابقُ ينفعُه » .
وقال مكرّراً : « فإنّ الإيمانَ المجرّدَ عنِ الأعمالِ الصّالحةِ السّابقةِ على ذلكَ اليومِ ينفعُ صاحبَه لأجلِ نجاتِه) لوامع الأنوار
** ابن القيم رحمه الله:
( الإيمانُ : قولٌ وعمَلٌ ، والقولُ : قولُ القلبِ واللّسانِ , والعملُ : عملُ القلبِ والجوارِحِ ، و بيانُ ذلكَ :
. أنّ مَن عرفَ اللهَ بِقَلبِهِ ولَمْ يُقِرّ بِلِسانهِ لمْ يكُنْ مؤمِناً .
. وكذلكَ مَن قالَ بِلِسانِه ما ليسَ في قلبِه لَمْ يكُنْ بذلكَ مؤمِناً ، بلْ كانَ مِنَ المنافِقين .
. وكذلكَ مَنْ عرَفَ بِقلبِه وأقرّ بلِسانهِ لَمْ يكُنْ بمجرّدِ ذلكَ مؤمِناً ، حتى يأتيَ بعملِ القلبِ ؛ مِن الحبِّ والبغضِ والموالاةِ والمعاداةِ ، فيحبّ اللهَ ورسولَه e ويوالي أولياءَ اللهِ و يعادي أعداءَه ، ويستسلِم بقلبِه للهِ وحدَه ، و ينقادَ لمتابعةِ رسولِه e وطاعتِه والتزامِ شريعتِه ظاهِراً وباطِناً .
. وإذا فعلَ ذلكَ لَم يكْفِ في كمالِ إيمانِه ؛ حتّى يفعلَ ما أُمِرَ بهِ ، فهذِهِ الأركانُ الأربعةُ هي أركانُ الإيمانِ التي قامَ عليْها بِناؤه). عدة الصابرين
تنبيه: كلمة الاركان في كلام السلف قد تأتي بالمعنى العام وليس الاصطلاحي ككلمة أركان الإسلام ولا قائل بأن معنى ذلك أنها كلها يزول الإيمان كله بزوالها.(الخلاف سائغ في الصلاة والزكاة والصيام والحج وهو مشهور وليس هناك إجماع)
فانظرْ كيفَ تغيّرَ تعبير ابن القيم حين تحدث عن الأعمال الظّاهرة ، في الثلاث الأُوَل قالَ : « لم يكن مؤمناً» ، وفي عمل الجوارح قالَ : « لم يكفِ في كمالِ إيمانه.
** ابن تيمية رحمه الله:( للتدبر)
- ثمّ هوَ _ الايمان_في الكتابِ بمعنَييْن : أصلٌ وفرعٌ واجبٌ ، فالأصلُ الّذي في القلبِ وراءَ العملِ .. ـ وقد عرّف هو الأصل ـ فقال وهو مركّبٌ من أصلٍ لا يتمّ بدونِه، ومن واجبٍ ينقصُ بفواتهِ نقصاً يستحقُّ به صاحبُه العقوبةَ ، ومِن مستحبٍّ يفوتُ بفواتِه علوُّ الدّرجةِ ، فالنّاسُ فيهِ ظالمٌ لنفسِهِ ومقتصِدٌ وسابِقٌ ، كالحجِّ وكالبَدَنِ والمسجدِ وغيرِهما منَ الأعيانِ والأعمالِ والصّفات.
فمِنْ أجزائِه ما إذا ذهَبَ نقصَ عن الأكملِ ـ وهو المستحب ـ ، ومنهُ ما نقصَ عنِ الكمالِ ـ أي الكمال الواجب ـ وهوَ : تركُ الواجباتِ أو فِعلُ المحرّماتِ، ومنهُ ما نقصَ ركْنُه ـ وهو الأصل ـ وهوَ تركُ الاعتقادِ والقولِ: الّذي يزعمُ المرجئةُ والجهميّةُ أنّه مسمّىً فقط ، وبهذا تزولُ شبهاتُ الفِرَقِ ، وأصلُهُ القلبُ ، وكمالهُ العملُ الظّاهرُ ، بخلافِ الإسلامِ فإنّ أصلَه الظّاهرُ وكمالَه القلبُ. الفتاوى
- وسيبقى النزاع لفظياً هل الإيمان دال على العمل بالتضمين أو باللزوم ومما ينبغي أن يعرف أن أكثر التنازع بين أهل السنة في هذه المسألة هو نزاع لفظي وإلا فالقائلون بأن الإيمان قول من الفقهاء كحماد بن أبي سليمان وهو أول من قال ذلك ومن اتبعه من أهل الكوفة وغيرهم متفقون مع جميع علماء السنة على أن أصحاب الذنوب داخلون تحت الذم والوعيد.ـ وهذا ما نقول به بلا شك ـ
وإن قالوا إيمانهم كامل كإيمان جبريل فهم يقولون إن الإيمان بدون العمل المفروض ومع فعل المحرمات يكون صاحبه مستحقاً للذم والعقاب كما تقول الجماعة.ـ لعله ينقل إجماعاًـ
ويقولون أيضاً بأن من أهل الكبائر من يدخل النار كما تقول الجماعة والذين ينفون عن الفاسق اسم الإيمان من أهل السنة متفقون على أنه لا يخلد في النار.
فليس بين فقهاء الملة نزاع في أصحاب الذنوب إذا كانوا مقرين باطناً وظاهراً بما جاء به الرسول وما تواتر عنه أنهم من أهل الوعيد وأنه يدخل النار منهم من أخبر الله ورسوله بدخوله إليها. ولا يخلد منهم فيها أحد، ولا يكونون مرتدين مباحي الدماء) الفتاوى
-(مَن أتى بالإيمانِ والتّوحيدِ لم يخلُد في النّار ؛ ولو فعلَ ما فعلَ). الفتاوى
-(ودلالة الشرع على أن الأعمال الواجبة من تمام الإيمان لا تحصى كثرة) الفتاوى
-(والمقصود هنا أنه لم يثبت المدح إلا على إيمان معه العمل ـ بلا شك لا مدح إلا على الإيمان الواجب ـ لا على إيمان خالي من العمل فإذا عرف أن الذم والعقاب واقع في ترك العمل كان بعد ذلك نزاعهم لا فائدة فيه بل يكون نزاعاً لفظياً مع إنهم مخطئون في اللفظ مخالفون للكتاب والسنة) الفتاوى
-فمَنْ آمنَ بما جاءَ بهِ الرسولُ مطلقاً ، فلَمْ يكذّبه قَطْ ، لكن أعرَضَ عن معرفَةِ أمرهِ ونهيهِ وخبرهِ وطلبِ العلمِ الواجبِ عليه ، فلمْ يعلَم الواجبَ علَيه ، ولم يعْمَلْه ، بل اتّبعَ هواه .
-. وآخرُ طلبَ عِلْمَ ما أُمِرَ به فعمِلَ بِه .
-. وآخرُ طلبَ عِلْمَه فعَلِمَه وآمنَ به ولم يعملْ بِه ، وإن اشتركوا في الوجوبِ لكنّ مَن طلبَ عِلْمَ التّفصيلِ وعمِلَ بهِ فإيمانُه أكملُ بِه .
-فهؤلاءِ ممّن عرفَ ما يجبُ عليهِ والتزمَهُ وأقرّ بِهِ لكنّه لم يعملْ بذلكَ كلِّه ، وهذا المقرُّ بما جاءَ بهِ الرّسولُ المعترفُ بذنْبِهِ الخائفُ من عقوبةِ ربّهِ على تركِ العملِ ؛ أكملُ إيماناً ممّن لَم يطلبْ معرفةَ ما أمَرَ بهِ الرّسوُل ، ولا عمِلَ بذلكَ ، ولا هوَ خائفٌ أن يُعاقبَ ، بلْ هوَ في غفلةٍ عن تفصيلِ ما جاءَ به الرّسولُ e ، مع أنّهَ مقرٌّ بنبوتِهِ باطِناً وظاهِراً ، فكُلّما علِمَ القلبُ ما أخبرَ بِهِ الرّسولُ فصدّقَه وما أَمَرَ بهِ فالتَزمَه ، كانَ ذلكَ زيادةً في إيمانِه على مَن لم يحصُلْ لهُ ذلكَ ، وإنْ كانَ معَه التزامٌ عامٌّ وإقرارٌ عامٌّ ) الفتاوى