تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 33 من 33

الموضوع: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الحضرمي مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك أخي الفاضل السعيدي :
    أخي ابن رجب : إن استطعت أن تلخص كلامه هنا فجيد ؛ لأن الوقت لايسعف لمراجعة الأشرطة .
    لايمكنني تلخيص هذا ارجع لهن لكي تطمئن أكثر.
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  2. #22

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    الأخ محمد السعيدي / بارك الله فيك و جزاك الله خيرا ...

    من التعريف الذي ذكره الترمذي واضح جدا لي أنا شخصيا على قلة بضاعتي ، أنه لا يشترط أن يكون من الضعف الذي يتقوى !!! فهو يقول أن لا يكون في اسناده متهم بالكذب !!
    و السؤال هنا هل من يكون أعلى قليلا من المتهم بالكذب أو المتروك يتقوى حديثه بكثرة الطرق ؟؟!!

    لذا الذي يظهر أنه وسع دائرة مصطلح الحسن في جامعه حتى أوصلها إلى الضعيف جدا بشرط أن لا يصل إلى درجة المتهم بالكذب .
    و اربط هذا الكلام أيضا بأنه وصف طريقة جمعه للأحاديث في جامعه بأنه ادخل كل ما يحتج به الفقهاء !!
    فهل الاحاديث التي يحتج بها الفقهاء جميعها صحيحة ؟!

    هذه أمور يجب أن ينظر إليها مجتمعة مع تتبع و استقراء ...

    فكثير من المتأخرين و المعاصرين للأسف كان ينظر و يفهم من كلام الامام الترمذي بمصطلح الحسن أنه يقصد الحسن لذاته أو لغيره و اللذان يحتج بهما و هما بنوعيهما يكونان الحسن الذي هو قسيم الصحيح !!
    و لكنهم غالطوا انفسهم عندما بحثوا في تلك الأحاديث و أسانيدها فوجدوا أكثرها ضعاف مما جعلهم يذهبون إلى أن الترمذي متساهل في التصحيح و التحسين !!!

    لا أدري كيف فهم البعض أنه يقصد الحسن لذاته مثلا و هو يقول في تعريفه و أن يروى من غير وجه !!!
    هل الحسن لذاته يشترط تعدد الطرق ؟؟!!
    قال رسول الله :ألا إني أوتيت القرآن و مثله معه

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    275

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    قال الحافظ الحكمي رحمه الله :
    وماروى المستور أو من دلسا والمرسل الخفي ومن في الحفظ سا
    عند اجتماع الطرق المعتبرة فحسن لغيره فاعتبره
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:( ومتى توبع السيء الحفظ بمعتبر وكذا المستور والمرسل والمدلس صار حديثهم حسناً لا لذاته بل بالمجموع) .
    مسكين من ضيع نعيم الجنة بشهوة ساعة!!

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الحضرمي مشاهدة المشاركة
    قال الحافظ الحكمي رحمه الله :
    وماروى المستور أو من دلسا والمرسل الخفي ومن في الحفظ سا
    عند اجتماع الطرق المعتبرة فحسن لغيره فاعتبره
    قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:( ومتى توبع السيء الحفظ بمعتبر وكذا المستور والمرسل والمدلس صار حديثهم حسناً لا لذاته بل بالمجموع) .
    أسمع ياابا صالح ,, هذه امور ضوابطها عسيرة فتجد العالم يرى هذا الشاهد مقوي والاخر لايقوي فهي امور دقيقة ,, ولاقاعدة تجمعها ,, فهذا ليس اصول فقه او درس رياضيات . فافهم
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    275

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    أخي ابن رجب ماذا تقصد بالأمور التي ضوابطها عسيرة .
    أخي أنا لا أريدك أن تأتي بكلام من عندك ، إن كان معك نقل عن أهل العلم فضعه هنا كي يقرأ ولا تحيلني إلى أشرطة .
    مسكين من ضيع نعيم الجنة بشهوة ساعة!!

  6. #26

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طالب علوم الحديث مشاهدة المشاركة
    الأخ محمد السعيدي / بارك الله فيك و جزاك الله خيرا ...
    من التعريف الذي ذكره الترمذي واضح جدا لي أنا شخصيا على قلة بضاعتي ، أنه لا يشترط أن يكون من الضعف الذي يتقوى !!! فهو يقول أن لا يكون في اسناده متهم بالكذب !!
    و السؤال هنا هل من يكون أعلى قليلا من المتهم بالكذب أو المتروك يتقوى حديثه بكثرة الطرق ؟؟!!
    لذا الذي يظهر أنه وسع دائرة مصطلح الحسن في جامعه حتى أوصلها إلى الضعيف جدا بشرط أن لا يصل إلى درجة المتهم بالكذب .
    و اربط هذا الكلام أيضا بأنه وصف طريقة جمعه للأحاديث في جامعه بأنه ادخل كل ما يحتج به الفقهاء !!
    فهل الاحاديث التي يحتج بها الفقهاء جميعها صحيحة ؟!
    هذه أمور يجب أن ينظر إليها مجتمعة مع تتبع و استقراء ...
    فكثير من المتأخرين و المعاصرين للأسف كان ينظر و يفهم من كلام الامام الترمذي بمصطلح الحسن أنه يقصد الحسن لذاته أو لغيره و اللذان يحتج بهما و هما بنوعيهما يكونان الحسن الذي هو قسيم الصحيح !!
    و لكنهم غالطوا انفسهم عندما بحثوا في تلك الأحاديث و أسانيدها فوجدوا أكثرها ضعاف مما جعلهم يذهبون إلى أن الترمذي متساهل في التصحيح و التحسين !!!
    لا أدري كيف فهم البعض أنه يقصد الحسن لذاته مثلا و هو يقول في تعريفه و أن يروى من غير وجه !!!
    هل الحسن لذاته يشترط تعدد الطرق ؟؟!!
    أحسن الله إليك أخي المبارك " طالب علوم الحديث"

    تأمل في كلام الإمام الترمذي الذي بين فيه مقصوده بـ"الحسن"
    (فإنما أردنا به حُسن إسناده عندنا . كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ، ولا يكون الحديث شاذاً ، ويروى من غير وجه نحو ذاك . فهو عندنا حديث حسن)
    فقوله (يروى من غير وجه نحو ذاك...) ألا يدل على أنه يقصد من يقوي ويتقوى، وليس الضعيف جدا، إذ أنه لو أراد به الضعيف جدا لما ميزه عن مطلق الضعيف، ولذلك يوجد عنده الضعيف، هذا الذي أقوله في نظري يقوية كلام ابن تيمية، كما في مجموع الفتاوى(18/ 140/ 141)
    " والترمذي أول من قسم الأحاديث إلى صحيح وحسن وغريب وضعيف ، ولم يعرف قبله هذا التقسيم عن أحد ، لكن كانوا يقسمون الأحاديث إلى صحيح وضعيف ، كما يقسمون الرجال إلى ضعيف وغير ضعيف ، والضعيف عندهم نوعان : ضعيف لا يحتج به ، وهو الضعيف في اصطلاح الترمذي ، والثاني :ضعيف يحتج به ، وهو الحسن في اصطلاح الترمذي ، . . ..

    ثم يقول ابن تيمية بعد هذا مباشرة وهو الجواب على قولك:
    "و اربط هذا الكلام أيضا بأنه وصف طريقة جمعه للأحاديث في جامعه بأنه ادخل كل ما يحتج به الفقهاء !!
    فهل الاحاديث التي يحتج بها الفقهاء جميعها صحيحة ؟!

    يقول ابن تيمية" ...ولهذا يوجد في كلام أحمد وغيره من الفقهاء أنهم يحتجون بالحديث الضعيف ، كحديث عمرو بن شعيب ، وإبراهيم الهجري وغيرهما ، فإن ذلك الذي سماه أولئك ضعيفاً هو أرفع من كثير من الحسن ، بل هو مما يجعله كثير من الناس صحيح
    اً "

    أرجو أن تتأمل قول ابن تيمية (فإن ذلك الذي سماه أولئك ضعيفاً هو أرفع من كثير من الحسن، بل هو مما يجعله كثير من الناس صحيح..)
    والله أعلم
    ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية
    www.mmf-4.com

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    275

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    ولعلك تضيف أخي محمد السعيدي من المتقدمين الذين ذكروا لفظ ( الحسن ) على الإسناد الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال :
    وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على ظهور قدميه ، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رش ظهورهما واحد... ثم قال رحمه الله ( أما أحد الحديثين فليس مما يثبت أهل العلم بالحديث لو انفرد ،وأما الحديث الآخر فحسن الاسناد لو كان منفردا ثبت والذي خالفه أكثر وأثبت منه وإذا كان هكذا كان أولى ومع الذي خالفه ظاهر القرآن كما وصفت وهو قول الاكثر من العامة.
    مسكين من ضيع نعيم الجنة بشهوة ساعة!!

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    1,901

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الحضرمي مشاهدة المشاركة
    أخي ابن رجب ماذا تقصد بالأمور التي ضوابطها عسيرة .
    أخي أنا لا أريدك أن تأتي بكلام من عندك ، إن كان معك نقل عن أهل العلم فضعه هنا كي يقرأ ولا تحيلني إلى أشرطة .
    ماعندي شيء ,, انا اعجبك الكلام خذه فهو كلام اهل العلم وانا ناقل وان لم يعجبك فلعلك تجد كلام غيره يناسبك .,, وبالنسبة للاشرظة انا ارجعتك الى الاشرطة يسهل عليك الفهم فالكتب تحتاجها بعد الاشرطة مرحلة اخرى .
    قل للذي لايخلص لايُتعب نفسهُ

  9. #29

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيد الحضرمي مشاهدة المشاركة
    ولعلك تضيف أخي محمد السعيدي من المتقدمين الذين ذكروا لفظ ( الحسن ) على الإسناد الإمام الشافعي رحمه الله حيث قال :
    وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على ظهور قدميه ، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رش ظهورهما واحد... ثم قال رحمه الله ( أما أحد الحديثين فليس مما يثبت أهل العلم بالحديث لو انفرد ،وأما الحديث الآخر فحسن الاسناد لو كان منفردا ثبت والذي خالفه أكثر وأثبت منه وإذا كان هكذا كان أولى ومع الذي خالفه ظاهر القرآن كما وصفت وهو قول الاكثر من العامة.
    بارك الله فيك أبا عائشة

    لعلك تشير إلى الحُسن الذي قال فيه شعبة ابن الحجاج " من حسنها فررت"

    يقول أمية بن خالد ، قال : قلت لشعبة : ما لك لا تحدث عن عبد الملك بن أبي سليمان ؟ قال : " تركت حديثه " ، قال : قلت : تحدث عن فلان وتدع عبد الملك بن أبي سليمان ؟ قال : " تركته " ، قلت : إنه كان حسن الحديث ، قال : " من حسنها فررت"

    (أخرجه ابن أبي حاتم في تقدمة الجرح والتعديل ،والعقيلي في الضعفاء ،وابن عدي في الكامل والخطيب في " الجامع لأخلاق الراوي)
    ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية
    www.mmf-4.com

  10. #30

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    أحسن الله إليك أخي المبارك " طالب علوم الحديث"
    و إياك أخي الكريم على هذا الأدب الجم..

    وليس الضعيف جدا، إذ أنه لو أراد به الضعيف جدا لما ميزه عن مطلق الضعيف، ولذلك يوجد عنده الضعيف
    أخي بارك الله فيك اسمح لي فإني اخالف في هذه النقطة و يدل على ذلك أن كثير من تلك الأحاديث التي اطلق عليها الحسن ضعيفة عند التحقيق بل و بعضها موضوع !!
    ثم ألا تراه كأنها لم يكتفي بالتحسين فقط و كأن الألفاظ المركبة كانت هي التمييز ، فتراه يقول ( حسن صحيح ) أو ( حسن ) أو ( حسن غريب ) أو ( حسن غريب صحيح ) ...

    ولهذا يوجد في كلام أحمد وغيره من الفقهاء أنهم يحتجون بالحديث الضعيف ، كحديث عمرو بن شعيب ، وإبراهيم الهجري وغيرهما ، فإن ذلك الذي سماه أولئك ضعيفاً هو أرفع من كثير من الحسن ، بل هو مما يجعله كثير من الناس صحيحاً
    أخي بارك الله فيك هذا الكلام ليس على الاطلاق فأنت عندما تتكلم عن جهابذة الفقهاء من (( المحدثين )) كالامام أحمد و من هو مثله فهؤلاء الذين لا يحتجون بالضعيف الساقط و الضعيف جدا الذي لا يرقى إلى الحسن ، أما ما ادخله الامام الترمذي و كذلك الامام أبي داوود فإنهما ادخلا كل الاحاديث المشهورة عند الفقهاء و كلامهم عام في الفقهاء أي جميع الفقهاء و حتى تعرف الاحاديث التي يحتج بها الفقهاء و المشهورة عندهم انظر في كتب الفقه المذهبية لترى العجب من جمع الأحاديث الضعيفة !! مما يعني أنهما عندما ادخلا كل ما هو مشهور بين الفقهاء و لاحظ لم يقولا المحدثين و إنما وسعا الدائرة و معلوم أنه ليس كل فقيه محدث حتى في ذاك الزمن فيهم كثير من فقهاء المذاهب الذي حشوا كتبهم بالاحاديث الضعيفة!!

    فإن ذلك الذي سماه أولئك ضعيفاً هو أرفع من كثير من الحسن، بل هو مما يجعله كثير من الناس صحيح
    فبم تفسر أن كثير من الاحاديث التي اطلق عليها لفظ الحسن كانت ضعيفة و بعضها ضعيف جدا و قليل منها موضوع !! بل و حتى التي اطلق عليها لفظ (( حسن صحيح )) منها ما هو ضعيف !! و لا تبلغ درجة الحسن الاصطلاحي بمفهوم المعاصرين !!

    أخي في الله أنا عندما اتبنى هذا الرأي و أفضله لأني أراه أفضل من القول بأن الامام الترمذي متساهل و هو تلميذ البخاري !
    لأنك عندما تحقق أكثر تلك الأحاديث التي أطلق عليها لفظ الحسن كما قلت لك تجدها ضعيفة لا ترقى إلى درجة الحسن لذاته و بعضها حتى لا يرقى إلى درجة الحسن لغيره !! فهذا يجعلك أمام أمرين أولهما أن تذهب مع من ذهب من العلماء أنه متساهل !!!
    و ثانيهما أن تذهب مع من ذهب إلى قول أنه لم يقصد الحسن الاصطلاحي بمفهوم المعاصرين و هو المحتج به كالصحيح و إنما قصد معنى خاص !!

    و الله أعلم
    قال رسول الله :ألا إني أوتيت القرآن و مثله معه

  11. #31

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    أيها الفاضل" طالب علم الحديث"
    وأنا كذلك أشكر لك خلقك الفاضل ، وأدبك العالي، وذلك فضل الله يأتيه من يشاء، زادك الله من فضله
    .

    قلتم أحسن الله إليكم
    أخي بارك الله فيك اسمح لي فإني اخالف في هذه النقطة و يدل على ذلك أن كثير من تلك الأحاديث التي اطلق عليها الحسن ضعيفة عند التحقيق بل و بعضها موضوع.

    أخي
    لك أن تخالف، وأن تقول رأيك بكل اعتزاز، وهو عندي محل احترام وتقدير، ولي أن أخالف وأقول ما أراه حقا، لإن مثل هذه المسائل ليست من القواطع، والذي ينقصنا أخي الفاضل في الغالب الأدب والاحترام لمن يخالفنا في مثل هذه الاجتهادات
    .
    قلتم:
    أخي بارك الله فيك هذا الكلام ليس على الاطلاق فأنت عندما تتكلم عن جهابذة الفقهاء من (( المحدثين )) كالامام أحمد و من هو مثله فهؤلاء الذين لا يحتجون بالضعيف الساقط و الضعيف جدا الذي لا يرقى إلى الحسن.

    وأنا أقول أخي : من عناهم الإمام الترمذي هم من متقدمي الفقهاء وليس متأخري الفقهاء كما يظهر أنك فهمت، فهو يتحدث عن الفقهاء الذي سبقوه وليس عن من سيأتي ، والفقهاء من قبله كانوا في عصر الرواية ولا يمكن أن يقال أنهم ممن يستدلون بالأحاديث الضعيفة جدا والموضوعة كما تفضلتم.

    قلتم
    أما ما ادخله الامام الترمذي و كذلك الامام أبي داوود فإنهما ادخلا كل الاحاديث المشهورة عند الفقهاء و كلامهم عام في الفقهاء أي جميع الفقهاء....


    وأنا أيضاأكررأن الإمام الترمذي هو يتحدث عن الفقهاء ويعني الفقهاء الذي سبقوه لابد أن تدرك هذا، فهو لا يتحدث عن الفقهاء الذي أتوا من بعده والذين استدلوا بالأحاديث الضعيفة جدا بل والموضوعة وشحنوا بها كتبهم.
    .
    قلتم:
    فبم تفسر أن كثير من الاحاديث التي اطلق عليها لفظ الحسن كانت ضعيفة و بعضها ضعيف جدا و قليل منها موضوع !! بل و حتى التي اطلق عليها لفظ (( حسن صحيح )) منها ما هو ضعيف !! و لا تبلغ درجة الحسن الاصطلاحي بمفهوم المعاصرين.


    كما قلت لك أخي أن الأحاديث الا تصل إلى درجة الضعيف جدا، وإنما من باب الضعيف الذي ينجبر، فضلا أن تكون موضوعة


    قلتم :
    أخي في الله أنا عندما اتبنى هذا الرأي و أفضله لأني أراه أفضل من القول بأن الامام الترمذي متساهل و هو تلميذ البخاري.

    أخي الفاضل، لا يصلح أن يقال على أحد من أئمة هذا الشأن ممن عرفوا بالاعتناء به والتخصص فيه أنه متساهل، فكيف بالله عليك يقال هذا عن إمام جليل القدر عالي المنزلة خريج مدرسة البخاري وتلميذه، مثل هذا الكلام.
    علما أن هذا الوجه الذي أنت ذكرته ليس قويا في الرد على من يصف الإمام الترمذي بالتساهل بل هو من المبرارات التي يمكن أن يتخذها هولاء في تقوية قولهم أن الترمذي متساهل، ووجه ذلك أن كيف يُطلِق الإمام الترمذي على أحاديث ضعيفة جدا أنها حسنة بل أنت قلت يوجد أحاديث موضوعة، وهذا مالا يوافقك عليه غيرك، وإن ضعفها البعض ضعفا لا يتقوى أو حكم عليها بالوضع فهو اجتهاد له خالف فيه منهج الترمذي ، لكن لا يقال هو مايعنيه الترمذي بالحسن.
    ومسألة أن مصطلح الترمذي " الحسن" لا يمكن أن يدخل فيه عنده الضعيف الذي لا ينجبر فضلا عن الموضوع، هذ قول جماعة من أهل التحقيق فخذ مثلا كلام ابن الصلاح وهو يتحدث عن "الحسن"
    يقول
    "وقد أمعنت النظر في ذلك والبحث، جامعا بين أطراف كلامهم، ملاحظاً مواقع استعمالهم، فتنقح لي واتضح أن الحديث الحسن قسمان: أحدهما: الحديث الذي لا يخلو رجال إسناده من ستور لم تتحقق أهليته، غير أنه ليس مغفلا كثير الخطأ فيما يرويه،: لا هو متهم بالكذب في الحديث - أي لم يظهر منع تعمد بالكذب في الحديث: لا سب أخر مفسق - ويكون متن الحديث مع ذلك قد عرف، بأن روي بأن روى مثله أو نحوه من وجه آخر أو أكثر، حتى اعتضد بمتابعة من تابع راويه على مثله أو بما له من شاهد، وهو ورود حديث أخر بنحو، فيخرج بذلك عن أن يا كون شاذا منكراً. وكلام الترمذى على هذا القسم يتنزل)

    وكذلك كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وقد نقلته قبل وأكرره:
    "والضعيف عندهم نوعان : ضعيف لا يحتج به ، وهو الضعيف في اصطلاح الترمذي ، [والثاني :ضعيف يحتج به ، وهو الحسن في اصطلاح الترمذي
    والإمام المحقق الفحل اليماني محمدابن إبراهيم الوزير في تنقيح الأنظار نقل قول ابن الصلاح الذي نقلت
    واختاره وقواه.
    وقد راجعت بالأمس شيخنا أبا محمد الجديع، وهو ممن يقول أن القول" متساهل " في حق الترمذي يقول هذه كلمة قبيحة، فأقرني على هذا وأكد لي ذلك وقال لا يلزم من القول بهذا ما فهمته أنت أن الترمذي متسأهل.

    قلتم
    لأنك عندما تحقق أكثر تلك الأحاديث التي أطلق عليها لفظ الحسن كما قلت لك تجدها ضعيفة لا ترقى إلى درجة الحسن لذاته و بعضها حتى لا يرقى إلى درجة الحسن لغيره.


    أخي التحقيق الذي أنت تتحدث عنه هذا اجتهاد وفي الغالب مبني على الطريقة التي سلكها المتأخرون، ولا يعني بالضرورة الصواب، كما أنه لا يلزم منه القول بأن الترمذي متساهل البته.

    وفقك الله
    ملتقى المذاهب الفقهية والدراسات العلمية
    www.mmf-4.com

  12. #32

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    وأنا كذلك أشكر لك خلقك الفاضل ، وأدبك العالي، وذلك فضل الله يأتيه من يشاء، زادك الله من فضله
    جزاك الله خيرا يا أخي على حسن الظن .

    من عناهم الإمام الترمذي هم من متقدمي الفقهاء وليس متأخري الفقهاء كما يظهر أنك فهمت،
    أخي الكريم بل كان في زمانه من الفقهاء ممن عنيت فالامام الترمذي جاء بعد أبو حنيفة و مالك و الشافعي فكان في زمانه تلاميذهم بل و ربما تلاميذ تلاميذ ابو حنيفة و عند الاحناف في الاستدلال بالأحاديث الضعيفة حدث و لا حرج !!

    و إليك هذا النقل فقد حكى أبو عبد الله بن منده الحافظ: أنه سمع محمد بن سعد الباوردي بمصر يقول: كان من مذهب أبى عبد الرحمن النسائي أن يخرج عن كل من لم يجمع على تركه. وقال ابن منده: وكذلك أبو داود السجستاني يأخذ مأخذه، ويخرج الإسناد الضعيف إذا لم يجد في الباب غيره، لأنه أقوى عنده من رأى الرجال، والله اعلم.

    قلت لك أخي أن الأحاديث الا تصل إلى درجة الضعيف جدا، وإنما من باب الضعيف الذي ينجبر، فضلا أن تكون موضوعة
    هذا غير صحيح يا أخي فلتراجع هذا الكتاب بعنوان "أحاديث السنن الأربعة الموضوعة بحكم العلامة الألباني"
    لترى كم حديث موضوع في جامع الترمذي !! و هذا الكتاب موجود في المكتبة الوقفية ثم ارجع إلى ضعيف سنن الترمذي للألباني لترى كم هي الأحاديث الضعيفة في جامع الترمذي و كثير منها التي أطلق عليها لفظ الحسن.

    لا يصلح أن يقال على أحد من أئمة هذا الشأن ممن عرفوا بالاعتناء به والتخصص فيه أنه متساهل، فكيف بالله عليك يقال هذا عن إمام جليل القدر عالي المنزلة خريج مدرسة البخاري وتلميذه، مثل هذا الكلام.
    و الله ما قلته و لا أتبناه و لا أحبه !!!

    أخي التحقيق الذي أنت تتحدث عنه هذا اجتهاد وفي الغالب مبني على الطريقة التي سلكها المتأخرون،
    أخي بل الذين يرون ما تراه هم من تبنى رأي المتاخرين كما ذكرته من ابن الصلاح و نازل حتى المعاصرين !! و ما قلته أنا ما تبناه الذين يتبنون منهج المتقدمين و يريدون إحياءه ، كما ذكر الأخ ابن رجب نقلا عن العلامة عبد السعد رأس المنادين إلى هذا المنهج ، و لقد صدق الأخ الذي قال عن كتاب الشيخ خالد الدريس أنه مفيد فيراجع ، نعم أخي لقد رجعت إليه فأنا أملكه و قد كنت أقرأ فيه ببطئ شديد و كانت لا أزال في المجلد الأول و لكن بسبب ذكر الأخ أن المجلد الثالث كله عن اصلاح الحسن عند الترمذي فقد نظرت فيه على عجل فوجدت أنه قال ما ذكرته أنا في الأعلى من أن تعريف الامام الترمذي واسع فيدخل فيه الصحيح و الحسن و الضعيف ،، ثم نبه على نقطة حيث أن الترمذي قد يطلق لفظ الحسن على أحاديث لم تتحقق فيها الشروط الثلاث التي ذكرها في تعريفه و قد اختلف العلماء على يعد هذا النوع على شرطه و تعريفه أم لا و قد رجح الشيخ خالد أنه لايكون على شرطه و لا تعريفه إلا إذا انبطقت عليه الشروط الثلاث . (( حبذا لو راجعت هذا الكتاب فهو بحق مفيد في بابه حيث لم يجمع مثله قبله في مثل حجمه ))

    و هذا أيضا كلام الشيخ عمرو عبد المنعم سليم من كتابه تيسير علوم الحديث للمبتدئين :" - من وثقه الترمذي أو صحح حديثه أو حسّنه :وأما من وثقه الترمذي فهو ثقة صحيح الحديث إلا أن يخالف جرحا مفسرا ، أو يخالف قول الجمهور ، فإن الترمذي إمام حافظ جهبذ عارف بأحوال الرجال و مراتبهم من الجرح و التعديل ، خلافا لما ذهب إليه الحافظ الذهبي و غيره من المتأخرين من وصف الترمذي بالتساهل في التصحيح و التعديل و الذي أوقعهم في هذه المسألة عدم اعتبارهم لمدلولات لإطلاقات الترمذي في جامعه و حكمه على هذه الإطلاقات والأوصاف بالجديد المولّد عندهم مما يشابه الحد في الإسم إلا أنه يخالفه في الإصطلاح،و بالتالي :1- أن وصف الترمذي بالتساهل سواء في الجرح والتعديل أو في التصحيح دعوى مجردة من الصحة 2- أن الترمذي إمام جهبذ عارف مقبول القول معتمد المذهب معتدل في أحكامه في الجرح و التعديل و التصحيح و التضعيف،إلا إذا خولف من قبل الجمهور ، أو خالف تعديله جرح مفسر .3- أن قول الترمذي (حسن صحيح)لا يلزم منه صحة الحديث فلا يعتمد عليه في توثيق الرواة .4- أن قول الترمذي (هذا حديث حسن) لا يلزم منه تثبيت الحديث و تعديل رجاله ، بل قد يطلق هذا الوصف أيضا على الحديث الضعيف ."

    و قال ايضا تحت عنوان مسائل هامة في التعديل :" 2- قد يصف العالم حديثا بالصحة و لا يريد به أنه مما يحتج به ،لذلك لابد لطالب العلم من اعتبار وصف التصحيح إذا أطلق بالنسبة إلى من تكلم في نفس الحديث بالطعن ، و معرفة هل هذا من قبيل الإختلاف بين العلماء في التصحيح والتضعيف،أم أن وصف التصحيح أريد به شيء آخر غير الإصطلاح .3- إطلاق المتقدمين وصف الحسن على حديث لا يلزم منه الإحتجاج به أو عدالة رواته ، فإنهم قد يطلقون وصف الحسن بخلاف الإصطلاح المعروف عند المتأخرين ."

    و الله أعلم


    قال رسول الله :ألا إني أوتيت القرآن و مثله معه

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    2,092

    افتراضي رد: هل وجد من استعمل مصطلح " الحسن" بمعناه الاصطلاحي قبل الترمذي؟

    للفـائدة:
    آراء المحدثين في الحديث الحسن لذاته ولغيره
    (خاتمة الكتاب)
    فيما يلي إبراز لأهم النتائج والتوصيات:
    1-استعمل المحدثون مسمى (الحسن) لأغراض متعددة , وتنوعت معانيه التفصيلية عندهم ولكن كل تحسيناتهم لا تخرج عن أحد أمرين.
    أ*-تحسين احتجاجي: وهو استحسان الحديث لقوته ويدخل في ذلك الصحيح والحسن لذاته وحديث الراوي المختلف فيه , والحديث الذي فيه ضعف محتمل, والحديث الضعيف المعتضد بمثله.
    ب*-تحسين إعجابي: وهو استحسان الحديث لميزة فيه , ويدخل في ذلك: الحديث الغريب والحديث المتضمن فائدة في الإسناد أو المتن , والإسناد العالي , وحسن المتن.
    2-استعمل المحدثون الحسن في بواكير ظهوره كثيراً بمعنى الحسن الإعجابي , وكان هذا الاستعمال أسبق في الظهور من الحسن الاحتجاجي
    3-استعمل الحسن وأطلق على الحديث الصحيح عند الشافعي وابن المديني وأحمد بن حنبل والبخاري ويعقوب بن شيبة وغيرهم
    4-ظهر لي من دراستي لمصطلح الحسن عند الأئمة النقاد قبل الترمذي تنوع استعمالاتهم له , ويظهر لي من حيث العموم أنهم استعملوه بغرض عام ولم يكن لديهم تعريف محدد دقيق له , ويظهر لي أنهم كانوا يعنون به القبول العام, فهو أشبه ما يكون بمصطلح صالح عند أبي داود, إذ صرح أنه ينطوي تحته الصحيح وما يشبهه وما يقاربه وما ليس فيه ضعف شديد
    5-يعد الإمام الترمذي أقدم من عرف الحسن , كما أنه أكثر من استعماله جداً في أحكامه على أحاديث جامعه , فهو بحق أشهر من استعمله بكثرة من المتقدمين.
    6-ظهر لي بدراسة تحسينات الترمذي , أن تعريفه للحسن لا يفهم كما ينبغي إلا بعرضه على تطبيقاته العملية , وقد ظهر لي من جراء قيامي بذلك أن شرطه ألا يكون الراوي متهماً بالكذب يشمل الراوي المتروك , وبعض من وصفوا بكثرة الخطأ وليس كلهم.
    ظهر لي أن الترمذي قد حسن أحاديث مع وجود مخالفة في متنها لما هو أقوى منها , وبالتأمل في منهجه في دفع التعارض بين الأحاديث، ترجح لي أنه – رحمه الله – لديه ميل للجمع ما دام ممكنا ولو كان فيه بعض البعد.
    وظهر لي أيضاً أن مفهوم تعدد الطرق عنده يشمل تعددها عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وعن الصحابي وعن التابعي , كما ترجح لي أنه شرط أغلبي وليس كلياً.
    كما ظهر لي أنه أطلق "الحسن" مجرداً من أي ألفاظ أخرى على أحاديث لوجود اختلاف في رفعها ووقفها أو في وصلها وإرسالها.
    7-تبين لي من دراسة الأحاديث التي قال الترمذي فيها: (حسن) أن 75% لها شواهد قوية لذاتها , كما وجدته أطلق الحسن على أحاديث هي صحيحة عنده بل بعضها مدار سندها واحد ومع ذلك يحسن إسناد لأحد الرواة ويصحح آخر مع أن الحديث من حيث المتن ومدار السند واحد , فدلنا هذا التصرف منه –رحمه- الله على أنه يطلق الحسن على متون صحية عنده.
    8-لم يحسن الترمذي جملة من الأحاديث في جامعه مع صلاحيتها لذلك , وتطابق شروط الحسن فيها.
    9-تبين لي بعد دراسة أسانيد الأحاديث التي قال الترمذي فيها: (حسن غريب) عدم دقة قول بعض أفاضل العلماء من أنه يريد بهذه العبارة الحسن لذاته.
    10-ترجح لدي أن الترمذي يحكم على حديث متوسط الحفظ أو خفيف الضبط بالصحة حيناً وبالحسن حيناً وبالحسن مع الغرابة حيناً آخر
    11-يحتج الترمذي بغالب الأحاديث التي يطلق عليها (الحسن) إلا أن بعضها لا يكون حجة عنده , وبناء عليه فأرى أن الذهبي- رحمه الله – لم يحالفه الصواب حين قال: عند المحاققة فغالب تحسينات الترمذي ضعاف.
    12-ترجح لي أنه لا يوجد خلاف بين ما يقول فيه الترمذي (صحيح) و(حسن صحيح) , وأن معنى (حسن صحيح) يعني غالباً أن الحديث روي بإسناد حسن وبإسناد صحيح , ولو كان أحد الإسنادين لا يطابق من حيث ألفاظ متنه الإسناد الآخر وإنما يشهد له من حيث المعنى , وقد ناقشت قول الحافظ ابن حجر والدكتور نور الدين عتر أن (صحيح) أقوى من (حسن صحيح) عند الترمذي, وبينت بالأدلة عدم دقة ذلك.
    13-تتفق تعاريف العلماء للحديث الحسن لذاته على أنه يمثل منـزلة وسطى فوق الضعيف ودون الصحيح , كما أنها تتفق على أن مما أوجب قصوره عن الصحيح وجود بعض الضعف فيه فهو بهذا الاعتبار أعلى مراتب الضعيف,وأنـزل مراتب الصحيح.
    14-أرى أن تبين استعمالات المحدثين للحسن أولى من صنيع بعض المصنفين في علم مصطلح الحديث من البحث عن تعريف يميز الحسن لذاته عن غيره ويكون جامعاً مانعاً , لأنه من الثابت يقيناً أن جمهرة من علماء الحديث يطلقون الحسن على الصحيح , وبعضهم أدخلوا الحسن لذاته في صحاحهم.
    15-لم أجد من المحدثين قبل ابن الصلاح من قصر (الحسن) في استعماله على الحديث الحسن لذاته فقط إلا أن عدداً من المحدثين قبل ابن الصلاح يدخلون الحسن لذاته فيما يحسنونه باعتبار أن لفظ (الحسن) علم على الحديث المقبول غير المردود في نظر من استحسنه إذا كان تحسينه للاحتجاج.
    16-ترجح لي صحة كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في أن الترمذي هو أول من أشتهر عنه تقسيم الحديث إلى صحيح وحسن وضعيف , وكان غالب صنيع الأئمة قبله تقسيم الحديث إلى صحيح وضعيف , ولم يكن التقسيم الثلاثي مستقراً ومشتهراً قبل الترمذي ,ولا يلزم من هذا نفي استعمال لفظ (الحسن) في وصفهم للأحاديث , لأن ورود اللفظ في عباراتهم لا يعني أن للحسن عندهم منـزلة وسطى بين الصحيح والضعيف.
    17-من الملفت للنظر أن كتب أصول الحديث القديمة كالمحدث الفاصل ومعرفة علوم الحديث , والكفاية خلت تماماً من أي تعريف للحديث الحسن, بل حتى تعريف الترمذي لم يتطرقوا إليه.
    18-الصحيح أن حديث المختلف في توثيقه لا يعد كله حسناً , بل يقسم إلى ثلاثة أقسام الأول: رواة يمكن التفصيل في مروياتهم ,
    الثاني: من لا يمكن التفصيل في مروياتهم ولكن يمكن الترجيح بين الموثفين والمضعفين ببعض المرجحات المعتبرة,
    الثالث: في حالة عدم التمكن مما تقدم يحكم على حديث المختلف فيه بأنه صدوق يخطىء ولا يحتج بما ينفرد به.
    19-تبين لي رجحان قول من لم يحتج بحديث الصدوق إذا انفرد بما لا يحتمل له والاحتجاج بتفرده إذا كان محتملاً.
    20-الحسن لذاته حجة إذا كان راويه لم ينفرد بما لا يحتمل له, وحققت أن ما قيل من أن البخاري لا يحتج بالحسن كلام باطل , وأن الادعاء بأن أبا حاتم الرازي لا يحتج بالحسن مطلقاًًً غير صحيح وتنقصه الدقة,وكذا الزعم بأن أبن العربي المالكي لا يحتج به مطلقا ,هو زعم تناقضه الأدلة الواضحة من كلامه.
    21-حقيقة الحسن لغيره هو اعتضاد حديث ضعيف صالح للتقوية بحديث مثله، وأما تقوية حديث ضعيف بحديث صحيح، فالأولى في نظري عدم إدراجه في الحسن لغيره.
    22-ترجح لي أن مجموع الطرق الضعيفة لا تبلغ بالحديث إلى مرتبة الصحيح لغيره إلا أن يوجد حديث حسن لذاته يعضد تلك الطرق الضعيفة.
    23-ترجح لي أن مرسل التابعي الكبير بعد اعتضاده لا يكون في نظر الشافعي حجة ملزمة كما هي الحال في الحديث المتصل الصحيح، كما أن الشافعي فيما ظهر لي لم يقل بتقوية شيء من الأحاديث الضعيفة بغيره إلا مرسل التابعي الكبير فقط.
    24-من أهم شروط تقوية الحديث الضعيف غير ما ذكره الترمذي في تعريفه للحسن، شرط حصول غلبة ظن من مجموع الطرق الضعيفة، وهذا الشرط يستلزم النظر في جملة من القرائن المانعة من الاعتبار ببعض الأسانيد الضعيفة.
    25-لم يلتزم النقاد المتقدمون بتقوية كل ضعيف معتبر به إذا كان للمتن الذي يرويه شاهد من وجه آخر ولو كان محفوظا وثابتا، كما أن هناك جملة من الأحاديث قواها بعض المتأخرين لمجموع طرقها، ولم يفعل بعض المتقدمين ذلك.
    26-الراجح أن بعض الحسن لغيره يكون حجة، وأن بعضه لا يكون كذلك على تفصيل ذكرته فيما تقدم.
    27-الصحيح أن مسألة الاحتجاج بالحسن لغيره مسألة خلافية، لا كما يزعم بعض الباحثين المعاصرين أنه إجماع أو كالإجماع.
    ومن أهم التوصيات التي أراها جديرة بالذكر ما يلي:
    1 – يحتاج لفظ (صالح) المستعمل للحكم على الأحاديث عند المتقدمين إلى دراسة استقرائية تبين مقاصد الأئمة الذين استعملوه ومعانيه عندهم.
    2- من الضرورة أن تجرى دراسة استقرائية للمسائل الفقهية التي اعتمد فيها الإمام أحمد ابن حنبل على أحاديث غير صحيحة في نظره أو وفق منهجه، وتبين طريقته في ذلك، وهل يعتمد على الحديث فقط أم يعضد بأدلة أو قرائن أخرى؟ وما هي الأحاديث التي كان ينبغي أن يحتج بها ولم يفعل؟ ولماذا لم يحتج بها؟ فيركز على جوانب الترك كما يركز على جوانب الإثبات، فعدم احتجاجه بحديث ولو لم يذكره لا يقل أهمية عما ذكره واحتج به.
    3 – حبذا لو جُمعت أخطاء الثقات والصدوقين الموصوفين بعدم تمام الضبط حتى يتيسر على الباحث معرفة كلام النقاد المشتت في عدد من كتب العلل والتخريج وكتب الجرح والتعديل في أخطاء أولئك الرواة الذي يعامل حديثهم عند الكثيرين بأنه مقبول مطلقا.
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

    المصدر:
    http://www.dorar.net/book_end.php?book_id=9794
    تنبيه: هذا النص منشور -فيما أذكر- قبل طباعة الرسالة في دار أضواء السلف.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •