بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الأطهار وصحابته الأخيار وعلى التابعين ومن تبعهم على الدوام . ثم أما بعد : إن من أهم الواجبات في حياة المسلمين كمجتمع النصيحة ، هذا الواجب الغائب ، والنصيحة هي الإخلاص في الرأي والتوجيه ، جلب الخير ودفع الشر ، لأن المسلمين تتكافأ دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم وهم يد على من سواهم ، ولا فضل بينهم إلا بتقوى الله قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث تميم الداري رضي الله عنه ، (الدين النصيحة ، قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ، ولكتابه ، ولرسوله ، ولأئمة المسلمين ، وعامتهم ) فلا يستغني عنها أحد مهما كان موقعه ، فإن رأيت الخير فاشكر لصاحبه وأيده على عمله ، فذلك من التعاون على البر والخير، وإن رأيت أنه على غير ذلك فانصح له في رفق ولين ، وحاول رده إلى طرق الرشاد فالمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ، وهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ، وفي الحديث الوارد في الصحيحين وغيرهما ( حق المسلم على المسلم ست .... وإذا استنصحك فانصح له ) فعد هذا من حق المسلم على أخيه ، وقد قلتِ النصيحة في الناس ، لذلك أردت أن أنبه نفسي وإخواني إلى هذا الواجب الغائب ، وبما أن الله جمع بيننا في إطار هذه الشبكة فلنجعل من التواصل فيما بيننا مبني على النصيحة ، ولنأخذ بأيدي بعضنا البعض إلى الهدي المستقيم ولنشد من أزر بعضنا بعضا ، ولم لا الأخذ بأيدي بعضنا البعض إلى الجنة ورؤية الله منتهى آمال الآملين وغاية غايات الموحدين . آمين أسأل الله أن يجمعنا دائما على الخير والهدى . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .