295- ظاهر مُمَوّه وباطن مشوه
قرأت بخط "هلال بن المظفر الزنجاني" في "كتاب" أَلَّفَهُ: ذكر غير واحد من أهل زنجان أن رجلا منها يعرف بجابر بن أحمد خرج إلى بغداد متأدبا، فحين دخل قصد "علي بن عيسى النحوي" بعد أن لبس ثيابا فاخرة عطرة, وتجمل وتزين, ودخل عليه وسلّم، فقال له "علي بن عيسى": من أين الفتى؟, قال: من الزنجان بالألف واللام، فعلم "الربعي" أن الرجل خالٍ من الفضل، فقال: متى وردت؟, قال: أمس، فقال:جئت راجلا أم راكبا , فقال: بل راكبا، قال: المركوب مكترى أم مشترى؟, قال: بل مكترى، فقال الشيخ: مُرّ واسترجع الكريَّ, فإنه لم يَحمِل شيئا، ثم أنشد الشيخ:
وما المرءُ إلا الاصغرانِ لسانه ... ومعقوله, والجسمُ خلقٌ مُصوّرُ
فإِنْ طرّة راقتكَ فاخْبُر فرُبَّما ... أَمَرَّّ مذاقُ العودِ والعودُ أخضرُ
المصدر : [ معجم الأدباء 4 / 1830]
قلت -رحم الله والدي-:
في مثله ضرب المثل المشهور: ترى الفتيان كالنخل وما يدريك ما الدخل, قال العسكري في "جمهرته"[1170]: في هذا المذهب قول حسان:
لابأس بالقوم من طول ومن عرض ... جسم البغال وأحلام العصافير
فأخذه ابن الرومي فقال:
طول وعرض بلا عقل ولا أدب ... فليس يحسن إلا وهو مصلوب