تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 12 من 18 الأولىالأولى ... 23456789101112131415161718 الأخيرةالأخيرة
النتائج 221 إلى 240 من 346

الموضوع: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

  1. #221
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    199- نَاطِحُ صَخرة

    [ قال الصاحب بن عباد ]: ليس في الإعجاب بالنفس نِهاية، وكان بعض الناس يقول: أُجَارِي البُحتري وأُبَارِيه؛ وأُنَاقِضُه وأُسَاوِيه، فأملى الأستاذ الرئيس في ذلك قوله:
    البحتري يروم غاية شعره ... من لا يقيم لنفسه مصراعاً
    أَنَّى يرُوم مَنَالَه من لو بغى ... تقويم قافية له ما اسطاعا
    جَذَبَ العَلاَءُ بضبعه فأحله ... بين المجرة والسماك رباعا
    وغدوت ملتزم الحضيض فكلما ... رفع الورى باعاً هبطت ذراعا
    الأستاذ الرئيس أبي الفضل بن العميد



    المصدر : [ الكشف عن مساوي شعر المتنبي ص 42]

    قلت - رحم الله والدي-:
    توضيح وبيان: "الصاحب بن عباد": هو إسماعيل بن عباد بن العباس، أبو القاسم الطالقاني، الوزير الأديب البليغ المتوفى 385 هـ, و"الأستاذ الرئيس" هو الوزير الأديب الكاتب أبو الفضل محمد بن الحسين المعروف بابن العميد, المتوفى سنة 360 هـ, قال "الثعالبي": بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد, وفيهما ألف "أبو حيان التوحيدي" كتابه المشهور: "مثالب الوزيرين"
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  2. #222
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    تتميم: :ثم وجدت الحكاية بلفظ آخر في "أخلاق الوزيرين" [ ص 384] قال: وكان "أبو الفضل" يُطري "البُحتريّ" ويُعجب من غزله وتشبيبه، ويستسهل في الجملة طريقته، ورجل حاضرٌ يُخالفه في ذلك، فقال أبو الفضل:
    البُحتريُّ يَرومُ غايةَ شِعرِهِ ... من لا يُقيم لنفسِهِ مِصْراعاً
    أَنَّى يَرومُ مَنَالَه ولو ابتغَى ... تَقْويم قَافيةٍ له ما اسْطاعا
    جَذَب العَلاءُ بضَبْعِهِ فأَحلَّه ... بينَ المَجَرَّةِ والسِّماك رِبَاعا
    وغَدَوْتَ ملتزِمَ الحضيض فكلَّما ... فَرَعَ العُلا باعاً هَبَطتَ ذِراعاً


    قال: فخزي الرجل وسكت.
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  3. #223
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    200- أبي العتاهية وأبي نواس

    [ قال ابن الجوزي رحمه الله ]: وبالإسناد قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا علي بن الأعرابي قال: قال أبو العتاهية:
    لقيت أبا نواس في المسجد الجامع, فعذلته, وقلت له: أما آن لك أن ترعوي ؟, أما آن لك أن تزدجر ؟ , فرفع رأسه إلي وهو يقول:
    أتراني يا عتاهي *** تاركا تلك الملاهي
    أتراني مفسدا بالنسك *** عند القوم جاهي


    قال: فلما ألححت عليه في العذل أنشأ يقول:
    لن ترجع الأنفس عن غيها *** ما لم يكن منها لها زاجر
    فوددت أني قلت هذا البيت بكل شيء قلته



    المصدر : [ ذم الهوى ص 76 ]
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  4. #224
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    201- تنظيم السير والمرور

    [ قال ابن الجوزي رحمه الله ]: أخبرنا ابن ناصر قال أنبأنا ابن يوسف قال أنبأنا ابن المذهب قال أنبأنا ابن مالك قال:
    بلغنا أن "سليمان" قال لابنه: يا بني, امش وراء الأَسَدِ والأَسْوَدِ, ولا تَمْشِ وراءَ امرأة



    المصدر : [ ذم الهوى ص 92 ]

    قلت - رحم الله والدي-:
    "الأسود": هو نوع من الأفعوان شديد السواد، ويسمى " الأسود السالخ", قال الدميري: سمي بذلك لأنه يسلخ جلده كل عام، يقال أسود سالخ، ولا يقال للأنثى سالخة. وأسودان سالخ، وأساود سالخة وسوالخ
    روى أبو داود [2603], والنسائي [563 عمل اليوم والليلة ], والحاكم [1637 ], وصححه عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر فأقبل الليل، قال: يا أرض، ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك، وشر ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما يدب عليك، أعوذ بالله من أسد وأسود، ومن الحيّة والعقرب، ومن ساكن البلد ومن والد وما ولد» . ساكن البلد الجن، وقيل: الوالد وما ولد إبليس والشياطين.
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  5. #225
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية


    202- مُعَلِّم أمير , وتدريب على أعباء الملك

    أحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر, أبو جعفر النحوي الكوفي الديلمي الأصل, من موالي بني هاشم، يعرف بـ: "أبي عصيدة"
    قال ياقوت: حدث عن: الأصمعي والواقدي, وعنه: القاسم الأنباري, وكان من أئمة العربية


    أَدَّبَ ولد المتوكل "المعتز"، فلما أراد أبوه أن يوليه العهد حطه "أبو عصيدة" عن مرتبته قليلا، وأَخَّرَ غداءه قليلا، فلما كان وقت الانصراف قال للخادم: احمله. فضربه بغير ذنب
    فكتب بذلك إلى المتوكل، فأحضره, فقال له: لم فعلت هذا بالمعتز؟ قال: بلغني ما عزم عليه أمير المؤمنين، فحططت منزلته ليعرف هذا المقدار، فلا يعجل بزوال نعمة أحد
    وأَخَّرْتُ غداءه ليعرِفَ الجوعَ إذا شُكِيَ إليه
    وضَرَبْتُه لغير ذنب ليَعْرِفَ مِقدَار الظُّلْمِ، فلا يَعْجَل على أحد.
    فقال: أحسنت، وأمر له بعشرة آلاف
    .



    المصدر : [ بغية الوعاة 1/ 333 ]

    قلت - رحم الله والدي-:
    "لأبي جعفر" من التصانيف: "الزيادات من معاني الشعر واصلاحه"، "عيوان الاخبار والاشعار"، "المذكر والمؤنث"، و"المقصور والممدود", قيل توفي سنة 273 هـ أو 278 هـ
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  6. #226
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    203- خنثى مشكل

    قال [ أبو بكر ابن العربي المعافري رحمه الله ] :
    قد كان يقرأ معنا بـ: "رباط أبي سعيد" على "الإمام الشهيد" من بلاد المغرب خنثى, له لحية، وله ثديان، وعنده جارية، فربك أعلم به, ومع طول الصحبة عَقَلَنِي الحياءُ عن سؤاله، و بودي اليوم لو كاشفته عن حاله



    المصدر : [أحكام القرآن 4 / 99]

    قلت رحم الله والدي :
    في مطبوعة "البجاوي" النص هكذا : [ ليس له لحية ] أي بزيادة "ليس", وأشار المحقق إلى زيادتها من إحدى النسخ, وفي ظني أن الصواب بدونها, وإلا لم يكن للقصة فائدة ولا طرافة
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  7. #227
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    204- شرف الذكر

    قال [ الحافظ "أبو بكر ابن العربي المعافري" رحمه الله عند قوله تعالى: {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون} [الزخرف: 44].
    المسألة الأولى في الذكر؛ وفيه ثلاثة أقوال: أحدهما: الشرف.
    الثاني: الذكرى بالعهد المأخوذ في الدين.
    الثالث: قال مالك: هو قول الرجل: "حدثني أبي عن أبيه"
    ولم أجد في الإسلام هذه المرتبة إلا ببغداد، فإن "بني التميمي" بها يقولون: حدثني أبي قال: حدثني أبي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبذلك شرفت أقدارهم، وعَظَّمَ الناس شأنَهم, وتَهَمَّمَت الخلافة بهم.
    ورأيت بمدينة السلام ابني أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن أبي الفرح بن عبد العزيز بن الجرد بن أسد بن الليث بن سليمان بن أسد بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التميمي وكانا يقولان: سمعنا أبانا رزق الله يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول: وقد سئل عن الحنان المنان، الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه, والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال
    والقائل سمعت عليا: "أكينة بن عبد الله" جدهم الأعلى.



    المصدر : [ أحكام القرآن 4 / 110 ]

    قلت - رحم الله والدي-:
    قد ذكر الحافظ في "الإصابة "[1 / 260]: "أكينة" جد "رزق اللَّه بن عبد الوهاب التميمي", قال "ابن ماكولا": قال لي "رزق اللَّه": إن لجده "أكينة" صحبة، وحدّث ابن ماكولا أيضا عن "رزق اللَّه": أن جده "عبد اللَّه" قدم على النبي صلّى اللَّه عليه وسلم، وكان اسمه "عبد اللّات" فسمّاه: "عبد اللَّه"، وهو: رزق اللَّه بن عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد اللَّه التميمي.
    وقد أخرج "الخطيب"، عن عبد الوهاب والد "رزق اللَّه"، عن آبائه حديثا ينتهي إلى "أكينة" المذكور، قال: سمعت عليّ بن أبي طالب، فذكر أثرا ولم يقع يزيد في النسب الّذي ساقه "الخطيب"، وكذلك أورده "ابن الصّلاح" في "علوم الحديث"، ونصّ "الخطيب" على أنهم تسعة آباء، ولا يصح ذلك إلا بإثبات "يزيد"، وقد ساق "ابن ماكولا" نسب "أكينة"، فقال: ابن يزيد بن الهيثم بن عبد اللَّه بن الحارث بن كلدة بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم.
    ورويناه في "المجلس" الّذي أملاه "رزق اللَّه التميمي" بأصبهان, قال: سمعت أبي عبد الوهاب يقول: سمعت أبي أبا الحسن عبد العزيز يقول: سمعت أبي أبا بكر الحارث يقول: سمعت أبي أسدا يقول: سمعت أبي سليمان يقول: سمعت أبي الأسود يقول:
    يقول: سمعت أبي سفيان يقول: سمعت أبي يزيد يقول: سمعت أبي أكينة يقول: سمعت أبي الهيثم يقول: سمعت أبي عبد اللَّه يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم يقول: «ما اجتمع قوم على ذكر إلّا حفّتهم الملائكة وغشيتهم الرّحمة»
    قال "الذّهبيّ": أكثر آبائه لا ذكر لهم في تاريخ ولا في أسماء الرجال, وقد سقط من هذا الإسناد "الليث" والد "أسد"، وقد أثبته "الخطيب" في تاريخه لما ترجم "عبد العزيز", قلت: ولكنه لم يقع عنده ذكر "الهيثم"، وقاله شيخ شيوخنا الحافظ "العلائي" في "الوشي المعلم." انتهى
    وقد قال قبله الحافظ "ابن الصلاح" في "مقدمته":[ص 316] في النوع الخامس والأربعون: معرفة رواية الأبناء عن الآباء: من أظرف ذلك رواية أبي الفرج عبد الوهاب التميمي الفقيه الحنبلي، وكانت له ببغداد في "جامع المنصور" حلقة للوعظ والفتوى، عن أبيه، في تسعة من آبائه نسقا، أخبرني بذلك الشيخ أبو الحسن مؤيد بن محمد بن علي النيسابوري بقراءتي عليه بها، قال: أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد الشيباني في كتابه إلينا، قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر أحمد بن علي، حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد بن أكينة بن عبد الله التميمي من لفظه قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: ... سمعت علي بن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان، فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه، والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال, آخرهم أكينة - بالنون - وهو السامع عليا - رضي الله عنه -.
    وعلق عليه الحافظ زين الدين العراقي في "التقييد والإيضاح"[ص348] فقال: قد وقع لنا حديث مرفوع من هذا الوجه, وقع فيه التسلسل باثنى عشر أبا, وهو أعجب مما ذكره المصنف, أخبرنا به جماعة من شيوخنا, منهم شيخنا العلامة برهان الدين إبراهيم بن لاجين الرشيدى, قال انبأنا أحمد بن محمد بن إسحق الهمذاني, قال أنبأنا عبد الله بن أحمد بن محمد القلانسى, قراءة عليه وانا حاضر بشيراز, انبأنا عبد العزيز بن منصور الآدمى, حدثنا رزق الله بن عبد الوهاب التميمى, سمعت أبي أبا الفرج عبد الوهاب يقول, سمعت أبي أبا الحسن عبد العزيز, يقول سمعت أبي أبا بكر الحرث يقول, سمعت أبي أسدا يقول, سمعت أبي الليث يقول, سمعت أبي سليمان يقول, سمعت أبي الأسود يقول, سمعت أبي سفيان يقول, سمعت أبي يزيد يقول, سمعت أبي أكينة يقول, سمعت أبي الهيثم يقول, سمعت أبي عبد الله يقول, سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما اجتمع قوم على ذكر إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة"
    أخبرنا الحافظ "أبو سعيد بن العلائى" في كتاب "الوشى المعلم" قال: هذا إسناد غريب جدا, ورزق الله كان إمام الحنابلة في زمانه من الكبار المشهورين, متقدما في عدة علوم, مات سنة ثمانى وثمانين وأربع مائة, وأبوه أبو الفرج إمام مشهور أيضا, ولكن جده عبد العزيز متكلم فيه كثيرا على إمامته, واشتهر بوضع الحديث, وبقية آبائه مجهولون, لا ذكر لهم في شيء من الكتب أصلا, وقد تخبط فيهم عبد العزيز أيضا بالتغيير.انتهى

    بيان وتوضيح: "الوشي المعلم في من روى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم" تأليف الحافظ "صلاح الدين أبي سعيد خليل بن كيكلدي العلائي"/ت 761 هـ , في مجلد كبير، قسمه أقساما, وخرج في كل ترجمة حديثا من مرويه, وصل فيه إلى حرف العين ترجمة: "عبد الملك بن عمر بن محمد بن حاطب عن أبيه عن جده", عدد تراجمه (260) ترجمة
    طبع الكتاب في مكتبة المعلا الكويت 1988 تحقيق: باسم فيصل الجوابرة, وقد ألحق بآخره "مستدركا" ما فات "أصله" , بلغت تراجمه (187) ترجمة
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  8. #228
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية


    205- من فتاوى الإمام "موفق الدين ابن قدامة المقدسي" صاحب "المغني" رحمه الله

    [ قال الحافظ ابن رجب رحمه الله ] :
    من "فتاويه" المتعلقة بعلم الحديث, نقلتها من خط الحافظ "أبي محمد البرزالي" رحمه الله.
    - سئل: هل تجوز الرواية من نسخة غير معارضة؟.
    فأجاب: إذا كان الكاتب معروفا بصحة النقل وقلة الغلط جازت الرواية.
    - وسئل: إذا لم يذكر القارئ الإسناد في أول الكتاب، وذكره في آخره، وقال: أخبرك به فلان عن فلان، وأقر الشيخ بذلك فهل يجزيه ؟
    فأجاب: يجوز إذا قال له ذلك عقيب قراءته عليه، وإلا فلا.
    - وسئل: هل يصح السماع بقراءة الصبي والفاسق ؟
    فأجاب: إن كان له مقابل صَحَّ، وإلا فهو بمنزلة روايته.
    - وسئل: هل يجوز الكتابة والمطالعة، أو الإغفاء يسيرا، في وقت السماع أو يجوز للشيخ أن يكتب ويقرأون عليه؟.
    فأجاب: ما رأينا أحدا يحترز من هذا.
    - وسئل: إذا سقط من متن الحديث حرف أو حرف أو ألف، هل يجوز إثباتها؟ , وهل يجب إصلاح لحن من جهة الإعراب؟.
    فأجاب: يجوز إصلاحه, قال الأوزاعي: يُصلَح اللحن والخطأ والتحريف في الحديث
    - وسئل: إذا وجد في كتابه اسما مصحفا أو كلمة، وهو كذلك في سماع شيخه, فهل يجور له إن يغيره في كتابه على الصواب؟
    أجاب: له تغييره, والله أعلم.



    المصدر : [ ذيل طبقات الحنابلة 3 / 307 ]
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  9. #229
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية


    206- إصلاح الباطن أولا

    [ قال ابن أبي يعلى ]: أخبرنا البرقاني قال: قلت "لأبي الحسين بن سمعون": أيها الشيخ, تدعو الناس إلى الزهد في الدنيا, والترك لها, وتلبس أحسن الثياب, وتأكل أطيب الطعام, فكيف هذا؟
    فقال: كُلُّ ما يُصْلِحُك لله فافْعَلهُ, إذا صَلُحَ حَاُلكَ معَ الله بلَبْسِ لَيِّنِ الثِّيَابِ وأَكْلِ طَيِّبِ الطعام فلا يَضُرُّك.



    المصدر : [ طبقات الحنابلة 2/ 156 ]


    قلت - رحم الله والدي-:
    هذه "الفائدة" من باب "الفائدة" رقم [192] ومعناهما واحد
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  10. #230
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    207- ولاية المظالم ونقابة الأشراف

    قال [ "أبو بكر ابن العربي المعافري" رحمه الله ]
    أما "ولاية المظالم" فهي ولاية غريبة, أحدثها من تأخر من الولاة، لفساد الولاية وفساد الناس؛ وهي عبارة عن كل حكم يعجز عنه القاضي فينظر فيه من هو أقوى منه يدا؛ وذلك أن التنازع إذا كان بين ضعيفين قوى أحدهما القاضي، وإذا كان بين قَوي وضعيف أو قويين والقوة في أحدهما بالولاية كظلم الأمراء والعمال فهذا مما نصب له الخلفاء أنفسهم، وأول من جلس إليه "عبد الملك بن مروان" فرده إلى قاضيه "ابن إدريس"، ثم جلس له "عمر بن عبد العزيز" فرد مظالم بني أمية على المظلومين؛ إذ كانت في أيدي الولاة والعتاة الذين تعجز عنهم القضاة، ثم صارت سُنَّة، فصار "بنو العباس" يجلسون لها، وفي قصة دارسةٍ عَلَيَّ أنها في أصل وضعها داخلة في القضاء، ولكن الولاة أضعفوا الخطة القَضَوِيَّة ليتمكنوا من ضعف الرعية، ليحتاج الناس إليهم، فيقعدوا عنهم، فتبقى المظالم بحالها.
    وأما "ولاية النقابة" فهي مُحدثة أيضا؛ لأنه لما كثرت الدعاوى في الأنساب الهاشمية، لاستيلائها على الدولة، نَصَب الولاةُ قوماً يحفظون الأنساب لئلا يدخل فيها من ليس منها، ثم زادتِ الحالُ فسادا، فجعلوا إليهم من يحكم بينهم، فرَدُّوهُم لقاضٍ منهم لئلا تمتهنهم القضاة من سائر القبائل، وهم أشرف منهم، وهي بدعية تنافي الشرعية.



    المصدر : [ أحكام القرآن (4 / 61 ]
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  11. #231
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    208- عليك بنفسك

    قال "أبو معاوية الضرير": بعث "هشام بن عبد الملك" إلى "الأعمش": أن اكتب لي مناقب "عثمان", ومساوئ "علي", فأخذ "الأعمش" القرطاس وأدخلها في فم شاة فلاكتها، وقال لرسوله: قل له: هذا جوابك، فقال له الرسول: إنه قد آلى أن يقتلني إن لم آته بجوابك، وتَحَمَّلَ عليه بإخوانه، فقالوا له: يا أبا محمد, افْتَدِهِ من القتل، فلما أَلَحُّوا عليه كتب له :
    بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد يا أمير المؤمنين، فلو كانت "لعثمان" رضي الله عنه مناقب أهل الأرض ما نَفَعَتْكَ، ولو كانت "لعلي" رضي الله عنه مساوئ أهل الأرض ما ضَرَّتْكَ، فعليك بِخُوَيْصَةِ نفسك، والسلام


    المصدر : [ وفيات الأعيان 2 / 402 ]
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  12. #232
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    209- "مُدُّ النبي" صلى الله عليه وسلم و "مد هشام"

    قال [ العلامة "أبو بكر ابن العربي " رحمه الله ]: قد بَيَّنَا في كفارة اليمين أن المعتبر الوَسَطُ من الإطعام، وهو مد بـ: "مد النبي" صلى الله عليه وسلم, وقال "مالك" في رواية "ابن القاسم" و"ابن عبد الحكم": مد بـ: "مد هشام"، وهو الشِّبَعُ هاهنا؛ لأن الله تعالى أطلق الطعام ولم يذكر الوسط
    وقال في رواية "أشهب": مدان بمد النبي صلى الله عليه وسلم, قيل له: ألم تكن قلت: "مد هشام"، قال: بلى، ومدان بمد النبي صلى الله عليه وسلم - أحب إلي. وكذلك قال عنه "ابن القاسم" أيضا. و"مد هشام" هو مدان غير ثلث بمد النبي صلى الله عليه وسلم
    قال أشهب: قلت له: أيختلف الشبع عندنا وعندكم؟, قال: نعم. الشبع عندنا مد بمد النبي صلى الله عليه وسلم, والشبع عندكم أكثر؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا لنا بالبركة دونكم، وأنتم تأكلون أكثر مما نأكل نحن، وهذا بين جدا.
    قال "ابن العربي": وقع الكلام هاهنا كما ترون في "مد هشام"، وددت أن يهشم الزمان ذكره، ويمحو من الكتب رسمه؛ فإن المدينة التي نزل الوحي بها، واستقر بها الرسول، ووقع عندهم الظهار, وقيل لهم فيه: «فإطعام ستين مسكينا» فَهِمُوه وعرفوا المراد به، وأنه الشبع، وقدره معروف عندهم, متقدر لديهم، فقد كانوا يجوعون لحاجة, ويشبعون بسنة لا بشهوة ومجاعة، وقد ورد ذكر الشبع في الأخبار كثيرا، وقد تكلمنا على هذه في "الأنوار"، واستمرت الحال على ذلك أيام الخلفاء الراشدين المهديين، حتى نفخ الشيطان في أذن "هشام"، فرأى "مد النبي" صلى الله عليه وسلم لا يشبعه، ولا مثله من حاشيه ونظرائه، فسَوَّلَ له أن يتخذ مُدا يكون فيه شبعه، فجعله رطلين، وحمل الناس عليه، فإذا ابتل عاد نحو ثلاثة أرطال، فغير السنة، وأذهب محل البركة.
    قال النبي صلى الله عليه وسلم حين دعا ربه لأهل المدينة بالبركة لهم في مدهم وصاعهم: مثل ما بارك لإبراهيم بمكة. فكانت البركة تجري بدعوة النبي صلى الله عليه وسلم في مده، فسعى الشيطان في تغيير هذه السنة وإذهاب البركة، فلم يستجب له في ذلك إلا هشام، فكان من حق العلماء أن يلغوا ذكره، ويمحوا رسمه، وإذا لم يغيروا أمره، وأما أن يحيلوا على ذكره في الأحكام، ويجعلوه تفسيرا لما ذكره الله ورسوله بعد أن كان مفسرا عند الصحابة الذين نزل عليهم فخطب جسيم؛ ولذلك كانت رواية "أشهب" في ذكر مدين بمد النبي صلى الله عليه وسلم في كفارة الظهار أحب إلينا من الرواية بأنها بمد هشام.
    ألا ترى كيف نبه "مالك" على هذا العلم بقوله "لأشهب": الشبع عندنا بـ: "مد النبي" صلى الله عليه وسلم، والشبع عندكم أكثر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لنا بالبركة، وبهذا أقول؛ فإن العبادات إذا أديت بالسنة، فإن كانت في البدن كان أسرع للقبول، وإن كانت في المال كان قليلها أثقل في الميزان، وأبرك في يد الآخذ، وأطيب في شدقه، وأقل آفة في بطنه، وأكثر إقامة لصلبه، والله الموفق لا رب غيره



    المصدر : [ أحكام القرآن 4 / 196]
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  13. #233
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    210- غض البصر

    [ قال ابن الجوزي رحمه الله ]: أخبرنا المحمدان ابن ناصر وابن عبد الباقي, قالا أنبأنا حمد بن أحمد , قال أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله, قال حدثنا أحمد بن إسحاق, قال حدثنا أحمد بن الحسين الأنصاري, قال حدثنا أبو عصمة قال:
    كنت عند "ذي النون" وبين يديه فتى حَسَن يُمْلِي عليه شيئا, فمرت امرأة ذات حُسْن وجمال وخلق, فجعل الفتى يُسَاِرق النظر إليها, ففَطِنَ "ذو النون" فلوى عُنُق الفتى, وأنشأ يقول:
    دَعِ المَصُوغَات من ماء ومن طين *** واشغل هَوَاكَ بحُورٍ خُرَّدٍ عِين

    المصدر : [ ذم الهوى 1 / 84 ]
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  14. #234
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    211- رسالة في إنكار التأويل على ابن الجوزي "لأبي الفضل العلثي" رحمهما الله

    أبو الفضل إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي، الزاهد القدوة [ت 634 هـ], كان قدوة صالحا زاهدا، فقيها عالما، أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر، لا يخاف أحدا إلا الله، ولا تأخذه في الله لومة لائم...أرسل رسالة طويلة إلى الشيخ "أبي الفرج بن الجوزي" بالإنكار عليه فيما يقع في كلامه من الميل إلى أهل التأويل يقول فيها:


    من "عبيد الله إسحاق بن أحمد بن محمد بن غانم العلثي"، إلى "عبد الرحمن بن الجوزي"، حمانا الله وإياه من الاستكبار عن قبول النصائح، ووفقنا وإياه لإتباع السلف الصالح، وبصرنا بالسنة السنية، ولا حرمنا الاهتداء باللفظات النبوية، وأعاذنا من الابتداع من الشريعة المحمدية, فلا حاجة إلى ذلك, فقد تركنا على بيضاء نقية، وأكمل الله لنا الدين، وأغنانا عن آراء المتنطعين، ففي كتاب الله وسنة رسوله مقنع لكل من رغب أو رهب، ورزقنا الله الاعتقاد السليم، ولا حرمنا التوفيق، فإذا حرمه العبد لم ينفع التعليم, وعرفنا أقدار نفوسنا، وهدانا الصراط المستقيم, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وفوق كل في علم عليم. وبعد حمد الله سبحانه، والصلاة على رسوله: فلا يخفى أن الدين النصيحة، خصوصا للمولى الكريم، والرب الرحيم, فكم قد زَلَّ قَلَم، وعَثَرَ قَدَم، وزَلَقَ مُتكلم، ولا يحيطون به علما, قال: عز من قائل: "ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير"
    وأنت يا "عبد الرحمن"، فما يزال يَبْلُغُ عنك ويُسْمَعُ منك، ويُشَاهَدُ في كتبك المسموعة عليك، تذكر كثيرا ممن كان قبلك من العلماء بالخطأ، اعتقادا منك أنك تصدع بالحق من غير محاباة، ولا بد من الجريان في ميدان النصح, إما لتنتفع إن هداك الله، وإما لتركيب حجة الله عليك, ويَحْذَرَ الناسُ قولكَ الفاسد، ولا يَغُرُّكَ كثرةُ إطلاعك على العلوم, فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه لا فقه له، ورب بحرٍ كَدِرٍ ونهْرٍ صَافٍ، فلسْتَ بأعْلَمَ من الرسولِ، حيث قال له الإمام "عمر": " أتصلي على ابن أُبَيّ ؟ أنزل القرآن: "ولا تصل على أحد منهم", ولو كان لا ينكر من قَلَّ علمُهُ على من كَثُرَ عِلْمُهُ إذا لَتَعَطَّلَ الأمر بالمعروف، وصِرنا كبني إسرائيل, حيث قال تعالى: "كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه"، بل يُنْكِرُ المفضولُ على الفاضلِ, وينكر الفاجرُ على الوَلِيِّ، على تقدير معرفة الوَلِيِّ, وإلا "فابن التنقا" ليطلب و"ابن السمندل" ليجلب
    إلى أن قال: واعلم أنه قد كَثُرَ النكيرُ عليك من العلماء والفضلاء، والأخيار في الآفاق بمقالتك الفاسدة في الصفات, وقد أبانوا وَهَاء مقالتك، وحَكَوا عنك أنك أَبَيْتَ النصيحة، فعندك من الأقوال التي لا تليق بالسنة ما يضيق الوقت عن ذكرها
    فذكر عنك: أنك ذكرت في الملائكة المقربين، الكرام الكاتبين، فصلا زعمت أنه مواعظ، وهو تشقيق وتفهيق، وتكلف بَشِعٌ، خلا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام السلف الصالح الذي لا يَخَالِفُ سنة، فعَمِدْتَ وجعلتها مناظرة معهم, فمن أَذِنَ لك في ذلك, وهم مُستَغْفِرون للذين آمنوا، ولا يستكبرون عن عبادة الله, وقد قَرَنَ شهادته بشهادتهم قبل أولى العلم, وما علينا كان الآدمي أفضل منهم أم لا، فتلك مسألة أخرى.
    فشرعت تقول: إذا ثارت نار الحسد فمن يَطْفِيها ؟ وفي الغيبة ما فيها، مع كلام غث, أليس منا فلان؟ , ومنا فلان؟ ومنا الأنبياء والأولياء من فعل هذا من السلف قبلك؟ , ولو قال لك قائل من الملائكة: أليس منكم فرعون وهامان؟ , أليس منكم من ادعى الربوبية؟ , فعمن أخذت هذه الأقوال المُحْدَثة، والعبارات المُزَوَّقَة، التي لا طائل تحتها, وقد شَغَلْتَ بها الناس عن الاشتغال بالعلم النافع, أحدهم قد أُنْسِيَ القرآن وهو يُعِيُد "فصل الملائكة ومناظرتهم"، ويتكلم به في الآفاق, فأين الوعظ والتذكير من هذه الأقوال الشنيعة البشعة.
    ثم تعرضت لصفات الخالق تعالى، كأنها صَدَرَتْ لا من صدر سَكَنَ فيه احتشام العلي العظيم، ولا أملاها قلب مليء بالهيبة والتعظيم، بل من واقعات النفوس البهرجية الزيوف, وزعمت أن طائفة من أهل السنة والأخيار تلقوها وما فهموا, وحاشاهم من ذلك, بل كفوا عن الثرثرة والتشدق، لا عجزا - بحمد الله - عن الجدال والخصام، ولا جهلا بطرق الكلام. وإنما أمسكوا عن الخوض في ذلك عن علم ودراية، لا عن جهل وعماية.
    والعجب ممن ينتحل مذهب السلف، ولا يرى الخوض في الكلام, ثم يقدم على تفسير ما لم يَرَهُ أولا، ويقول: إذا قلنا كذا أدى إلى كذا، ويقيس ما ثبت من صفات الخالق على ما لم يثبت عنده, فهذا الذي نُهِيتَ عنه.
    وكيف تنقضُ عهدك وقولك بقول فلان وفلان من المتأخرين؟ , فلا تُشْمِتْ بنا المبتدعة, فيقولون: تنسبوننا إلى البدع, وأنتم أكثر بدعا منا، أفلا تنظرون إلى قول من اعتقدتم سلامة عَقْدِه، وتُثْبِتُونَ معرفته وفضله, كيف أقول ما لم يقل، فكيف يجوز أن تتبع المتكلمين في آرائهم، وتخوض مع الخائضين فيما خاضوا فيه، ثم تنكر عليهم, هذا من العجب العجيب, ولو أن مخلوقا وصف مخلوقا مثله بصفات من غير رؤية ولا خبر صادق لكان كاذبا في إخباره, فكيف تصفون الله سبحانه بشيء ما وقفتم على صحته، بل بالظنون والواقعات، وتنفون الصفات التي رَضِيَهَا لنفسه، وأخبر بها رسوله بنقل الثقات الأثبات، يُحْتَمَلُ، ويُحْتَمَلُ.
    ثم لك في الكتاب الني أسميته: "الكشف لمشكل الصحيحين" مقالات عجيبة، تارة تحكيها عن "الخطابي" وغيره من المتأخرين، أطَّلَعَ هؤلاء على الغيب, وأنتم تقولون: لا يجوز التقليد في هذا، ثم ذكره فلان، ذكره "ابن عقيل"، فنريد الدليل من الذاكر أيضا، فهو مجرد دعوى، وليس الكلام في الله وصفاته بالهَيِّنِ ليُلْقَى إلى مَجَارِي الظنون
    إلى أن قال: إذا أردت: كان "ابن عقيل" العالم، وإذا أردت: صار لا يفهم، أَوْهَيْتَ مقالته لما أردت
    ثم قال: وذكرت الكلام المحدث على الحديث، ثم قلت: والذي يقع لي, فبهذا تقدم على الله، وتقول: قال علماؤنا، والذي يقع لي, تتكلمون في الله عز وجل بواقعاتكم تخبرون عن صفاته, ثم ما كفاك حتى قلت: هذا من تحريف بعض الرواة, تَحَكُّماً من غير دليل, وما رويت عن ثقة آخر أنه قال: قد غيره الراوي فلا ينبغي بالرواة العدول: أنهم حَرَّفُوا، ولو جوزتم لهم الرواية بالمعنى، فهم أقرب إلى الإصابة منكم, وأهل البدع إذا كلما رويتم حديثا ينفرون منه، يقولون: يحتمل أنه من تغيير بعض الرواة, فإذا كان المذكور في الصحيح المنقول من تحريف بعض الرواة، فقولكم ورأيكم في هذا يحتمل أنه من رأى بعض الغُوَاة.
    وتقول: قد "انزعج" الخطابي لهذه الألفاظ, فما الذي أزعجه دون غيره؟ , ونراك تبني شيئا ثم تَنْقُضُهُ، وتقول: قد قال فلان وفلان، وتنسب ذلك إلى إمامنا أحمد رضي الله عنه, ومذهبه معروف في السكوت عن مثل هذا، ولا يفسره، بل صحح الحديث، و[ منع ] من تأويله.
    وكثير ممن أخذ عنك العلم إذا رجع إلى بيته علم بما في عيبته من العيب، وذم مقالتك وأبطلها, وقد سمعنا عنك ذلك من أعيان أصحابك المحبوبين عندك، الذين مدحتهم بالعلم، ولا غرض لهم فيك، بل أدوا النصيحة إلى عباد الله، ولك القول وضِدُّهُ منصوران, وكل ذلك بناء على الواقعات والخواطر.
    وتَدَّعِي أن الأصحابَ خَلَّطُوا في الصفات، فقد قَبُحْتَ أكثر منهم، وما وَسِعَتْكَ السُنَّةُ, فاتق الله سبحانه. ولا تتكلم فيه برأيك فهذا خبر غيب، لا يُسْمَعُ إلا من الرسول المعصوم، فقد نصبتم حربا للأحاديث الصحيحة, والذين نقلوها نقلوا شرائع الإسلام, ثم لك قصيدة مسموعة عليك في سائر الآفاق، اعتقدها قوم، وماتوا بخلاف اعتقادك الآن فيما يبلغ عنك، وسُمِعَ منك, منها:
    ولو رأيت النار هبت، فغدت ... تحرق أهل البغي والعناد
    وكلما ألقى فيها حطمت ... وأهلكته، وهي في ازدياد
    فيضع الجبار فيها قدما ... جلت عن التشبيه بالأجساد
    فتنزوي من هيبته، وتمتلي ... فلو سمعت صوتها ينادي
    حسبي حسبي، قد كفاني ما أرى ... من هيبة أذهبت اشتداد
    فاحذر مقال مبتدع في قوله ... يروم تأويلا بكل [وادي]


    فكيف هذه الأقوال: وما معناها؟ , فإنا نخاف أن تُحْدِثَ لنا قولا ثالثا، فيذهب الاعتقاد الأول باطلا, لقد آذيت عباد الله وأضللتهم، وصار شُغْلُكَ نَقْلُ الأقوال فحَسَبْ
    و"ابن عقيل" سامحه الله، قد حكى عنه: أنه تاب بمحضر من علماء وقته, من مثل هذه الأقوال، بمدينة السلام عمرها الله بالإسلام والسنة, فهو بريء على هذا التقدير مما يوجد بخطه، أو يُنْسَب إليه من التأويلات، والأقوال المخالفة للكتاب والسنة.
    وأنا وافدة الناس والعلماء والحفاظ إليك، فإما أن تَنْتَهِي عن هذه المقالات، وتَتُوبَ التوبةَ النصوح، كما تاب غيرك، وإلا كشفوا للناس أمرك، وسَيَّرُوا ذلك في البلاد, وبينوا وجه الأقوال الغثة، وهذا أمر تُشُووِرَ فيه، وقُضِيَ بليل، والأرض لا تخلو من قائم لله بحجة، والجرح لا شك مقدم على التعديل، والله على ما نقول وكيل، وقد أعذر من أنذر.
    وإذا تأولت الصفات على اللغة، وسَوَّغْتَهُ لنفسك، وأَبَيْتَ النصيحةَ، فليس هو مذهب الإمام الكبير "أحمد بن حنبل" قدس الله روحه، فلا يُمْكِنُك الانتساب إليه بهذا، فاخْتَرْ لنفسِك مذهبا، إن مكنت من ذلك، وما زال أصحابنا يجهرون بصريح الحق في كل وقت, ولو ضربوا بالسيوف، لا يخافون في الله لومة لائم، ولا يبالون بشناعة مُشَنِّع، ولا كَذِبِ كَاذِب، ولهم من الإسم العَذْبِ الهَنِيِّ، وترَكِهِم الدُّنيا, وإعراضهم عنها اشتغالا بالآخرة ما هو مَعلوم مَعرُوف, ولقد سَوَّدْتَ وُجُوهَنا بمقالَتِك الفاسدة، وانفرادِك بنفسِك، كأنك جَبَّارٌ من الجبابرة، ولا كَرَامَةَ لك ولا نُعْمَى، ولا نُمَكّنُّكَ من الجهرِ بمخالفةِ السّنةِ، ولو اسْتُقْبِلَ من الرأي ما اسْتُدْبِرَ: لم يُحْكَ عنك كلام في السهل ولا في الجبل، ولكن قَدَّرَ اللهُ وما شاءَ فَعَل، بيننا وبينَكَ كتابُ الله وسنةُ رسوله، قال الله تعالى: " فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول ", ولم يقل: إلى "ابن الجوزي".
    وترى كل من أَنْكَرَ عليكَ نَسَبْتَهُ إلى الجهلِ، ففضلُ اللهِ أُوِتِيتَهُ وحدك؟ , وإذا جَهَّلْتَ الناسَ فمن يَشْهَدُ لك أنك عالم؟ , ومن أجهلُ منكَ حيث لا تصغي إلى نصيحة ناصح ؟ , وتقول: من كان فلان، ومن كان فلان من الأئمة الذين وصل العلم إليك عنهم، من أنت إذا ؟ , فلقد استراحَ من خافَ مقامَ رَبِّه، وأَحْجَمَ عن الخوضِ فيما لا يعلم لئلا يندم, فانْتَبِه يا مسكينُ قبل المماتِ، وحَسِّنِ القَوْلَ والعملَ، فقد قَرُبَ الأجلُ، لِله الأمرُ من قبلُ ومن بعدُ، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيمِ



    المصدر : [ ذيل طبقات الحنابلة 3 / 445 ]

    قلت - رحم الله والدي-:
    وافق كثير من الأئمة الأعلام "العلثي" رحمه الله في إنكاره التأويل على "ابن الجوزي", فهذا الحافظ الذهبي يقول في "السير"[21 / 368]: ليته لم يخض في التأويل، ولا خالف إمامه, وقال أيضا [21 / 381]: كتب إلي أبو بكر بن طرخان، أخبرنا الإمام "موفق الدين"، قال: "ابن الجوزي" إمام أهل عصره في الوعظ، وصنف في فنون العلم تصانيف حسنة، وكان صاحب فنون، كان يصنف في الفقه، ويدرس، وكان حافظا للحديث، إلا أننا لم نرض تصانيفه في السنة، ولا طريقته فيها، وكانت العامة يعظمونه، وكانت تنفلت منه في بعض الأوقات كلمات تنكر عليه في السنة، فيُسْتَفْتَى عليه فيها، ويَضِيقُ صدرُهُ من أجلها, وللشيخ "أحمد بن عطية الزهراني" رسالة ماجستير بعنوان: "ابن الجوزي بين التأويل والتفويض" / يمكنكم تحميلها من الرابط التالي
    ترجمة الإمام "أبي الفضل العلثي" رحمه الله في "ذيل طبقات الحنابلة"[3 / 445], "المقصد الارشد"[1 / 246], "شذرات الذهب"[6 / 11]: قال ابن رجب : أنكر على الخليفة "الناصر" فمن دونه, وواجه الخليفة "الناصر" وصَدَعَهُ بالحق, قال "ناصح الدين بن الحنبلي" وقرأته بخطه: هو اليوم شيخ العراق، والقائم بالإنكار على الفقهاء والفقراء وغيرهم فيما ترخصوا فيه, وقال "المنذري": قيل: إنه لم يكن في زمانه أكثر إنكارا للمنكر منه، وحُبِسَ على ذلك مدة, قال "ابن رجبّ: وله رسائل كثيرة إلى الأعيان بالإنكار عليهم والنصح لهم, ورأيت بخطه كتابا أرسله الى الخليفة ببغداد, وأرسل أيضا إلى الشيخ "علي بن إدريس" الزاهد صاحب الشيخ "عبد القادر" رسالة طويلة، تتضمن إنكار الرقص والسماع, والمبالغة في ذلك, وله في معنى ذلك عدة رسائل إلى غير واحد.
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  15. #235
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية



    رابط مدونة: فاكهة المجالس وتحفة المؤانس - فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية
    http://majalisabuyaala.blogspot.com/
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  16. #236
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية


    212- على الإسلام والسنة

    قال "الأوزاعي": رأيت رب العزة في المنام , فقال: أنت الذي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ؟ , فقلت: بفضلك أي رب, ثم قلت: يا رب أمتني على الاسلام, فقال: وعلى السنة.



    المصدر : [ البداية والنهاية لابن كثير 10/ 125 ]
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  17. #237
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    213- واعظ خليفة

    دخل بعض الزهاد على "المنصور" فقال: إن الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها، واذكر ليلة تبيتُ في القبر لم تَبِت قبلها ليلة، واذكر ليلة تَمَخَّضُ عن يوم لا ليلة بعده, قال: فأفحم المنصور قوله, وأمر له بمال, فقال: لو احتجت إلى مالك لما وعظتك


    المصدر : [ البداية والنهاية لابن كثير 10/ 131 ]
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  18. #238
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    214- أسماء أسنان الإنسان

    قال "ابن قتيبة": قال "أبو زيد": للإنسان أربع ثنايا, وأربع رباعيات، الواحدة رباعية مخففة, وأربعة أنياب، وأربعة ضواحك، واثنتا عشرة رحى، ثلاث في كل شق، وأربعة نواجذ وهي أقصاها.
    وقال "الأصمعي" مثل ذلك كله، إلا أنه جعل الأرحاء ثمانيا: أربعا من فوق, وأربعا من أسفل.
    و"الناجذ": ضرس الحلم، يقال: رجل منجذ: إذا أحكم الأمور، وذلك مأخوذ من الناجذ, والنواجذ للإنسان بمنزلة القارح من الفرس, وهي الأنياب من ذوات الخف.
    وقال "أبو بكر الأنباري": النواجذ: آخر الأضراس، واحدها نجذ، ولا تبدو إلا عند الشديد من الضحك، وفي الفم اثنان وثلاثون سنا: ثنيتان من فوق، وثنيتان من تحت، ورباعيتان من فوق، ورباعيتان من تحت، ونابان من فوق، ونابان من تحت، وضاحكان من فوق، وضاحكان من تحت، وثلاث أرحاء من فوق، وثلاث أرحاء من تحت في الجانب الأيمن، وفي الجانب الأيسر, وناجذان في الجانب الأيمن، وناجذان في الجانب الأيسر. ويقال لما بين الثنية والأضراس: العارض، قال جرير:
    (أتذكر يوم تصقل عارضيها ...**************)
    وقد رتبها بعض أهل اللغة, فقال: "الثنايا" أربع: اثنتان من فوق، واثنتان من تحت، ثم يليهن الرباعيتان: اثنتان من فوق، واثنتان من تحت, ثم يليهن "الأنياب" وهي أربع، ثم يليهن "الأضراس" وهي عشرون، من كل جانب من الفم خمسة من أسفل, وخمسة من فوق، منها "الضواحك" وهي أربعة أضراس تلي الأنياب، إلى جنب كل ناب من أسفل الفم وأعلاه ضاحك, ثم بعد الضواحك "الطواحن"، ويقال لها: "الأرحاء"، وهي اثنا عشر طاحنا من كل جانب ثلاثة، ثم يلي الطواحن "النواجذ"، وهي آخر الأسنان، من كل جانب من الفم, واحد من فوق, وواحد من أسفل.



    المصدر: [ كشف المشكل من حديث الصحيحين 1/ 238 ]

    قلت - رحم الله والدي-:
    قال في "زاد المعاد"[ 1 / 175]: كان جُلُّ ضحِكِه -صلى الله عليه وسلم- التبسم، بل كله التبسم، فكان نِهَايَةُ ضحكه أن تبدو "نواجذه", وكان يضحك مما يضحك منه، وهو مما يتعجب من مثله, ويستغرب وقوعه ويستندر.اهـ وقد جمع الشيخ "أحمد بن الصديق الغماري" المغربي أحاديث ضحكه -صلى الله عليه وسلم- حتى بدو نواجده في "جزء" صغير سماه: "شوارق الأنوار المنيفة بظهورالنواجذ الشريفة", وهو مطبوع/ وهذا رابط تحميله
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  19. #239
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    216- همة عالية خارقة

    زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدايم بن نعمة المقدسي الصالحي الحنبلي، الكاتب المحدث المعمر، الخطيب [ت668 هـ]
    كان يكتب خطا حسنا، ويكتب سريعا. فكتب ما لا يوصف كثرة من الكتب الكبار، والأجزاء المنثورة لنفسه وبالأجرة، حتى كان يكتب في اليوم إذا تفرغ تسعة كراريس أو أكثر، ويكتب مع اشتغاله بمصالحه الكراسين والثلاثة, وكتب " الخرقي " في ليلة واحدة, وكتب "تاريخ الشام" لابن عساكر مرتين, و "المغني" للشيخ "موفق الدين" مرات, وذكر: أنه كتب بيده ألفي مجلدة، وأنه لازم الكتابة أزيد من خمسين سنة.



    المصدر : [ ذيل طبقات الحنابلة 4 / 98]

    قلت - رحم الله والدي-:
    سبحان الله ما أعظم خلقه وقدرته, "تاريخ ابن عساكر" طبع في "70" مجلدا يفني أحدنا عمره في قرائته, مع الراحة الكاملة والمكيفات والمبردات, وهذا "الإمام" ينسخه مرتين سوى ما ذكر مما تنوء بنسخه العصبة من الرجال الأقوياء, هذا مع صعوبة العيش في زمنهم وعدم تيسر وتوفر كثير من وسائل الراحة التي ننعم بها نحن
    وإحدى نسختي "التاريخ" كتبها للمؤرخ المحدث "ابن العديم" صاحب "بغية الطلب" فقد ذكر في ترجمته [2 / 964] فقال: كان يورق بالأجرة, ويكتب سريعا، وكتب شيئا كثيرا، ولم يكن بخطه بأس, وكتب لي بخطه "تاريخ دمشق" للحافظ "أبي القاسم الدمشقي"، وكتاب "الذيل لأبي سعد السمعاني".اهـ
    وقال أيضا:[ 2 / 965]: ذكر لي أنه نسخ بخطه ألفي مجلد، وقال لي: أنا أنسخ الى الآن وأطالع، وعمري إحدى وثمانون سنة، وكتبت أمس اثنتي عشرة ورقة، وأنا أشكر الله تعالى على ذلك.اهـ
    وممن نسخ الكثير وبرع في ذلك من المحدثين الإمام الحافظ الرحال أبو الفضل محمد بن طاهر بن القيسراني المقدسي الظاهري [ت507هـ], فقد ذكر "الذهبي" في "السير"[19 / 363]: قال السلفي: سمعت "محمد بن طاهر" يقول: كتبت "الصحيحين" و"سنن أبي داود" سبع مرات بالأجرة، وكتبت "سنن ابن ماجة" عشر مرات بالري.
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

  20. #240
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    3,459

    افتراضي رد: سلسلة فاكهة المجالس وتحفة المؤانس/ فوائد ونكت علمية , وطرائف وأخبار أدبية

    217- رضا الناس

    قال "يونس بن عبد الأعلى": قال لي "الشافعي": يا أبا موسى, رضا الناس غايةٌ لا تُدرك, ما أقوله لك إلا نصحاً, ليس إلى السلامة من الناس سبيل, فانظر ما فيه صلاح نفسك فالزمه, ودَعْ الناس وما هم فيه.


    المصدر : "مناقب الشافعي للأبري" [ص 90]:

    قلت - رحم الله والدي-:
    "رضا الناس غايةٌ لا تُدرك", ذكروه في كتب الأمثال, لابن سلام[ص 277], ولابن رفاعة الهاشمي[692], و"مجمع الأمثال"[1584], وقال: هذا المثل يروى في كلام أكثم بن صيفي
    وقال في "كشف الخفاء"[1 / 494]: ليس بحديث، ورواه "الخطابي" في "العزلة" عن "أكثم بن صيفي" أنه قال، وزاد: "ولا يكره سخط من رضاه الجور", وقال "النجم": وذكر "أبو بكر بن العربي" في كتاب الزكاة من "عارضته": أن هذا القول مثل كان مبتذلًا في الألسنة وهو كلام ساقط، بل لرضا الناس غاية مدركة وهي: الحق, فمن طلبه من الناس فرضاه مُدْرَك, ومن طلب غير الحق فلا يُعتبر رضاه, قال: ولكن البَطَّالِين والمُقَصِّرِين إذا ضَيَّعُوا الحقوق فلامهم الناس قالوا: رضا الناس غاية لا تدرك، وقال "الزين العراقي": إنما يريد من أطلق ذلك أن إرضاء جميع الناس لا يُدرك؛ لأن المختصمين في شيء رضا أحدهما سخط الآخر, قال: فليست هذه الكلمة ساقطة, بل هي كلمة حق قالها "سفيان الثوري"، وزاد في "الحِلية" عنه: طلب الدنيا غاية لا تدرك, انتهى, وفي "ابن الغرس": قال "الفُضَيل": من عرف الناس استراح، أي: من عرف أنهم لا يَضُرُّونَ ولا ينفعون استراح
    .
    أبويعلى البيضاوي / خادم طلبة العلم الشريف غفر الله له ولوالديه
    اللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا بالإسلام حتى نلقاك عليه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •