معنى السنة :
لغة : هي الطريقة والسيرة حسنةً كانت أم سيئة وعند الإطلاق تنصرف إلى السنة الحميدة، قال تعالى:{ سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً }
وفي الحديث جاءت السنة بمعنى الطريقة والسيرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزره ، ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء).
في الاصطلاح :
يختلف معناها باختلاف مناهج العلماء.
السنة عند المحدثين :
هي أقول النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، وصفاته الخِلْقية والخُلُقية، وسيرته ومغازيه، سواء كان ذلك قبل البعثة مثل تحنثه في غار حراء، وحسن سيرته، وأنه كان أمياً لا يقرأ، وما إلى ذلك من صفات الخير وكذلك ما كان بعد البعثة .
والسنة عند الفقهاء هي الطريقة المسلوكة في الدين من غير افتراض ولا وجوب، ويختلف معناها أيضا عند علماء العقيدة هي ما وافقت الكتاب والحديث وإجماع سلف الأمة من الاعتقادات والعبادات، وتقابلها البدعة ،وعند الأصوليين ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير القرآن من الأقوال والأفعال والتقرير ...
منزلة السنة :
القرآن والسنة كلاهما وحي، قال تعالى : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن، فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ).
فالموحي به ينقسم إلى وحي متلو – القرآن الكريم -، ووحي غير متلو – السنة - والفرق بينهما أن القرآن الكريم نقل إلينا بطريق التواتر ، معجز بلفظه ومعناه ، نزل باللفظ والمعني ، متعبد بتلاوته ، يحرم على المحدث مسه ، متعبد للصلاة به ، مسمى بالقرآن ، لا يجوز روايته بالمعنى ، جميع آياته نزل بها جبريل عليه السلام في اليقظة .
أما السنة منها المتواتر ومنها غير المتواتر وفيها الصحيح والضعيف ، غير معجز باللفظ ، نزلت بالمعنى دون اللفظ ، غير متعبد بتلاوتها ، لا يحرم على المحدث مسها ، لا يصلي بها ، يسمى العلم أو السنة أو الحديث ، تجوز روايتها بالمعنى (عند من يرى ذلك) من العلماء بشروط منها أن يكون عارفاً بالمعاني والألفاظ ، نزلت بطرق الوحي المعروفة في المنام أو اليقظة بواسطة الملك أو غيره .