قال الإمام الصنعاني عن هذا الكتاب:
"فإني لما وقفت على كتاب عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين الذي ألفه فارس الحفاظ ...، رأيت كتابا لم ينسج على منواله، ولا سمحت القرائح بمثاله، قد بث فيه من درر الفوائد ما يحير الناظر، ومن كنوز الشوارد ما يغني البصائر، فهو جدير بان يصان في الأجفان وأن تكتحل بفوائده عيون الأذهان، حقيق بقول مؤلفه في ديباجته مثنيا عليه: فجاء كتابا حاواً نافعا. . . "
ثم قال (الصنعاني) : "وقد كنت قلت عند الوقوف على محاسن ما فيه"
عدة الصابرين إن نابَ خطبٌ وزمان الفتى كثير الخطوب
جمعت في غصونها كل معنّى فهو نعم الجليس للمكروب
كم بها من فوائدٍ فاغتنمها فنكات العلوم كنز القلوب
فارتشفها ثم اقتطف من رباها وتضمَّخ بعطرها والطيب
ثم سرح أجفان فكرك إن كنـ ـت فتى ناظراً بفكر اللبيب
تلق فيها دواء جهلك بالصبـ ـر وبالشكر من حكيم طبيب
واضعاً للنهى في موضع النقـ ـب مزيلاً لِلَّبْسِ والتنقيب
جالباً للتحقيق من كل فنٍ فتنعم من ذلك المجلوب
يا له من مؤلف حاز علماً وأتانا بكل معنى غريب
فاللبيب اللبيب من أشعر القلـ ـب من الصبر كل ثوب قشيب
حاملاً للدثار أثواب شكر نسجت بالترغيب والترهيب
ولعمري لم أختصره لحشو قد حواه ولا لأمر مريب
ولئن كان بعض ذلك فيه كان لي حاملاً على التهذيب
غير أني طالعته ورحيلي هاتف بالنوى لقلبي المحبيب
والعصا ترحم اليراع بكفي وتنادي قم يا مطيل المغيب
فالتقطت الجواهر التي قد حواها وتتبعت كل معنى عجيب
آخذاً زبدة الحقائق منه ولبا اللباب المطلوب
فهو لا شك سلوة لحزين ولذي الروح فيه أو في نصيب
فتمسك به إذ شئت تلقى كل خطب بكل سيف ضروب