بسم الله الرحمن الرحيم علامات إتباع الهوى قال بعض العلماء: من علامات إتباع الهوى المسارعة إلى نوافل الخيرات والتكاسل عن القيام بالواجبات وهذه حال كثير من الناس.فترى الواحد منهم يهتم للنوافل ويكثر منها والفروض ما يهتم لها، تجده يصوم مثلا الأيام البيض والاثنين والخميس ولا تجده يمسك لسانه عن القذف والغيبة والكذب.ولا يفتش على نفسه بدقة فتجد عنده عقوق والدين أو قطيعة رحم أو أذية جار أو أكل من مشتبه أو يعامل في الربا والرشا والشفاعة السيئة أو يبيع ويشتري في المحرمات كالتدخين وآلات الملاهي وتصليحها.ومن ناحية الزكاة تجده يخرجها إلى من يتقاضى منه خدمه أو عنده مصلحة أو يدفعها إلى من تجب عليه نفقته أو لمن يهدي إليه أو يتسامح معه في المعاملة أو نحو ذلك.ومن قبل الصلاة التي هي آكد أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي التي إذا صلحت وأديت تماما صلح سائر الأعمال فلا تجده يعتني بها أو يحرص عليها بل يتهاون في حقوقها وواجباتها.ولا يحرص على تحضير قلبه لها وطرد الأفكار التي تخل بأدائها ولا يعنى بمعرفة معنى ما يتلو ولا يتدبره.المهم أنه مع ذلك لا تجده مستدركا لما فرط فيه ولا لما أهمله وما ذاك إلا أنهم لم يشتغلوا بالتفتيش والتفقد لأنفسهم التي خدعتهم ولم يعنوا بمجاهدة أهوائهم التي استرقتهم وملكتهم.ولو اشتغلوا في تصليح ذلك لكان لهم فيه أعظم شغل ولم يجدوا فسحة واسعة لشيء من النوافل، ناهيك عن المخالفات.واعلم أن انقطاع الناس عن الله وهلاكهم في خصلتين: اشتغال بنافلة وتضييع فريضة، وعمل بالجوارح بلا مواطأة القلب فلم يأخذوا أنفسهم بالصدق فيها والنصح لها، ولا يقبل العمل إلا بالصدق وإصابة الحق ، وإنما حرموا الوصول بتضييع الأصول. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد.