السلام عليكم

قرأت لأحد الأخوة أن قول جمهور الأصوليين عدم حجية قول الصحابي.

وعندي وقفات أسجلها على هذه المسألة :

الوقففة الأولى : بدهية شرعية أن قول الصحابي ليس كقول الله تعالى و لا كقول رسوله صلى الله عليه وسلم. و لا أحد من الصحابة لقوله حجية فول الله ورسوله، وهذا محل إنكار ابن عباس لما قال رضي الله عنه: "يوشك أن ينزل الله عليكم حجارة من السماء ... أقول لكم قال الله قال رسوله وتقولون قال أبو بكر وقال عمر" أو كما قال رضي الله عنه.

الوقفة الثانية : العلماء الذين أنكروا حجية قول الصحابي إنما أرادوا هذا المعنى. بحسب ما يظهر لي والله اعلم.

الوقفة الثالثة : العلماء الذين قالوا بحجية قول الصحابي، إنما أرادوا أنه حجة بالتبع، بمعنى أن يكون لقوله حكم الرفع، وذلك في مسائل:
1) إذا قال الصحابي ما لا مجال للرأي والاجتهاد فيه، وليس مما يؤخذ عن بني إسرائيل، أو لم يعرف بالأخذ عنهم.
2) قول الصحابي في أسباب النزول بصيغة صريحة.
3) قول الصحابي إذا اشتهر ولم يخالفه غيره من الصحابي، وهذه صورة الإجماع السكوتي.
4) قول الصحابي في تفسير القرآن فإن له حكم الرفع عند البخاري ومسلم.
5) قول الصحابي في تفسير مرويه.
6) قول الصحابي فيما يسمية علماء التفسير قراءة تفسيرية.
7) اختلاف الصحابة في معنى آية أو حديث، لا يجوز إحداث قول خارج عن أقوالهم.
وكل هذه المسائل قول الصحابي فيها حجة بالتبع.
ويبقى صورة أخيرة وهي قول الصحابي بالنسبة لمستفتيه من العوام، فإنه حجته، إذ مذهب العامي مذهب مفتيه.

الوقفة الرابعة : إطلاق القول بعدم حجية قول الصحابي مطلقاً يترتب عليه مفاسد عظيمة جداص في الدين، يكفي أن منها إهدار كمية غير قليلة من السنة الضمنية التي جاءت عبر أقوال الصحابة.

الوقفة الخامسة : إهدار أقوال الصحابة سيفتح الباب في تفسير الدين بطريقة يخرج بها عن سبيل المؤمنين، قال تبارك وتعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء115. وما الشكوى من منهج الليبرالين والعقلانيين عنا ببعيد.

هذا ما رغبت أن اشارك به عسى أن يكون فيه فائدة في تجلية المسألة.
وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم