في مدرستك ياسيدي
تعلمت أن أفك ظفائري
وأن أسدل شعري
على الأكتاف.
أن أهجر البطولات والتصفيق
وأن أودع الهتاف.
في مدرستك يا سيدي
تعلمت أن أحب
في صمت
وأن أتألم
في صمت
وأن أنتحب
في صمت
وأن أنسحب
في صمت
وأن ألف كل مشاعري
في لحاف.
في مدرستك يا سيدي
ذبل الورد على وجنتي
مات كل كلامي..
انتحرت كل أحلامي..
وسنواتي السمينة
التهمتها العجاف.
في مدرستك يا سيدي
تعلمت
أن أتسول الحنان
أن أستجدي الأمان
أن أتكفف منك الكلمات.
تعلمت على يديك يا سيدي
الشحذ والسؤال
والإلحاف.
في مدرستك
كم دروسا تلقنت
في اليأس
وفي الخوف
وفي الضعف
وفي الإجحاف.
تلميذتك أنا يا سيدي
فلا تتعجب إن رأيتني
أذبل في صمت
كما ذبلت ورودي
وأنتحر في صمت
كما انتحرت أحلامي.
لا تتعجب إن رأيتني
أسجن الفرح
وأعتقل الكلمات.
إن رأيتني يا سيدي
أنثر حولك البؤس والغم
فلا تتعجب
فأنا تلميذتك
وفي مدرستك تعلمت
مهارات القحط
وفنون الجفاف.