أمي ورمضان وأنا


عبدالرحمن محمد رضوان حرش






تقول أمي: إنها ولدتني في أول يوم من أيام رمضان، فاجتمع لها عيدان!




وأنها صارت تفرح بهذه الذكرى كما تفرح أيام السنة بالربيع..




كيف لا؟ وقد كتب الله أن يكون رمضان هو ربيعي، وبه تحسب أيام عمري.. فيه ننتظر الري والراحة فلا ظمأ ولا تعب ولا نصب ولا وصب!




فأمي التي فتحت عيني على بسماتها جعلتني لا أرى هذه الثلاثين يومًا إلا ثلاثين عيدًا..




غير أني وقد صار عمري سبعة وثلاثين رمضان فإن الطفل الذي بداخلي ما زال كلما انقضى رمضان يحنُّ إلى أمه وإلى شهر مولده - وقد قدّر الله أن يقترنا في ذاكرته - وينازعه آلام البعد عنهما، ولا غرو! فالطفل يؤلمه الفطام!




وما يسري عن هذا الطفل إلا رؤية البشر في وجوه الناس في أعيادهم ذاك أنها تذكره فرحة أمه وأبيه وسعادتهما..





اللهم! فاجعل أيام أبي وأمي والمسلمين كلها أعيادًا...