يـــا أيــهــا الـعـربــي لا تــنُــح جــزعــا
إن الـجــزوع عـلــى الـمـقـتـول ذو وزرِ

امـسـح دمـوعـك، لـيـس الـدمـع ذا أثـــر
ولـيـس يُـدفــع جـيــش الـمــوت بالـعَـبَـرِ

امـسـح دمـوعـك، ليـسـت تتـقـي حُـمـمـا
تــردي وتـحـرق بـيـت الـعـز، فاسـتـتـرِ

ليـسـت دمـوعـك تحـيـي أمــة شَـرعَــت
فيـهـا المـنـونَ أيـــادي الـظـلـم لا الـقــدر

إن كـان دمـعـك يـجـدي فامتـطـهْ فـرسـا
وادْعُ النحيبَ سلاحـا، واسـعَ، وانتصـرِ

يـــا أيـهــا الـعـربـي المسـتـكـيـن مــتــى
يُمـحـى بقلـبـك شــؤمُ الـهــون والـخــوَرِ

مـتــى تـقــول فيـكـسـو الــقــولَ فـعـلـكـمُ
صدقا، ويُلفَـى جـريءُ القـول فـي الأثـر

حَــتَّــام تــبــدع حــزنــا كـــــل نــازلـــة
تخفي به الهونَ خلف الحرص والضجر

أقصـر عـن الوهـم، لا يغتـرَّ ذو شـرف
فــإن ذا الـحــزنَ مـــالُ الـثـائـر الأشِـــر

لا تـوهــمُــن رجـــــالا أنـــكـــم أســــــد
فالأسد تخشـى ولا تضغـى لـدى الحـذر

أهـلــي بـسـوريـةٍ أزرى الـدعــي بــهــم
ودمـعـكــم كــفــنٌ، والـجـبــن كـالـحُـفــرِ

بـئـس الحـمـاة؛ أنـــاس لا ســـلاح لـهــم
يــوم الكـريـهـة غـيــر الـنَّــوح والـزفــر

°°°°°°°°
يـا أيهـا العـربـي: استـحـيِ حـيـن تــرى
سيـل المنـايـا عـلـى الأحــرار كالمـطـر

طـفــل أحـــاط بـــه الـمـوتـى، وأدمــعــه
تـجـري دمــا يلـعـن الـجـلاد فــي خـفــر

شيـخ أمــات بــه خــوف الــردى زمــن
للثـكـل فـيــه يـــد شـــدت عـلــى الـوتــر

أُمٌّ، تقـطـعـهـا أيــــدي الـــــردى مــزقـــا
فــي كـــل يـــوم تـفــي لـلـمـوت بـالـنـذر

يستصرخـون، ولـو كـان الألـى سمعـوا
أهـــلَ الـمــروءة هـبــوا هـــب مـقـتــدر

هـبـوا بُكِـيـا، يـــرون الـدمــع منـتـصـرا
يــا ســـوء منـقـلـب فـــي شـــر مـدَّخَــر

ليـس البكـاء إذا نــار الــردى استـعـرت
تطـفـي سـواجـمـه مستـصـغـرَ الـشــرر

فانكف دموعـك، وامسـح عنـك مستتـرا
نــقــع الـمــذلــة والإدقـــــاع وانـكــســر

عبد الحميد العمري
من قصيدة: امسح دموعك