قال الشيخ العلامة : ( عبد الرحمن السعدي ) - رحمه الله تعالى - في تفسير سورة القصص بعدما ذُكرت قصة موسى - عليه السلام - مع صاحب مدين ، عدد الآيات ( 22 – 28 ) ، فارجع لها إن شئت :

(( وهذا الرجل أبو المرأتين صاحب مدين ليس بشعيب النبي المعروف كما اشتُهِر عند كثير من الناس ، فإن هذا قولُ لم يدل عليه دليل ، وغاية ما يكون أن شعيبًا عليه السلام قد كانت بلده مدين ، وهذه القضية جرت في مدين ، فأين الملازمة بين الأمرين ؟! وأيضا فإنه غير معلوم أن موسى أدرك زمان شعيب ، فكيف بشخصه ؟!

ولو كان ذلك الرجل شعيبا ؛ لذكره الله تعالى ولسمَّـتْه المرأتان ، وأيضا فإن شعيبا عليه الصلاة والسلام قد أهلك الله قومه بتكذيبهم إيّاه ، ولم يبقَ إلا من آمن به ، وقد أعاذ الله المؤمنين به أن يرضَوْا لبنتي نبيّهم بمنعهما عن الماء وصدّ ماشيتهما حتى يأتيهما رجل غريب فيُحسِن إليهما ويسقي ماشيتهما ، وما كان شعيب ليرضى أن يرعى موسى عنده ويكون خادما له وهو أفضل منه وأعلى درجة ؛ إلا أن يقال : هذا قبل نبوة موسى ؛ فلا منافاة . وعلى كل حال ، لا يُعتَمد على أنه شعيب النّبي بغير نقل صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم . والله أعلم )) انتهى .

انظر : ( تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ، المجلد الثالث " 5 - 6 " ، ص 1278 – 1279 ) .

السلفية النجدية ..