تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: فضل الصحابة، والإشارة لضلال بعض المعاصرين ممن طعن في أحدهم. كتبه فؤاد الحاتم

  1. #1

    افتراضي فضل الصحابة، والإشارة لضلال بعض المعاصرين ممن طعن في أحدهم. كتبه فؤاد الحاتم

    ان الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه، ونسنغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم، أما بعد:

    فإن مما يحزن القلب، ويضيق بالنفس هو نشاط الروافض الضلال، منجم الجهال، ذاهبي الدين والعقل في بث كلامهم الخبيث في الطعن على أفضل الخلق بعد الانبياء والمرسلين، ألا وهم صحابة سيد الاولين والآخرين، عليه أفضل الصلاة والتسليم.
    وفي المقابل لهم بث النواصب طعونهم في علي بن أبي طالب وال البيت رضي الله عنهم أجمعين.

    فالروافض الانجاس، والنواصب الارجاس، كلاهما في ضلال مبين.

    وهاتان الطائفتان ضلوا في حق الصحابة رضي الله عنهم؛ فالرافضة غلوا في موالاة علي بن أبي طالب وال البيت رضي الله عنهم، وكفروا جمهور الصحابة، ظلما وعدوانا.
    والنواصب غلوا في موالاة معاوية ومن معه من الصحابة رضي الله عنهم، وكفروا عليا ومن معه من الصحابة، ظلما وعدوانا.

    وأهل السنة والجماعة وسط بين الفريقين، كما انهم وسط بين الامم، فلله الحمد والمنة على ما هداهم اليه.


    و يأخذك العجب مأخذه، عندما ترى جرأة فئام من المعاصرين ممن يحسبون زورا وبهتانا على أهل السنة يطعنون في بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم!!

    وأعجب منهم ثناء آخرين على أولئك الذين طعنوا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، دون التعرض ولو على أقل تقدير للتحذير من أقوالهم المشينة في الصحابة!!

    فرأيت ان أُذكّر بفضل الصحابة، مما ورد في القران الكريم، وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والتسليم، وأقوال العلماء في القرون المفضلة، والتحذير من الطعن في أحد منهم، فضلا عن جماعتهم وجمهورهم؛ طاعة لله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وحبا ونصرة لصحابته رضوان الله عليهم أجمعين، وعملا بمنهج الأئمة الربانيين أهل السنة والجماعة، وتحذيرا مما يقوله بعض ضلال العصر، ليأخذ المسلم الحذر والحيطة منهم، كائنا من كان، والسلامة من الطعن في أحد من الصحابة لا يعدله شيء.

    وسوف يكون الكلام في ثلاثة مباحث مهمة عند أهل السنة والجماعة، وهي: فضل الصحابة عموما، وموقفنا مما جرى بين الصحابة، وحكم الطعن في أحدهم منهم، فضلا عن جماعتهم رضي الله عنهم.

    المبحث الأول: فضل الصحابة رضي الله عنهم عموما عند أهل السنة والجماعة.

    قال البيهقي: قال الله تبارك وتعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) فأثنى عليهم ربهم، وأحسن الثناء عليهم، ورفع ذكرهم في التوراة والإنجيل والقران الكريم، ثم وعدهم المغفرة والأجر العظيم، فقال: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) وأخبر في آية أخرى برضاه عنهم ورضاهم عنه، فقال: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) ثم بشرهم بما أعد لهم، فقال: (وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعفو عنهم، والاستغفار لهم، فقال: (فاعف عنهم واستغفر لهم) وأمره بمشاورتهم تطيبا لقلوبهم، وتنبها لمن بعده من الحكام على المشاورة في الأحكام، فقال: (وشاورهم في الأمر) (وإذا عزمت فتوكل على الله) وندب من جاء بعدهم إلى الاستغفار لهم، وأن لا يجعل في قلوبهم غلا للذين آمنوا، فقال: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم).
    وأثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، وشبههم بالنجوم، ونبه بذلك أمته على الاقتداء بهم في أمور دينهم، كما يهتدون بالنجوم في ظلمات البر والبحر في مصالحهم.
    ثم أخرج بإسناده وهو في صحيح مسلم وغيره عن أبي موسى رضي الله عنه قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب، فقلنا: لو انتظرنا حتى نصلي معه العشاء، قال: ففعلنا، فخرج إلينا، فقال: "ما زلتم هاهنا؟ فقلنا نعم يا رسول الله، قلنا نصلي معك العشاء، قال: "أصبتم وأحسنتم" ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: "النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أنا أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون"

    وقال أيضا: وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحواريين والأصحاب الذين ينصرون دينه، ويأخذون بسنته، ويقتدون بأمره. فقال في رواية عبد الله بن مسعود عنه: "ما من نبي بعثه الله عز وجل في أمة إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب، يأخذون بسنته، ويقتدون بأمره"
    ثم إنه صلى الله عليه وسلم شهد بكونهم خير أمته، فقال في رواية عبد الله بن مسعود عنه، وفي رواية عائشة، وعمران بن الحصين، وأبي هريرة: "خير الناس قرني"، وفي بعضها: " خير أمتي القرن الذي بعثت فيه". وقال في رواية عمر بن الخطاب: "أكرموا أصحابي، فإنهم خياركم"، وفي رواية أخرى: "احفظوني في أصحابي".
    وأمر فيما روي عنه بمحبتهم، ونهى عن سبهم، وأخبر أمته بأن أحدا منهم لا يدرك محلهم، ولا يبلغ درجتهم، وأن الله تعالى عفر لهم اهـ الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد ص437ـ441

    قال الله عز وجل: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون، والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان به خصاصه ومن يقى شح نفسه فأولئك هم المفلحون، والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم)
    قال القرطبي: هذه الأية دليل على وجوب محبة الصحابة؛ لأنه جعل لمن بعدهم حظا في الفيء ما أقاموا على محبيتهم والاستغفار لهم، وأن من سبهم أو واحدا منهم أو اعتقد فيه شرا إنه لا حق له في الفيء؛ روي ذلك عن مالك وغيره اهـ الجامع في أحكام القران 18/32

  2. #2

    افتراضي رد: فضل الصحابة، والإشارة لضلال بعض المعاصرين ممن طعن في أحدهم. كتبه فؤاد الحاتم

    يتبع

  3. #3

    افتراضي رد: فضل الصحابة، والإشارة لضلال بعض المعاصرين ممن طعن في أحدهم. كتبه فؤاد الحاتم

    المبحث الثاني: موقف أهل السنة والجماعة مما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم.
    اتفق أهل السنة والجماعة على الإمساك عما جرى بين الصحابة من قتال وغيره، وحملوا ما جرى بينهم على أحسن حال يليق بالصحابة رضي الله عنه.


    قال ابو الحسن الأشعري: فأما ما جرى بين علي والزبير وعائشة رضي الله عنهم فإنما كان على تأويل واجتهاد، وكلهم من أهل الاجتهاد، وقد شهد لهم النبي صلي الله عليه وسلم بالجنة والشهادة، فدل على أنهم كلهم كانوا على حق في اجتهادهم.
    وكذلك ما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما كان على تأويل واجتهاد، وكل الصحابة أئمة مأمونون غير متهمين في الدين، وقد أثنى الله ورسوله على جميعهم، وتعبدنا بتوقيرهم، وتعظيمهم، وموالاتهم، والتبري من كل من ينقص أحدا منهم، رضي الله عن جميعهم اهـ الإبانة عن أصول الديانة ص٢٠٨

    وقال الآجري: ينبغي لمن تدبر ما رسمنا من فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفضائل أهل بيته رضي الله عنهم أجمعين أن يحبهم ويترحم عليهم، ويستغفر لهم، ويتوسل الى الله الكريم لهم، ويشكر الله العظيم إذ وفقه لهذا، ولا يذكر ما شجر بينهم، ولا ينقر عنه، ولا يبحث اهـ الشريعة ٢٤٨٥/٥

    و
    قال الصابوني: ويرون - أي أصحاب الحديث- الكف عما شجر بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتطهير الألسنة عن ذكر ما يتضمن عيبا لهم، ونقصا فيهم.
    ويرون الترحم على جميعهم، والموالاة لكافتهم. عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص٢٩٤

    و
    قال تقي الدين ابن تيمية: مذاهب أهل السنة: الإمساك عما شجر بين الصحابة، فإنه قد ثبتت فضائلهم، ووجبت موالاتهم ومحبتهم. وما وقع منه ما يكون لهم فيه عذر يخفى على الإنسان، ومنه ما تاب صاحبه منه، ومنه ما يكون مغفورا.
    فالخوض فيما شجر يوقع في نفوس كثير من الناس بغضا وذما، ويكون هو في ذلك مخطئا، بل عاصيا، فيضر نفسه ومن خاض معه في ذلك، كما جرى لأكثر من تكلم في ذلك؛ فإنهم تكلموا بكلام لا يحبه الله ولا رسوله، إما من ذم من لا يستحق الذم، وإما من مدح أمور لا تستحق المدح.
    ولهذا كان الإمساك طريقة أفاضل السلف اهـ منهاج السنة 3/114

    وسبب هذا الإمساك عما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم أمور عدة: منها: ثناء الله عز وجل عليهم، مع علمه بما سيحدث بينهم. قال ابن عباس رضي الله عنهما: أخبرنا الله في القران أنه قد رضي الله عن أصحاب الشجرة، فعلم ما في قلوبهم، فهل حدثنا أنه سخط عليهم بعد. أخرجه البيهقي في الاعتقاد ص449
    وعن الضحاك بن مزاحم قال: أمر الله عز وجل بالاستغفار لهم يعني لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يعلم أنهم سيحدثون ما أحدثوا. أخرجه البيهقي في الاعتقاد ص449

    ومنها: أن لهم من الفضل بشهادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس لغيرهم من الناس.

    ومنها: إمساك جماعة من علماء الصحابة ممن لم يشارك في تلك الفتن من الطعن في طائفة دون أخرى، فيسعنا ما وسعهم، وهم أفضل منا في العلم، والدين، والتقوى، وفي كل شيء، ولنا فيهم أسوة وقدوة.

    ومنها: ان الصحابة رضي الله عنهم غير معصومين من الخطأ، ولهم من السابقة والفضل وغير ذلك ما يكفر خطأهم.
    قال تقي الدين ابن تيمية: القاعدة الكلية في هذا ان لا نعتقد ان أحدا معصوم بعد النبي صلى الله عليه وسلم، بل الخلفاء وغير الخلفاء يجوز عليهم الخطأ، والذنوب التي تقع منهم قد يتوبون منها، وقد تكفر عنهم بحسناتهم الكثيرة، وقد يبتلون أيضاً بمصائب يكفر الله عنهم بها، وقد يكفر عنهم بغير ذلك اهـ منهاج السنة ٦٣٤/٣


    وما جرى بين الصحابة مما روي لنا ينقسم إلى ثلاثة أقسام:

    الأول: ما كان عن اجتهاد وتأويل منهم.

    الثاني: ما يقع بينهم حال الغضب.
    الثالث: ما لا يصح ثبوته عنهم من المثالب.

    أما ما وقع بينهم عن طريق اجتهاد وتأويل، فقد ثبت في السنة نظير له من قتل المسلم باجتهاد وتأويل، ولم يترتب عليه ما ترتب على قتل العمد والعدوان، ووقع غير ذلك أيضا مما لهم فيه عذر باجتهاد أو تأويل ونحوهما.

    قال ابو نعيم: لم يختلف أحد من أهل العلم في كل زمان أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما اختلفوا فيه من الرأي مأجورون ومحمودون، وان كان الحق مع بعضهم دون الكل، ولا يغضب من قال بقول بعضهم وترك قول بعض، وانه عنده مصيب الحق الذي امر به من طريق الرأي للاجتهاد. الإمامة ص٣٧٠


    وقال تقي الدين ابن تيمية: مما ينبغي أن يعلم: أن الأمة يقع فيها أمور بالتأويل في دمائها وأموالها وأعراضها، كالقتال واللعن والتكفير.

    وقد ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية، فصبحنا الحرقات من جهينة، فأدركت رجلا فعلوته بالسيف، فقال: لا إله إلا الله، فطعنته فقتلته، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أقتله بعدما قال: لا إله إلا الله؟" قال: قلت: يا رسول الله، إنما قالها خوفا من السلاح، قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها خوفا من السلاح أو لا" فما زال يكررها حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ.
    وفي الصحيحين عن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أريت إن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي فقطعها ثم لاذ مني بشجرة، فقال: أسلمت لله، أفأقتله بعد أن قالها؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتله"، فقلت: يا رسول الله، إنه قطعها ثم قال ذلك بعد أن قطعها، أفأقتله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتله، فإنك إن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وإنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قالها".
    فقد ثبت أن هؤلاء قتلوا قوما مسلمين لا يحل قتلهم، ومع هذا فلم يقتلهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولا ضمن المقتول بقود ولا دية ولا كفارة؛ لأن القاتل كان متأولا، وهذا قول أكثر العلماء اهـ منهاج السنة 3/116،117

    وقال أيضا: وقد ثبت في الصحيحين من حديث الإفك، قول أسيد بن حضير لسعد بن عبادة: إنك منافق تجادل عن المنافقين؛ وكان سعد بن عبادة رضي الله عنه يريد الدفع عن عبد الله بن أبي المنافق، فقال له أسيد بن حضير رضي الله عنه: إنك منافق تجادل عن المنافقين، وهذا كان تأويلا منه.
    وكذلك ثبت في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لحاطب بن أبي بلتعة: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، لما كاتب المشركين بخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله: "إنه شهد بدرا، وما يدريك أن الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم"
    وثبت في الصحيحين أن طائفة من المسلمين قالوا في مالك بن الدخشن: إنه منافق، فأنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، ولم يكفرهم.

    فقد ثبت أن في الصحابة من قال عن بعض أمته: إنه منافق متأولا في ذلك، ولم يكفر النبي صلى الله عليه وسلم واحدا منهما.
    وقد ثبت في الصحيح أن فيهم من لعن عبد الله حمارا لكثرة شربه الخمر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله" ولم يعاقب اللاعن لتأويله.
    والمتأول المخطئ مغفور له بالكتاب والسنة، قال الله تعالى في دعاء المؤمنين: (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) وثبت في الصحيح أن الله عز وجل قال: "قد فعلت".
    وفي سنن ابن ماجه وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "عن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان اهـ منهاج السنة باختصار 3/118ـ119

    الثاني: مما وقع بين الصحابة حال الغضب ونحوه.
    قال أبو نعيم: ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة انهم يأتون ادم عليه السلام يوم القيامة، فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ويأتون نوحا فيذكر خطيئته، ويأتون ابراهيم فيذكر خطيئته، ويأتون موسى فيذكر خطيئته. فالنبيون في منازلهم من الله تبارك وتعالى يذكرون خطاياهم، ونبينا سيد الاولين والآخرين يقول: "انما أنا بشر مثلكم" فلا يتتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم، ويحفظ عليهم ما يكون منهم في حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه، وقد جرى بين الصحابة رضي الله عنهم بحضرة الرسول صلى الله عليه وسلم وفي غيبته، فيبلغه من الله تعالى ذلك الخصام والسباب في حال الغضب والموجدة أشياء، فلا يأخذهم به، ولا يعيب ذلك عليهم، بل يأمرهم بالعفو، ويحضهم على التآلف، ويطفي ثائرة الغضب وثورة البشرية اهـ الإمامة ص٣٤٤

    وقال طارق بن شهاب: كان بين سعد وخالد كلاما، فذهب رجل يقع في خالد عند سعد، فقال: مه، ان ما بيننا لم يبلغ ديننا. اخرجه ابو نعيم في الإمامة ص٣٤٥

    ولذا كان السلف ينهون، ويحذرون من نقل أمثال ذلك، لما يحدثه في قلوب من قل علمه، أو دينه.

    قال المروذي: سمعت أبا عبدالله يعني أحمد بن حنبل يقول: ان قوما يكتبون هذه الأحاديث الرديئة في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد حكوا عنك أنك قلت: أنا لا أنكر أن يكون صاحب حديث يكتب هذه الأحاديث يعرفها، فغضب و أنكره إنكارا شديدا، وقال: باطل معاذ الله، أنا لا أنكر هذا! لو كان هذا في أفناء الناس لأنكرته فكيف في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
    وقال أنا لم أكتب هذه الأحاديث، قلت لأبي عبدالله: فمن عرفته يكتب هذه الأحاديث الرديئة ويجمعها أيهجر؟ قال: نعم يستاهل صاحب هذه الأحاديث الرديئة الرجم.
    وقال ابو عبدالله: جاءني عبدالرحمن بن صالح فقلت له: تحدث بهذه الأحاديث؟ فجعل يقول: قد حدث بها فلان، وحدث بها فلان، و أنا أرفق به، وهو يحتج فرأيته بعد، فأعرضت عنه، ولم أكلمه. السنة للخلال ٥٠١/٢


    قلت: لله درك من امام عالم عامل ناصر لكتاب الله، وناصر سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، و ناصر صحابته رضي الله عنهم أجمعين.
    فقد هجر عبد الرحمن بن صالح الأزدي العتكي، ولم يكلمه، وهو ثقة بسبب جمعه لمثالب الصحابة، وترك الرواية عنه غير واحد لأجل هذا السبب.
    قال موسى بن هارون: كان ثقة، وكان يحدث بمثالب أزواج رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقال في موضع آخر: خرقت عامة ما سمعت عنه.

    وقال أبو داود: لم أرَ أن أكتب عنه، وضع كتاب مثالب في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكره مرة أخرى فقال: كان رجل سوء اهـ تهذيب التهذيب 3/375

    فكيف بمن يسجل بالصوت والصورة في زماننا حلقات من البرامج، وخطب على المنابر يطعن فيها على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمثال عدنان إبراهيم وغيره!!


    قال الامام أحمد: لقد كان عند غندر ورقة أو قال رقعة، فخلا به خلف ويحيى فسمعوها، فبلغ يحيى القطان، فتكلم بكلام شديد. السنة للخلال ٥٠٤/٢

    وقال ابو الحارث أحمد الصائغ: سألت أبا عبدالله قلت: هذه الأحاديث التي رويت في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ترى لأحد أن يكتبها؟ قال: لا أرى لأحد أن يكتب منها شيئا.
    قلت: فإذا رأينا الرجل يطلبها و يسأل عنها فيها ذكر عثمان وعلي ومعاوية وغيرهم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: اذا رأيت الرجل يطلب هذه ويجمعها فأخاف أن يكون له خبيئة سوء. السنة للخلال ٥٠٩/٢

    قلت: فإذا كان من يطلب مثالب الصحابة رضي الله عنهم ويسأل عنها له خبيئة سوء، فكيف بمن يذيعها، ويتشدقع بها على المنابر، وفي القنوات الفضائية!!
    فلا تغتر بمن طعن في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كائنا من كان، فإن الصحابة كلهم رضي الله عنهم أعز، وأحب , وأفضل عندنا ممن تكلم فيهم بمفاوز.

    قال الفضل بن زياد: سمعت أبا عبدالله ودفع اليه رجل كتابا فيه أحاديث مجتمعة ما ينكر في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحوه، فنظر فيه ثم قال: ما يجمع هذه إلا رجل سوء. السنة للخلال ٥١١/٢

    قلت: فكيف بمن يتكلم في مثالب الصحابة، وكيف بمن يشيعه بين الناس، وكيف بمن هو محسوب على الدعوة الى الله ظلما وعدوانا يمتدح من يسب ويشم معاوية رضي الله عنه وغيره من الصحابة رضي الله عنهم، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!!!

    فكن أخي المسلم على حذر من أن تتكلم بسوء في أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو تستمع لمن يتكلم فيهم بسوء، أو تنشر كلاما مقروءا أو مسموعا أو مرئيا فيمن يتكلم فيهم بسوء.
    وإياك إياك أن يكون دعاة الضلالة قدوتك، أو مصدرا لدينك، والزم العلماء الربانيين، والمشائخ وطلبة العلم المعروفين بالعلم والعمل والتقى والورع، واتباعهم للسلف، وما أكثرهم ولله الحمد في بلادنا، وغيرها من بلاد المسلمين.


    الثالث: مما وقع بينهم ما لا يصح ثبوته عنهم من المثالب.
    قال تقي الدين ابن تيمية: ما ينقل عن الصحابة من المثالب فهو نوعان: أحدهما: ما هو كذب، إما كذب كله، وإما محرف قد دخله من الزيادة والنقصان ما يخرجه إلى الذم والطعن.
    وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب، يرويها الكذابون المعروفون بالكذب، مثل أبي مخنف لوط بن يحيى، ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي، وأمثالهما من الكذابين اهـ منهاج السنة 3/249
    النوع الثاني: ما هو صدق، وأكثر هذه الأمور لهم فيها معاذير تخرجها عن أن تكون ذنوبا، وتجعلها من موارد الاجتهاد، التي إن أصاب المجتهد فيها فله أجران، وإن أخطأ فله أجر.

    وعامة المنقول الثابت عن الخلفاء الراشدين من هذا الباب، وما قدّر من هذه الأمور ذنبا محققا فإن ذلك لا يقدح فيما عُلم من فضائلهم وسوابقهم وكونهم من أهل الجنة؛ لأن الذنب المحقق يرتفع عقابه في الآخرة بأسباب متعددة.
    منها التوبة الماحية، الحسنات الماحية للذنوب، ومنها المصائب المكفرة، ومنها دعاء المؤمنين بعضهم لبعض، وشفاعة نبيهم، فما من سبب يسقط به الذم والعقاب عن أحد من الأمة، إلا والصحابة أحق بذلك، فهم أحق بكل مدح، ونفي كل ذم ممنبعدهم من الأمة اهـ منهاج السنة 3/250 باختصار يسير

  4. #4

    افتراضي رد: فضل الصحابة، والإشارة لضلال بعض المعاصرين ممن طعن في أحدهم. كتبه فؤاد الحاتم

    المبحث الثالث: حكم الطعن في أحد من الصحابة، فضلا عن جماعتهم رضي الله عنهم.
    اتفق أهل السنة على تحريم الطعن في أحد من الصحابة، لا بلعن، ولا بطعن، ولا بتكذيب، ولا بسخرية، ولا بتنقص، و لا بغير ذلك من الأقوال الردئية.

    فقد وقع بين عبيدالله بن عمر والمقداد كلام، فشتم عبيدالله المقداد، فقال عمر رضي الله عنه: عليّ بالحداد أقطع لسانه، لا يجترئ أحد بعده فيشتم أحدا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. اخرجه اللالكائي ١٢٦٣/٧

    وقال ابن عمر رضي الله عنهما: "لا تسبوا أصحاب محمد، فلمقام أحدهم ساعة خير من عبادة أحدكم أربعين سنة" أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/71 وغيره.

    وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "لا تسبوا أصحاب محمد، فإن الله عز وجل قد أمر بالاستغفار لهم، وهو يعلم أنهم سيقتلون" أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/69 وغيره.

    وقال ميمون بن مهران: "ثلاث ارفضهن، سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنظر في النجوم، والنظر في القدر" أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة 1/70

    قال القرطبي: ذكروا عند مالك بن أنس رجلا يتنقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقرأ مالك هذه الآية: (محمد رسول الله والذين معه) حتى بلغ (يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار) فقال مالك: من أصبح من الناس في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية.
    قال القرطبي: لقد أحسن مالك في مقالته، وأصاب في تأويله؛ فمن نقص واحدا منهم، أو طعن عليه في روايته، فقد رد على الله رب العالمين، وأبطل شرائع الدين اهـ الجامع لأحكام القران 16/296،297

    وقال الامام مالك أيضا: من سب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس له في الفيء حق، يقول الله عز وجل: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم و أموالهم يبتغون فضلا من الله و رضوانا) هؤلاء اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه، ثم قال: (والذين تبوؤا الدار والإيمان) هؤلاء الأنصار، ثم قال: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالإيمان) فالفيء لهؤلاء الثلاثة، فمن سب اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس من هؤلاء الثلاثة، ولا حق له في الفيء. اللالكائي ١٢٦٨/٧

    وقال عبدالله بن الامام احمد: سألت أبي عن رجل سب رجلا من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أرى ان يضرب، فقلت: له حد؟ فلم يقف على الحد، إلا انه قال: يضرب، وما أراه إلا متهما على الاسلام اهـ مسائل الإمام أحمد برواية عبد الله ص431، اخرجه اللالكائي ١٢٦٦/٧، وكذلك أخرجه الخلال في السنة ٤٩٣/٢.

    وقال المروذي: سألت أبا عبدالله - يعني احمد بن حنبل- عن من يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الاسلام.
    قال: وسمعت أبا عبدالله يقول: قال مالك: الذي يشتم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس له سهم، أو قال: نصيب في الاسلام. السنة للخلال ٤٩٣/٢

    وفال الامام احمد: من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن ان يكون قد مرق عن الدين. السنة للخلال ٤٩٣/٢


    وقال الامام احمد: لا نقول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الحسنى. السنة للخلال ٥١١/٢


    وسئل الامام احمد: ما تقول فيمن زعم انه مباح له ان يتكلم في مساوئ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال ابو عبدالله: هذا كلام سوء رديء، يجانبون هؤلاء القوم، ولا يجالسون، ويبين أمرهم للناس. السنة للخلال ٥١٢/٢


    وقال الطحاوي: ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان. شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص٤٦٧


    وقال الطحاوي أيضاً: ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، و أزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياته المقدسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق.
    قال ابن أبي العز: وانما قال الشيخ رحمه الله: فقد برئ من النفاق؛ لان أصل الرفض انما أحدثه منافق زنديق، قصده إبطال دين الاسلام، والقدح في الرسول صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ذلك العلماء. شرح العقيدة الطحاوية ص٤٩٠

    وقال الآجري: فَمِن صفة من أراد الله عز وجل به خيرا، وسلم له دينه، ونفعه الله الكريم بالعلم؛ المحبة لجميع الصحابة، ولأهل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، ولأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بهم، ولا يخرج بفعل ولا بقول عن مذاهبهم، ولا يرغب عن طريقتهم، واذا اختلفوا في باب العلم، فقال بعضهم: حلال، وقال الآخر: حرام، نظر أي القولين أشبه بكتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأل العلماء عن ذلك اذا قصر علمه، فأخذ به ولم يخرج عن قول بعضهم، وسأل الله عز وجل السلامة، وترحم على الجميع اهـ الشريعة ١٦٩١/٤

    وقال أبو نعيم بعد أن ذكر أحاديث لزوم الجماعة: فالجماعة التي امر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه بملازمتهم هم الصحابة، والتابعون من العلماء. لا الجماعة الفسقة، الجهلة، الظلمة، المنتهكون لحرمة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمشوهين لأقوالهم، الوالجين دورهم وحرمهم، الذين يحمي الله بهم سقر، ويصليهم نار جهنم. الإمامة ص٣٥٧

    وقال ابو نعيم أيضاً: الإمساك عن ذكر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر زللهم، ونشر محاسنهم ومناقبهم، وصرف أمورهم الى أجمل الوجوه، من أمارات المؤمنين المتبعين لهم بإحسان، الذين مدحهم الله تعالى فقال: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا..) الآية، مع ما امر النبي صلى الله عليه وسلم باكرام أصحابه، وأوصى بحقهم، وصيانتهم، واجلالهم. الإمامة ص٣٧٣

    وقال ابو نعيم أيضاً: فمن سبهم، وأبغضهم، وحمل ما كان من تأويلهم وحروبهم على غير الجميل الحسن، فهو العادل عن أمر الله تعالى، وتأديبه، ووصيته فيهم، لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم، وصحابته، والإسلام، والمسلمين. الإمامة ص٣٧٦


    وقال ابو القاسم الأصبهاني: قال أهل السنة: الكف عن مساويء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة؛ لأن تلك المساويء لم تكن على الحقيقة مساويء، فالصحابة رضي الله عنهم كانوا أخير الناس، وهم أئمة لمن بعدهم، والإمام اذا لاح له الخير في شيء حتى فعله لا يجب ان يسمى ذلك الشيء إساءة.
    إذ المساويء ما كان على اختيار في قصد الحق من غير إمام، فكيف تعد أفعالهم مساويء وقد أمر الله بالاقتداء بهم، طهر الله قلوبنا من القدح فيهم، و ألحقنا بهم اهـ الحجة في بيان المحجة ٥٤٥/٢

    قلت: الأصل في الإمساك عما جرى بين الصحابة وجود التأويل لكل منهم، واعتزال جماعة من الصحابة تلك الفتن، واذا اختلف الصحابة في قول أخذنا اقربهما الى الدليل، فان اشكل امسكنا عن الكلام.

    قال ابو القاسم الأصبهاني: قال الحارث المحاسبي: اعتزل محمد بن مسلمة، وأبو موسى، وأسامه، وابن عمر، وانس، وأبو مسعود، وجماعة من اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم في واحد منهم القدوة؛ ولم يقاتلوا، واشكل الامر إذ لم يبين في آية ولا سنة ولا إجماع من الامة، فأمسكنا عن الدماء ان نقول فيها شيئا لاختلاف اصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم. ثم ذكر آثارا في ذلك ثم قال: الصواب والحق وهم لنا أئمة فإذا اجتمعوا على امر قلنا به، واذا اختلفوا في امر لم يفرض علينا القول به والعمل، وخفنا ان لا نسلم من القول فيه فأمسكنا القول به، حتى يصح لنا القول في ذلك اهـ الحجة في بيان المحجة ٥٥٣-٥٥٧/٢

    وبعد ان قراءت وعلمت فضلهم عند الله عز وجل، وعند رسوله صلى الله عليه وسلم، واتفاق اهل العلم على اختلاف مذاهبهم في الفقه، واختلاف ازمنتهم، وامكنتهم، على فضل الصحابة عموما بلا استثناء، والأعراض عما جرى بينهم، وتحريم تنقص احد منهم فضلا عن سبه او تكفيره، ووصف من فعل ذلك في أحد من الصحابة بأنه: متهم على الاسلام، وسيء الطوية، وغير ذلك من الأوصاف التي تقدم ذكرها آنفا، تعلم ان قدح بعض معاصري زماننا ضلال مبين.

    فلا تغتر بكلام الزائغ المفتون عدنان ابراهيم، وقدحه في عدة من الصحابة رضي الله عنهم.
    ولا بثناء على عدنان إبراهيم، بقوله عنه: انه موسوعة في العلم، ولا بثناء غيره.
    ولا تغتر أيضاً بقدح الكبيسي في معاوية وغيره رضي الله عنهم.
    بل ولا تغتر بطعن محسن العواجي في معاوية، في برنامج ساعة حوار.
    ولا بقدح غيرهم، وثناء الاخرين على الطاعنين، فان السلامة من الطعن في أحد من الصحابة لا يعدلها شيء.

    ونبرأ الى الله من كل من طعن في أحد من الصحابة، او اثنى على من طعن في أحد منهم، وغض طرفه عن هذا الجرم العظيم.
    فوالله ان حبنا لواحد من الصحابة، وتوقيره، واحترامه، والذب عنه، خير من ملئ الارض من هؤلاء وأضرابهم.
    هذا من ديننا الذي أمرنا به ربنا سبحانه، وامرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم، وعلمائنا ومشائخنا رحمهم الله، الذين هم ورثته، المعروفين على مر الليالي والأيام بالعلم والدين والتقى، وعلى مر السنين والاعوام.
    وهذا جزء من عقيدتنا، لا نماري فيه أحدا، ولا نحابي فيه كائنا من كان.


    اسأل الله جل في علاه ان يرضى عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وان يسكنهم الفردوس الأعلى، وان يحشرنا ويجمعنا بهم في دار كرامته، انه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


    قاله وكتبه
    راجي عفو ربه
    فؤاد بن عبد الله الحاتم
    الرياض1433/10/5هـ

  5. Lightbulb رد: فضل الصحابة، والإشارة لضلال بعض المعاصرين ممن طعن في أحدهم. كتبه فؤاد الحاتم

    هذه دعوى عريضة مؤسسة على منهج عاطفي غير علمي أحرجت كثيرا من طلبة العلم أمام المخالفين ، بسبب العاطفة اتجاه الصحابة رضي الله عنهم ، والخلاف قائم بين علماء الأمة وبين المحدثين والأصوليين في مفهوم الصحابي وعدالتهم ، ويكفي ردها حديث : [ قاتل عمار وسالبه في النار] قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5 / 18 :

    رواه أبو محمد المخلدي في " ثلاثة مجالس من الأمالي " ( 75 / 1 - 2 ) عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو مرفوعا .
    قلت : و هذا إسناد ضعيف ، ليث - و هو ابن أبي سليم - كان اختلط . لكن لم ينفرد به ، فقال عبد الرحمن بن المبارك : حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه عن مجاهد به . أخرجه الحاكم ( 3 / 387 ) و قال : " تفرد به عبد الرحمن بن المبارك و هو ثقة مأمون ، فإذا كان محفوظا ، فإنه صحيح على شرط الشيخين " .

    قلت : له طريق أخرى ، فقال الإمام أحمد ( 4 / 198 ) و ابن سعد في " الطبقات " (3 / 260 - 261 ) و السياق له : أخبرنا عثمان بن مسلم قال : أخبرنا حماد بن سلمة قال : أخبرنا أبو حفص و كلثوم بن جبير عن أبي غادية قال : " سمعت عمار بن ياسر يقع في عثمان يشتمه بالمدينة ، قال : فتوعدته بالقتل ، قلت : لئن أمكنني الله منك لأفعلن ، فلما كان يوم صفين جعل عمار يحمل على الناس ، فقيل : هذا عمار ، فرأيت فرجة بين الرئتين و بين الساقين ، قال : فحملت عليه فطعنته في ركبته ، قال ، فوقع فقتلته ، فقيل : قتلت عمار بن ياسر ؟ ! و أخبر عمرو بن العاص ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( فذكره ) ، فقيل لعمرو بن العاص : هو ذا أنت تقاتله ؟ فقال : إنما قال : قاتله و سالبه " .

    قلت : و هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال مسلم ، و أبو الغادية هو الجهني و هو صحابي كما أثبت ذلك جمع ، و قد قال الحافظ في آخر ترجمته من " الإصابة " بعد أن ساق الحديث ، و جزم ابن معين بأنه قاتل عمار : " و الظن بالصحابة في تلك الحروب
    نه كانوا فيها متأولين ، و للمجتهد المخطىء أجر ، و إذا ثبت هذا في حق آحاد الناس ، فثبوته للصحابة بالطريق الأولى " .

    و أقول : هذا حق ، لكن تطبيقه على كل فرد من أفرادهم مشكل لأنه يلزم تناقض القاعدة المذكورة بمثل حديث الترجمة ، إذ لا يمكن القول بأن أبا غادية القاتل لعمار مأجور لأنه قتله مجتهدا ، و رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " قاتل عمار في النار " ! فالصواب أن يقال : إن القاعدة صحيحة إلى ما دل الدليل القاطع على خلافها ، فيستثنى ذلك منها كما هو الشأن هنا و هذا خير من ضرب الحديث الصحيح بها . و الله أعلم . و من غرائب أبي الغادية هذا ما رواه عبد الله بن أحمد في " زوائد المسند " ( 4 / 76 ) عن ابن عون عن كلثوم بن جبر قال : " كنا بواسط القصب عند عبد الأعلى بن عبد الله بن عامر ، قال : فإذا عنده رجل يقال له : أبو الغادية ، استسقى ماء ، فأتي بإناء مفضض ، فأبى أن يشرب ، و ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر هذا الحديث : لا ترجعوا بعدي كفارا أو ضلالا - شك ابن أبي عدي - يضرب بعضكم رقاب بعض <1> . فإذا رجلا يسب فلانا ، فقلت : والله لئن أمكنني الله منك في كتيبة ، فلما كان يوم صفين ، إذا أنا به و عليه درع ، قال : ففطنت إلى الفرجة في جربان الدرع ، فطعنته ، فقتلته ، فإذا هو عمار بن ياسر ! قال : قلت : و أي يد كفتاه ، يكره أن يشرب في إناء مفضض و قد قتل عمار ابن ياسر ؟ ! " .

    قلت : و إسناده صحيح أيضا . و الحديث رواه الحسن بن دينار عن كلثوم بن جبر المرادي عن أبي الغادية قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : فذكره . أخرجه ابن عدي ( 85 / 1 ) و ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 421 ) .

    قلت : و هذا من تخاليط الحسن بن دينار ، فإن الحديث ليس من رواية أبي الغادية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بينهما عمرو بن العاص كما في الرواية السابقة .

    -----------------------------------------------------------
    [1] كذا الأصل ، و كذلك هو في نقل " المجمع " ( 7 / 244 ) عنه ، و الكلام غير متصل . اهـ .
    قال الألباني :
    حديث
    - (ليدخلن عليكم رجل لعين. يعني: الحكم بن أبي العاص) . أخرجه أحمد (2/163) ، والبزار في "مسنده " (2/247) من طريق عبد الله
    ابن نمير: ثنا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن عبد الله 3240 بن عمرو قال: كنا جلوسا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقد ذهب عمر و بن العاص يلبس ثيابه ليلحقني،
    فقال ونحن عنده: ... فذكر الحديث، فوالله! ما زلت وجلا أتشوف داخلا
    وخارجا حتى دخل فلان: الحكم [بن أبي العاصي] .
    والزيادة للبزار، وقال:
    "لا نعلمه بهذا اللفظ إلا عن عبد الله بن عمرو بهذا الإسناد".
    قلت: وهو إسناد صحيح على شرط مسلم، وقال الهيثمي (5/ 241) :
    "رواه أحمد والبزار والطبراني في" الأ وسط "، ورجال أحمد رجال (الصحيح) ".
    وله شاهدان قويان ساقهما البزار:
    أحدهما: من طريق الشعبي قال: سمعت عبد الله بن الزبير يقول- وهو
    مستند إلى الكعبة-: ورب هذا البيت! لقد لعن الله الحكم- وما ولد- على لسان
    نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
    وقال البزار:
    "لا نعلمه عن ابن الزبير إلا بهذا الإسناد".
    قلت: وهو إسناد صحيح أيضا، رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين؛ غير شيخ البزار (أحمد بن منصور بن سيار) ، وهو ثقة، ولم يتفرد به كما يشعر بذلك تمام كلام البزار:
    "ورواه محمد بن فضيل أيضا عن إسماعيل عن الشعبي عن ابن الزبير".
    ولذلك لم يسع الحافط الذهبي- مع تحفظه الذي سأذكره- إلا أن يصرح في "تاريخ الإسلام " (2/57) بقوله:
    "إسناده صحيح ". وسكت عنه في "السير" (2/108) ؛ ولم يعزه لأحد!
    وقد أخرجه أحمد أيضا (5/5) : ثنا عبد الرزاق: أنا ابن عينية عن إسماعيل
    ابن أبي خالد عن الشعبي.
    وهذا صحيح على شرط الشيخين كما ترى.
    والشاهد الآخر: يرويه عبد الرحمن بن معن (وهو ابن مغراء) : أنبأ إسماعيل
    ابن أبي خالد عن عبد الله البهي- مولى الزبير- قال:
    كنت في المسجد، ومروان يخطب، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: والله! ما استخلف أحدا من أهله. فقال مروان: أنت الذي نزلت فيك (والذي قال لوالديه
    أف لكما) ، فقال عبد الرحمن: كذبت، ولكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن أباك، وقال البزار: "لا نعلمه عن عبد الرحمن إلا من هذا الوجه ".
    قلت: واسناده حسن كما قال الهيثمي، وأقره الحافظ في "مختصر الزوائد" (1/686) .
    وقد وجدت لابن مغراء متابعا قويا، وهو يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وقد ساقه بسياق أتم وأوضح، رواه عنه ابن أبي حاتم- كما في "تفسير ابن كثير" (4/159) - عن عبد الله البهي قال:
    إني لفي المسجد حين خطب مروان فقال: إن الله تعالى قد أرى أمير المؤمنين
    في (يزيد) رأيا حسنا وأن يستخلفه، فقد استخلف أبو بكر عمر- رضي الله عنهما-. فقال عبد الرحمن بن أبي بكر- رضي الله عنهما-: أهرقلية؟! إن أبا بكر- رضي
    الله عنه- ما جعلها في أحد من ولده، وأحد من أهل بيته، ولا جعلها معاوية
    إلا رحمة وكرامة لولده! فقال مروان: ألست الذي قال لوالديه: (أف لكما) ؟ فقال عبد الرحمن: ألست يا مروان! ابن اللعين الذي لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أباك؟! قال: وسمعتهما عائشة- رضي الله عنها-، فقالت: يا مروان! أنت القائل لعبد الرحمن
    كذا وكذا؟! كذبت! ما فيه نزلت، ولكن نزلت في فلان بن فلان. ثم انتحب
    مروان (!) ثم نزل عن المنبر حتى أتى باب حجرتها، فجعل يكلمها حتى انصرف. قلت: سكت عنه ابن كثير، وهو إسناد صحيح.
    وأخرجه البخاري في "صحيحه " (4827) بإسناد آخر مختصرا، وفيه:
    فقال (مروان) : خذوه! فدخل بيت عائشة، فلم يقدروا عليه.
    وفيه إنكار عائشة على مروان.
    وأخرجه النسائي في "الكبرى" (6/458- 459) من طريق ثالثة من رواية
    شعبة عن محمد بن زياد قال:
    لما بايع معاوية لابنه قال مروان: سنة أبي بكر وعمر! فقال عبد الرحمن بن
    أبي بكر: سنة هرقل وقيصر!
    وفيه أن عائشة قالت ردا على مروان:
    كذب والله! ما هو به، ولو شئت أن أسمي الذي أنزلت فيه لسميته، ولكن
    رسول الله - صلى الله عليه وسلم -لعن [أبا] (1) مروان، ومروان في صلبه فضض (2) من لعنة الله. قلت: وإسناده صحيح، وعزاه الحافظ في "الفتح " (13/577) السيوطي في
    "الدر" (6/ 41) لعبد بن حميد، وا بن المنذر، والحاكم- وصححه-، وا بن مردويه.
    ثم وجدت لحديث الترجمة طريقا أخرى عن ابن عمرو، من رواية ابن عبد البر في "الاستيعاب " بإسناده الصحيح عن عبد الواحد بن زياد: حدثنا عثمان ابن حكيم قال: حدثنا شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... فذكره.
    قلت: وهذا إسناد صحيح أيضا؛ فإن رجاله كلهم ثقات، وعبد الواحد بن زياد
    ثقة محتج به في "الصحيحين "، ولم يتكلموا فيه إلا في روايته عن الأعمش خاصة، وهذه ليست منها كما ترى، وعليه: يكون لعثمان بن حكيم إسنادان صحيحان في هذا الحديث، وذلك مما يزيد في قوته والله سبحانه وتعالى أعلم
    وهذه الطريق كالطريق الأولى؛ سكت عنها الذهبي في "التاريخ "!
    هذا؛ وإني لأعجب أشد العجب من تواطؤ بعض الحفاظ المترجمين لـ (الحكم)
    على عدم سوق بعض هذه الأحاديث وبيان صحتها في ترجمته، أهي رهبة الصحبة، وكونه عم عثمان بن عفان- رضي الله عنه-، وهم المعروفون بأنهم لا تأخذهم في الله لومة لائم؟! أم هي ظروف حكومية أو شعبية كانت تحول بينهم وبين ما كانوا يريدون التصريح به من الحق؟
    فهذا مثلا ابن الأثير يقول في "أسد الغابة":
    "وقد روي في لعنه ونفيه أحاديث كثيرة، لا حاجة إلى ذكرها، إلا أن الأمر المقطوع به: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -- مع حلمه وإغضائه على ما يكره- ما فعل به ذلك إلا لأمرعظيم ".
    وأعجب منه صنيع الحافظ في "الإصابة"؛ فإنه- مع إطالته في ترجمته- صدرها بقوله:
    "قال ابن السكن: يقال: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا عليه، ولم يثبت ذلك "!
    وسكت عليه ولم يتعقبه بشيء، بل إنه أتبعه بروايات كثيرة فيها أدعية مختلفة عليه، كنت ذكرت بعضها في "الضعيفة"، وسكت عنها كلها وصرح بضعف بعضها، وختمها بذكر حديث عائشة المتقدم: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن أباك وأنت في صلبه. ولكنه- بديل أن يصرح بصحته- ألمح إلى إعلاله بمخالفته رواية البخاري المتقدمة، فقال عقبها:
    "قلت: وأصل القصة عند البخاري بدون هذه الزيادة"!
    فأقول: ما قيمة هذا التعقب، وهو يعلم أن هذه الزيادة صحيحة السند، وأنها
    من طريق غير طريق البخاري؟! وليس هذا فقط، بل ولها شواهد صحيحة أيضا كما تقدم؟! اكتفيت بها عن ذكر ما قد يصلح للاستشهاد به! فقد قال في آخر
    شرحه لحديث: "هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش " من "الفتح " (13/11) : "وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد. أخرجها الطبراني وغيره؛ غالبها فيه مقال، وبعضها جيد، ولعل المراد تخصيص الغلمة المذكورين بذلك "!
    وأعجب من ذلك كله تحفظ الحافظ الذهبي بقوله في ترجمة (الحكم) من
    " تاريخه " (2/ 96) :
    "وقد وردت أحاديث منكرة في لعنه، لا يجوز الاحتجاج بها، وليس له في الجملة خصوص من الصحبة بل عمومها"!
    كذا قال! مع أنه- بعد صفحة واحدة- ساق رواية الشعبي عن ابن الزبير مصححا إسناده كما تقدم!! ومثل هذا التلون أو التناقض مما يفسح المجال لأهل الأهواء أن يأخذوا منه ما يناسب أهواءهم! نسأل الله السلامة.
    وبمناسبة قوله المذكور في صحبته؛ أعجبتني صراحته فيها في "السير" (2/107) ؛ فقد قال:
    "وله أدنى نصيب من الصحبة"!
    (تنبيه) : وأما ما رواه الحاكم (3/476) من طريق إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال:
    بعث معاوية إلى عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق- رضي الله عنهما- بمئة
    ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد بن معاوية، فردها عبد الرحمن وأبى أن يأخذها، وقال: أبيع ديني بدنياي؟! وخرج إلى مكة حتى مات بها.
    بيض له الحاكم والذهبي، وكأنه لظهور ضعفه؛ فإن إبراهيم هذا قال ابن عدي: "عامة أحاديثه مناكير".
    قال الحسن البصري -رحمه الله-: "استكثروا من الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    الجزائر العميقة ولاية الجلفة
    المشاركات
    494

    افتراضي رد: فضل الصحابة، والإشارة لضلال بعض المعاصرين ممن طعن في أحدهم. كتبه فؤاد الحاتم

    السلام عليكم: بارك الله فيك أخي على هذا المجهود المضني والمبحث القيم ,وهو موضوع جدير بالكتابة ولإهتام والإعتقاد فيهم والحمد لله على منهج السلف, وحشرنا الله مع أصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان , كما أنوه مرة أخرى على مبحث القيم والقيم جدا بارك الله فيك

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •