يا قومي أرأيتم إن كنت على بينة من ربي...
مع الآية 11 من سورة العلق:
قال تعالى:{ كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ } * { أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } * { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } * { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يَنْهَىٰ } * { عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } * { أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } * { أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ } * { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } * { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } * { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } * { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَة َ } * { كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب }
في تفسير ابن كثير رحمه الله: يخبر تعالى عن الإنسان أنه ذو فرح وأشر وبطر وطغيان، إذا رأى نفسه قد استغنى وكثر ماله، ثم تهدده وتوعده ووعظه فقال: { إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ } أي: إلى الله المصير والمرجع، وسيحاسبك على مالك: من أين جمعته؟ وفيم صرفته؟ قال ابن أبي حاتم: حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا أبو عميس عن عون قال: قال عبد الله: منهومان لا يشبعان: صاحب العلم، وصاحب الدنيا، ولا يستويان، فأما صاحب العلم، فيزداد رضى الرحمن، وأما صاحب الدنيا، فيتمادى في الطغيان. قال: ثم قرأ عبد الله: { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّءَاهُ ٱسْتَغْنَىٰ } وقال للآخر. { إِنَّمَا يَخْشَى ٱللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ ٱلْعُلَمَاءُ } [فاطر: 28] وقد روي هذا مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: " منهومان لا يشبعان: طالب علم، وطالب دنيا " ثم قال تعالى: { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِى يَنْهَىٰ عَبْداً إِذَا صَلَّىٰ } نزلت في أبي جهل لعنه الله، توعد النبي صلى الله عليه وسلم على الصلاة عند البيت، فوعظه تعالى بالتي هي أحسن أولاً، فقال: { أَرَءَيْتَ إِن كَانَ عَلَىٰ ٱلْهُدَىٰ } أي: فما ظنك إن كان هذا الذي تنهاه على الطريق المستقيمة في فعله، { أَوْ أَمَرَ بِٱلتَّقْوَىٰ } ، بقوله وأنت تزجره وتتوعده على صلاته؟ ولهذا قال: { أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ }؟ أي: أما علم هذا الناهي لهذا المهتدي أن الله يراه ويسمع كلامه، وسيجازيه على فعله أتم الجزاء ؟ ثم قال تعالى متوعداً ومتهدداً: { كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ } أي: لئن لم يرجع عما هو فيه من الشقاق والعناد، { لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ } أي: لنسمنها سواداً يوم القيامة، ثم قال: { نَاصِيَةٍ كَـٰذِبَةٍ خَاطِئَةٍ } يعني: ناصية أبي جهل كاذبة في مقالها، خاطئة في أفعالها، { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ } أي: قومه وعشيرته، أي: ليدعهم يستنصر بهم، { سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَة َ } وهم ملائكة العذاب، حتى يعلم من يغلب، أحزبنا أو حزبه ؟.
قال البخاري: حدثنا يحيى، حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة، لأطأن على عنقه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لئن فعل، لأخذته الملائكة " ثم قال: تابعه عمرو بن خالد عن عبيد الله، يعني: ابن عمرو، عن عبد الكريم.
وكذا رواه الترمذي والنسائي في تفسيرهما من طريق عبد الرزاق به. وهكذا رواه ابن جرير عن أبي كريب عن زكريا بن عدي عن عبيد الله بن عمرو به، وروى أحمد والترمذي والنسائي وابن جرير، وهذا لفظه، من طريق داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند المقام، فمر به أبو جهل بن هشام، فقال: يا محمد ألم أنهك عن هذا ؟ وتوعده، فأغلظ له رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهره، فقال: يا محمد بأي شيء تهددني ؟ أما والله إني لأكثر هذا الوادي نادياً، فأنزل الله: { فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَة َ } وقال ابن عباس: لو دعا ناديه، لأخذته ملائكة العذاب من ساعته. وقال الترمذي: حسن صحيح.
وقال الإمام أحمد أيضاً: حدثنا إسماعيل بن يزيد أبو يزيد، حدثنا فرات عن عبد الكريم عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو جهل: لئن رأيت رسول الله يصلي عند الكعبة، لآتينه حتى أطأ على عنقه، قال: فقال: " لو فعل، لأخذته الملائكة عياناً، ولو أن اليهود تمنوا الموت، لماتوا ورأوا مقاعدهم من النار، ولو خرج الذين يباهلون رسول الله صلى الله عليه وسلم، لرجعوا لا يجدون مالاً ولا أهلاً " وقال ابن جرير أيضاً: حدثنا ابن حميد، حدثنا يحيى بن واضح، أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن الوليد بن العيزار عن ابن عباس قال: قال أبو جهل: لئن عاد محمد يصلي عند المقام، لأقتلنه، فأنزل الله عز وجل: { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ } حتى بلغ هذه الآية: { لَنَسْفَعاً بِٱلنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَـٰذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ ٱلزَّبَانِيَة َ } فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فصلى، فقيل: ما يمنعك؟ قال: قد اسود ما بيني وبينه من الكتائب، قال ابن عباس: والله لو تحرك، لأخذته الملائكة، والناس ينظرون إليه.
وقال ابن جرير: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر عن أبيه، حدثنا نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ قالوا: نعم، قال: فقال: واللات والعزى لئن رأيته يصلي كذلك، لأطأن على رقبته، ولأعفرن وجهه في التراب، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته، قال: فما فجأهم منه، إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه خندقاً من نار، وهولاً وأجنحة، قال: فقال رسول الله: " لو دنا مني، لاختطفته الملائكة عضواً عضواً " قال: وأنزل الله لا أدري في حديث أبي هريرة أم لا: { كَلآ إِنَّ ٱلإِنسَـٰنَ لَيَطْغَىٰ } إلى آخر السورة، وقد رواه أحمد بن حنبل ومسلم والنسائي وابن أبي حاتم من حديث معتمر بن سليمان به.
وقوله تعالى: { كَلآ لاَ تُطِعْهُ } يعني: يا محمد لا تطعه فيما ينهاك عنه من المداومة على العبادة وكثرتها، وصل حيث شئت، ولا تباله؛ فإن الله حافظك وناصرك، وهو يعصمك من الناس، { وَٱسْجُدْ وَٱقْتَرِب } كما ثبت في الصحيح عند مسلم من طريق عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن عمارة بن غزية، عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء " وتقدم أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسجد في:
{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } [الانشقاق: 1] و { ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ } [العلق:1].

مع الآية 28 من سورة هود:
قال تعالى:{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيۤ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُو هَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }
في تفسير ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى مخبراً عما رد به نوح على قومه في ذلك: { أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّىۤ } أي: على يقين وأمر جلي ونبوة صادقة، وهي الرحمة العظيمة من الله به وبهم { فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ } أي: خفيت عليكم، فلم تهتدوا إليها، ولا عرفتم قدرها، بل بادرتم إلى تكذيبها وردها، { أَنُلْزِمُكُمُو هَا } أي: نغصبكم بقبولها، وأنتم لها كارهون؟

مع الآية 63 من سورة هود:
قال تعالى:{ قَالُواْ يٰصَالِحُ قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوّاً قَبْلَ هَـٰذَا أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا وَإِنَّنَا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } * { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ فَمَا تَزِيدُونَنِي غَيْرَ تَخْسِيرٍ }
في تفسير ابن كثير رحمه الله: يذكر تعالى ما كان من الكلام بين صالح عليه السلام وبين قومه، وما كان من الجهل والعناد في قولهم: { قَدْ كُنتَ فِينَا مَرْجُوًّا قَبْلَ هَـٰذَا } أي: كنا نرجوك في عقلك قبل أن تقول ما قلت { أَتَنْهَانَآ أَن نَّعْبُدَ مَا يَعْبُدُ ءابَاؤُنَا } وما كان عليه أسلافنا { وَإِنَّنَا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَآ إِلَيْهِ مُرِيبٍ } أي: شك كثير { قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّىۤ } فيما أرسلني به إليكم على يقين وبرهان { وَءَاتَـٰنِى مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِى مِنَ ٱللَّهِ إِنْ عَصَيْتُهُ } وتركت دعوتكم إلى الحق وعبادة الله وحده، فلو تركته، لما نفعتموني، ولما زدتموني { غَيْرَ تَخْسِيرٍ } أي: خسارة.

مع الآية 88 من سورة هود:
قال تعالى:{ قَالَ يٰقَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلاَحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِيۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }
في تفسير ابن كثير رحمه الله: يقول لهم: هل رأيتم يا قوم إِن كنت { عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّى } أي: على بصيرة فيما أدعو إِليه { وَرَزَقَنِى مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا } قيل: أراد النبوة، وقيل: أراد الرزق الحلال، ويحتمل الأمرين، وقال الثوري: { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَـٰكُمْ عَنْهُ } أي: لا أنهاكم عن الشيء، وأخالف أنا في السر فأفعله خفية عنكم؛ كما قال قتادة في قوله: { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَـٰكُمْ عَنْهُ } يقول: لم أكن أنهاكم عن أمر وأرتكبه { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ ٱلإِصْلَـٰحَ مَا ٱسْتَطَعْتُ } أي: فيما آمركم وأنهاكم، إنما أريد إِصلاحكم جهدي وطاقتي { وَمَا تَوْفِيقِىۤ } أي: في إصابة الحق فيما أريده { إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ } في جميع أموري { وَإِلَيْهِ أُنِيبُ } أي: أرجع. قاله مجاهد وغيره. قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، حدثنا أبو قزعة سويد بن حجير الباهلي عن حكيم بن معاوية عن أبيه: أن أخاه مالكاً قال: يا معاوية إِن محمداً أخذ جيراني، فانطلق إِليه، فإِنه قد كلمك وعرفك، فانطلقت معه فقال: دع لي جيراني، فقد كانوا أسلموا، فأعرض عنه، فقام مُتَمَعَطاً فقال: أما والله لئن فعلت، إِن الناس يزعمون أنك لتأمرنا بالأمر، وتخالف إِلى غيره، وجعلت أجرُّه وهو يتكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما تقول؟ " فقال: إنك والله لئن فعلت ذلك، إن الناس ليزعمون أنك لتأمر بالأمر، وتخالف إلى غيره، قال: فقال: " أو قد قالوها؟ - أي: قائلهم - ولئن فعلت ما ذاك إِلا عليَّ، وما عليهم من ذلك من شيء، أرسلوا له جيرانه " وقال أيضاً: حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال: أخذ النبي صلى الله عليه وسلم ناساً من قومي في تهمة، فحبسهم، فجاء رجل من قومي إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فقال: يا محمد علام تحبس جيراني؟ فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إِن ناساً ليقولون: إِنك تنهى عن الشيء، وتَسْتَخْلِي به، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما تقول؟ " قال: فجعلت أعرض بينهما كلاماً؛ مخافة أن يسمعها، فيدعو على قومي دعوة لا يفلحون بعدها أبداً، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فهِّمها فقال: " قد قالوها، أو قائلها منهم، والله لو فعلت، لكان عليّ، وما كان عليهم، خَلُّوا عن جيرانه " ومن هذا القبيل الحديثُ الذي رواه الإمام أحمد: حدثنا أبو عامر، حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري قال: سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولون عنه صلى الله عليه وسلم إنه قال:" إِذا سمعتم الحديث عني تعرفه قلوبكم، وتلين له أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم قريب، فأنا أولاكم به، وإذا سمعتم الحديث عني تنكره قلوبكم، وتنفر منه أشعاركم وأبشاركم، وترون أنه منكم بعيد، فأنا أبعدكم منه " إِسناده صحيح. وقد أخرج مسلم بهذا السند حديث: " إِذا دخل أحدكم المسجد، فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج، فليقل: اللهم إِني أسألك من فضلك " ومعناه والله أعلم: مهما بلغكم عني من خير، فأنا أولاكم به. ومهما يكن من مكروه، فأنا أبعدكم منه { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَـٰكُمْ عَنْهُ } وقال قتادة: عن عزرة عن الحسن العُرَني عن يحيى بن البزار عن مسروق قال: جاءت امرأة إِلى ابن مسعود، فقالت: تنهى عن الواصلة؟ قال: نعم، قالت: فعله بعض نسائك، فقال: ما حفظت وصية العبد الصالح إِذاً { وَمَآ أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَآ أَنْهَـٰكُمْ عَنْهُ }. وقال عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير عن أبي سليمان الضَّبِّيِّ قال: كانت تجيئنا كتب عمر بن عبد العزيز فيها الأمر والنهي، فيكتب في آخرها: وما كنت من ذلك إِلا كما قال العبد الصالح: { وَمَا تَوْفِيقِىۤ إِلاَّ بِٱللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }.