إن الزاهدَ يحسب أنه قد فرَّ من الرذائلِ إلى فضائِله، ولكنَّ فراره من مجاهدةِ الرذيلة هُو في نفسه رذيلة لكلِ فضائله.
وماذا تكون العفَّةُ والأمانةُ والصدقُ والوفاء والبرُّ والإحسانُ وغيرها،
إذا كانت فيمن انقطعَ في صحراءٍ أو على رأسِ جبل؟!
أيزعمُ أحد أن الصدقَ فضيلةً في إنسانٍ ليس حوله إلا عشرة احجار؟!

وأيمُ الله إنَ الخالي من مجاهدةِ الرذال جميعًا، لَهُوَ الخالي من الفضائل جميعًا !

مصطفى صادق الرافعي