سعيد فودة يشرح كلام ابن تيمية ويتكلم على لسانه !!!
وراعي الشاة يحمي الذئب عنها ... فكيف إذا كان الرعاة لها ذئاب
______________________________ _________
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
فما زلنا في سلسلة أكاذيب سعيد فودة على شيخ الإسلام وهذه هي الحلقة الرابعة والله الموفق
وقد أشرت إشارة عابرة في موضوع سابق إلى هذا الموضع من الكاشف لأدلل على تحريف سعيد فودة لكلام ابن تيمية وكذبه الواضح عليه ،ولكن بعض أتباعه ربما لم يفهم معنى تلك الإشارة ولم يتأملها ، ولعل هذا من نوع التعصب الأعمى الذي يعمي صاحبه عن مشاهدة الحقيقة ، فأحببت أن أفردها بموضوع خاص كي أسلط الضوء على طريقة هذا الرجل الإبليسية في الكذب والتقول على ابن تيمية رحمه الله ...
وسيرى القارئ كيف وصل المكر والتدليس بهذا الرجل لأن يتكلم على لسان ابن تيمية وينسب إليه أقوالا مزيفه من خياله ثم يرد عليها بعد ذلك بزعمه !
مع ما في كلامه من تناقضات وجهالات تدل على اضطرابه وحيرته ...

يقول سعيد فودة صـ42 من كاشفه :

( ولكن قد سبق القول أن الحواس لا تدرك جميع الموجودات بالفعل وهذا الأمر يسلمه ابن تيمية
ويقول أن الحواس يمكن أن تدرك جميع الموجودات الواجبة والجائزة ،ولكنها لا تدركها الآن،بل باستطاعتها ذلك لاحقا ،وهو ما يخالفه فيه أهل الحق ،ويقولون ليس كل ماهو موجود تستطيع الحواس إدراكه كما بيناه سابقا .وما دام ابن تيمية يسلم بعدم إدراك الحواس لجميع الموجودات بالفعل ،فكيف يمكن للانسان إدراك مالم تدركه حواسه.إنه يجيب علي ذلك فيقول إن العقل "يقيس ماغاب علي ما شهد)


وفي هذا المقطع تناقض عجيب سببه الكذب أتركه للقارئ النبيه كي يتفكر فيه ويستخرجه بنفسه !!!

ثم تابع فودة قوله :
( إن وظيفة العقل (يعني عند ابن تيمية ) هي مجرد القياس التمثيلي أي التشبيه ،تشبيه مالم يشاهده ،ومعلوم أن التشبيه إنما يكون بالمعاني ولا يكون بالأشكال التفصيلية ,ولهذا يستنكر ابن تيمية أن ياتي الشرع بذم المشبهة ،ويغلط في ذلك مجرد مغالطة ،وهو يعلم تماما أن الشرع ورد بذلك )
وهذا من الكذب على شيخ الإسلام رحمه الله حيث أن ابن تيمية معلوم كلامه في القياس التمثيلي وهو مشهور عنه حيث قال رحمه الله :
" فلا يجوز أن يشترك هو والمخلوق في قياس تمثيل، ولا في قياس شمول تستوي أفراده، ولكن يُستعمل في حقه المثل الأعلى" ا.هـ
وهذا يعلمه سعيد فودة ناقض التدمربة!!!
فما ذكره فودة من أن وظيفة العقل عند ابن تيمية هي القياس التمثيلي أي التشبيه ما هو إلا كذب وافتراء على شيخ الاسلام ... ومنذ متى يؤتمن الذئب على الغنم ؟!
ثم تابع فقال :
( واعلم أن قياس الغائب علي الشاهد هو أصل أصيل عند ابن تيمية،وقاعدة أكيدة لا يستطيع أن يستغني عنها الإنسان لا في مجال المخلوقات ولا في مجال الخالق . ومذهبه في العقائد وهو مذهب التجسيم قائم علي هذه القاعدة ولذلك فإنه يستخدمها في العديد من المواضع ،.)

- وهذا أيضا كذب على ابن تيمية رحمه الله حيث المقرر عنده رحمه الله أن قياس الغائب على الشاهد فيه ما هو حق وما هو باطل حيث قال رحمه الله :
"لا ريب أن قياس الغائب على الشاهد يكون تارة حقًّا وتارة باطلاً وهذا متفق عليه بين العقلاء" ا.هـ
ثم قال فودة :
( فيقول مثلا (أي ابن تيمية انتبه !! ) :
1- إننا لم نر في الوجود إلا جسما أو قائما بالجسم ،أي الأجسام والأعراض !!
2- ولذلك "يقول بعد هذا" ،فيجب أن يكون الله إما جسما أوعرضا!!
3- ولكن يستحيل أن يكون عرضا ،لأن العرض محتاج في قيامه ووجوده إلي الأجسام !!
4- إذن يجب أن يكون الله جسما !!
5- ولا يمنع أن يحتاج الله إلي بعض الأعراض بمعني أنه تكتمل ذاته جل وعز ببعض الأعرض الحادثة ،وذلك كسائر الأجسام التي تستمد كمالاتها علي التدريج بالحركة وهي عرض!!
6- فلذلك " يقول " بأن الله يتصف بالحوادث وهي أعراض كما سوف يتضح لك ذلك في أبواب كتابنا هذا !!)


والسؤال لفودة وأتباعه أين " قال " ابن تيمية هذا الكلام ؟ !
وها هي كتب ابن تيمية كلها بين أيديكم ونمهلكم عشر سنوات إن شئتم على ان تأتوا بجملة واحدة من هذا الهراء الذي افتراه سعيد فودة على ابن تيمية !
فالرجل يصدر كلامه بأن ابن تيمية " يقول " وؤكد الكلام أكثر من مرة بقولة " يقول " ولا أدري أين قال ابن تيمية هذا الكلام ؟
فإن لم يكن هذا كذب صريح وافتراء قبيح فكيف يكون الكذب ؟!
- وقد يقول قائل إن سعيد فودة ربما يحكي عن ابن تيمية " معنى " كلامه لا نصه وبذلك تنتفي تهمة الكذب عنه ، ويبقى كونه موهما مدلسا !!!
- أقول هذا كلام وجيه لو كان ما ذكره حقا !!! أو أنه قد نقل نصا لابن تيمية يفيد هذا المعنى ثم قال يفهم منه هذا المعنى ، فحينها يمكن أن يقال أنه يحكي معنى قد فهمه ،ولكن الرجل يصدر كلامه بأن ابن تيمية " يقول " كما يصدر ما ينقله عنه من نصوص بنفس اللفظ " يقول " ، ويكرر الفظ أكثر من مرة كما هو واضح ، فما معنى يقول في عرف الناس ؟!
ثم إن الرجل قد بني على كلام ابن تيمية الذي ذكره بقولة بعد ذلك بقوله :

( وهذا " القول" من ابن تيمية هو تطبيق مباشر وصريح لقانون قياس الغائب علي الشاهد )

يعني أن فودة اعتبر ما سبق من كلام ابن تيمة الذي ذكره عنه نصا وبنى عليه بقوله :
(وهذا القول من ابن تيمية..) فهل كذب فودة على ابن تيمية ثم صدق كذبه أم ماذا ؟!

ومع ذلك فسعيد فودة يؤكد أن ما سبق من أكاذيب على ابن تيمية نصوص له وأقوال حقيقية فأخذ يشرحها ويختصرها فقال :
( وحاصله أننا شهدنا الموجودات ،وأدركنا الأجسام والأعراض ،بحواسنا ،ولم ندرك شيئأ آخر غير الأجسام والأعراض ،فلزم من ذلك أن كل ما هم موجود ،فيجب أن يكون جسما أوعرضا قائما بجسم .وبما أن الله موجود ،إذن فيجب أن يكون جسما أو عرضا قائما بجسم. وبما أن الله موجود ،إذن فيجب أن يكون جسما ،لا ستحالة كونه عرضا،وهو بمذهبه هذا وبطريقته في التفكير لايمكنه افحام النصاري وغيرهم.)

فهذا اختصار لأقوال ابن تيمية وتفسير لها !
فهل قال ابن تيمية شيئا من هذا الكلام أم هو محض افتراء من خيالات فودة ؟!
ومع كل ما سبق فتعال أخي القارئ لنتأمل ماذا قال فودة بعد ذلك ...
يقول :
( ثم إنه أكمل طريقة تفكيره (أي ابن تيمية ) " وقال " ( أي ابن تيمية ) بما أن الأجسام التي رأينها تتصف بالأعراض ،وبما أننا لم نر جسما لا يتصف بالأعراض،إذن يستحيل أن يوجد جسم لا يتصف بالأعرض، وبما أن الله جسم كما سبق إذن يجب أن يتصف بالأعراض ،ولو لم يتص بالأعراض لكان معدوما .والأعراض هنا هي الصفات الحادثة كما وضحناه في هذا الكتاب في فصل خاص. )
فتأمل قوله " ثم أنه أكمل " وقد ذكرها مرتين في هذا السياق ، وهي دليل كافي وقاطع أن هذا الرجل يكذب على ابن تيمية ويوهم أنه ينقل عنه نصوصا بألفاظها ،والحقيقة أن هذا ما هو إلا نسج خيال من رأس هذا الرجل !!!
فهل هناك شك بعد ذلك أن الرجل يعتبر ما ذكره عن ابن تيمية نصوصا ؟!
إن الرجل ربما يلقي الشيطان على لسانه كلاما يزعم انه كلام ابن تيمية ثم يأخذ في تفسيره وتحليله وشرحه ولذا يكمل وكأنه يشرح نصا لابن تيمية فيقول :

( ثم أكمل (أي ابن تيمية ) طريقته وطردها " وقال " ( أي ابن تيمية ) : (وتأمل هنا النقطتين ) بما أن الأجسام التي رأيناها تستكمل ذاتها وتستحصل علي كمال وجودها بالأعراض والحوادث القائمة بذاتها ،ولم نر جسما غير ذلك ،إذن فيجب أن يكون الله حاصلا علي جميع كمالاته بحلول الأعراض الحادثة وهي التي يسميها الصفات الحادثة في ذاته .وهكذا هذا هو حقيقة مذهب وطريقة ابن تيمية في التفكير كما ستراها ...) ا.هـ صـ45 من الكاشف

فالرجل ينسج الكلام من خياله ويصيغه على لسان ابن تيمية وكأنه قاله ،وهو حريص كل الحرص على أن يوهم أن هذا هو نص كلام ابن تيمية ،- فهو دائما يحلم بالنصوص - فيقدم الكلام بلفظ : " يقول " و "قال"ولا ينسى أن يضع نقطتين ( : ) أحيانا إيذانا منه ببداية النص ، ثم بعد ذلك يختصر الكلام ويجمله ويحلله ، وفي كل ذلك لم ينقل كلمه واحده من كلام ابن تيمية تدل على ماذكر !
ولكنه يحيل إلى ما سيأتي !
وقد تبين لي من كثره هذه الإحالات الكاذبة التي حشى بها متابه أنه لا يحيل على نصوص سوف ينقلها عن ابن تيمية ،وإنما يحيل على حيله وكذبه على ابن تيمية !
ووالله إن مثل هذا الرجل لو ظفر بنص واحد صريح من كلام ابن تيمية يدين ابن تيمية لعلقه في رقبته ولدار به في الأسواق !ولما كان في حاجة لكل هذا التدليس والاحتيال ...
وليس لنا بعد ذلك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل ونذكر بقوله تعالى :"ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " وسيأتي اليوم الذي يندم فيه سعيد فودة على هذه الأكاذيب التي لن تنفعه وستكون شؤما عليه في الدنيا والآخرة إن لم يتب منها ويرجع إلى الله .
والله المستعان