قال الحافظ ابن حجر: نقل بن العربي عن بعض الزهاد أن الصوم على أربعة أنواع :
1-
صيام العوام : وهو الصوم عن الأكل والشرب والجماع.
2-
وصيام خواص العوام : وهو هذا مع اجتناب المحرمات من قول أو فعل .
3-
وصيام الخواص : وهو الصوم عن غير ذكر الله وعبادته .
4-
وصيام خواص الخواص : وهو الصوم عن غير الله فلا فطر لهم إلى يوم القيامة، وهذا مقام عالٍ " ([1]) .
وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى :
1_
صَوْم الرّوح وَهُوَ قصر الأمل .
2_
وَصَوْم الْعقل وَهُوَ مُخَالفَة الْهوى .
3_
وَصَوْم الْجَوَارِح وَهُوَ الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وَالشرَاب وَالْجِمَاع .
يَا أخي من صَامَ عَن الطَّعَام وَالشرَاب فصومه عَادَة .
وَمن صَامَ عَن الرِّبَا وَالْحرَام وَأفْطر على الْحَلَال من الطَّعَام فصومه عدَّة وَعبادَة .
وَمن صَامَ عَن الذُّنُوب والعصيان وَأفْطر على طَاعَة الرَّحْمَن فَهُوَ صَائِم رَضِي .
وَمن صَامَ عَن القبائح وَأفْطر على التَّوْبَة لعلام الغيوب فَهُوَ صَائِم تَقِيّ .
وَمن صَامَ عَن الْغَيْبَة والبهتان وَأفْطر على تِلَاوَة الْقُرْآن فَهُوَ صَائِم رشيد .
وَمن صَامَ عَن الْمُنكر والإغيار وَأفْطر على الفكرة وَالِاعْتِبَار فَهُوَ صَائِم سعيد .
وَمن صَامَ عَن الرِّيَاء والانتقاص وَأفْطر على التَّوَاضُع وَالْإِخْلَاص فَهُوَ صَائِم سَالم وَمن
صَامَ على خلاف النَّفس والهوى وَأفْطر على الشُّكْر وَالرِّضَا فَهُوَ صَائِم غَانِم .
وَمن صَامَ عَن قَبِيح أَفعاله وَأفْطر على تَقْصِير آماله فَهُوَ صَائِم مشَاهد .
وَمن صَامَ عَن طول أمله وَأفْطر على تقريب أَجله فَهُوَ صَائِم زاهد (
[2]) .
وقال : "
وما من جارحة في بدن الإنسان إلا ويلزمها الصوم في رمضان وغير رمضان، فصوم اللسان ترك الكلام إلا في ذكر الله تعالى، وصوم السمع ترك الإصغاء إلى الباطل وإلى ما لا يحلّ سماعه، وصيام العينين ترك النظر والغض عن محارم الله "([3]) .

ذم أعرابي قوماً فقال :
يصومون عن المعروف، ويفطرون على الفواحش .
قال الحسن البصري : "
إذا لم تقدر على قيام الليل ولا صيام النهار فاعلم أنك محروم قد كبلتك الخطايا والذنوب ".
* وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال :
إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء ([4]).
قال بعض السلف :
أهون الصيام ترك الشراب والطعام .
· قال ثابت البناني : " لا يسمى عابد أبدًا عابدًا، وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان، الصوم والصلاة، لأنهما من لحمه ودمه " .
· قيل لبشر :
إن قومًا يتعبدون ويجتهدون في رمضان فقط، فقال : بئس القوم لا يعرفون لله حقه إلا في رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السنة كلها.

· كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان فإذا طلعت الشمس نامت .



([1]) فتح الباري (4/131-133) .

([2]) بستان الواعظين ورياض السامعين (ص 316، 317) . لابن الجوزي رحمه الله تعالى .

([3]) بستان الواعظين (ص 300، 301) .

([4]) أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب 2/ 422