((ومن الأمثلة المشهورة لمن يثبت المجاز في القرآن :
واسأل القرية
. قالوا المراد به أهلها فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه فقيل لهم : لفظ القرية والمدينة والنهر والميزاب ؛ وأمثال هذه الأمور التي فيها الحال والمحال كلاهما داخل في الاسم . ثم قد يعود الحكم على الحال وهو السكان وتارة على المحل وهو المكان وكذلك في النهر يقال : حفرت النهر وهو المحل . وجرى النهر وهو الماء ووضعت الميزاب وهو المحل وجرى الميزاب وهو الماء وكذلك القرية قال تعالى :
وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة
. وقوله :
وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون
فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين
. وقال في آية أخرى :
أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون
. فجعل القرى هم السكان . وقال :
وكأين من قرية هي أشد قوة من قريتك التي أخرجتك أهلكناهم فلا ناصر لهم
. وهم السكان . وكذلك قوله تعالى
وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا
. وقال تعالى :
أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها
. فهذا المكان لا السكان لكن لا بد أن يلحظ أنه كان مسكونا ؛ فلا يسمى قرية إلا إذا كان قد عمر للسكنى مأخوذ من القرى وهو الجمع ، ومنه قولهم: قريت الماء في الحوض إذا جمعته فيه.))