تتمة..
ثانياً: الصوفية: (24)
فهم يرون آل البيت هم خواص الأمة ومن هنا أتى غلوهم في الأولياء والولي عندهم: هو من اختاره الله وجذبه إليه ولا يشترط الصلاح والتقى عندهم بل هي وهب إلهي دون سبب ولا حكمة وجعلوا المجاذيب والمجانين والفسقة والظلمة أولياء. ويدعون أن للأولياء تصرفاً في الكون كل حسب مرتبته.
وجد عند الصوفية تعظيم القبور تبعاً للرافضة وكيف إذا كانت من قبور آل البيت.
المبحث الخامس: عقيدة الرافضة الإمامية في آل البيت:
لماذا الحديث عن الشيعة الإمامية دون غيرهم؟
1) لأن الشيعة الزيدية معتقدهم طيب في آل البيت إليك طرفاً من عقيدة زيد بن علي رحمه الله في الصحابة ولم يكن يغالي في آل البيت:
روى ابن عساكر عن آدم بن عبد الله الخثعمي وكان من أصحاب زيد أنه قال: سألت زيداً عن قوله تعالى: {وَالسَّابِقُون السَّابِقُونَ، أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ} [الواقعة10:11]. من هؤلاء قال: أبو بكر وعمر ثم قال: لا أنالني الله شفاعة جدي إن لم أوالهما".
وذكر عن كثير الكوفي أنه قال: سألت زيداً عن أبي بكر وعمر؟ فقال: "تولهما" فقلت له: كيف تقول فيمن تبرأ منهما؟ قال: أبرأ منه حتى تموت.
وقال الذهبي: قال زيد بن علي: كان أبو بكر رضي الله عنه إمام الشاكرين ثم تلا: {وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:144]. ثم قال: البراءة من أبي بكر هي البراءة من علي. [سير أعلام النبلاء. (5/390)].
ذكر ابن جرير الطبري: أنه عندما حصل الطعن في زمنه من الرافضة على أبي بكر وعمر، منعهم من ذلك وقال لهم: ما سمعت أحداً من أهل بيتي يذكرهما إلا بخير. [تاريخ الأمم والملوك (7/180)](25).
قال زيد بن علي: البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان البراءة من علي والبراءة من علي البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان.
2) وأن الشيعة الأوائل لم يقولوا إلا الخير في الصحابة:
قال ابن تيمية: وكانت الشيعة أصحاب علي يقدمون عليه أبا بكر وعمر وإنما كان النزاع في تقدمه على عثمان.(26)
قال شريك بن عبد الله: إن أفضل الناس بعد رسول الله أبو بكر وعمر فقيل له: أتقول هذا وأنت من الشيعة؟ فقال: كل الشيعة كانوا على هذا وهذا الذي قاله على أعواد منبره أفنكذبه فيما قال.(27)
قال ابن تيمية: والنقل الثبت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بن علي وولد الحسن وغيرهما أنهم كانوا يقولون أبا بكر وعمر وكانوا يفضلونهما على علي والنقول عنهم ثابتة متواترة.(28)
عقيدة الرافضة الإمامية في آل البيت:
عقيدتهم في آل البيت الغلو المفرط تجاوز الحدود، وأدخل على المسلمين الشركيات والكفريات.
لماذا هذا الغلو؟
روى الدارمي قال: حدثنا أبو الربيع قال: كان من هؤلاء الجهمية رجل وكان الذي يظهر من رأيه الترفض وانتحال حب علي رضي الله عنه فقال رجل ممن يخالطه ويعرف مذهبه: قد علمت أنكم لا ترجعون إلى دين الإسلام ولا تفتقدونه، فما الذي حملكم على الترفض وانتحال حب علي قال: إذن أصدقك أنا، إن أظهرنا رأينا الذي نعتقده رمينا بالكفر والزندقة، وقد وجدنا أقواماً ينتحلون حب علي ويظهرونه ثم يقعون بمن شاءوا ويعتقدون ما شاءوا ويقولون ما شاءوا فنسبوا إلى التشيع، فلم نر لمذهبنا أمراً ألطف من انتحال حب هذا الرجل ثم نقول ما شئنا ونعتقد ما شئنا، ونقع بمن شئنا، فلئن يقال لنا: رافضة أو شيعة أحب إلينا من أن يقال زنادقة كفار، وما علي عندنا أحسن من غيره ممن نقع بهم.
ثم قال: وصدق هذا الرجل فيما عبر عن نفسه ولم يرواغ، وقد استبان ذلك من بعض كبرائهم وبصرائهم ولئن كان أهل الجهل في شك من أمرهم، عن أهل العلم منهم لعلي يقين.(29) [الرد على الجهمية صـ:179-180].
قال ابن القيم: -في صدد ذكره للأسباب التي جعلت التأويل الباطل مقبولاً عند الناس- السبب الثالث أن يعزو المتأول تأويله إلى جليل القدر نبيل الذكر من العقلاء أو من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو من حصل له في الأمة ثناء جميل ولسان صدق ليحليه بذلك في قلوب الجهال، فإنه من شأن الناس تعظيم كلام من يعظم قدره في نفوسهم.. وبهذا الطريق توصل الرافضة والباطنية الإسماعيلية النصيرية على تنفيق باطلهم وتأويلاتهم حين أضافوا إلى أهل بيت رسول الله لما علموا أن المسلمين متفقون على محبتهم وتعظيمهم، فانتموا إليهم وأظهروا من محبتهم إجلالهم، وذكر مناقبهم ما خيل إلى السامع أنهم أولياؤهم ثم نفقوا باطلهم بنسبته إليهم فلا إله إلا الله كم من زندقة وإلحاد وبدعة قد نفقت في الوجود بسبب ذلك وهم براء منها.(30)
أنواع غلو الرافضة في آل البيت:(31)
أولاً: تفضيل الأئمة الإثني عشر على الأنبياء:
فمنهم من يفضلهم على سائر الأنبياء من غير استثناء
قال أمير محمد الكاظمي القزويني في كتابه الشيعة في عقائدهم وأحكامهم صـ 73، الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أفضل من الأنبياء.
وأكثرهم على تفضيلهم على الأنبياء سوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
قال آية الله السيد عبد الحسين وهو أحد أعوان الخميني في كتابه اليقين صـ 46.
وأئمتنا الإثنا عشر عليهم السلام أفضل من جميع الأنبياء باستثناء خاتم الأنبياء ولعل أحد أسباب ذلك هو أن اليقين لديهم أكثر.
وبعضهم استثنى أولو العزم.
وبعضهم سوى بين الأئمة مع أولي العزم.
قال زين الدين البياضي في صراطه المستقيم: وأكثر شيوخنا يفضلونه -أي علي- على أولي العزم لعموم رئاسته وانتفاع جميع أهل الدنيا بخلافته.
ومنهم من غلا ورفع من قدرهم فوق الملائكة والأنبياء جميعاً:
قال الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية (صـ:52) فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل. أ.هـ.
ثانياً: القول بعصمة الأئمة عند الشيعة:
قال محمد رضا المظفر في كتابه عقائد الإمامية (صـ91): "ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمداً وسهواً كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان.
ويقول الإمام الأكبر عندهم محمد الحسين آل كاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعة وأصولها (صـ 59): "الإمام يجب أن يكون معصوماً كالنبي عن الخطأ والخطيئة".
ثالثاً: الغلو في كيفية خلق الأئمة عند الشيعية:
قال الخميني في كتابه زبدة الأربعين حديثاً (صـ 232، صـ 604): "اعلم أيها الحبيب أن أهل بيت العصمة عليهم السلام يشاركون النبي صلى الله عليه وسلم في مقامه الروحاني الغيبي قبل خلق العالم أنوارهم كانت تسبح وتقدس منذ ذلك الحين، وهذا يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتى من الناحية العلمية".
قال التبريزي: "كانوا عليهم السلام موجودين بأشباحهم النورية قبل خلق آدم عليه السلام، وخلقتهم المادية متأخرة عن خلقة آدم كما هو واضح.. والله العالم".
رابعاً: الغلو في صفات الأئمة:
جاء في فهارس كتاب الكافي لمؤلفه محمد بن يعقوب الكليني.
باب: أن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه.
باب أن الأئمة خلفاء الله عز وجل في أرضه وأبوابه التي منها يؤتى.
باب أن الأئمة نور الله عز وجل.
باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة.
باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
باب أن الأئمة يعلمون علم ما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء صلوات الله عليهم.
باب عرض الأعمال على النبي والأئمة.
باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها.
في فهارس كتاب بحار الأنوار لخاتمة المجتهدين عندهم محمد باقر المجلسي (صـ 23-27).
باب أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام.
باب أنهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب.
باب أنهم يقدرن على إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء عليهم السلام.
خامساً: غلو الشيعة في فضائل زيارة قبور الأئمة:
كتاب: "كامل الزيارات" لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، جاء فيه:
باب: إن زيارة الحسين عليه بالسلام أفضل ما يكون من الأعمال.
باب: من زار الحسين عليه السلام كان كمن زار الله في عرشه.
باب: عن زيارة الحسين عليه السلام تزيد في العمر والرزق وتركها ينقصهما.
باب: أن زيارة الحسين تعد عمرة وتعدل حجة وتعدل عتق الرقاب.
باب: أن زيارة الحسين عليه السلام ينفس بها الكرب ويقضى بها.
سادساً: في غلوهم في الأئمة أنهم يتبرؤون من بقية الصحابة:
قال الرافضة لا ولاء إلا ببراء أي لا يتولى أهل البيت حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
وأطلقوا النصب على من تولى الشيخين.
نازعوا زيد بن علي ورفضوه لأنه تولى الشيخين وقالوا: من أحبهما فقد أبغض علياً ومن أبغضه فهو ناصبي.
سابعاً: جعلهم الإمامة في المرتبة من أصول الدين بعد التوحيد والعدل والنبوة:
وأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على إمامة اثني عشر إماماً.
قال محمد بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق في رسالته الاعتقادات (صـ 103).
واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله.
وقال يوسف البحراني في موسوعته المعتمدة عند الشيعة (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة). (صـ153):
"وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه وتعالى ورسوله وبين كفر بالأئمة عليهم السلام مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين".
وقال حكيمهم ومحققهم وفيلسوفهم محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني في منهاج النجاة (صـ: 48): "ومن جحد إمامة أحدهم -أي الأئمة الإثني عشر- فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام"(32).
_____________________
هوامش البحث ومراجعة:
1) لسان العرب (1/171).
2) انظر منهاج السنة لابن تيمية 4/75.
3) انظر ضعيف الجامع الصغير للألباني برقم.
4) منهاج السنة 4/75.
5) المرجع السابق 4/75.
6) انظر جلاء الأفهام لابن القيم صـ210، ومجلة البيان مقال بعنوان آل البيت منزلتهم.
منبر علماء اليمن:
http://olamaa-yemen.net/main/article...rticle_no=3164