تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الشيعة وآل البيت

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    150

    افتراضي الشيعة وآل البيت


    مراد بن أحمد القدسي
    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.

    وبعد:
    فلقد حظي آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمكانة السامية السامقة لقربهم من النبي صلى الله عليه وسلم ولما عرف عنهم من حسن التزام واستقامة على دين الله تعالى، ولما حباهم الله من شرف النسب المتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم وقرابته إلى الاتصال بالأنبياء من إسماعيل إلى أبي الأنبياء إبراهيم عليهما السلام، ولما جاء في فضائلهم من النصوص الصريحة الصحيحة التي تحث على زيادة محبتهم وإكرامهم وتوقيرهم ومكانتهم في أمة الإسلام، ومع هذا كله فقد ظهر في أهل البيت من غلا فيهم فرفعهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله بها، ومن هم من جفا عنهم وقال فيهم بكل قبيح وسفه من القول، ودين الله وسط بين الجافي والغالي.
    وبما أننا في صدد الكلام عن الشيعة الإمامية "الرافضة" وعقيدتهم في أهل البيت، فسترى الأمر فيه شيء من الإسهاب في الحديث عنهم، وعن مخازيهم والتي لا تحصى من هذا القبيل؛ علنا أن نقع على الداء ونضع من ثم له الدواء.

    فمدار هذا البحث يتركز في الآتي:
    1) تعريف آل البيت.
    2) فضائل وخصائص أهل البيت في ضوء الكتاب والسنة.
    3) عقيدة أهل السنة والجماعة في آل البيت.
    4) عقيدة الفرق الضالة -عدا الإمامية- في آل البيت.
    5) عقيدة الرافضة الإمامية في آل البيت.
    المبحث الأول تعريف آل البيت:
    لغة:
    الآل في اللغة من الأَوْل وهو الرجوع. آل الرجل: أهل بيته وعياله؛ لأنه إليه مآلهم وإليهم مآله(1).
    أما في المعنى الاصطلاحي:
    قيل: هم أمته -وهذا الصحيح- وذلك عند الإطلاق كما قال تعالى في حق فرعون: {فَوَقَاهُ اللهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ العَذَابِ} [غافر:45]. وآله هنا: بمعنى أتباعه.
    وكما في الصلاة الإبراهيمية: «اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...» [البخاري: (5/2338) (5996)، مسلم: (1/305) (406) عن كعب بن عجرة].
    قال بهذا القول طائفة من أصحاب مالك وأحمد وغيرهم(2).
    وقيل: المتقون من أمته، ورووا حديثاً: «آل محمد كل مؤمن تقي» [رواه الخلال، والحديث رواه الطبراني في الأوسط من حديث أنس](3).
    قال عنه ابن تيمية: "وقد احتج به طائفة من أصحاب أحمد وغيرهم وهو حديث موضوع"(4).
    وقيل: آل بيته، قال ابن تيمية: "والصحيح أن آل محمد هم أهل بيته، وهذا المنقول عن الشافعي وأحمد، وهو اختيار أبي جعفر وغيرهم"(5).
    ومن هم آل بيته:
    القول الأول: أنهم الذين حرمت عليهم الصدقة، وهم بنو هاشم وبنو عبدالمطلب وبنو هاشم خاصة أو بنو هاشم ومن فوقهم إلى غالب، وهذا القول هو اختيار أكثر العلماء(6).
    القول الثاني: أنهم ذريته وأزواجه خاصة.
    ولا فرق بين القولين:
    قال ابن تيمية: "وهكذا أزواجه وعلي وفاطمة والحسن والحسين كلهم من أهل البيت، لكن علياً وفاطمة والحسن والحسين أخص بذلك من أزواجه، ولهذا خصهم بالدعاء(7).
    الدليل على دخول أزواجه في آل البيت:
    قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33].
    في الآية دلالة صريحة على دخول أزواجه في آل البيت بمقتضى السياق الوارد فيهن، ومثله في جعل امرأة إبراهيم من آله فقال تعالى: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} [هود:73].
    كما جعل امرأة لوط من أهله فقال: {..إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ..} [العنكبوت:33].
    دليل آخر وهو قوله عليه السلام في التشهد: «اللهم صل على محمد وآل ومحمد» [البخاري: (5/2338) (5996)، مسلم: (1/305) (406) عن كعب بن عجرة].
    جاء في رواية أخرى توضيح معنى الآل في حديث أبي حميد: «اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته» [رواه مسلم. (1/306)].
    حجة الرافضة في إخراج أزواجه من آل البيت:
    الدليل الأول: حديث زيد بن أرقم الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم خطبهم وفيه: «أنه حث على التمسك بكتاب الله ورغب فيه -ثم قال-: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال هم: آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر وآل عباس، قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم».
    وفي رواية: «قيل: من أهل بيته نساؤه؟ قال: لا؛ وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها، أهل بيته: أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة من بعده» [مسلم: (4/1873) (2408) عن زيد بن أرقم].
    والشاهد في الرواية الثانية للرافضة.
    ويجاب عن ذلك:
    1- أن الرواية الأولى أثبتت أن نساءه هم من آل البيت، وهي الموافقة للقرآن والأحاديث الصحيحة.
    2- يحتمل أنه أراد بآل البيت الذين حرموا الصدقة دون من يدخل فيهم، والأول أرجح وأقوى(8).
    والدليل الآخر حديث الكساء:
    حيث أدخل الرسول صلى الله عليه وسلم علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، وهو في الكساء ودعا لهم وقال: «هؤلاء أهل بيتي وقرأ الآية: {..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33]» [الترمذي: (5/351) (3205) ].
    يجاب عنه:
    1- أن الحديث يحمل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ألحق أهل الكساء بحكم هذه الآية وجعلهم أهل بيته كما ألحق المدينة بمكة في حكم الحرمية وعليه: فأهل الكساء جعلوا من أهل بيته بدعائه أو بتأويله الآية على محاملها.
    2- أن الحديث لا يقتضي حصر آل البيت في أولئك؛ لما جاء في الرواية الأخرى: «اللهم هؤلاء أهل بيتي وأهل بيتي أحق» [أحمد: (4/107) (17029) عن واثلة بن الأسقع] وهذا غايته أن قرابته أحق بهذه التسمية، وليس فيه إخراج الأزواج من الآل.
    3- أن قصر أهل البيت على المذكورين في الحديث يقتضي مخالفة وجود التعارض بينه وبين الآية، والجمع أولى من الترجيح.
    4- أن سؤال أم سلمة أن يجعلها مع أهل الكساء فقال لها: «أنت على مكانك، وأنت على خير» [الترمذي: (5/351) (3205) ].
    غايته: أنه ليس فيه ما يمنع من دخولها في الآل؛ لأن الآية نزلت فيها وفي ضرائرها فليست هي بحاجة إلى إلحاقها بهم(9)، والله أعلم.
    المبحث الثاني: فضائل وخصائص أهل البيت في ضوء الكتاب والسنة:
    1) عند آية المباهلة قال تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الكَاذِبِينَ} [آل عمران:61]، فلما سمع "المسيح" رجل من النصارى ذكر الأبناء غضب فأخذ بيد ابنه فقال: هات لهذا كفواً، فغضب الرسول غضباً شديداً ثم دعا الحسن والحسين وعلياً وفاطمة رضي الله عنهم، فأقام الحسن عن يمينه والحسين عن يساره وعلياً وفاطمة إلى صدره وقال: هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا فأتنا لهم بأكفاء، فوثب أخوه العاقب فقال: إني أذكرك الله أن تلاعن هذا الرجل فوالله لئن كان كاذباً مالك في ملاعنته خير، ولئن كان صادقاً لا يحول الحول ومنكم نافح صرفه أو صرف قال الراوي: فصالحوه كل الصلح ورجع".
    فرواية جمع الرسول لعلي وفاطمة والحسن والحسين أخرجه مسلم والترمذي والحاكم.
    والشاهد في الحديث قوله عليه السلام: «هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا، فأتنا لهم بأكفاء».
    وهذا دلالة على فضلهم ومنقبة لهم.
    2) قوله تعالى: {..إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33].
    امتن الله على آل البيت وأثنى عليهم إذا التزموا تلك الأوامر والنواهي الواردة في الآيات أن الله سيذهب عنهم الرجس، ويجعلهم ممن تزكوا نفوسهم وتطهر.
    3) أخرج مسلم عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه قال عليه بالصلاة والسلام: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفاني من بني هاشم».
    4) أخرج مسلم من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: «خطب الرسول صلى الله عليه وسلم وحث على التمسك بكتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي».
    5) أخرج أحمد والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: «إن أوشك أن أدعى فأجيب، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي، كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض، فانظروا بما تخلفونني فيهما» [صححه الألباني في صحيح الترمذي برقم (2978، 2980)].
    بين ما معنى: "وعترتي أهل بيتي" بأنها بما في رواية زيد بن أرقم.
    قال ابن تيمية:" والذي رواه مسلم أنه بغدير خم قال: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله، فذكر كتاب الله وحض عليه، ثم قال: وعترتي أهل بيتي أذكركم الله ثلاثاً ». وهذا مما انفرد به مسلم ولم يروه البخاري، وقد رواه الترمذي وزاد فيه: «وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض».
    وقد طعن غير واحد من الحفاظ في هذه الزيادة وقال: إنها ليست من الحديث"(10).
    وقال في موضع آخر: "فهذا رواه الترمذي، وقد سئل عنه أحمد بن حنبل فضعفه وضعفه غير واحد من أهل العلم وقال: لا يصح، وقد أجاب عنه طائفة بما يدل على أن أهل بيته كلهم لا يجتمعون على ضلالة، قالوا: ونحن نقول بذلك كما ذكر ذلك القاضي أبو يعلى وغيره"(11).
    ثم قال: "لكن أهل البيت لم يتفقوا -ولله الحمد- على شيء من خصائص مذهب الرافضة، بل هم المبرؤون المنزهون عن التدنس بشيء منه"(12).
    6) أخرج أحمد في المسند والطبراني في معجمه الكبير والبيهقي في السنن والآجري في الشريعة عن المسور رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل نسب منقطع يوم القيامة إلا نسبي، وكل صهر منقطع إلا صهري» [وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (4564)].
    ولهذا أقدم عمر بن الخطاب -بعد سماعه للحديث- للزواج من أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه. وفي رواية: «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي» [رواه الحاكم والبيهقي في السنن].
    خصائص آل البيت:
    1- تحريم أكل الصدقة عليهم عن معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد» [رواه مسلم وأحمد وأبو داوود والنسائي].
    2- إعطاؤهم خمس الغنيمة وخمس الفيء: قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آَمَنْتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الفُرْقَانِ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنفال:41]، وقال تعالى: {مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القُرَى فَللهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ} [الحشر:7].
    فإذا حرموا نصيبهم هذا أعطوا من الصدقة.
    3- فضل النسب وطهارة الحسب: روى مسلم عن واثلة بن الأسقع قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشاً من كنانة، واصطفاني من بني هاشم».
    4- تخصيصهم بالصلاة عليهم كما في الصلاة الإبراهيمية.
    5- وصية الرسول عليه الصلاة والسلام بهم قبل وفاته.
    3- ما ورد من المناقب والفضائل الخاصة ببعض أهل البيت.
    قد ثبتت لكثير من أفراد آل البيت مناقب كثيرة حفظتها السنة، ففضائل علي أكثر من أن تذكر، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نساء العالمين، وخديجة خير النساء، وفضل عائشة على سائر النساء كفضل الثريد على سائر الطعام، وحمزة سيد الشهداء يوم القيامة... إلخ.
    المبحث الثالث: عقيدة أهل السنة والجماعة في آل البيت:
    1) أقوالهم في الثناء على آل البيت: إنما نروي عن الصحابة ما قالوا في أهل البيت؛ لأن عقيدتنا تتبع ذلك.
    روى الشيخان عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: "والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي".
    وروى البخاري عن أبي بكر رضي الله عنه أنه قال: "ارقبوا محمداً في أهل بيته".
    وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للعباس رضي الله عنه: "والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب".
    قال الإمام الصابوني: "وكذلك يرون تعظيم قدر أزواجه والدعاء لهن ومعرفة فضلهن والإقرار بأنهن أمهات المؤمنين".
    وقال ابن كثير:" ولا ننكر الوصاة بأهل البيت، والأمر بالإحسان إليهم، واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً، ولاسيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه، وعلي وأهل بيته وذريته، رضي الله عنهم أجمعين"(13).
    قال الإمام الطحاوي: "ومن أحسن القول في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياته المقدسين من كل رجس فقد برئ من النفاق"(14).
    قال ابن تيمية: "أهل السنة يتولون جميع المؤمنين ويتكلمون بعلم وعدل ليسوا من أهل الجهل ولا من أهل الأهواء، ويتبرؤون من طريقة الروافض والنواصب جميعاً، ويتولون السابقين الأولين كلهم، ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومناقبهم، ويرعون حقوق أهل البيت التي شرعها الله لهم، ولا يرضون بما فعله المختار ونحوه من الكذابين، ولا ما فعله الحجاج ونحوه من الظالمين"(15).
    2) ونهى أهل السنة عن الغلو المفرط في آل البيت:
    روى اللالكائي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "لا ينبغي الصلاة من أحد على أحد إلا على النبي"(16).
    قال ابن تيمية: "إن للعلماء في جواز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم منفرداً مذهبين:
    الأول: عدم الجواز وهو مذهب مالك والشافعي وطائفة من الحنابلة، واستدلوا بقول ابن عباس المذكور أعلاه.
    الثاني: أنه لا بأس به وهو مذهب أحمد وأكثر أصحابه، واستدلوا بما ورد عن علي أنه قال لعمر بن الخطاب: "صلى الله عليك".
    ثم قال: "ولكن إفراد واحد من الصحابة والقرابة كعلي أو غيره بالصلاة عليه دون غيره مضاهاة للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث يجعل ذلك شعاراً معروفاً باسمه: هذا هو البدعة"(17).
    آثار من آل البيت في ذم الغلو فيهم -رحمهم الله تعالى ورضي الله عنهم-:
    روى ابن أبي عاصم واللالكائي عن علي رضي الله عنه أنه قال: "يهلك في رجلان مفرط في حبي ومفرط في بغضي".
    وروى اللالكائي عنه أنه قال: "اللهم العن كل مبغض لنا وكل محب لنا غال".
    وروى اللالكائي عن علي بن الحسين (زين العابدين) أنه قال: "يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام فوالله ما زال حبكم بنا حتى صار شيناً".
    وروى اللالكائي عن علي بن الحسين أنه قال: "من زعم منا أهل البيت أو غيره، أن طاعته مفترضة على العباد فقد كذب علينا ونحن منهم براء فاحذر ذلك إلا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أولى الأمر من بعده".
    وروى اللالكائي عن محمد بن علي بن الحسين أنه أتي بدابة: "يريد أن يركبها فلم يقدر فرفعناه حتى ركبها فقال: "اللهم أخز قوماً يزعمون ويقولون أني أذهب في ليلة على الكوفة وأرجع من ليلتي".
    وروى اللالكائي عن علي أنه قال: "إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاءوا به ثم يتلو هذه الآية: {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ المُؤْمِنِينَ} [آل عمران:68] وهذا النبي -يعني محمداً- والذين اتبعوه فلا تغيروا فإنما ولى محمد من أطاع الله وعادى محمد من عصى الله وإن قربت قرابته".
    وروى اللالكائي: عن الحسن بن الحسن أنه قال لرجل يغلو فيهم: "ويحك أحبونا لله فإن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا ولو كان الله نافعاً أحداً بقرابة من رسوله الله بغير طاعة لنفع بذلك أباه وأمه قولوا فينا الحق فإنه أبلغ فيما تريدون ونحن نرضى منكم"(18).
    البحث الرابع: عقيدة الفرق الضالة -عدا الإمامية- في آل البيت:
    أولاً: الخوارج: " النواصب".
    جاء في القاموس المحيط في تعريف النواصب: "وناصبه الشر أظهره له.. والنواصب والناصبية وأهل النصب المتدينون ببغض علي رضي الله عنه لأنهم نصبوا له أي عادوه"(19).
    وجاء في لسان العرب: ناصبه الشر والحرب والعداوة مناصبة أظهره له ونصبه وكل من الانتصاب.. والنواصب هم قوم يتدينون ببغض علي رضي الله عنه.
    قال ابن تيمية: "الخوارج الذين يكفرون علياً والنواصب الذين يفسقونه -يقولون إنه كان ظالماً طالباً للدنيا وإنه طلب الخلافة وقاتل عليها بالسيف وقتل على ذلك ألوفاً من المسلمين حتى عجز عن انفراده بالأمر وتفرق عليه أصحابه وظهروا عليه فقاتلوه" (21).
    وقال أيضاً: "نقلاً عن النواصب:" زعموا أن الحسين كان خارجياً وأنه كان يجوز قتله لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه بالسيف كائناً من كان» [رواه مسلم].
    وهذه العقيدة غاية في الضلال لما جاء في النصوص المتضافرة في حب آل البيت وتوقيرهم ويخشى الكفر على أمثال هؤلاء وخاصة فيما ورد في حق علي لما جاء في فضلة من النصوص وكأنهم بفعلهم هذا يكذبون الله ورسوله وهذا غاية الكفر والانحراف.
    روى الحاكم عن سلمان رضي الله عنه أنه قال: "من أحب علياً فقد أحبني ومن أبغض عليناً فقد أبغضني" [صححه الألباني في صحيح الجامع].
    أما طعنهم في حق الحسين بن علي وأنه كان خارجياً:
    قال ابن تيمية: "عن الحسين قتل مظلوماً شهيداً، وإن الذين قتلوه كانوا ظالمين معتدين وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي يأمر فيها بقتال المفارق للجماعة لم تتناوله، فإنه رضي الله عنه لم يفرق الجماعة، ولم يقتل إلا وهو طالب للرجوع إلى بلده أو على ثغره، أو على يزيد داخلاً في الجماعة معرضاً عن تفريق الأمة، ولو كان طالباً ذلك أقل الناس لوجب إجابته إلى ذلك فكيف لا تجب إجابة الحسين على ذلك.. ولو كان الطالب لهذه الأمور من هو دون الحسين لم يجز حبسه ولا إمساكه فضلاً عن أسره وقتله.

    وأخيراً: قال الذهبي: "كان النصب مذهباً لأهل دمشق في وقت كما كان الرفض مذهباً لهم في وقت وهو في دولة بني عبيد ثم عدم ولله الحمد النصب وبقي الرفض خفيفاً خاملاً.

    يتبع إن شاء الله..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    150

    افتراضي رد: الشيعة وآل البيت

    تتمة..
    ثانياً: الصوفية:
    (24)

    فهم يرون آل البيت هم خواص الأمة ومن هنا أتى غلوهم في الأولياء والولي عندهم: هو من اختاره الله وجذبه إليه ولا يشترط الصلاح والتقى عندهم بل هي وهب إلهي دون سبب ولا حكمة وجعلوا المجاذيب والمجانين والفسقة والظلمة أولياء. ويدعون أن للأولياء تصرفاً في الكون كل حسب مرتبته.
    وجد عند الصوفية تعظيم القبور تبعاً للرافضة وكيف إذا كانت من قبور آل البيت.
    المبحث الخامس: عقيدة الرافضة الإمامية في آل البيت:
    لماذا الحديث عن الشيعة الإمامية دون غيرهم؟
    1) لأن الشيعة الزيدية معتقدهم طيب في آل البيت إليك طرفاً من عقيدة زيد بن علي رحمه الله في الصحابة ولم يكن يغالي في آل البيت:
    روى ابن عساكر عن آدم بن عبد الله الخثعمي وكان من أصحاب زيد أنه قال: سألت زيداً عن قوله تعالى: {وَالسَّابِقُون السَّابِقُونَ، أُولَئِكَ المُقَرَّبُونَ} [الواقعة10:11]. من هؤلاء قال: أبو بكر وعمر ثم قال: لا أنالني الله شفاعة جدي إن لم أوالهما".
    وذكر عن كثير الكوفي أنه قال: سألت زيداً عن أبي بكر وعمر؟ فقال: "تولهما" فقلت له: كيف تقول فيمن تبرأ منهما؟ قال: أبرأ منه حتى تموت.
    وقال الذهبي: قال زيد بن علي: كان أبو بكر رضي الله عنه إمام الشاكرين ثم تلا: {وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:144]. ثم قال: البراءة من أبي بكر هي البراءة من علي. [سير أعلام النبلاء. (5/390)].
    ذكر ابن جرير الطبري: أنه عندما حصل الطعن في زمنه من الرافضة على أبي بكر وعمر، منعهم من ذلك وقال لهم: ما سمعت أحداً من أهل بيتي يذكرهما إلا بخير. [تاريخ الأمم والملوك (7/180)](25).
    قال زيد بن علي: البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان البراءة من علي والبراءة من علي البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان.
    2) وأن الشيعة الأوائل لم يقولوا إلا الخير في الصحابة:
    قال ابن تيمية: وكانت الشيعة أصحاب علي يقدمون عليه أبا بكر وعمر وإنما كان النزاع في تقدمه على عثمان.(26)
    قال شريك بن عبد الله: إن أفضل الناس بعد رسول الله أبو بكر وعمر فقيل له: أتقول هذا وأنت من الشيعة؟ فقال: كل الشيعة كانوا على هذا وهذا الذي قاله على أعواد منبره أفنكذبه فيما قال.(27)
    قال ابن تيمية: والنقل الثبت عن جميع علماء أهل البيت من بني هاشم من التابعين وتابعيهم من ولد الحسين بن علي وولد الحسن وغيرهما أنهم كانوا يقولون أبا بكر وعمر وكانوا يفضلونهما على علي والنقول عنهم ثابتة متواترة.(28)
    عقيدة الرافضة الإمامية في آل البيت:
    عقيدتهم في آل البيت الغلو المفرط تجاوز الحدود، وأدخل على المسلمين الشركيات والكفريات.
    لماذا هذا الغلو؟
    روى الدارمي قال: حدثنا أبو الربيع قال: كان من هؤلاء الجهمية رجل وكان الذي يظهر من رأيه الترفض وانتحال حب علي رضي الله عنه فقال رجل ممن يخالطه ويعرف مذهبه: قد علمت أنكم لا ترجعون إلى دين الإسلام ولا تفتقدونه، فما الذي حملكم على الترفض وانتحال حب علي قال: إذن أصدقك أنا، إن أظهرنا رأينا الذي نعتقده رمينا بالكفر والزندقة، وقد وجدنا أقواماً ينتحلون حب علي ويظهرونه ثم يقعون بمن شاءوا ويعتقدون ما شاءوا ويقولون ما شاءوا فنسبوا إلى التشيع، فلم نر لمذهبنا أمراً ألطف من انتحال حب هذا الرجل ثم نقول ما شئنا ونعتقد ما شئنا، ونقع بمن شئنا، فلئن يقال لنا: رافضة أو شيعة أحب إلينا من أن يقال زنادقة كفار، وما علي عندنا أحسن من غيره ممن نقع بهم.
    ثم قال: وصدق هذا الرجل فيما عبر عن نفسه ولم يرواغ، وقد استبان ذلك من بعض كبرائهم وبصرائهم ولئن كان أهل الجهل في شك من أمرهم، عن أهل العلم منهم لعلي يقين.(29) [الرد على الجهمية صـ:179-180].
    قال ابن القيم: -في صدد ذكره للأسباب التي جعلت التأويل الباطل مقبولاً عند الناس- السبب الثالث أن يعزو المتأول تأويله إلى جليل القدر نبيل الذكر من العقلاء أو من آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم أو من حصل له في الأمة ثناء جميل ولسان صدق ليحليه بذلك في قلوب الجهال، فإنه من شأن الناس تعظيم كلام من يعظم قدره في نفوسهم.. وبهذا الطريق توصل الرافضة والباطنية الإسماعيلية النصيرية على تنفيق باطلهم وتأويلاتهم حين أضافوا إلى أهل بيت رسول الله لما علموا أن المسلمين متفقون على محبتهم وتعظيمهم، فانتموا إليهم وأظهروا من محبتهم إجلالهم، وذكر مناقبهم ما خيل إلى السامع أنهم أولياؤهم ثم نفقوا باطلهم بنسبته إليهم فلا إله إلا الله كم من زندقة وإلحاد وبدعة قد نفقت في الوجود بسبب ذلك وهم براء منها.(30)
    أنواع غلو الرافضة في آل البيت:(31)
    أولاً: تفضيل الأئمة الإثني عشر على الأنبياء:
    فمنهم من يفضلهم على سائر الأنبياء من غير استثناء
    قال أمير محمد الكاظمي القزويني في كتابه الشيعة في عقائدهم وأحكامهم صـ 73، الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أفضل من الأنبياء.
    وأكثرهم على تفضيلهم على الأنبياء سوى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم:
    قال آية الله السيد عبد الحسين وهو أحد أعوان الخميني في كتابه اليقين صـ 46.
    وأئمتنا الإثنا عشر عليهم السلام أفضل من جميع الأنبياء باستثناء خاتم الأنبياء ولعل أحد أسباب ذلك هو أن اليقين لديهم أكثر.
    وبعضهم استثنى أولو العزم.
    وبعضهم سوى بين الأئمة مع أولي العزم.
    قال زين الدين البياضي في صراطه المستقيم: وأكثر شيوخنا يفضلونه -أي علي- على أولي العزم لعموم رئاسته وانتفاع جميع أهل الدنيا بخلافته.
    ومنهم من غلا ورفع من قدرهم فوق الملائكة والأنبياء جميعاً:
    قال الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية (صـ:52) فإن للإمام مقاماً محموداً، ودرجة سامية، وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون، وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل. أ.هـ.
    ثانياً: القول بعصمة الأئمة عند الشيعة:
    قال محمد رضا المظفر في كتابه عقائد الإمامية (صـ91): "ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمداً وسهواً كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان.
    ويقول الإمام الأكبر عندهم محمد الحسين آل كاشف الغطاء في كتابه أصل الشيعة وأصولها (صـ 59): "الإمام يجب أن يكون معصوماً كالنبي عن الخطأ والخطيئة".
    ثالثاً: الغلو في كيفية خلق الأئمة عند الشيعية:
    قال الخميني في كتابه زبدة الأربعين حديثاً (صـ 232، صـ 604): "اعلم أيها الحبيب أن أهل بيت العصمة عليهم السلام يشاركون النبي صلى الله عليه وسلم في مقامه الروحاني الغيبي قبل خلق العالم أنوارهم كانت تسبح وتقدس منذ ذلك الحين، وهذا يفوق قدرة استيعاب الإنسان حتى من الناحية العلمية".
    قال التبريزي: "كانوا عليهم السلام موجودين بأشباحهم النورية قبل خلق آدم عليه السلام، وخلقتهم المادية متأخرة عن خلقة آدم كما هو واضح.. والله العالم".
    رابعاً: الغلو في صفات الأئمة:
    جاء في فهارس كتاب الكافي لمؤلفه محمد بن يعقوب الكليني.
    باب: أن الأئمة ولاة أمر الله وخزنة علمه.
    باب أن الأئمة خلفاء الله عز وجل في أرضه وأبوابه التي منها يؤتى.
    باب أن الأئمة نور الله عز وجل.
    باب أن الآيات التي ذكرها الله عز وجل في كتابه هم الأئمة.
    باب أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
    باب أن الأئمة يعلمون علم ما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء صلوات الله عليهم.
    باب عرض الأعمال على النبي والأئمة.
    باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها.
    في فهارس كتاب بحار الأنوار لخاتمة المجتهدين عندهم محمد باقر المجلسي (صـ 23-27).
    باب أنهم أعلم من الأنبياء عليهم السلام.
    باب أنهم يظهرون بعد موتهم ويظهر منهم الغرائب.
    باب أنهم يقدرن على إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص وجميع معجزات الأنبياء عليهم السلام.
    خامساً: غلو الشيعة في فضائل زيارة قبور الأئمة:
    كتاب: "كامل الزيارات" لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، جاء فيه:
    باب: إن زيارة الحسين عليه بالسلام أفضل ما يكون من الأعمال.
    باب: من زار الحسين عليه السلام كان كمن زار الله في عرشه.
    باب: عن زيارة الحسين عليه السلام تزيد في العمر والرزق وتركها ينقصهما.
    باب: أن زيارة الحسين تعد عمرة وتعدل حجة وتعدل عتق الرقاب.
    باب: أن زيارة الحسين عليه السلام ينفس بها الكرب ويقضى بها.
    سادساً: في غلوهم في الأئمة أنهم يتبرؤون من بقية الصحابة:
    قال الرافضة لا ولاء إلا ببراء أي لا يتولى أهل البيت حتى يتبرأ من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
    وأطلقوا النصب على من تولى الشيخين.
    نازعوا زيد بن علي ورفضوه لأنه تولى الشيخين وقالوا: من أحبهما فقد أبغض علياً ومن أبغضه فهو ناصبي.
    سابعاً: جعلهم الإمامة في المرتبة من أصول الدين بعد التوحيد والعدل والنبوة:
    وأن النبي صلى الله عليه وسلم نص على إمامة اثني عشر إماماً.
    قال محمد بن الحسين بن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق في رسالته الاعتقادات (صـ 103).
    واعتقادنا فيمن جحد إمامة أمير المؤمنين وأنكر واحداً من بعده من الأئمة أنه بمنزلة من أقر بجميع الأنبياء وأنكر نبوة محمد صلى الله عليه وآله.
    وقال يوسف البحراني في موسوعته المعتمدة عند الشيعة (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة). (صـ153):
    "وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه وتعالى ورسوله وبين كفر بالأئمة عليهم السلام مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين".
    وقال حكيمهم ومحققهم وفيلسوفهم محمد محسن المعروف بالفيض الكاشاني في منهاج النجاة (صـ: 48): "ومن جحد إمامة أحدهم -أي الأئمة الإثني عشر- فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء عليهم السلام"(32).
    _____________________
    هوامش البحث ومراجعة:
    1) لسان العرب (1/171).
    2) انظر منهاج السنة لابن تيمية 4/75.
    3) انظر ضعيف الجامع الصغير للألباني برقم.
    4) منهاج السنة 4/75.
    5) المرجع السابق 4/75.
    6) انظر جلاء الأفهام لابن القيم صـ210، ومجلة البيان مقال بعنوان آل البيت منزلتهم.
    منبر علماء اليمن:
    http://olamaa-yemen.net/main/article...rticle_no=3164

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •