السَّلاَمُ عَلَيْـــــــــ ــكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
الحمدُ لله والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ الله وبعدُ
فأنقلُ لك أسباب انتشار البدع كما جمعها الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن أحمد التويجري في رسالة ماجستير له بعنوان : البدع الحولية
1- سكوت كثير من العلماء على تلك المبتدعات الضآلة ، والعوام إذا رأوا سكوت العالم على أمر حسبوا أن ذلك الأمر لا يخالف الشرع .
وأدهى من ذلك ، أن بعض العلماء الذين فسدت نياتهم ، آثروا الدنيا على الآخرة ، فأخذوا يروِّجون تلك البدع ويحسنونها للمسلمين ، لينالوا الشهرة بينهم ، وتكون هذه الشهرة طريقاً لجمع المال وتحصيله منهم من طرق عدة ، ومن ثم الوصول إلى رئاستهم على أولئك المغفلين السذَّج الذين يحسبون أن كل بيضاء شحمة ، وكل سوداء تمرة .
2- عمل العالم بالبدعة وتقليد الناس له ، لوثوقهم بأنه لا يفعل إلا ما فيه الصواب ، وربما كان عمله على وجه المخالفة ، فيظن الناس أن ذلك مشروعاً . ولذلك قيل : لا تنظر إلى عمل العالم ،ولكن سله يصدقك .
3- تبني الحكام للبدعة ، وتأييدهم لها ، وعملهم على انتشارها ، لموافقتها أهواءهم ، كما حدث من المأمون ومن بعده في القول بخلق القرآن؛ وذلك أن المأمون كان قد استحوذ عليه جماعة من المعتزلة فأزاغوه عن طريق الحق إلى الباطل، وزيَّنُوا له القول بخلق القرآن،ونفي الصفات عن الله عز وجل،ولم يكن في الخلفاء قبله من بني أمية،وبني العباس خليفة إلا على مذهب السل ومنهاجهم.
فقد قال الخليفة هارون الرشيد : ( بلغني أن بشراً المريسي زعم أن القرآن مخلوق ، عليَّ إن أظفرني الله به لأقتلنه قتلةً ما قتلتها أحداً قط ) .
فكان بشر متوارياً أيام هارون نحواً من عشرين سنة حتى مات هارون ، فظهر ودعا إلى الضلالة ،وكان من المحنة ما كان .
4- تحول البدع إلى عادة يصعب الانصراف عنها إلا بعد جهد كبير .
5- موافقة البدعة لأهواء النفوس وغرائز الناس التي حرص الدين على تنظيمها ، والحد من الانطلاق معها ، وعدم وجود مقاومة فعالة تمنع من انتشارها ، وامتداد أخطارها وتغلغلها في النفوس .
فهذه بعض أسباب انتشار البدع . ذكرناها على وجه الإيجاز ؛ لأن القصد الإشارة وليس الاستيعاب . والله أعلم
المصدر ملتقى اهل الحديث