الموضوع: منظومة أصول الفقه وقواعده

18- وكـلُّ مـمنــــوعٍ فلِـلضَّـرُورةِ ****** يُبــــــــاحُ والـمَـكـروهُ عِنــدَ الحـاجـةِ

كل ممنوع: كلُّ: مبتدأ, والخبر: جملة يُباح, والضرورة: متعلق بالخبر يُباح.

والسؤال: لماذا اقترن الخبر بالفاء؟
الجواب: لأن المبتدأ أشبه الشرط؛ كقولهم: الذي يأتي فله درهم.
ومن الأدلة على هذه القاعدة, قول الله - تعالى: {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة/173], {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ} [الأنعام/119].

فيُباح المُحرَّم للضرورة بشرطين:

1) أن نضطر إليه بعينه, ولا يقوم مقامه شيء.
2) أن نتيقن أن الضرورة تندفع به فعلا, فإن شككنا فإنه يبقى على تحريمه.

ثم تعرض الشيخ - رحمه الله - إلى مسألة فك السحر بالسحر في حالة تداوى بغيره ولم يُشف, وقال بأن عددًا من أهل العلم أدخلوها تحت هذه القاعدة, وقد خالفهم لأن التحقق من الشفاء غير مؤكد.

والمكروه عند الحاجة: المكروه منهي عنه على سبيل الأولوية؛ فيُباح عند الحاجة.

سؤال: هل نحتاج إلى الشرطين السابقين هنا؟
الجواب: لا نحتاج إليهما, لكن لو توفرا لانتفت الكراهة مطلقًا.

مثال على ذلك, الحركة اليسيرة في الصلاة؛ فإنها مكروهة لكن تزول عنها الكراهة عند الحاجة.

19- لكـــنَّ مــا حُــــــرِّمَ لِلذَّرِيْعَــة ِ ****** يَـجُـــوزُ لِلْحـــــــاجـ ـةِ كالعَرِيَّـــــ ـــةِ

لكن: تعني أن هذا استثناء من قوله "وكل ممنوع فللضرورة يُباح"
ما حُرِّم للذريعة يجوز للحاجة: ما حرَّمه الله سدًا للذريعة يأخذ حكم المكروه في زوال الحكم عنه للحاجة.
كالعرية: بيع الرطب على رؤوس النخل بالتمر.

وهي مباحة بشروط:
1) ألا يتعد خمسة أوسق.
2) ألا يدع الرطب حتى يَتمر.
3) أن يماثل التمر الذي بذله المشتري قدرًا.
4) ألا يجد ما يشتري به سوى هذا التمر.
5) أن يكون الرطب على رؤوس النخل.

جزاكِ المولى فراديس الجنان.

آمين آمين آمين
وإياكِ أم عبد الرحمن, وشكر لكِ طيب المتابعة.

20 ـ وما نُهِيْ عنهُ من التَّعَبُّدِ ****** أو غيرِهِ أَفْسِدْهُ لا تردّدِ
21 ـ فكلُّ نهيٍ عادَ للذواتِ ****** أو للشروط مُفْسِداً سَيَاتي
22 ـ وإِنْ يَعُدْ لخارجٍ كالعِمَّهْ ****** فلن يَضير فافْهمَنَّ العِلَّهْ
23 ـ والأصلُ في الأشياءِ حِلٌّ وامْنَعِ ****** عبادةً إلا بإذنِ الشارعِ
24 ـ فإنْ يقعْ في الحكمِ شكٌّ فارجِعِ ****** للأصلِ في النوعَيْنِ ثم اتَّبِعِ

20 ـ وما نُهِيْ عنهُ من التَّعَبُّدِ ****** أو غيرِهِ أَفْسِدْهُ لا تردّدِ

ما: اسم موصول بمعنى الذي.
نُهي عنه من التعبد: وردَ فيه نهيٌ شرعيٌ من العبادات؛ كصلاة النفل في أوقات الكراهة, وصيام يوميِّ العيد, وصلاة الحائض.
أو غيره: أو غير العبادات من المعاملات؛ كنكاح الشغار, وخِطبة الرجل على خِطبة أخيه, والنداء للبيع بعد الأذان الثاني للجمعة.

والعلماء يقولون: "النهي يقتضي الفساد".

ودليل ذلك قول الرسول - صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرُنا فهو ردٌّ)).

أفْسِده: أفسد هذا العمل أو هذا التعامل واحكم ببطلانه.
لا تَردد: لا تتردد في ذلك.

21 ـ فكلُّ نهيٍ عادَ للذواتِ ****** أو للشروط مُفْسِداً سَيَاتي

فكلُّ: فاء التفريع, تعني أن البيت مُفرع على ما قبله.
للذوات: لذات العبادة.
أو للشروط: إذا عاد النهي للشرط, فإن المشروط لا يَصِح؛ لأنه إذا عاد للشرط فسد الشرط, وإذا فسد الشرط فسد المشروط.
أما إن عاد إلى أمر خارج عن ذات العبادة وشرطها, فإنها تصح.
سياتي: خبر المبتدأ.

22 ـ وإِنْ يَعُدْ لخارجٍ كالعِمَّهْ ****** فلن يَضير فافْهمَنَّ العِلَّهْ

وإن يعُد: يعود الضمير على النهي.
لخارج: خارج عن ذات العبادة وشرطها؛ كالعمامة إن كانت مُحرَّمة, أو الأرض المغصوبة.
كالعِمَّة: العمامة المُحرَّمة؛ مسروقة, أو صُنعت من حرير, أو غير ذلك.
فلن يَضير: لن يمنع صحة العبادة ( الصلاة ).
فافهمنَّ العِلَّة: افهم العِلَّة في جميع مسائل الفقه, والعلة هنا أنه خارج عن ذات العبادة وشرطها.

غدًا تبدأُ إجازَتِي القصيرة (سُروووور)
وسآتِي للبياتِ هُنا بإذنِ ربّي إن كانَ في العُمرِ بقيّة<<أُريدُ أجملَ استقبالٍ وأحلى ترحِيب(ابتسامة)

بارَكَ اللهُ فيكُم ونفعَ بكُم وأجزلَ لكُمُ المثوبة()()()

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمة الفقيرة إلى الله

غدًا تبدأُ إجازَتِي القصيرة (سُروووور)
وسآتِي للبياتِ هُنا بإذنِ ربّي إن كانَ في العُمرِ بقيّة<<أُريدُ أجملَ استقبالٍ وأحلى ترحِيب(ابتسامة)

بارَكَ اللهُ فيكُم ونفعَ بكُم وأجزلَ لكُمُ المثوبة()()()

هل غيابكِ يعني انتهاء العطلة؟
وهل هناك من يتابع هذا الموضوع؟!

لي عودة بإذن الله..

أنا : )

وأنا أيضًا: ) كُنتُ أَرقُبُ إضافَةَ جديد بشوق والدّليل دخلت الصّفحة لمّا شفتها ارتفعت : )
.
.
لا، لم نستأنِف الدّراسة بعد،في 2 نوفمبر سنعود...
كانت ظُروف
جزاكُمُ اللهُ خيرًا
وننتظرُكُم (ابتسامة)

23 ـ والأصلُ في الأشياءِ حِلٌّ وامْنَعِ ****** عبادةً إلا بإذنِ الشارعِ

الأصل: الأساس
الأشياء: كلمة عامة, وكما قيل: أعمُّ شيء كلمة شيء.
حِل: حلال؛ فالأعيان, والأفعال, والمعاملات, والعادات, كلها أساسها الحِل, وللمرء أن ينتفع بها على أي وجه كان ما لم يرد الدليل على حرمتها.
فلو عمل الإنسان عملا ما أو اتخذ لُعبة يلعبها في بعض أوقاته, ثم نُهي عن ذلك بحجة أن النبي – صلى الله عليه وسلَّم – لم يكن يعمل ذلك, فالجواب عليه: أن الأصل الحِل, ما لم يقم الدليل على المنع.

وامنعِ عبادة إلا بإذن الشارع: لا يجوز أن يُتعامل مع العبادات على نحو ما سلف من سائر الأمور, فالأصل فيها المنع حتى يُقام الدليل على مشروعيتها.
ودليل ذلك: قول رسولنا – صلى الله عليه وسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)), وقوله – تعالى: }أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ{ [الشورى/21].

والدليل النظري: أن هذه العبادة طريق موصل لله, فلا يمكن أن نسلك طريقًا موصل إليه إلا أن يُبينه ويضعه لنا.

فلابد إذن أن تكون العبادة موافقة للشرع في ستة أشياء:

- السبب
- الجنس
- القدْر
- الكيفية
- الزمان
- المكان.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مروة عاشور

فلابد إذن أن تكون العبادة موافقة للشرع في ستة أشياء:
- السبب
- الجنس
- القدْر
- الكيفية
- الزمان
- المكان.

السّبب
هل المقصود: الغاية الّتي شُرِعت من أجلِها العِبادة؟
الجِنس
لم أفهم صراحةً :$

جزاكُم ربّي خيرَ الجزاء وبارَكَ فيكُم.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأمة الفقيرة إلى الله

السّبب
هل المقصود: الغاية الّتي شُرِعت من أجلِها العِبادة؟
الجِنس
لم أفهم صراحةً :$

جزاكُم ربّي خيرَ الجزاء وبارَكَ فيكُم.

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=225226

هذا شرحها والتمثيل لها من كتاب المقدمات العشر في نقض أصول صوفية العصر
أ- السبب : جعلت الشريعة المطهرة دخول الخلاء سبباً لقول " اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " كما أخرج السبعة عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلَّم إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث " فلو أن أحداً جعل دخول الخلاء سبباً لقول " غفرانك " لوقع في البدعة .

هل مقصودُ ذلِكَ أنّهُ استخدَمَ الذّكرَ المخصوصَ في غيرِ موضِعِه فوقعَ في البدعةِ؟

ب- الجنس : جعلت الشريعة بهيمة الأنعام جنساً للأضاحي فلو أن أحداً جعل الدجاج جنساً للأضاحي لوقع في البدعة
جـ - القدر ( العدد ) : جعلت الشريعة المطهَّرة السعي بين الصفا والمروة سبعاً فلو أن أحداً زاد أو أنقص مُتعمِّداً مُتعبِّداً لله بذلك لوقع في البدعة .
د- الزمان – جعلت الشريعة المطهَّرة للوقوف بعرفة وقتاً له بدايةٌ ونهايةٌ فمن وقف بها متعبِّداً لله بذلك قبل الوقت أو بعده وقع في البدعة .
هـ – المكان : جعلت الشريعة للاعتكاف مكاناً وهو المسجد كما قال تعالى  ولا تُباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد …  فلو أن أحداً اعتكف في غير المسجد لما صحَّ اعتكافه ولصار بدعةً .
و – الصفة : ( الكيفية ) ويُراعى في الصفة أمورٌ :
1- صفة الفعل في الظاهر : كصفة طواف رسول الله صلى الله عليه وسلَّم من أنه جعل الكعبة عن شماله كما دل على ذلك حديث جابر في صحيح مسلم ، فلو أن أحداً طاف وجعل البيت عن يمينه لكان فعله بدعة .
2- صفة الفعل من جهة القصد والـتَّـبَع : فما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلَّم قصداً يُفعل قصداً وما فعله تَبَعاً يُفعل تَبَعاً والمخالفة في ذلك بجعل التابع مقصوداً أو المقصود تابعاً من جملة البدع المحدثة.........

أحسَنَ اللهُ إليكُم وبارَكَ فيكُم ونفعَ بكُمُ الأُمّة()

بارك الله فيك اخيتي وثبتنا و اياك على الحق وسدد الله خطانا

24 ـ فإنْ يقعْ في الحكمِ شكٌّ فارجِعِ ****** للأصلِ في النوعَيْنِ ثم اتَّبِعِ

فإن يقع: فإن يحدث في نفسكَ.

في الحكم شكٌ: في حكم هذا الشيء شكٌ من حيث الحل أو الحرمة فيشكل عليكَ.

فارجع للأصل في النوعين: فعد إلى أصل النوعين: (العبادات والعادات), فإن كان من العبادات فالأصل فيه المنع, حتى يقوم الدليل على مشروعيته, وإن كان من العادات فالأصل الإباحة حتى يقوم الدليل على المنع.

ثم اتبعِ: أي اتبع ما ظهر لك واتضح ولا تشق على نفسك.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سامضي و الثبات يشد ازري

بارك الله فيك اخيتي وثبتنا و اياك على الحق وسدد الله خطانا

آمين آمين آمين
أحسن الله إليكِ.

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم

سألت أختنا الأمة الفقيرة إلى ربها داخل الاقتباس

هل مقصودُ ذلِكَ أنّهُ استخدَمَ الذّكرَ المخصوصَ في غيرِ موضِعِه فوقعَ في البدعةِ؟

فننتظر إجابتك أستاذتنا الفاضلة