إخوتي الفضلاء ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

لقد وقفت على هذين النقلين :

1 - قال المتنبي :
يا من ألوذ به فيما أؤمله ... ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره ... ولا يهيضون عظما أنت جابره
قال ابن كثير رحمه الله في ترجمته للمتنبي : "وقد بلغني عن شيخنا العلامة شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله أنه كان ينكر على المتنبي هذه المبالغة في مخلوق ، ويقول : إنما يصلح هذا لجناب الله سبحانه وتعالى .وأخبرني العلامة شمس الدين بن القيم رحمه الله أنه سمع الشيخ تقي الدين المذكور يقول : ربما قلت هذين البيتين في السجود أدعو الله بما تضمناه من الذل والخضوع " .

2 - وجاء في كتاب التوابين لابن قدامة رحمه الله أن الحسن وعليا رضي الله عنهما بينما كانا يطوفان بالبيت إذ سمعا من يقول :
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم ... يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا ... وأنت عينك يا قيوم لم تنم
هب لي بجودك فضل العفو عن جرمي ... يا من إليه أشار الخلق في الحرم
إن كان عفوك لا يدركه ذو سرف ... فمن يجود على العاصين بالكرم ؟!

فأقبل عليه الحسن رضي الله عنه ليدعوه لأبيه فوجده قائماً يصلي .

# أي أنه كان يدعو بها في صلاته .

** ولقد أشكل عليَّ هذا الفعل – أعني الدعاء بالشِّعر أثناء الصلاة – ! ..

فقد روى البخاري عن عكرمة رحمه الله ، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال له : حَدِّث الناس كل جمعة مرة ، فإن أبيت فمرتين ، فإن أكثرت فثلاث مرار ، ولا تمل الناس هذا القرآن ، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم فتقص عليهم فتقطع عليهم حديثهم فتملهم ، ولكن أنصت ، فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه ؛ فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك . يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب .

# فإذا كان ابن عباس يحكي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصحابةِ – رضي الله عنهم – كراهيتهم للسجع في الدعاء في الحديث فكيف بالدعاء بالشعر أثناء الصلاة ؟!

* وروى النسائي وأبو داود عن عمر رضي الله عنه أنه مَرَّ بحسان – رضي الله عنهما – وهو يُنشد في المسجد ، فلحظ إليه ، فقال حسان : قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك .

# ولاشك أن عمر رضي الله عنه على علمٍ بما قاله حسان رضي الله عنه ورغم ذلك فقد لحظه بعينه ، مع أنَّ ما قام به مجرد قولٍ للشعر داخل المسجد !

* وإذا كان الخلاف بين العلماء قد وقع في حكم قول الشِّعر أثناء الخطبة – بغض النظر عن القول الراجح – فكيف سيكون حالهم في حكم الدعاء به أثناء الصلاة ؟!

فما رأيكم أيها الإخوة الفضلاء ؟؟

*** علماً بأنني قمت باستفتاء الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك – رحمه الله – عن حكم ذلك لكني سأرجيء نقل جوابه إلى أن أقرأ ما يجود به علمكم وفهمكم بارك الله لكم فيهما ..