تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 37 من 37

الموضوع: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    أول مشاركة سميتهما مشرك و مبتدع و لم أحكم عليهما لذلك أكتفي بما طرحته أنا أيضا و لعل صاحب الموضوع ينتفع بمناقشتنا الماضية إن كان يريد الحق

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    ألله أكبر, ما زرت موضوعي الآخر منذ القديم, ولم أر مشاركتك يا - من الأنصار - والآن رأيت وتعجبت تعجبا كيف فهمت كلامي! لماذا لم تحمل مرادي وكلامي أحسن المحامل, بل فعلت العكس؟ لقد أشركت نفسك بالله العظيم في علم الغيب (إن أردنا أن نظن بك سوء الظن) عندما فسرت كلامي كما فسرت! والعجب يزيد عندما رأيت أني فسرت مرادي فقلت هناك:
    - يقتضي تكفير العلماء الذين يرون العذر بالجهل في الحكم على القبوريين, مثل الشيخ ابن عثيمين, لأن من لم يحقق أصل الدين فهو كافر ولا يعذر بالتأويل؟ ما الحل في هذا؟
    -
    لكلامه هذا لوازم كثيرة وخطيرة جدا, ولا بد من الشرح والتفصيل. من شرح هذه الرسالة من العلماء؟
    -
    ونحن نعلم أن علماءنا يوصون بقراءة ذاك الكتاب وأنه من كتب أهل السنة, فنحتاج إلى التفصيل والشرح.
    - فإن أقررنا بما أشكل علي من كلام محمد بن عبد الوهاب, يلزمنا أن نكفر العلماء من أمثال العثيمين والألباني وغيرهم.
    - نريد التوضيح والتوفيق بين الأقوال من الإخوة المتخصصين!

    فكيف يكون أوضح من هذا؟ أليس على الطالب وعلى المسلم أن يسأل الإخوة أهل العلم ما أشكل عليه أن يفهمه؟ أو أن يجلس ويسكت ولا يتعلم؟ أليس على الطالب أن يركون تصورا تاما للموضوع ويسأل عن كل شيء يساعده في ذلك؟ أليس على الطالب أن لا يستحيي السؤال عما لا يفهم؟ أليس على الطالب أن يعرف مسائل التوحيد جملة وتفصيلا ليعلم الناس إذا رجع إلى بلده ويدعوا الناس على بصيرة؟ وخاصة إذا كان في ذاك البلد فرق مختلفة تذيع الشبهات في تلك المسائل؟ لا حول ولا قوة إلا بالله. لو أردت أن أفسر كلامك حسب سوء الظن لقلت أنك تكفر الشيخ ابن عثيمين والشيوخ الذين يرون العذر بالجهل في الشرك, لأنك قلت أني رقيق القلب للمشركين, وأنا رقيق القلب للعلماء السلفيين القائلين بالعذر بالجهل, وهل ذلك يعني أنك تكفرهم؟ أرى أنك جمعت بين عدم فهم وقراءة موضوعي وسوء الظن واتباع الهوى. إنك آثم إثما كبيرا, لسوء الظن, والافتراءات البينة العظيمة, وسأفكر جيدا هل أعفو عنك. وحتى اتهمتني بالكفر! لأن كل ما قلت عندي كفر واضح (حرية الأديان, عدم مطلق البراءة من المشركين)!

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    والآن سأرد على عالي السند:
    كان عليك أن تلتزم الموضوع ولا تلتفت إلى صاحب الموضوع, فإن ذلك أدخل الإثم الكبير وهو سوء الظن. إن كنت تريد أن تعرف مرادي فاحمل قولي ومرادي وقصدي أحسن المحامل, وستجد ما تريد. وإن عسر عليك ذلك, فسأساعد بما يلي:
    قلت: "المشكلة ليست في العبارات التي أوردتها ، فهي مستقيمة لكن المشكلة في الفهم فقط! عبارات أئمة الدعوة رحمهم الله عبارات شرعية واضحة، كونها أشكلت عليك لا يعني أنها خطأ، والنتائج التي ذكرتها نتائج لمفهومك أنت."
    - هذا القول وهذا الأسلوب في الكلام يدل على أن صاحبه سيء الظن بمن يوجهه, فإن هناك عدة الاختيارات استطعت أن تختارها غير ما ذكرت. أنت قلت لي " نتائج لمفهومك أنت " ولماذا لم تظن أني أريد أن أرد على المبتدعة الذين انتشروا في بلدي وأثاروا الشبهات الكثيرة حول هذا الموضوع, فأنقل مفهومهم ليرد عليه؟ أو أني أريد أن أتعلم كيف أرد على من سيفهم هذا خطأ فأفترض كيف سيفهمه وأذكر ذلك لأعرف كيف أوضح ذلك لقومي إذا سألوني أو لزملائي وأصدقائي. بل اخترت سوء الظن.

    وقلت: "ثم إن التشغيب واللمز وحتى ذكر إمام الدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بدون ثناء أو لقب ينبئ عن شئ في نفسك هداك الله. والإنصاف طيب. "
    مرة أخرى اخترت سوء الظن, ولو حملت كلامي أحسن المحامل لما قلت هذا. لماذا لم تظن أني أحب وأوقر الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب لكني كنت أسرع في الكتابة لأني كنت ضيق الوقت فنسيت ذكر اللقب أو لم أر أن عدم ذمره مشكلة لأني ذكرته مئات مرات أخرى؟ ولِمَ لم تفترض أني أريد أن أوفق بين أقواله هنا وهناك وبين لوازم تلك الأقوال اتي تظهر لكثير من الناس, خاصة في زمن الفتن؟
    ثم تقول أني أتهم وأن لي سلف من القبوريين وهذا بهتان عظيم ناتج عن اتباع الهوي! ارجع إلى مشاركتي وانظرها مرة أخرى, لكن بأحسن ظن ممكن, فستعرف مرادي. وإذا عرفت مرادي ساعدني على نيله, لأني أحتاج إلى فهم جيد لهذه الأشياء وقومي يحتاج إليه, لأن الفتنة قد ظهرت, وإن أردت التفصيل لآرائه هؤلاء المبتدعة, فعليك بكتب أبي مريم المخلف وهاشم الحلمي ومحمد سلامى.

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    وقال عالي السند لماذا لا أسأل أهل العلم إن كنت من الصادقين. أقول: وقعت في سوء الظن مرات و مرات, فلماذا لم تظن بي أنا فعلت ذلك لكنهم لم يجيبوا لأن الجواب يحتاج إلى وقت طويل وهم في المحاضرات يقرأون الأسئلة القصيرة فقط, وأنا أحتاج إلى التفصيل؟ أو أني طالب جديد في السعودية فليس لي صلة بالعلماء بعد, ما زلت أتعرف على العلماء الموجودين في الرياض وأحاول أن أصل إليهم. أنا كتبت هذه الأسئلة على الورقات وطبعتها ثم أعطيتها لأستاذي في العقيدة وهو قال لي أنه لا يجد الوقت, أن هذا يحتاج إلى علم كثير ووقت طويل إلخ... وظننت أنه يوجد أهل العلم في هذا المنتدى وكبار طلاب العلم, فسيجدون وقتا كافيا ليجيبوا, إذ كبار العلماء لا مشغولون جدا. سألت الشيخ ناصر العقل وأعطيته الأوراق فلم يجبني بعد (رجل مشغول), فرجوت أن يكون في المنتديات الإسلامية من يوضح الأمر لي, لأني أكثر ما تعلمت الدين كان من خلال الأسئلة والأجوبة, وبتلك الطريقة لا أترك مجالا لشبهة.

    ويقول عالي السند: "وأنت تظهر نفسك بأنك ناقد ومتعقب" فلأقول: لا حول ولا قوة إلا بالله! أهذا حال أهل السنة اليوم؟ سوء الظن واتباع الهوى؟ يجب يجب يجب عليك أن تحسن الظن وتحمل الكلام أحسن المحامل, خاصة إذ أشرت إلى مرادي. أنا لست بناقد ولامتعقب, بل أطرح أسئلتي بأسلوب كما أتوقع أن يطرحها الناس لي, لأعرف كيف أجيب وأرد, ولأنهم لن يجاملوني, وأسأل كل من أرى أني يمكنني أن أستفيد منه, لأكسب علما كافيا في هذا. إن هذا الموضوع مصدر الفتن في بلدي, وفيه فرقتان خطيرتان: الخوارج والقبورين, فنحتاج إلى التبيين والتفصيل, وأحيانا كبار طلاب العلم أنفع لنا من كبار أهل العلم لأن كبار أهل العلم مشغولون جدا ويجيبون بأجوبة مختصرة.

    أظن أني بينت لك مرادي خلال هذه المشاركات الآن, ففكر, إن كان لديك ما يساعدني في نيل مرادي فتنفع العامة والخاصة في بلدي, فتفضل.

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    أما موضوع التكفير فقد اطلعت على الكتب التالية: ضوبط التكفير للقرني, نواقض الإيمان الاعتقادية للوهيبي, ونواقض الإيمان القولية والعملية لعبد العزيز آل عبد اللطيف, والعذر بالجهل تحت المجهر للفراج, وعارض الجهل لأبي العلاء, وضوابط تكفير المعين للجبرين, وفتاوى الأئمة النجدية حول قضايا الأمة المصيرية للفراج (وهي أشد هذه الكتب في نفي العذر بالجهل, وبداية المجلد الثالث مليء بأقوال الأئمة في تكفير من لم يكفر المشركين), فبعض الكتاب يرى العذر بالجهل في الشرك الأكبر وبعضهم يرد على ذلك, فاستنتجت أن الصحيح التفصيل في الكفر الأكبر, والتكفير في الشرك الأكبر, إذ براءة الشرك أصل الدين ولا يمكن أن تكون مسلما وتشرك بالله شركا أكبر. واستنتجدت أن الأئمة النجدية لا يقولون بالفرق بين تكفير الفعل وتكفير الفاعل في الشرك الأكبر, بل في المسائل الخفية التي ليست من الشرك الأكبر. وفي بلدي أتباع أبي مريم المخلف وهاشم الحلمي وغيرهم من الخوارج الذين كفروا جميع العلماء, وكلامهم مليء بأقوال الأئمة النجدية الذي ظاهره يؤدي إلى تكفير العلماء, فأردت أن أوفق بين الأقوال وأرد عليهم, أو أبيّن للناس إذا لبّس الخوارج عليهم الأمر, إذ أكثر الدعاة في بلدي لم يدرسوا هذا الموضوع بالتفصيل فلا يعلمون الجواب, والناس في وضع حرج, إذ المبتدعة يهاجمون بالأدلة (كما يقولون) والدعاة يسكتون. فأنا مسلم أريد أن أعرف ديني, وأنا طالب أريد أن أتعلم وأعرف المسألة معرفة صحيحة, وأنا سأكون داعيا في بلدي فأريد أن أعرف كيف أبين للناس, وهذه الأبعاد الثلاثة محور قصدي.

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    وأما أبو طالب هذا, فقد عرقل الأمور. ليس كل من وقع في بدعة مبتدع, لو كان كذالك لبدّعنا جميع العلماء (في كل مذهب فقهي شيء من البدعة) وقال الشيخ عثيمين أن الاختلاف في العذر بالجهل لسائر الاختلافات الفقهية (لا يبدع فيه المخالف). هل تقول أن عثيمين مبتدع؟ وأين لك الأدلة على قولك؟ تقول:

    "
    1- أسماء الله و هو الاسم العام كتسمية من لم يكفر جنس المشركين مشرك أو أعيانهم مبتدع
    2- أحكام الله و هو الحكم العام كالحكم بتكفير من لم يكفر جنس المشركين و تبديع من لم يكفر أعيانهم
    3- أسماء العبد و هو اسم المعين كتسمية يوسف أبا الخيل مشرك و تسمية سلطان العميري مبتدع
    4- أحكام العبد و هو حكم المعين كالحكم على يوسف أبا الخيل بالشرك و سلطان العميري بالبدعة و هذا للعلماء و قد رد عليهم كل من الشيخ البراك و الجبرين

    فأسماء الله و أحكامه عامة ليس لها شروط و لا موانع أما أسماء العبد و أحكامه منها شيء يثبت قبل الرسالة أي لا يعذر فيها بالجهل و منها شيء لا يثبت إلا بعد الرسالة أي يعذر فيها بالجهل"


    أتنا بالدليل

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    ما فهمت هذا: "1- أسماء الله و هو الاسم العام كتسمية من لم يكفر جنس المشركين مشرك أو أعيانهم مبتدع
    2- أحكام الله و هو الحكم العام كالحكم بتكفير من لم يكفر جنس المشركين و تبديع من لم يكفر أعيانهم"
    كيف تسمي شخصا مشركا ولم تحكم عليه بالشرك والكفر؟ بين لنا هذا الكلام ودلنا على مصادره والكتب التي أخذته منها لعلنا نستفيد. وأنت كفرت يوسف أبا الخيل, وذلك يحتاج إلى قيام الحجة, فإنه لم ينقض أصل دينه, لم يشرك بالله, بل وقع في الخلط بين التعاريف الشرعية واللغوية, فأخطأ بعدم تكفير الكفار. إنه لم يقصد تكذيب الناس, ولا يرى صحة مذهب الكفار, بل ظن أن الله لم يكفرهم لأنه لم يفهم النصوص التي تتكلم عن أهل الكتاب في القرآن. ينبغي أن تقيم الحجة عليه, ثم إن أصر واستكبر أن تكفره.

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    هناك أسماء و أحكام تثبت قبل الرسالة لا فرق فيها بين قيام الحجة و عدمه و هناك أسماء و أحكام تثبت يعد الرسالة لا بد فيها من قيام الحجة إذا فهمت هذا الشيء تبين لك الموضوع قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

    فَصْلٌ وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْن ِ : عَلَى مَنْ قَالَ : إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ . وَمَنْ قَالَ : إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ . أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ ؛ لِقَوْلِهِ : { اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى } وَقَوْلِهِ : { وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } { قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ } وَقَوْلِهِ : { إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ } فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا . يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ ؛ لِقَوْلِهِ : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا } . وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ : { اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ } فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّ ةِ يُقَالُ : جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا . وَالتَّوَلِّي عَنْ الطَّاعَةِ كَقَوْلِهِ : { فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى } { وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } فَهَذَا لَا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ الرَّسُولِ مِثْلَ قَوْلِهِ عَنْ فِرْعَوْنَ . { فَكَذَّبَ وَعَصَى } كَانَ هَذَا بَعْدَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى . { فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى } { فَكَذَّبَ وَعَصَى } وَقَالَ : { فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}

    أما أن العذر بالجهل مسألة اجتهادية فهذا في الجهل بباب من أبواب الدين أما الجهل بالدين كله فلا يعذر فيه بالجهل إلا عند الأشاعرة

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    فهمت أنه هنا بالحكم يعني العذاب الأخروي, وبالاسم الحكم الدنيوي (مثلا يجري عليه أحكام الكفار)؟
    وعندما تكلم الشيخ عثيمين عن الاختلاف في تكفير المعين فإنه تكلم في سياق الكلام عن تكفير عباد القبور.

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    37

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    وأيضا, يستعمل ابن تيمية عبارة "لا يحكم بكفره إلا بعد قيام الحجة" في تكفير المعينين في المسائل الخفية والجلية, فكيف أعرف متى يقصد أنهم كفار في الدنيا لكنهم لن يعذبوا إلا بعد قيام الحجة, ومتى يقصد أنهم ليسوا كفارا في الدنيا ولا يعذبون في الآخرة؟

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    أولا أريد أن تصرح لي إن كنت عذرتي لإساءتي الظن بك و قد بينت عذري رجاء
    ثانيا اسم الشرك لا يعذر فيه بالجهل فإذا قال أحد من أهل العلم إن فلانا مشرك فهو مشرك في الاسم و لكنه لا يعذب إلا بعد إقامة الحجة لأنه قد يكون من أهل القترة إذا عرفت حكم أهل الفترة فسيتبين لك إن شاء الله ما معنى ثبوت الاسم بلا ثبوت الحكم فأهل الفترة المشركين اتفق أهل العلم على تسميتهم مشركين لكنهم اتفقوا أيضا أنهم لا يعذبون إلا بعد إقامة الحجة فمن أشرك و هو جاهل فحكمه حكم أهل الفترة بارك الله فيك

  12. #32
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    270

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    إيه الضعف العلمى الذى فى الردود ده!

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    270

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    هل سبق أئمة الدعوة أحد فى مثل هذه التقريرات التى ذكرها الأخ الفقير؟

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    المشاركات
    66

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    اختلف أهل القبلة في المشرك الجاهل على ثلاثة أقوال :

    1- أهل السنة مشرك في الاسم موحد في الحكم
    2- الأشاعرة موحد في الاسم و الحكم
    3- المعتزلة مشرك في الاسم و الحكم

    و هذا الذي قاله أئمة الدعوة هو مذهب أهل السنة كلهم و ليس أئمة الدعوة فقط لكن بعض أهل السنة يوافق الأشاعرة و يرد على أهل السنة و هو لا يدري

  15. #35
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    141

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    ستجد هنا ما ينفعك لعله يزول الإشكال :

    http://majles.alukah.net/showthread....ط©&highlight=

  16. #36
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    المشاركات
    21

    افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    أرى أن الأخ صاحب الموضوع قد أسئ به الظن مع احتمال كلامه محملا صحيحا كان الأولى حمل الكلام عليه ، فالله المستعان .
    أما ماسألت عنه فاعلم أن إطلاقات العلماء المذكورة لا تخلو من أحد هذه الأمور :
    الأول : أنها في الممتنع عن شريعة تكفير المرتدين من أهل القبلة عموما ، وهذه الشريعة - أعني تكفير المرتدين من المنتسبين إلى الإسلام - هي شريعة من شرائع الإسلام الخبرية المجمع عليها ، والتي يكفر منكرها بعد قيام الحجة عليه .
    وهذا مايحمل عليه ما نقلته من : (المسألة الحادية عشرة) : رجل دخل هذا الدين وأحبه ولكن لا يعادي المشركين، أو عاداهم ولم يكفرهم، أو قال: أنا مسلم ولكن لا أقدر أن أُكَفّرَ أهل لا إله إلا الله ولو لم يعرفوا معناها. ورجل دخل هذا الدين وأحبه، ولكن يقول: لا أتعرض للقباب، وأعلم أنها لا تضر ولا تنفع، ولكن ما أتعرضها. (الجواب) : إن الرجل لا يكون مسلما إلا إذا عرف التوحيد، ودان به، وعمل بموجبه، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما أخبر به، وأطاعه فيما نهى عنه وأمر به، وآمن به وبما جاء به. فمن قال: لا أعادي المشركين، أو عاداهم ولم يكفرهم، أو قال: لا أتعرض أهل لا إله إلا الله ولو فعلوا الكفر والشرك وعادوا دين الله، أو قال: لا أتعرض للقباب؛ فهذا لا يكون مسلما، بل هو مِمّنْ قال الله فيهم: {وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً} [النّساء من الآيتين: 150-151] والله -سبحانه وتعالى- أوجب معاداة المشركين، ومنابذتهم، وتكفيرهم؛ فقال: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية [المجادلة من الآية: 22] . وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} الآيات، [الممتحنة من الآية: 1)
    وهذه الفتوى ثابتة فعلا عن أئمة الدعوى مشهورة نقلها كثير من شيوخ الدعوة في كتبهم ، وهي صحيحة على المعنى الذي ذكرناه وهو ما لا نظن أنهم أرادوا غيره لأن الكلا فيمن قال ( لا أعادي المشركين، أو عاداهم ولم يكفرهم، أو قال: لا أتعرض أهل لا إله إلا الله ولو فعلوا الكفر والشرك وعادوا دين الله، أو قال: لا أتعرض للقباب؛ فهذا لا يكون مسلما ) وليس فيمن اعتبر الجهل مانعا وتوقف في بعض الأعيان التي يحكم بكفرهم بعد انتفاء المانع الشرعي المظنون سواء كان مصيبا أو مجتهدا ، فليس الكلام في هذا أصلا .
    ويؤكده أنهم اعتمدوا في تكفير من كفروه في الفتوى على نصوص الجحد والتكذيب كقوله تعالى {وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً} ، ثم أوردوا بعد ذلك ما يدل على ثبوت تلك الشريعة في دين الله وأن جاحدها بالرد أو التكذيب كافر .
    وأما كلام الأئمة في مسألة اعتبار الجهل مانعا خاصة فهو كمثل كلام الشيخ ابن سحمان ( ( لو قدر أن أحداً من العلماء توقف عـن القول بكفر أحد مـن هؤلاء الجهال المقلدين للجهمية أو الجهال المقلدين لعباد القبور أمكن أن نعتذر عنه بأنه مخطئ معذور ولا نقول بكفره لعدم عصمته من الخطأ ، والإجماع في ذلك قطعي، ولا بدع أن يغلط فقد غلط من هو خير منه ... ولكن الجهل وعدم العلم بما عليه المحققون أوقعك في التهور بالقول بغير حجة ولا دليل بالإلزامات الباطلة والجهالات العاطلة وكانت هـذه الطريقة مـن طرائق أهل البدع فنسج على منوالهم هذا المتنطع بالتمويه والسفسطة وما هكذا يا سعد تورد الإبل) كشف الأوهام والإلتباس عن تشبيه بعض الأغبياء من الناس ( صـ16).
    مايذكر عنهم من اشتراط قيام الحجة على من عذر القبوريين بالجهل ، فليس المقصود به مثل ماذكره الشيخ محمد عبد الوهاب في رسالته للإخوان من أن الحجة قائمة بالقرآن ، لا فهذا يقولوه في مسائل الشرك الأكبر ، وأما الغلط في المسائل النظرية التي لا تعرف إلا بالخبر كمسألة شروط التكفير وموانعه في حق المعين ، فمرادهم فيها بقيام الحجة فهمها وإزالة الشبهة حتى لم يبق عند المخالف إلا أن يثبت أنه معاند راد لنصوص الشرع ، وإلا فمتى كان للشبهة في عقله متعلقا فلا يصار إلى تكفيره بحال كما هو الحال في المتأولين في مسائل الصفات ، قال الشيخ ابوابطين -رحمه الله - في نقله عن ابن تيمية في الدرر10/368( إن كلامه رحمه الله يدل على أنه يعتبر فهم الحجة في الأمور التي تخفى على كثير من الناس وليس فيها مناقضة للتوحيد والرسالة كالجهل ببعض الصفات ) اهـ ومسألة اعتبار الجهل مانعا أولا هي أخفى من مسائل الصفات .
    وعلى مثل ذلك يحمل كل مما أوردته مثل ( وقول أئمة الدعوة النجدية: "وقال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} الآية [سورة البقرة آية: 256] ، وقال تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [سورة النحل آية: 36] . ولو يقول رجل: أنا أتبع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على الحق، لكن لا أتعرض اللات والعزى، ولا أتعرض أبا جهل وأمثاله، ما علي منهم; لم يصح إسلامه!"
    . وقولهم: "ومعنى الكفر بالطاغوت: أن تبرأ من كل ما يعتقد فيه غير الله، من جنى، أو أنسى، أو شجر، أو حجر، أو غير ذلك; وتشهد عليه بالكفر، والضلال، وتبغضه، ولو كان أنه أبوك أو أخوك; فأما من قال أنا لا أعبد إلا الله، وأنا لا أتعرض السادة، والقباب على القبور، وأمثال ذلك، فهذا كاذب في قول لا إله إلا الله، ولم يؤمن بالله، ولم يكفر بالطاغوت.) فهذا كله في الكلام عمن رد هذه الشريعة من أصلها .
    وقد ورد عن الشيخ أبي بطين - وهو من المستنكرين لمقالة اعتبار الجهل مانعا من التكفير في الشرك الأكبر - مايثبت به أصل الإيمان بالله والكفر بالطاغوت والقدر الذي يشترط من العلم لحصول ذلك ، فقال رحمه الله ( (إن كان الرجل يقر بأن هذه الأمور الشركية التي تفعل عند القبور وغيرها ، من دعاء الأموات والغائبين ، وسؤالهم قضاء الحاجات ، وتفريج الكربات ، والتقرب إليهم بالنذور والذبائح ، أن هذا شرك وضلال ، ومن أنكره هو المحق ، ومن زينه ودعا إليه فهو شر من الفاعل ، فهذا يحكم بإسلامه ، لأن هذا معنى الكفر بالطاغوت ، والكفر بما يعبد من دون الله .

    فإذا اعترف أن هذه الأمور وغيرها من أنواع العبادة ، محض حق الله تعالى ، لا تصلح لغيره ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، فضلاً عن غيرهما ، فهذا حقيقة الإيمان بالله ، والكفر بما يعبد من دون الله ، قال النبي : « من قال لا إله إلا الله ، وكفر بما يعبد من دون الله ، حرم ماله ودمه ، وحسابه على الله تعالى » . وفرض على كل أحد معرفة التوحيد ، وأركان الإسلام بالدليل .
    ... وأما من قال : إن هذه الأمور التي تفعل عند هذه المشاهد ، من دعاء غير الله ، والنذر ، والذبح لهم ، إن هذا ليس بحرام ، فإطلاق الكفر على هذا النوع لا بأس به ، بل هذا كفر بلا شك ) [الدرر السنية : 10/406-408]
    ومن هذا النقل الثمين عن الشيخ أبي بطين انتقل إلى :
    الثاني : أن إطلاقاتهم هذه فيمن لم يكفر فاعلي الشرك عموما لاعتبار أن فعلهم لاشئ فيه ، فهذا كفر لاشك كما قال الشيخ أبو بطين رحمه الله ، لأنه في الحقيقة دال على الجهل بالعلم المشروط لصحة لا إله إلا الله ، فأشبهت حاله الأعجمي الذي قالها وهو لا يدري معناها وعلى هذا يحمل كلام الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ في
    عثمان بن منصور الذي قال فيه كما نقلت عنه قوله رحمه الله ( وهذا الذي ذكره شيخنا هو معنى لا إله إلا الله مطابقة، وهو معنى قوله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}[سورة البقرة آية: 256] وهذا لا يشك فيه مسلم - بحمد الله -، ومن شك فيه فلم يكفر بالطاغوت؛ وكفى بهذا حجة على المعترض، وبيانا لجهله بالتوحيد، الذي هو أصل دين الإسلام وأساسه. فرحم الله محمد بن شهاب الزهري، حيث يقول لعبد الملك بن مروان، لما ذكر العلماء في الأمصار، قال: إنما هو دين، من حفظه ساد، ومن ضيعه سقط. فلقد ساد شيخنا بهذا التوحيد، وبيانه والدعوة إليه. وهذا يبين حال هذا الرجل: أنه لم يعرف لا إله إلا الله؛ ولو عرف معنى لا إله إلا الله، لعرف أن من شك أو تردد في كفر من أشرك مع الله غيره، أنه لم يكفر بالطاغوت.) فإن الكلام كان في هذا بعينه وقد كان من شأنه أنه اتفق مع داود بن جرجيس على تأييد الشرك ونصرته بل والدعوة إلى جواز الشرك بل واستحبابه والإنكار على من دعا للتوحيد ، وأن الأمة لا يوجد من بينهم من هو كافر بعبادته غير الله بل لا يشترط عنده لثبوت إسلام الرجل أن يكفر بمايعبد من دون الله ، فكلامه نازل على من يرى جواز الشرك بل واستحبابه كما صرح بذلك الشيخ عنه في هذا النقل ، لا على من يقول أن هذه الأفعال شرك وحرام يخرج فاعلها من الملة إن رفع عنه الجهل بكونها شركا .
    وعليه أيضا يحمل كلام الشيخ محمد عبد الوهاب : ( أصل دين الإسلام وقاعدته: أمران: الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والتحريض على ذلك، والموالاة فيه، وتكفير من تركه. الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله، والتغليظ في ذلك، والمعاداة فيه، وتكفير من فعله) فإن اعتقاد مباينة أهل الشرك لما عليه دين الإسلام وأن ماهم عليه من عبادة غير الله ليس من دين الله بل هو محادة لما جاء به الإسلام ومضادة هو من أصل دين الإسلام ، لأن اعتقاد أن ماعليه عابدي غير الله هو حق كما أن ماعليه المسلمون حق ، دال على انتفاء معنى قائل كلمة التوحيد بأصل معناها ، لأن معنى هذا أن الله إله حق ، وغير الله كذلك ، ولكن الله أحسن من غيره على أحسن الأحوال ، ولاشك أن هذا ناقض لأصل الإسلام ، ولو سماهم مع ذلك كفارا فإنه كافر أيضا لا يصح له إسلام حتى يعتقد مباينة أهل الشرك لأهل الإسلام وأنهم في عدوة الباطل وأهله وأن الإسلام وحده هو الحق .
    ويشهد لصحة ذلك ما قاله الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ رحمه الله في (منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس) رسالة لجده محمد بن عبد الوهاب ؛ قال فيها:
    ( سألني الشريف عما نقاتل عليه،وعما نكفر الرجل به ؟
    فأخبرت بالصدق،وبينت له أيضاً الكذب الذي يبهتنا به الأعداء… فكان مما قال: ( وأما الكذب والبهتان: أنّا نكفر بالعموم، ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه،وأنّا نكفر من لم يكفر ولم يقاتل،ومثل هذا وأضعاف أضعافه. فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصد به ورثة أبي جهل من سدنة الأصنام وأئمة الكفر ؛الناس عن دين الله ورسوله؛ وإنّا لا نكفر إلا من كفره الله ورسوله،من المشركين عباد الأصنام كالذين يعبدون الصنم الذي على قبر عبد القادر والصنم الذي على قبر أحمد البدوي وأمثالهما ) أهـ. ص(88 -89 ) زكذلك قول الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ عن الشيخ محمد رحمهم الله ( فانه لا يكفر إلا بما أجمع المسلمون على تكفير فاعله من الشرك الأكبر ، والكفر بآيات الله ورسله أو بشيء منها ، بعد قيام الحجة وبلوغها المعتبر ) الدرر السنية (1/475)

    وأما لو توقف في تسمية من اعتقد فيهم ذلك بالكفار لشبهة شرعية عرضت له فإن هذا ليس داخل فيما أراده الشيخ محمد رحمه الله ، بل هو من المسائل الخبرية التي لا يكفر المخالف فيها إلا بعد البيان ،ولهذا لم يجزم الشيخ بكفر كل من توقف عن التكفير بإطلاق واكتفى بقوله رحمه الله ( وهؤلاء قد خالفوا ما جاءت به الأنبياء من دين الله سبحانه وتعالى، والله أعلم ) لأن الأمر فيه تفصيل على النحو الآتي :
    فإن كان من امتنع من تسميتهم بالكفار هو ممن أجمعت الأمة على تسميتهم بذلك وكان من المعلوم من الدين بالضرورة فإنه يكفر بامتناعه عن ذلك من باب كفر من جحد معلوم من الدين بالضرورة ، وإن كان مظنة جهل معجز كأن يكون حديث عهد بكفر ونحوه فإنه لا يكفر إلا بعد إقامة الحجة بالإجماع ، وذلك كتكفير اليهود والنصارى .
    وأما إن كان من توقف في تسمية من فعل الكفر المجمع عليه كافرا من المنتسب لهذه الأمة لاعتباره مانعا من التكفير كالجهل ممن لم يرد فيه من الإجماع في تكفيره ماورد في حق اليهود والنصارى ، فهذا لايدخل في كلام الشيخ بحال ومثله لايقال عنه أنه لا يكفر لا يكفر المشركين ، وإلا قيل ذلك فيمن اعتبر الإكراه مانعا من التكفير عند من لم يعتبره مانع ، وهذا لم يحدث أبدا .
    ولا يكفر من هذه حاله إلا في حالة أن عرف من شرع الله ورسوله عدم اعتبار الجهل مانعا وهو مع ذلك يرد نصوص الشرع الدالة على ما عرفه وأيقنه من شرع الله فإن فاعل هذا يكفر ولو كان ما أنكره سنة من السنن قال شيخ الإسلام في المجموع 12/525 ( من خالف ما علم أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء به فهو كافر بلا نزاع )
    وأنا أزعم أن الشيخ لم يطلق أبدا كفر من توقف في تكفير بعض المنتسبين لهذه الأمة ممن فعل الشرك بسبب قيام الشبهات عنده ، بل ماورد عنه في ذلك أن التوقف في تكفير الطواغيت بعد العلم بحالهم كفر ، ومع ذلك لم يكفر بعض أعيان من توقف في تكفيره ممن عرضت لهم شبهات في تكفير أعيان هؤلاء الطواغيت ، كما في رسالته للإخوان ( إلى الأخوان، سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    وبعد، ما ذكرتم من قول الشيخ: كل من جحد كذا وكذا، وقامت عليه الحجة، وأنكم شاكون في هؤلاء الطواغيت وأتباعهم، هل قامت عليهم الحجة، فهذا من العجب؛ كيف تشكون في هذا وقد أوضحته لكم مراراً؟ .. إذا علمتم ذلك، فإن هذا الذي أنتم فيه كفر 1. الناس يعبدون الطواغيت، ويعادون دين الإسلام، فيزعمون أنه ليس ردة، لعلهم ما فهموا الحجة، كل هذا بين؛ وأظهر مما تقدم الذين حرقهم علي فإنه يشابه هذا.
    وأما إرسال كلام الشافعية وغيرهم، فلا يتصور يأتيكم أكثر مما أتاكم. فإن كان معكم بعض الإشكال، فارغبوا إلى الله تعالى أن يزيله عنكم، والسلام. ) الرسائل الشخصية (1/244)
    فتأمل إلقائه السلام عليهم كاملا مع توقفهم في طواغيت لأجل شبهة عرضت عليهم ، هذه الشبهة كم وضحها لهم الشيخ مرارا ، ومع ذلك لم يكفرهم ، وإنما اكتفى بذكر أن ذلك منهم كفر لما قد بينه لهم .
    وعليه يحمل قول الشيخ ابن عتيق ( فكم من إنسان لا يقع منه الشرك ولكنه لا يعادي أهله فلا يكون مسلماً بذلك إذ ترك دين جميع المرسلين)
    وأما قول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في رسالة له في الدرر السنية: (والمرء قد ينجو من الشرك ويحب التوحيد، ولكنه يأتيه الخلل من جهة عدم البراءة من أهل الشرك وترك موالاة أهل التوحيد ونصرتهم. فيكون متبعاً لهواه داخلاً من الشرك في شعب تهدم دينه وما بناه، تاركاً من التوحيد أصولاً وشعباً لا يستقيم معها إيمانه الذي ارتضاه ، فلا يحب ولا يبغض لله ، ولا يعادي ولا يوالي لجلال من أنشأه وسوّاه، وكل هذا يؤخذ من شهادة أن لا إله إلا الله)
    فإنه في الولاء والبراء وليس في التكفير ، وإن حمل عيله - أي على التكفير - فلقد قرن رحمه الله بين الولاء والبراء وجعل كل منهما ولاء المؤمنين والبراءة من المشركين ، فما يقال في الخطأ في تكفير من فعل الشرك يقال في الخطأ في إثبات الإسلام لمن أظهر الإسلام ، ومعلوم موقف الصحابة وجماهير علماء المسلمين من عدم تكفيرهم للخوارج ، فتأمل هذه المسألة فإنها مهمة جدا في هذا الباب ، والله أعلم

  17. افتراضي رد: الإشكال في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب

    جزاكم الله خيراً
    أبو عاصم أحمد بن سعيد بلحة.
    حسابي على الفيس:https://www.facebook.com/profile.php?id=100011072146761
    حسابي علي تويتر:
    https://twitter.com/abuasem_said80

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •