قال الإمام الطبراني رحمه الله في معجمه الأوسط :
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامٍ الْمُسْتَمْلِيُ ّ ، قَالَ : نَا عُبَيْدُ اللَّهِ ابْنُ عَائِشَةَ ، قَالَ : نَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَبِي مَدِينَةَ الدَّارِمِيِّ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ : كَانَ الرَّجُلانِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " إِذَا الْتَقَيَا لَمْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَقْرَأَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ :
< وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ >، ثُمَّ يُسَلِّمَ أَحَدُهُمَا عَلَى الآخَرِ " ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ : " اسْمُ أَبِي مَدِينَةَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حِصْنٍ ".
لا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَبِي مَدِينَةَ إِلا بِهَذَا الإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ : حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
قال الهيثمي في المجمع : : " رواه الطبراني في " الأوسط " ، و رجاله رجال الصحيح غير ابن عائشة و هو ثقة " ،
وقال الذهبي في تاريخ الإسلام : هَذَا حديثٌ غريبٌ جِدًّا وَرُوَاتُهُ مَشْهُورُونَ ،
وقال الألباني في السلسلة الصحيحة : و هذا إسناد صحيح ، رجاله ثقات رجال مسلم غير محمد بن هشام
المستملي ، و هو أبو جعفر المروزي المعروف بابن أبي الدميك ، مستملي الحسن بن
عرفة ، توفى سنة ( 289 ) ، ترجمه الخطيب ( 3 / 361 - 362 ) و وثقه . و قال
الدارقطني : لا بأس به .......... و في هذا الحديث فائدتان مما جرى
عليه عمل سلفنا رضي الله عنهم جميعا : إحداهما : التسليم عند الافتراق ، و قد
جاء النص بذلك صريحا من قوله صلى الله عليه وسلم : " إذا انتهى أحدكم إلى
المجلس فليسلم ، و إذا أراد أن يقوم فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة " .
و هو حديث صحيح مخرج في المجلد الأول من هذه " السلسلة " برقم ( 183 ) و هو في
" صحيح الأدب المفرد " برقم ( 773 / 986 ) و قد صدر حديثا و في " صحيح زوائد
ابن حبان " ( ... / 1931 ) و هو تحت الطبع . و في معناه الأحاديث الآمرة بإفشاء
السلام ، و قد تقدم بعضها برقم ( 184 و 569 و 1493 ) . و الأخرى : نستفيدها من
التزام الصحابة لها . و هي قراءة سورة ( العصر ) لأننا نعتقد أنهم أبعد الناس
عن أن يحدثوا في الدين عبادة يتقربون بها إلى الله ، إلا أن يكون ذلك بتوقيف من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا أو فعلا أو تقريرا ، و لم لا و قد أثنى الله
تبارك و تعالى عليهم أحسن الثناء ، فقال : ( و السابقون الأولون من المهاجرين
و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات
تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) . و قال ابن
مسعود و الحسن البصري : " من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم ، فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا و أعمقها علما و أقلها تكلفا و أقومها
هديا و أحسنها حالا ، قوما اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم و إقامة
دينه ، فاعرفوا لهم فضلهم ، و اتبعوهم في آثارهم ، فإنهم كانوا على الهدي
المستقيم "