تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لماذا التوحيد؟

  1. #1

    Post لماذا التوحيد؟

    (قد يسأل سائل ولماذا التوحيد والعقيدة دون غيرهما؟ : ويجيبك الشيخ عبد المنعم مصطفى حفظه الله([1])(نؤكد على ضرورة اهتمام الطالب بجانب هام جداً من جوانب العلم والدين .. ونؤكد على ضرورة أن يعطيه الأولوية عند الطلب .. وأن يجعل له الحظ الأوفر من الطلب وبذل الجهد .. ألا وهو جانب العقيدة والتوحيد .. وذلك للأسباب التالية:
    1- هذا المنهج في الطلب والتلقين هو الثابت عن الأنبياء والمرسلين، وعن الصحابة والتابعين، كما في الحديث عن ابن عباس أن رسول الله لما بعث معاذاً إلى اليمن، قال:" إنك تقدم على قومٍ أهل كتاب، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادَةُ الله، فإذا عرفوا الله فأخبرهم أنَّ الله قد فرض عليهم خمسَ صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله فرض عليهم زكاةً من أموالهم وتُرد على فقرائهم .. " متفق عليه.
    فتأمل كيف أمره أن يبدأ معهم أولاً بدعوتهم إلى عبادة الله وتوحيده، فإذا عرفوا الله تعالى بخصائصه وصفاته، وما له من حقٍّ على عباده .. فليدعهم إلى الصلاة .. ثم الزكاة .. وهكذا.
    وعن جندب بن عبد الله، قال:" كنا مع النبيِّ ونحن فتيانٌ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيماناً "([2]).
    كما أن الأنبياء والمرسلين كانوا أول ما يبتدئون به قومهم أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ (المؤمنون:32. وقال تعالى وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ (النحل:36. وقال تعالى فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (محمد:19.
    2- كما قال تعالى وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (الأنعام:88. وقال تعالى وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (الزمر:65.
    فأيما بناء أو عمل صالح لا يقوم على قاعدة التوحيد أو لا يتقدمه التوحيد الخالص فهو لا ينفع صاحبه في شيء، ومصيره إلى أن يكون هباءً منثوراً، قال تعالى وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً (الفرقان:23. وذلك أنهم أتوا بالطاعات وهم على الشرك المناقض للتوحيد .. فما نفعتهم أعمالهم في شيء!
    3- أن المتمكن من التوحيد يستطيع أن يفهم ويوازن ويفاضل بين الأشياء .. وأن يميز بين الغث من السمين .. أكثر بكثير ممن يجهل التوحيد أو يُعاني من نقص أو تقصير فيه.
    فهو من جهة يعرف سبيل المؤمنين الموحدين .. ومن جهة أخرى يعرف سبيل المجرمين المشركين .. وما ينشرونه من شرك وأباطيل .. ومن كان كذلك فهو في حصنٍ منيع من الحق .. يصعب غزوه أو إغواؤه .. والله تعالى أعلم.
    4- حاجة المرء للتوحيد على مدار الوقت واللحظات .. عندما يقرأ .. عندما يتعامل مع الآخرين .. عندما يسمع شيئاً .. عندما يُشاهد شيئاً .. عندما يريد أن يحدد موقفاً .. عندما يريد أن يمدح ويذم .. عندما يريد أن يُحسِّن أو يُقبح .. عندما يريد أن يوالي أو يُعادي .. عندما يريد أن يُخاصم أو يُسالم .. فالمنطلق في الحكم على هذه الأشياء كلها مرده إلى العقيدة والتوحيد.
    فمن سلم عنده التوحيد .. سلم عنده كل شيء .. وأحسن التعامل مع كل شيء .. والحكم على كل شيء .. ومن فسد عليه توحيده فسد عنده كل شيء .. وأخطأ التعامل مع كل شيء .. وأساء الحكم على كل شيء ..!)
    واختم بفائدة من الفوائد لمبدع الفوائد وبدائعها رحمه الله ([3]): (التوحيد أصلف(ألطف) شيء وأنزهه وأنظفه وأصفاه فأدنى شيء يخدشه ويدنسه ويؤثر فيه فهو كأبيض ثوب يكون يؤثر فيه أدنى أثر وكالمرآة الصافية جدا أدنى شيء يؤثر فيها ولهذا تشوشه اللحظة واللفظة والشهوة الخفية فإن بادر صاحبها وقلع ذلك الأثر بضده و إلا استحكم وصار طبعا يتعسر عليه قلعه ،وهذه الآثار والطبوع التي تحصل فيه منها ما يكون سريع الحصول سريع الزوال ومنها ما يكون سريع الحصول بطيء الزوال ومنها ما يكون بطيء الحصول سريع الزوال ومنها ما يكون بطيء الحصول بطيء الزوال ولكن من الناس من يكون توحيده كبيرا عظيما ينغمر فيه كثير من تلك الآثار ويستحيل فيه بمنزلة الماء الكثير الذي يخالطه أدنى نجاسة أو وسخ فيغتر به صاحب التوحيد الذي هو دونه فيخلط توحيده الضعيف بما خلط به صاحب التوحيد العظيم الكثير توحيده فيظهر تأثيره فيه ما لم يظهر في التوحيد الكثير وأيضا فإن المحل الصافي جدا يظهر لصاحبه مما يدنسه مالا يظهر في المحل الذي لم يبلغ في الصفاء مبلغه فيتداركه بالإزالة دون هذا فإنه لا يشعر به وأيضا فإن قوة الإيمان والتوحيد إذا كانت قوية جدا أحالت المواد الرديئة وقهرتها بخلاف القوة الضعيفة وأيضا فإن صاحب المحاسن الكثيرة والغامرة للسيئات ليسامح بما لا يسامح به من أتى مثل تلك السيئات وليست له مثل تلك المحاسن كما قيل
    وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شفيع
    وأيضا فإن صدق الطلب وقوة الإرادة وكمال الانقياد يحيل تلك العوارض والغواشي الغريبة إلى مقتضاه وموجبه كما أن الكذب وفساد القصد وضعف الانقياد يحيل الأقوال والأفعال الممدوحة إلى مقتضاه وموجبه كما يشاهد ذلك في الأخلاط الغالبة وإحالتها لصالح الأغذية إلى طبعها )ا.هـ

    من مقدمة كتابي نحو دراسة مؤثرة التوحيد والعقيدة نموذجا:http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=4081

    ([1]) مذكرة في طلب العلم.

    ([2])صحيح سنن ابن ماجه: 170.

    ([3]) ابن قيم الجوزية رحمه اللهكتاب الفوائد صـ194.
    (المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، وقد لا ينقطع الوسخ إلا بنوع من الخشونة ، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ، ما نحمد معه ذلك التخشين )مجموع الفتاوى (28/53).

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    الجزائر العميقة ولاية الجلفة
    المشاركات
    494

    افتراضي رد: لماذا التوحيد؟

    بارك الله فيك ياأبا عبد الرحمان على هدا المجهود الطيب , نعم على كل مسلم أن يهتم بالتوحيد ويحدر الشرك ومخاطره , ولا يشتت أفكاره نحو الديمقراطية والإنتخابات والمظاهرات والهالات التي نصبها إبليس لصد عن دين الله تعالى وعن ما جاءت به الرسل , عظم التوحيد وخطر الشرك الحدر الحدر , والله الموفق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •