تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

  1. #1

    افتراضي لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????


    لماذا ختم الله تعالى هذه الآية : {
    يابُنَيَّ إِنَّهَآ إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} (لقمان) .

    باللطيف الخبير ؟!

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    76

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    أي لطيف باستخراج الحبة خبير بموضعها حيث كانت .

  3. #3

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هشام الحلواني مشاهدة المشاركة
    أي لطيف باستخراج الحبة خبير بموضعها حيث كانت .
    بارك الله فيك .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2012
    المشاركات
    57

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    السلام عليكم
    أخى الكريم : أبو العبدين االبصرى
    ان الأية الكريمة تتكلم عن الشيء الضئيل جدا الذى قد يكون فى أى مكان فى الكون بأن الله قادر على الاتيان به وقد يظن البعض أن هناك أشياء من ضآلتها لا يستطيع الله الاتيان بها - سبحانه وتعالى عن ذلك - فهو القادر على كل شيء ولذلك جاء ختام الأية باسم اللطيف ، واسم اللطيف هو الذى يسرى بلطف فلا يشعر به أحد فكلما لطف الشيء كلما كان دقيقا رقيقا صغيرا لايرى ، ومع دقة هذا الشيء ورقته وعدم رؤيته الا بعد تكبيره ملايين المرات بالمكرسكوب فان اسم اللطيف أدق منه ويعلمه مهما كانت هذه الدقة .
    أما اسم الخبير فجاء ليثبت لله أنه مهما كان هذا الشيء دقيقا وصغيرا فان الله يعلم مابداخل هذا الشيء ومما يركب ومما تتكون ذراته وكم عددها وأيضا مما تتكون نواته وأين مركزها ، وذلك على صغره ، وضآلة حجمه ،
    ومن هنا يتبين لنا لماذا ختم الله الأية الكريمة بهذين الاسمين بالتحديد .

  5. #5

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الدرملى مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    أخى الكريم : أبو العبدين االبصرى
    ان الأية الكريمة تتكلم عن الشيء الضئيل جدا الذى قد يكون فى أى مكان فى الكون بأن الله قادر على الاتيان به وقد يظن البعض أن هناك أشياء من ضآلتها لا يستطيع الله الاتيان بها - سبحانه وتعالى عن ذلك - فهو القادر على كل شيء ولذلك جاء ختام الأية باسم اللطيف ، واسم اللطيف هو الذى يسرى بلطف فلا يشعر به أحد فكلما لطف الشيء كلما كان دقيقا رقيقا صغيرا لايرى ، ومع دقة هذا الشيء ورقته وعدم رؤيته الا بعد تكبيره ملايين المرات بالمكرسكوب فان اسم اللطيف أدق منه ويعلمه مهما كانت هذه الدقة .
    أما اسم الخبير فجاء ليثبت لله أنه مهما كان هذا الشيء دقيقا وصغيرا فان الله يعلم مابداخل هذا الشيء ومما يركب ومما تتكون ذراته وكم عددها وأيضا مما تتكون نواته وأين مركزها ، وذلك على صغره ، وضآلة حجمه ،
    ومن هنا يتبين لنا لماذا ختم الله الأية الكريمة بهذين الاسمين بالتحديد .
    بارك الله فيك أخي الفاضل .
    ولي عودة .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  6. #6

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    السلام عليكم
    من وجهة نظرى القاصرة ان الله سبحانه و تعالى مع علمه بكل خافية تحدث من عباده فانه لطيف بهم

  7. #7

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو اسلام المصرى مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم
    من وجهة نظرى القاصرة ان الله سبحانه و تعالى مع علمه بكل خافية تحدث من عباده فانه لطيف بهم
    بوركت ولي عودة .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    المشاركات
    270

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    أعجبتني هذه الفوائد فاردت إتحافكم بها:
    "(اللطيف الخبير) يعني: أن أفعاله التي لطفت عن أن تدركها العقول والأفهام قد أحاطت بما تعبت في إدراكه العقول والأفهام، وأن لطفه وصنائعه وبره وإحسانه، إنما دقت على العقول والأفهام؛ لأنها جارية على مقتضى خبرته التي هي فوق إدراك العقول والأفهام، فلطفه - عز وجل - وهو رفقه وإحسانه إنما هو لطف الخبير"ا.ه
    (ولله الأسماء الحسنى: عبد العزيز بن ناصر الجليل)
    وجاء في التحرير والتنوير :
    "واللطيف : من يعلم دقائق الأشياء ويسلك في إيصالها إلى من تصلح به مسلك الرفق ، فهو وصف مؤذن بالعلم والقدرة الكاملين ، أي يعلم ويقدر وينفذ قدرته ،
    ففي تعقيب يأت بها الله بوصفه بـ " اللطيف " إيماء إلى أن التمكن منها وامتلاكها بكيفية دقيقة تناسب فلق الصخرة واستخراج الخردلة منها مع سلامتها وسلامة ما اتصل بهما من اختلال نظام صنعه ، وهنا قد استوفى أصول الاعتقاد الصحيح .
    ملحوظة :
    لمن أراد الاستزادة ،لطيفة يذكرها الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير بخصوص هذين الاسمين الكريمين في تفسيره للآية : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير . ) الأنعام
    ولعلي أنقلها إن يسر الله.

  9. #9

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمة الستير مشاهدة المشاركة
    أعجبتني هذه الفوائد فاردت إتحافكم بها:
    "(اللطيف الخبير) يعني: أن أفعاله التي لطفت عن أن تدركها العقول والأفهام قد أحاطت بما تعبت في إدراكه العقول والأفهام، وأن لطفه وصنائعه وبره وإحسانه، إنما دقت على العقول والأفهام؛ لأنها جارية على مقتضى خبرته التي هي فوق إدراك العقول والأفهام، فلطفه - عز وجل - وهو رفقه وإحسانه إنما هو لطف الخبير"ا.ه
    (ولله الأسماء الحسنى: عبد العزيز بن ناصر الجليل)
    وجاء في التحرير والتنوير :
    "واللطيف : من يعلم دقائق الأشياء ويسلك في إيصالها إلى من تصلح به مسلك الرفق ، فهو وصف مؤذن بالعلم والقدرة الكاملين ، أي يعلم ويقدر وينفذ قدرته ،
    ففي تعقيب يأت بها الله بوصفه بـ " اللطيف " إيماء إلى أن التمكن منها وامتلاكها بكيفية دقيقة تناسب فلق الصخرة واستخراج الخردلة منها مع سلامتها وسلامة ما اتصل بهما من اختلال نظام صنعه ، وهنا قد استوفى أصول الاعتقاد الصحيح .
    ملحوظة :
    لمن أراد الاستزادة ،لطيفة يذكرها الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير بخصوص هذين الاسمين الكريمين في تفسيره للآية : (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير . ) الأنعام
    ولعلي أنقلها إن يسر الله.
    جزكِ الله خيراً .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  10. #10

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين " ( 1) .

    وتثوير القرآن: مناقشته ومدارسته والبحث فيه. وهو ما يعرف به (2 ) .

    قال القرطبي قَالَ شَمِرٌ : تَثْوِيرُ الْقُرْآنِ قِرَاءَتُهُ وَمُفَاتَشَةُ الْعُلَمَاءِ بِهِ (3 ) .


    _____________

    (1 ) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» ( ص 280_ رقم 814) ، والفريابي في «فضائل القرآن» (ص- 197_ رقم 78) ، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص 36_ رقم 80) وابن أبي شيبة (10_ 485_ رقم 10067) كلهم من طريق سفيان، عن أبي إسحاق عن مرة .... وفيه عنعنة السبيعي وهي هنا من رواية سفيان فهي مأمونة انظر " سلسلة الآثار الصحيحة " : (ج1 _ ص 151_ 143) . للداني آل زهوي .
    (2 ) انظر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز .
    (3 ) تفسير القرطبي .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    578

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    قال صالح الطريف:اذا اردت ان تعرف مقاصد الآيات فانظر الى خواتيمها ..
    إذا أصلحنا أعمالنا التي يحبها الله ونستطيعها ، أصلح الله أحوالنا التي نحبها ولانستطيعها ...!!!

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2011
    الدولة
    الكويت
    المشاركات
    11

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    بسم الله, السلام عليكم ورحمة الله..

    تأمل أخي في مثل الرجل يقصد مكانا بعيدا, فيصل إليه دون أن يصيبه سوء أو مكروه, وقد يسير في الطريق دون أن يطرأ على باله أن مكروها قد يقع له. فذلك من لطف الله به؛ أن منع عنه هذا المكروه الذي خفي على هذا الرجل, فهو اللطيف الذي يدبر من الأمور ما خفي على خلقه. وذلك من عظيم قدرته وعلمه بخلقه الخبير بأمورها وما يقع لها. يقول تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.[الملك:14]
    فنحن نحيا في هذه الدنيا لا نعلم إلا ما نرى ونسمع, ولكن الحقيقة كما يقال: ما خفي كان أعظم. فكم من البلاء قد مُنع عنا برحمة الله وقدرته جل في علاه, وهذا والله من النعم التي غفل عنها الكثير, فالحمد لله حمدا يرضيه عنا. والله أعلى وأعلم.
    « وصل اللهم وسلم على نبينا محمد »

  13. #13

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح الطريف مشاهدة المشاركة
    قال صالح الطريف:اذا اردت ان تعرف مقاصد الآيات فانظر الى خواتيمها ..

    بارك الله فيك .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  14. #14

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد المفتاح مشاهدة المشاركة
    بسم الله, السلام عليكم ورحمة الله..

    تأمل أخي في مثل الرجل يقصد مكانا بعيدا, فيصل إليه دون أن يصيبه سوء أو مكروه, وقد يسير في الطريق دون أن يطرأ على باله أن مكروها قد يقع له. فذلك من لطف الله به؛ أن منع عنه هذا المكروه الذي خفي على هذا الرجل, فهو اللطيف الذي يدبر من الأمور ما خفي على خلقه. وذلك من عظيم قدرته وعلمه بخلقه الخبير بأمورها وما يقع لها. يقول تعالى: {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}.[الملك:14]
    فنحن نحيا في هذه الدنيا لا نعلم إلا ما نرى ونسمع, ولكن الحقيقة كما يقال: ما خفي كان أعظم. فكم من البلاء قد مُنع عنا برحمة الله وقدرته جل في علاه, وهذا والله من النعم التي غفل عنها الكثير, فالحمد لله حمدا يرضيه عنا. والله أعلى وأعلم.
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    جزاك الله خيرا .

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

  15. #15

    افتراضي رد: لماذا ختم الله تعالى هذه الآية .......????

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العبدين البصري مشاهدة المشاركة
    قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : " من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين " ( 1) .

    وتثوير القرآن: مناقشته ومدارسته والبحث فيه. وهو ما يعرف به (2 ) .

    قال القرطبي قَالَ شَمِرٌ : تَثْوِيرُ الْقُرْآنِ قِرَاءَتُهُ وَمُفَاتَشَةُ الْعُلَمَاءِ بِهِ (3 ) .
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ مدحت السعدي مشاهدة المشاركة
    لطف الله تعالى بأصفيائه فأوصلهم إلى المنازل العالية بأسباب وطرق وهم لايشعرون ،
    ولطف لهم فقدر أمورا خارجة عن إرادتهم ، فيها رفعتهم وهم لايعلمون فسبحان الله اللطيف الخبيروهذه لطائف من اسم الله ( اللطيف )
    تكرر اسم الله اللطيف مقترنا باسمه الخبير في آيات منها قوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } ، وقوله عزوجل:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ }.
    ومعنى الخبير: أي الذي أدرك بعلمه السرائر ، واطلع على مكنون الضمائر ، وعلم بطائن الأمور، فهو اسم يرجع في مدلوله إلى العلم بالأمور التي هي في غاية اللطف والصّغر وفي غاية الخفاء . ومن باب أولى وأحرى علمه بالظواهر والجليات ؛ فقد أحاط بكل شيء علما ، وأحصى كل شيء عددا.
    وأما اللطيف فله معنيان : أحدهما : بمعنى الخبير وهو أن علمه دقّ ولطُف حتى أدرك السرائر والضمائر والخفيات.المعنى الثاني: الذي يوصل إلى عباده مصالحهم بلطفه وإحسانه من طرق لايشعرون بها.قال ابن القيم- رحمه الله- في نونيته:

    وهــو اللطيف بــعبده ولــعبده *** والـلـطف في أوصـافه نـوعـانِإدراك أســرار الأمــور بخُـبره *** والـلـطف عند مواقع الإحـسـانِفيــُريك عزته ويُـبدي لطـــفه *** والعبد في الغفلات عن ذا الشانِ
    ولطف الله بالعبد من الرحمة بل هو رحمة خاصة ؛ فالرحــمة التي تصل إلى العبد من حيث لايشعر بها أو بأسبابها هـي اللــطف.يقال : ( لطف بعبده ، ولطف له ) أي تولاه ولاية خاصة بها تصلح أحواله الظاهرة والباطنة ، وبها تندفع عنه جميع المكروهات من الأمور الداخلية والأمور الخارجية. فالأمور الداخلية لطفٌ بـــالعبد ، والأمور الخارجية لطف للـــــعبد.فإذا يسر الله لعبده وسهل له طرق الخير ، وأعانه عليها فقد لطف بــه ، وإذا قيض له أسبابا خارجية غير داخلة تحت قدرة العبد فيها صلاحه فقد لطف لـــه. و في قصة يوسف عليه السلام قدر الله له أمورا كثيرة خارجية عادت عاقبتها الحميدة على يوسف وأبيه عليهما السلام وكانت في مبدئها مكروهة ولكن كانت عواقبها أحمدَ العواقب ، وفوائدها أجلّ الفوائد ولهذا قال عليه السلام :" إن ربي لطيف لما يشاء " أي أن هذه الأشياء التي حصلت لطفٌ لطفه الله له فاعترف عليه السلام بهذه النعمة.ولطف الله بعبده وله باب واسع ، يتفضل الله تعالى بما شاء منه على من يشاء من عباده ممن يعلمه محلا لذلك وأهلا :فمن لطفه بعباده المؤمنين أنه جل وعلا يتولاهم بلطفه فيخرجهم من ظلمات الجهل والكفر والبدع والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة.ومن لطفه بهم أنه يقيهم طاعة أنفسهم الأمارة بالسوء فيوفقهم لنهي النفس عن الهوى ، ويصرف عنهم السوء والفحشاء مع توافر أسباب الفتنة وجواذب المعاصي والشهوات ؛ فيمنّ عليهم ببرهان لطفه ونور إيمانه فيدعونها مطمئنة لتركها نفوسهم ، منشرحة بالبعد عنها صدورهم.ومن لطفه بعباده أنه يقدر لهم أرزاقهم بعلمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتِهم؛ فقد يريدون شيئا وغيره أصلح ؛ فيقدر لهم الأصلح وأن كــرهوه لــطفاً بهم. قال تعالى: " الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز"ومن لطفه جل وعلا بهم : أنه يقدر عليهم أنواعا من المصائب وضروبا من البلايا والمحن سوقاً لهم إلى كمالهم وكمال نعيمهم.ومن لطفه بعبده -سبحانه- أن يقدر له أن يتربى في ولاية أهل الصلاح والعلم والإيمان ، وبين أهل الخير ليكتسب من أدبهم وتأديبهم. وأن ينشأ كذلك بين أبوين صالحين ، وأقارب أتقياء ، وفي مجتمع صالح.ومن لطفه بعبده أن يجعل رزقه حلالاً في راحة وقناعة يحصل به المقصود ولايشغله عما خلق له من العبادة والعلم والعمل به ، بل يعينه على ذلك.ومن لطفه بعبده أن يقيض له إخوانا صالحين ورفقاء متقين يعينونه على الخير ويشدون من أزره في سلوكه سبيل الاستقامة والبعد عن سبل الهلاك والانحراف.ومن لطفه-جل وعلا- بعبده أن يبتـليه ببعض المصائب فيوفـقه للقيام بوظيفة الصبر فيها ، فيُـنيله رفيع الدرجات وعالي الرتب .ومن لطفه سبحانه بعبده أن يكرمه بأن يوجد في قلبه حلاوة روح الرجاء وانتــظار الفرج وكشف الضر؛ فيخف ألمه وتنشط نفسه.قال ابن القيم رحمه الله: ( فإن انتـــظاره ومطالعته وترقبه يخفـف حمل المشقة ولاسيما عند قوة الرجاء أوالقطع بالفرج ؛ فإنه يجد في حشو البلاء من رَوح الفرج ونسيمه وراحته ما هو من خفي الألطاف، وما هو فرج مُعـجل ، وبه وبغيره يُعرف معنى اسمه اللطيف ) أ.هـ
    كم هو نافع بالعبد أن يعرف معنى هذا الاسم العظيم ودلالته ، ليحقـق الإيمان به ، ويقوم بما يقتضيه من عبودية لله فيملأ قلبه رجاءً وطمعاً في نيل فضل الله ، متحرياً في كل أحواله الفوز بالعواقب الحميدة ، واثقاً بربه اللطيف ومولاه الكريم بالنعم السوابغ والعطايا. ومن يتحرّ الخير يُعطه ، ومن يتوقّ الشر يوقه. والفضل بيد الله وحــده يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
    فقه الأسماء الحسنى . أ.د عبدالرزاق البدر حفظه الله
    _____________

    (1 ) أخرجه ابن المبارك في «الزهد» ( ص 280_ رقم 814) ، والفريابي في «فضائل القرآن» (ص- 197_ رقم 78) ، وأبو عبيد في «فضائل القرآن» (ص 36_ رقم 80) وابن أبي شيبة (10_ 485_ رقم 10067) كلهم من طريق سفيان، عن أبي إسحاق عن مرة .... وفيه عنعنة السبيعي وهي هنا من رواية سفيان فهي مأمونة انظر " سلسلة الآثار الصحيحة " : (ج1 _ ص 151_ 143) . للداني آل زهوي .
    (2 ) انظر المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز .
    (3 ) تفسير القرطبي .
    ................

    للباطل صولة عند غفلة أهل الحق

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •