الدكتور: صالح صواب.
تأملات سورة الكهف: (9)
قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا} [الكهف:9].
بداية قصة أصحاب الكهف، وقد سميت هذه السورة بسورة الكهف؛ لورود هذه القصة فيها.
وفي هذه الآية خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والمعنى: أتظن يا محمد أن هذه القصة مع ما فيها من العجَب والغرابة هي أعجب آياتنا؟ كلا.. فليس ذلك بعجيب في قدرة الله تعالى، وليست أحداث هذه القصة أعجب آية من آيات الله، بل هناك ما هو أعجب منها.
إن قصة أصحاب الكهف قصة عجيبة جدا، أن يمكث هؤلاء الفتية ثلاثمائة وتسع سنين وهم رقود، يتقلبون يمينا وشمالا، ثم يبعثهم الله تعالى، بعد أن مضت أجيال عديدة، فهذه آية من أعظم الآيات، وهي تستحق التأمل والعجب.
غير أن عجائب قدرة الله لا تنتهي، فليست هذه بأعجب الآيات، وليست بأعجب من خلق السموات والأرض، وتسخير الشمس والقمر، وخلق الإنسان، وخلق آدم من تراب، وخلق عيسى، ولهذا قالت الملائكة لامرأة إبراهيم عليه السلام (سارة) بعد أن تعجبت من ولادتها مع كبر سن زوجها، وكونها عقيما لا تنجب: {قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} [هود:73].
فلا شيء مستحيل في إرادة الله تعالى، {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} [البقرة:117].
وهذا حال أصحاب الكهف والرقيم، ليسوا بأعجب الآيات.
والكهف هو الغار في الجبل، وهو الذي آوى إليه الفتية.
والرقيم: أشهر ما قيل فيه أنه لوح من حجارة، كتبوا عليه أسماءهم ووضعوه على باب الكهف، فهو رقيم، أي: مرقوم، بمعنى: مكتوب.
منبر علماء اليمن:
http://olamaa-yemen.net/main/article...ticle_no=12619