في نشوة الفكر الإسلامي وازدحام الآراء الموافقة والمخالفة لنا , يظهر " خُلُق " غيرُ مرضيٍ في شريعتنا الرائعة ألا وهو " التقديس أو التهميش لرموز الحق والدعوة ".

حينما يُصدر الرمز الدعوي رأياً له تتجاذبه وجهات النظر, فمنهم الموافق , ومنهم المخالف , ومنهم من يغلو جداً في القبول أو الرفض.

وفي وجود مثل ذلك الاضطراب في الموقف كان لزاماً أن نذكر بوجوب الأدب في التعامل مع ذلك الرمز , بغض النظر عن فكرته أو اطروحته .

إن أوقات الموافقة لها أدب جُبلنا عليه؛ لأننا نُحب من يوافقنا , فتجدنا نبتسم وندعو لكل من يتبنى رأينا وفكرتنا, بل قد نغلو فيه ونجعله سيدنا وابن سيدنا, وفي نفس الوقت لو خالفنا هذا الرمز أو غيره في موقف آخر فالويل له ثم الويل له .

عجيبةٌ هي أخلاق بعضنا, كأنها أخلاق مزاجية لا تنطلق من القواعد القرآنية والنبوية .

إن الذوق الأدبي يلزمك أن تترقى في مدارج السلوك وترتفع إلى معالم الأخلاق المحمدية .

مهلاً يا حبيبنا.. لازال ذلك الرمز يوافقك في كثير من أصول الدين وقواعده العظام, فهل سقطتُهُ أو سقطاتُهُ تُوجب أن نُخرجه من دائرة " الإيمان أو الإسلام " أو حتى " الأخوة في الله " ؟

تمهَّل في تهميشك لرموز الدعوة والإصلاح .

إن رسالتي هذه لا تعني أن نوافقه في رأيه , بل لك الحق في أن تنتقد من تشاء , ولكن بالأدب النبوي وليس بالقناعات السلوكية التي تتجاذبها أهواء النفس الأمارة بالسوء - أحياناً .

ما أجمل أن يكون الخلاف مع من نحب يتسم بأرقى الآداب وأجمل الأخلاق .

ثمة قواعد وأسس أحببت التذكير بها على اختصار شديد :

1. التثبت من الفعل أو القول أو الرأي المنسوب لذلك الشخص .
2. حسن الظن به .

3. التماس العذر له .

4. مراسلته أو مكالمته لمعرفة وجهة نظره .

5. عدم الكلام في عرضه بسبب الخطأ الذي وقع فيه .
6. نقدك للفكرة أو القول لا يعني أن تُلصق الفسق والفجور بذلك الشخص .


7. اترك بينك وبينه مساحة كافية في الحب والمراجعة , ومايدريك ماذا تُخبَّأ الأيام لكما .
8. ادع له في مواطن الاستجابة فلعل الله يمنحه التوفيق والرجوع للحق .

9. يبقى أنه أخانا , ولو اختلفنا معه في تلك المسألة .

همسة : لا تكن عونا للشيطان على أخيك أو شيخك فلا أحد معصوم .