تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تصحيح لفظ " وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك "

  1. #1

    افتراضي تصحيح لفظ " وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك "

    أخرج مسلم(1847) حدثني محمد بن سهل بن عسكر التميمي حدثنا يحيى بن حسان ح وحدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا يحيى (وهو ابن حسان) حدثنا معاوية ( يعني ابن سلام ) حدثنا زيد بن سلام عن أبي سلام قال : قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشر فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر ؟ قال: (نعم) قلت: هل من وراء ذلك الشر خير ؟ قال: (نعم) قلت: فهل من وراء ذلك الخير شر؟ قال: (نعم)؛ قلت: كيف ؟ قال: (يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس) قال قلت: كيف أصنع ؟ يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: (تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع)
    قال الدارقطني في الإلزامات والتتبع (ص 181) - فيما انتقده على مسلم-: وأخرج مسلم حديث معاوية بن سلام عن زيد (ابن سلام) عن أبي سلام قال : قال حذيفة : فذكر الحديث ثم قال: (وهذا عندي مرسل، أبو سلام لم يسمع من حذيفة ولا من نظرائه الذين نزلوا بالعراق لأن حذيفة توفي بعد قتل عثمان بليال وقد قال فيه حذيفة فيدل على إرساله).
    وقال المزي في ترجمة أبي سلام (روى عن حذيفة ويقال مرسل)، وقال ابن حجر: أرسل (أبو سلام) عن حذيفة وأبي ذر وغيرهما، وأيد ذلك العلائي في جامع التحصيل في الرواة (المحكوم على روايتهم بالإرسال)!
    وقال الشيخ مقبل الوادعي في تحقيقه للإلزامات والتتبع (ص182) : (وفي حديث حذيفة هذا زيادة ليست في حديث حذيفة المتفق عليه وهي قوله (وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك)! فهذه الزيادة ضعيفة لأنها من هذه الطريق المنقطعة).
    قال الإمام النووي في " شرح صحيح مسلم " (12/ 237 ـ 238) بعد أن ساق كلام الدارقطني وهو كما قال ، لكن المتن صحيح متصل بالطريق الأولى، وإنما أتى مسلم بهذه متابعة كما ترى، وقد قدمنا في الفصول وغيرها أن الحديث المرسل إذا روي من طريق آخر متصلاً تبينا به صحة المرسل ، وجاز الاحتجاج به ، ويصير في المسألة حديثان صحيحان " ا.هـ .
    قلت: والرواية وإن كانت منقطعة إلا أن لها شاهد صحيح.
    شاهد لحديث أبي سلام عن حذيفة رضي الله عنه:
    قلت: وبالبحث وجد لحديث أبي سلام شاهد صحيح ؛ بيانه ما هو آت:
    أخرج عبد الرزاق في المصنف(11 / 341) برقم(20711) قال أخبرنا معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم الليثي عن خالد بن خالد اليشكري قال: خرجت زمن: فتحت تستر حتى قدمت الكوفة؛ فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل صدع من الرجال حسن الثغر يعرف فيه أنه من رجال الحجاز؛ قال فقلت: من الرجل؛ قال القوم: أو ما تعرفه؛ قال قلت: لا ؛ قالوا: هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم؛ قال: فقعدت وحدث القوم أن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر فأنكر ذلك القوم عليه؛ فقال لهم: إني سأحدثكم ما أنكرتم من ذلك جاء الإسلام حين جاء فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية وكنت قد أعطيت في القرآن فهما فكان رجال يجيئون فيسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير وأنا أسأله عن الشر فقلت: يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله؟ قال: نعم؛ قال قلت: فما العصمة يا رسول الله؟ قال: السيف؛ قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال: نعم تكون إمارة على أقذاء وهدنة على دخن؛ قال قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم ينشأ دعاة الضلالة؛ فإن كان لله في الأرض يومئذ خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك فالزمه وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة؛ قال قلت: ثم ماذا ؟ قال: ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار من وقع في ناره وجب أجره وحط وزره ومن وقع في نهره وجب وزره وحط أجره؛ قال قلت: ثم ماذا؟ قال: ينتج المهر فلا يركب حتى تقوم الساعة "
    حديث حسن: أخرجه أحمد(23429) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ عَنْ خَالِدِ بْنِ خَالِدٍ الْيَشْكُرِيِّ به.
    وأخرجه البغوي في شرح السنة(4219) من طريق عبد الرزاق به.
    وأخرجه أحمد برقم(23430) حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ.
    وأخرجه أبو داود (4244) حدثنا مسدد قال ثنا أبو عوانة عن قتادة عن نصر بن عاصم عن سبيع بن خالد.
    وأخرجه أبو داود(4245) حدثنا محمد بن يحيى بن فارس ثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن نصر بن عاصم عن خالد بن خالد اليشكري بهذا الحديث.
    وأخرجه أبو داود(4246) حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال ثنا سليمان يعني ابن المغيرة عن حميد عن نصر بن عاصم الليثي قال: أتينا اليشكري.
    وأخرجه الحاكم(4 /431) برقم(8332) من طريق أبي عوانة به.
    وأخرجه أحمد(23449) حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ الْيَشْكُرِيِّ عَنْ حُذَيْفَةَ.
    وأخرجه أحمد (23425) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ قَالَ سَمِعْتُ صَخْرًا يُحَدِّثُ عَنْ سُبَيْعٍ .
    وأخرجه أحمد (23428) حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ عَنْ صَخْرٍ عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ الضُّبَعِيِّ فَذَكَرَهُ وَقَالَ وَإِنْ نَهَكَ ظَهْرَكَ وَأَكَلَ مَالَكَ.
    وأخرجه أحمد (23427) حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنِي أَبِي حَدَّثَنِي أَبُو التَّيَّاحِ حَدَّثَنِي صَخْرُ بْنُ بَدْرٍ الْعِجْلِيُّ عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ الضُّبَعِيِّ فَذَكَرَ مِثْلَ مَعْنَاهُ.
    وأخرجه بن أبي شيبة في المصنف(38268) حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ نَجِيحٍ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنْ صَخْرِ بْنِ بَدْرٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ سُبَيْعٍ ، أَوْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ.
    وأخرجه أبو داود الطيالسي (443) قال حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن سبيع بن خالد قال وحدثنا حماد بن زيد أو أبو عبيد عبد الوارث وحماد بن نجيح كلهم عن أبي التياح يزيد بن حميد الضبعي عن زيد بن صخر عن سبيع بن خالد أو خالد بن سبيع.
    ترجمة خالد(سبيع) بن خالد اليشكري:
    اليشكرى وهو خالد بن خالد أو سبيع بن خالد وبعضهم يقلبه فيقول خالد بن سبيع؛ ولعل سبيع لقبه وخالد اسمه.
    قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (3 /326): خالد بن خالد اليشكرى روى عن حذيفة روى عنه نصر بن عاصم سمعت أبى يقول ذلك.
    وقال أيضاً ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل(4 / 309): سبيع بن خالد اليشكرى بصري روى عن حذيفة روى عنه نصر بن عاصم وصخر بن بدر سمعت أبى يقول ذلك.
    وثقه ابن حبان والعجلي وذكره البخاري في التاريخ الكبير(4 /206)؛ وقال ابن حجر في تقريب التهذيب (2210): سبيع بن خالد ويقال خالد بن سبيع ويقال خالد بن خالد اليشكري البصري مقبول من الثانية.
    وقال في تهذيب الكمال(10 /204)برقم(2182) : سبيع بن خالد ويقال خالد بن اليشكري البصري ويقال سبيع بن خالد وخالد بن سبيع بالشك ويقال غير ذلك .
    روى عن حذيفة بن اليمان في الفتن د س ؛ روى عنه صخر بن العجلي د وعلي بن زيد بن جدعان وقتادة ونصر بن عاصم الليثي د س؛ وقيل فيه سبيعة بن خالد ولا يصح؛ ذكره بن حبان في كتاب الثقات؛ روى له أبو داود بالوجهين جميعا والنسائي وسماه خالد بن خالد.
    وبناء على ما تقدم علمنا أن الحديث رواه عن خالد بن سبيع ثلاثة هم:
    (1) نَصْرِ بْنِ عَاصِمٍ اللَّيْثِيِّ (2) عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ (وهو ابن جدعان) (3) صَخْرُ بْنُ بَدْرٍ الْعِجْلِيُّ.
    ونصر بن عاصم وثقه النسائي وابن حبان؛ روى له البخاري في كتاب رفع اليدين فى الصلاة، والباقون سوى الترمذي، وروى له أبو جعفر الطحاوى.
    وعلى بن زيد ضعيف من قبل حفظه؛ وصخر وثقه بن حبان وذكره أبو حاتم الرازي ولو يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً، وقال ابن حجر مقبول، وقال بعض النقاد بجهالته لأنه لم يرو عنه إلا أبو التياح.
    وبمتابعة الثلاثة لبعضهم تبين أن الحديث حسن لذاته إن لم يصل لرتبة الصحيح لغيره؛ لا سيما وعلى بن زيد متكلم فيه من جهة ضبطه لا من جهة العدالة فمثل هذا إذا توبع من مثله؛ فحديثه يصل لرتبة الحسن ؛ فكيف إذا توبع من مثل نصر بن عاصم وقد وثق وصخر بن بدر وهو مقبول.
    والحديث صححه الحاكم ووافقه الذهبي؛ وحسنه الألباني في صحيح أبي داود.
    اعتراض:
    اعترض بعض الناس على لفظة: "فإن كان لله في الأرض يومئذ خليفة" وقالوا : بأنها منكرة؛ وبناءا عليه ردوا الحديث وطعنوا فيه؛ وليس فيها ما ينكر؛ لأنه ليس المقصود وجود خليفة يخلف الله والعياذ بالله من هذا المعنى، وإنما المقصود وجود خليفة للمسلمين يحكمهم بحكم الله فوجب لزومه وطاعته وإن جار وحاد وظلم. والله أعلم.
    حققه أبو عاصم البركاتي المصري
    ****

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    غزة - صانها الله -
    المشاركات
    1,629

    افتراضي رد: تصحيح لفظ " وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك "

    أحسن الله إليك ونفع بك ، فالحديث صحيح بلا شك ولا ريب .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •