أهل العلم على مر التاريخ كانت لهم أسباب تبقي علمهم وتنشره في البلاد, ولعل من أعظم هذه الأسباب هو وجود الطلاب المخلصين الذين يتنافسون في خدمة الشيخ في حياته , ونشر علمه بعد وفاته.
ومن جميل ما يُذكر هنا ما قاله الإمام الشافعي رحمه الله تعالى : كان الليث بن سعد أفقه من مالك إلا أنه ضيعه أصحابه . تهذيب الأسماء واللغات (1 / 544).
وهذا الأثر من كلام الشافعي يؤكد ما أشرنا له سابقاً , فتأمل لتدرك أهمية الأصحاب والطلاب للشيخ وللعالم وللداعية وللخطيب والإمام .
إن مما يؤسف له أن ترى مجموعة من الطلاب ليس لهم أي جهد في خدمة الشيخ مما يجعل الشيخ تشغله همومه عن بعض البرامج العلمية والدعوية وبالتالي فسوف نخسر مجموعة من المشاريع الكبرى .
إن خدمة العلماء والدعاة يوفر لهم مساحة كثيرة من الوقت ليضيفوا الجديد والمفيد في خدمة الدين وأهله .
إن من صور الاحترام والتقدير للعلماء والدعاة أن نتفانى في خدمتهم بقدر ما نستطيع وعلى حسب التخصص الذي نتقنه .
وهذه الخدمة للشيخ ليست مقصورة على الجانب العلمي له, بل يشمل خدمته في كل جوانب الحياة لكي نمنح الشيخ الوقت الكافي والذهن الصافي ليتفرغ للعلم والتعليم وما يتبع ذلك من برامج .
أمثلة توضيحية :
- هناك أحد محبي الشيخ ويعمل في الخطوط الجوية, فهذا يقوم بخدمة الشيخ من ناحية الرحلات وما يتعلق بها .
- وآخر: له ملكة في اللغة الانجليزية فهذا قد يفيد شيخه في ترجمة بعض الرسائل للغة الأخرى لتخدم المتحدثين بغير العربية .
- وثالث : يجيد الطباعة ومجالات الإنترنت والأجهزة الذكية, فهذا يخدم شيخه عبر الطباعة وتيسير التعامل مع الأجهزة الحديثة وما تحتاجه من قواعد عملية وطرق قد لا يستوعبها الشيخ ويتقنها .
- ورابع : قد يتميز بالتصوير والإخراج الفني المرئي أو الصوتي، فهذا لا شك أنه سيساهم في نقل فكرة الشيخ وعلمه ودعوته للآخرين عبر المقاطع المرئية أو المسموعة مما سيؤثر بلاريب في سرعة انتشار الدعوة وتميزها .
وهكذا تتنوع الصور والأعمال في خدمة العلماء والدعاة, مما سيضع بصمة كبيرة في تاريخنا العلمي والدعوي حيث تمت الاستفادة من كل الطاقات في السير بعجلة الخير نحو الأمام .
ومضة : اقترب من شيخك الآن وتعرف كيف تستطيع أن تخدمه, واحتسب الأجر من الله تعالى, وتأكد أنك حينما تهمله فسوف يضيع على الأمة تراثاً علمياً كبيراً. سددك ربي وحفظك .