قال الشيخ أبو إسحاق الحويني في النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة
:
156- (( لاَ يَكمثلُ الإيمانُ بِاللهِ ، حَتى يَكونَ فِيهِ خَمسُ خِصالٍ : التَّوكُلُ عَلَى اللهِ ، وَالتَّفويضُ إلى اللهِ ، وَالتَّسلِيمُ لأمرِ اللهِ ، وَالرِّضَا بِقَضاءِ اللهِ ، وَالصَّبرُ عَلَى بَلاءِ اللهِ . إنَّهُ مَن أحبَّ للهِ ، وَأبغضَ للهِ ، وَأعطَى للهِ ، وَمَنعَ للهِ فَقدِ استَكملَ الإيمانَ )) . (1)
__________
(1) 156- ضعيف جداً .أخرجه الخطيب في (( التاريخ )) ( 9/ 444) وعنه ابن الجوزي في (( الموضوعات )) ( 1/ 136) ، من طريق أبي القاسم زيد رفاعة الهاشمي ، حدثنا محمد بن يحيى ، حدثنا عبد الله بن المعتز ، حدثنا عفان بن مسلم ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن رجل ، عن نافع ، عن ابن عمر مرفوعاً فذكره .قال الخطيب : (( هذا الحديث باطل بهذا الإسناد ، وابن المعتز لم يكن ولد في وقت عفان بن مسلم ، فضلا عن أن يكون سمع منه ، وأراه من صنعة زيد بن رفاعة ، فإنه كان يضع الحديث )) أ ه* .ولجزئه الأول طريق آخر عن ابن عمر مرفوعاً .أخرجه البزار ( ج 1/ رقم 29) من طريق سعيد بن سنان ، عن أبي الزاهرية ، عن كثير بن مرة ، عن ابن عمر مرفوعاً : (( خمس من الإيمان ، من لم يكن فيه شيء منه ، فلا إيمان له : التسليم لأمر الله ، والرضا بقضاء الله ، والتفويض إلى أمر الله ، والتوكل على الله ، والصبر عند الصدمة الأولى
..... الحديث )) .قال البزار : (( علته سعيد بن سنان)) .قلت : وسنده واه .وسعيد بن سنان ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم .وقال البخاري ومسلم وابن حبان ، وأحمد بن صالح . (( منكر الحديث )) .وتركه النسائي ، بل اتهمه الدارقطني بوضع الحديث .وقال ابن معين : (( لا يعتبر بحديثه )) .أما آخر الحديث : (( أنه من أحب الله ..... الخ )) فهو صحيح ، وله شواهد منها :عن أبي أمامة ، - رضي الله عنه - مرفوعاً : (( من أحب لله ، وأبغض لله ، وأعطى لله ، ومنح لله ، فقد استكمل الإيمان)) .أخرجه أبو داود ( 4681) ، والطبراني في (( الكبير )) ( ج 8/ رقم 7613 ، 7737 ، 7738 ) ، والبيهقي في (( الاعتقاد )) ( 178-179) ، والبغوي في (( شرح السنة )) ( 13/ 54) ، والشجري في (( الآمالي )) ( 2/ 140 ، 150 ، 152 ) من طريق يحيى بن الحارث ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبي أمامة مرفوعاً به .وهذا سند حسن لأجل القاسم بن عبد الرحمن 0عن معاذ بن أنس مرفوعاً بنحوه وفيه : (( وأنكح لله )) .أخرجه الترمذي ( 2521) ، وأحمد ( 3/ 440) ، والحاكم ( 2/ 164) من طريق أبي مرحوم ،عبد الرحيم بن ميمون ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه به .قال الترمذي : (( هذا حديث حسن )) .قلت : يعني لأجل شواهده . ...... == وأبو مرحوم يضعف من قبل حفظه . وسهل بن معاذ ضعفه ابن معين وابن حبان ، ووثقه العجلي . فمثله يقوى في الشواهد .ومع ذلك يقول الحاكم : (( صحيح على شرط الشيخين )) !! والغريب أن يوافقه الذهبي !! فسبحان من لا يضل ولا ينسى .وقد رواه زبان بن فائد ، عن سهل بن معاذ به .أخرجه أحمد ( 3/ 438) ، والطبراني في (( الكبير )) ( ج 20/ رقم 412) من طريق ابن لهيعة ، عن زبان به .وسنده ضعيف لأجل ابن لهيعة ، وزبان . وتقدم الكلام في سهل بن معاذ .عن ابن مسعود ، - رضي الله عنه - مرفوعاً : (( أوثق عرى الإيمان ، الحب في الله ، والبغض في الله )) .أخرجه الطيالسي ( 378) ، والطبراني في (( الكبير )) ( ج 10/ رقم 10531) ، وفي (( الصغير )) ( 1/ 223- 224 ) ، والحاكم ( 2/ 480) من طريق الصعق بن حزن ، عن عقيل بن يحيى ، عن أبي إسحاق الهمداني ، عن سويد بن غفلة ، عن ابن مسعود وساق حديثا طويلا .قال الطبراني : (( لم يروه عن أبي إسحاق إلا عقيل ، تفرد به الصعق )) .وقال الحاكم : (( صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه )) !!فتعقبه الذهبي : (( قلت : ليس بصحيح ، فإن الصعق وإن كان موثقاً فإن شيخه منكر الحديث ، قاله البخاري )) .قلت : وأبو إسحاق : هو السبيعي ، مدلس ، وكان اختلط .ولكن أخرجه الطبراني في (( الكبير )) ( ج 10/ رقم 10357) من طريق بكير بن معروف ، عن مقاتل بن حيان ، عن القاسم بن عبد الرحمن ، عن أبيه عبد الله بن مسعود مرفوعاً بنحوه .قال الهيثمي ( 7/ 260- 261) : (( رواه الطبراني بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح ، غير بكير بن معروف . وثقه أحمد وغيره ، وفيه ضعف )) .فهذا يصلح في الشواهد والمتابعات .وله شاهد من حديث البراء بن عازب- رضي الله عنه - .أخرجه أحمد ( 4/ 286) ، والطيالسي ( 747) ، وابن أبي شيبة في (( الإيمان )) ( 110) ، وابن قدامة في (( المتحابين في الله )) ( رقم 5) من طريق ليث بن أبي سليم ، عن عمرو بن مرة ، عن معاوية بن سويد بن مقرن ، عن البراء بن عازب مرفوعاً بنحوه .قال العراقي في (( المغني )) ( 2/ 157) : (( فيه ليث بن أبي سليم ، مختلف فيه )) .وفي الباب عن أبي ذر- رضي الله عنه - .أخرجه أبو داود ( 4599) ، وأحمد ( 5/ 146) بسند ضعيف . ...... =
= وجملة القول : أن آخر الحديث صحيح لأجل هذه الشواهد . والله أعلم .