يشغلني منذ فترة معرفة معنى ميتتة جاهلية فيسر الله لى معرفتها فأحببت أن أنفع به إخواني
بسم الله
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"من كره من أميره شيئا فليصبر ، فإنه من خرج من السلطان شبرا مات ميتة جاهلية "
رواه البخاري.
ما معنى ميتة جاهلية؟
هل معناها احباط العمل؟
ام انها بنفس معنى الجاهلية في حديث ابي ذر في البخاري: " إنك امرو فيك جاهلية ".
وجزاكم الله خيرا.
قوله : ( فميتته جاهلية ) في رواية للبخاري " مات ميتة جاهلية " .
وفي رواية له أخرى " فمات إلا مات ميتة جاهلية " .
وفي رواية لمسلم : " فميتته ميتة جاهلية " وفي أخرى له من حديث ابن عمر : { من خلع يدا من طاعة الله لقي الله ولا حجة له , ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية } وفي الرواية الأخرى من حديث ابن عباس المذكور : { فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية }
قال الكرماني : الاستفهام هنا بمعنى الاستفهام الإنكاري : أي ما فارق الجماعة أحد إلا جرى له كذا أو حذف ما فهي مقدرة أو إلا زائدة أو عاطفة على رأي الكوفيين , والمراد بالميتة الجاهلية وهي بكسر الميم أن يكون حاله في الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال وليس له إمام مطاع لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك , وليس المراد أن يموت كافرا بل يموت عاصيا .
ويحتمل أن يكون التشبيه على ظاهره , ومعناه أنه يموت مثل موت الجاهلي وإن لم يكن جاهليا , أو أن ذلك ورد مورد الزجر والتنفير فظاهره غير مراد , ويؤيد أن المراد بالجاهلية التشبيه ما أخرجه الترمذي وابن خزيمة وابن حبان وصححه من حديث الحارث بن الحارث الأشعري من حديث طويل , وفيه : { من فارق الجماعة شبرا فكأنما خلع ربقة الإسلام من عنقه } وأخرجه البزار والطبراني في الأوسط من حديث ابن عباس , وفي سنده جليد بن دعلج وفيه مقال , وقال : من رأسه بدل من عنقه . قوله : ( فوا ببيعة الأول فالأول ) فيه دليل على أنه يجب على الرعية الوفاء ببيعة الإمام الأول , ثم الأول ولا يجوز لهم المبايعة للإمام الآخر قبل موت الأول .
نيل الأوطار للشوكاني
معنى حديث: ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) بن العثيمين
معنى حديث: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)
السؤال
حديث: ( من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) ما معنى هذا الحديث؟
الجواب
معناه: أنه يجب على الإنسان أن يجعل له إماماً، ولا يحل لأحد أبداً أن يبقى بلا إمام؛ لأنه إذا بقي بلا إمام بقي من غير سلطان، ومن غير ولي أمر، والله -عزَّ وجلَّ- يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ } [النساء:59].
وهذا الذي مات وليس في عنقه بيعة شاذٌّ خارجٌ عن سبيل المؤمنين؛ لأن المؤمنين لا بد أن يكون لهم أمير مهما كانت الحال، فإذا خالَفَ هذا وشذَّ صار خارجاً عن سبيل المؤمنين .
فمعنى كون هذه الميتة ميتة جاهلية لموافقتها لما كان عليه أهل الجاهلية من عدم تأمير أمير عام يسمع له ويطاع، وليس هذا من الكفر.
قال شيخ الإسلام: بين أنه إن مات، ولا طاعة عليه مات ميتة جاهلية
، فإن أهل الجاهلية من العرب ونحوهم لم يكونوا يطيعون أميرا عاما
على ما هو معروف من سيرتهم. وانظر الفتوى رقم 117439. ومن
صحت إمامته وانعقدت له البيعة واجتمع عليه الناس ولو كان
متغلبا بالقهر فإنه يجب الدخول في طاعته وعدم شق عصا المسلمين
بالخروج عليه. وكلام الأئمة في هذا كثير منتشر. ثم إنه لا تجوز طاعته
في معصية الله تعالى، ويجب نصحه بما أمكن من النصح إذا فعل ما
هو خلاف الشرع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: الدين النصيحة. قالوا:
لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين
وعامتهم. رواه مسلم.
والله أعلم.
منقول من عدة مواقع للفائدة