القتال المشروع والقتال غير المشروع
إعداد/محمد المصري.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
فنعرض في هذا المقال تعريف القتال المشروع والقتال غير المشروع والفرق بينهما.
أولاً-القتال المشروع
- له عدة صور منها:-
-1القتال حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله وهو أشرف أنواع القتال والجهاد ،ويشمل قتال المشركين كافة،والملحدين، وأهل الكتاب المحاربين متى توافرت القدرة على القتال.
2-قتال المارقين.....وهما نوعان:-
أ-من مرق من السنة وأشهر السيف وباين المسلمين وقاتل على بدعة مثل الخوارج والروافض وطوبي لمن قتلهم أو قتلوه.
ب-المتغلبين أصحاب الراية العميّة أو الذين يقاتلون على الملك والعصبية ومحض الدنيا ويخرجون على الأمر الواحد الجميع ،ويفرقون كلمة المسلمين ودولتهم
بانقسامهم ،وهؤلاء القاتل والمقتول منهم في النار وطوبي لمن قتلهم أو قتلوه من أهل الحق.
-3قتال المرتدين....لقوله صلى الله عليه وسلم ( من بدل دينه فاقتلوه) والحديث فى الصحيحين)و سواء كانت ردة عن أصل الدين أو الشرائع أو ردة إلى بدعة مكفرة مثل البهائية أو الدروزية،يقول الطاهر بن عاشور رحمه الله فى التحرير والتنوير(وحكمة تشريع قتل المرتد " مع أن الكافر بالأصالة لا يقتل " أن الارتداد خروج فرد أو جماعة من الجامعة الإسلامية فهو بخروجه من الإسلام بعد الدخول فيه ينادي على أنه لما خالط هذا الدين وجده غير صالح ووجد ما كان عليه قبل ذلك أصلح فهذا تعريض بالدين واستخفاف به وفيه أيضا تمهيد طريق لمن يريد أن ينسل من هذا الدين وذلك يفضي إلى انحلال الجامعة فلو لم يجعل لذلك زاجر ما انزجر الناس ولا نجد شيئا زاجرا مثل توقع الموت فلذلك جعل الموت هو العقوبة للمرتد حتى لا يدخل أحد في الدين إلا على بصيرة وحتى لا يخرج منه أحد بعد الدخول فيه وليس هذا من الإكراه في الدين المنفي بقوله تعالى ( لا إكراه في الدين ) على القول بأنها غير منسوخة لأن الإكراه في الدين هو إكراه الناس على الخروج من أديانهم والدخول في الإسلام وأما هذا فهو من الإكراه على البقاء في الإسلام)ا.ه.
-4قتال الممتنعين عن الشرائع.....وهم الذين لا يبدلون الشرائع،ولكن يمتنعون عن أدائها امتناعا جماعياً أو يتمالؤن على ذلك ويتقوى بعضهم ببعض كما فى قتال أبي بكر الصديق رضي الله عنه للممتنعين عن أداء الزكاة .
-5قتال البغاة بعد الصلح...وهؤلاء قوم لهم تأويل فى الخروج على الإمام الواجب الطاعة له(الإمام المتحقق له صفة الشرعية من حيث قبول شرع الله ورفض ما سواه)فالواجب أن يدعوا إلى الصلح فإن بغوا بعد ذلك وجب قتالهم.
-6دفع الصائل....من قتل غيلة فهو شهيد ،ومن قتل دون ماله فهو شهيد ،ومن قتل دون نفسه فهو شهيد،ومن قتل دون عرضه فهو شهيد،هذا القتال بشكل عام جائز ما لم يؤد إلى فتنة يتسع مداها ،فإذا خيف ذلك ،فكن عبد الله المقتول لا عبد الله القاتل وذلك بين المسلمين،أو غير المسلمين أو المارقين فيجب القتال إذا كانت هناك قدرة عليه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله (والصائل المعتدى يستحق دفعه سواء كان مسلما أو كافرا وقد قال النبى من قتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد ) مجموع الفتاوى ج19.
7-قتال أهل الحرابة وقطع الطريق.
ثانياً:- القتال غير المشروع1-قتال الفتنة...عندما يقع بين فئتين صالحتين من صالحي المسلمين على غير مقصد منها بسبب بعض عناصر الفتنة،فالواجب رأب الصدع والسعي في الصلح وعدم المشاركة فى القتال إلا بقصد رجوع الفئة الباغية حتى تفئ إلى أمر الله،يقول تعالي(وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين (الحجرات 9)
يقول تعالى ذكره : إن طائفتان من أهل الإيمان اقتتلوا فأصلحوا أيها المؤمنون بينهما بالدعاء إلى حكم كتاب الله والرضا بما فيه لهما وعليهما وذلك هو الإصلاح بينهما بالعدل { فإن بغت إحداهما على الأخرى } يقول : فإن أبت هاتين الطائفتين الإجابة إلى حكم الله له وعليه وتعدت ما جعل الله عدلا بين خلقه وأجابت الأخرى منهما { فقاتلوا التي تبغي } يقول : فقاتلوا التي تعتدي وتأبى الإجابة إلى حكم الله { حتى تفيء إلى أمر الله } يقول : حتى ترجع إلى حكم الله الذي حكم في كتابه بين خلقه { فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل } يقول : فإن رجعت الباغية بعد قتالكم إياهم إلى الرضا بحكم الله في كتابه فأصلحوا بينها وبين الطائفة الأخرى التي قاتلتها { بالعدل } يعني بالإنصاف بينهما وذلك حكم الله في كتابه الذي جعله عدلا بين خلقه)(الطبري تفسير آية9 من سورة الحجرات).
-2قتال الفتنة بين عناصر صالحة من المسلمين قبل الاجتماع على إمام بسبب بعض الطموحات الشخصية التي تؤثر على وحدة المسلمين ،فالواجب اعتزال القتال والسعي لجمع الكلمة.
-3قتال الفتنة بين عناصر المتغلبين أصحاب الراية العميّة والقتال على محض الدنيا وهؤلاء القاتل والمقتول منهم في النار.
-4 قتال البغاة قبل الصلح.
-5القتال بدعاوى الجاهلية وهذا قد يقرّب بصاحبه من الكفر ولهذا الأمر ضوابطه.
-6ما يقع بين الناس من الشرور في حياتهم اليومية ،فينبغي مراعاة المسلم في دمه وماله وعرضه والامتناع عن إراقة الدماء ،ولو أدى ذلك إلى إزهاق النفس،و"كن عبد الله المقتول" ما لم يؤد ذلك إلى جبروت ،أو يحمل الإنسان ما لا يطيق .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــ
ثبت المراجع:-
-1القرآن الكريم.
-2التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور.
3-مجموع الفتاوى ج19 شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
-4-تفسير الطبري.