سأضع-إن شاء الله- في هذا الموضوع بعضَ الأسئلة والإشكالات التي ستقابلني في (موطأة الفصيح) ضبط الشيخ عبد الله الحكمي
◘ قال ابنُ المرحل-رحمه الله- :
أبرق وأرعد يا يزيد إنني ... ليس الوعيد ضائري فأمعن
وفي نسخة (ب): أرعد وأبرق
وأظن أن النسخة الثانية أولى، حيث إن بيت الكُمَيْت:
أرعد وأبرق يا يزيـ ... ـد فما وعيدك لي بضائر
وابن المرحل كان حريصا على الحفاظ على ألفاظ الشواهد ما أمكن، فما رأيكم ؟
.
___________________________
◄كنت قد عرضت بعض الأسئلة على أبي مالك فأجابني بهذه الأجوبة[من خلال الرسائل ثم أراد أن تكون الأسئلة بعد ذلك على العام لتعم الفائدة].
س: أرجو أن تذكروا لي معنى هذا البيت:
وقد عضِضت أي شددت بفمي ... أو بيدي أو بسواها فاعلمِ
ج: هذا الموضع يا أخي الكريم من المواضع المشكلة؛ كما قال الشارح (ابن الطيب الفاسي) رحمه الله في شرح الموطأة :
(( وظاهر قوله "أو بيدي أو بسواها" أن العض هو الجس بالفم وبغيره من اليد ونحوها وهو مخالف لما أطبق عليه الأئمة وصرح به جميعهم من تخصيص العض بالفم أو ما اشتمل عليه من الأسنان واللسان فقط ولم يسم أحد قبض اليد ونحوه عضا فليتأمل والله أعلم )).
ومعلوم أن صاحب الفصيح لم يفسر العض وإنما قال (وعضضت أعض) فقط.
س: قال ابن المرحل -رحمه الله-:
وقد ضننت أي بخلتُ بَخَلا .... والأمر إن عم فقل قد شَمَلا !
هل ضبط الشيخ صحيح؟
أليس الفصيحُ : شَمِلا ؟! وكيف سينظم ابنُ المرحل اللغة الأخرى؟!
ج: نعم كلامك صحيح، ولعلك تراجع النظم على الفصيح مع كل محفوظ جديد حتى يطمئن قلبك.
ومثاله في ذلك أيضا قول الناظم:
(( وقد نشدت ناقتي نشدانا ......... ونشدة طلبتها إعلانا
....
فإن تكن عرفتها ...
فأنت قد أنشدتها يا منشد ... ))
جاءت في المطبوعة (فأنت قد نشدتها) وهو غلط واضح؛ لأن الباب باب فعلت وأفعلت باختلاف المعنى.
ومثاله أيضا قول الناظم:
وجئت من أجلي ومن جرايا ............ وجئت من إجلك يا مولايا
جاءت في المطبوعة (من أجلك) بالفتح، ولو كان كذلك لكان تكرارا بلا فائدة، والمنصوص عليه في الفصيح (من أجلك ومن إجلك) بالفتح والكسر.
س: قال ابن المرحل -رحمه الله-
وكلها تقول فيه يفعُل ... بالضم لكن في الصبا يحتمل
الذي وجدته صبت تصبو ... ؟
ج: وفقك الله، وهذا ما وجدته أنا أيضا، لكن قال ابن جابر في حلية الفصيح:
كل بضم العين في المضارع .......... وفي الصبا وجه بكسر واقع
ومجرد وجدان الضم لا ينفي وجود غيره كما هو واضح.